الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يعني الاشتراك في النبوة أو الخلافة بعده، فقال عليه السلام لو سألني سيابة من الأرض ما فعلت. والسيابة بسين مهملة وخفة تحتية فألف فموحدة فتاء تأنيث القطعة هكذا فسره ابن حديدة وفسره البرهان بالبلح، تبعا للقاموس وهو أبلغ قاله الزرقاني.
ونص الكتاب على ما فى المواهب بعد البسملة: من محمد رسول الله إلى هوذة بن علي سلام على من اتبع الهدى، واعلم أن ديني سيظهر إلى منتهى الخف والحافر فاسلم تسلم، وأجعل لك ما تحت يدك، فلما قدم سليط بالكتاب أنزله وحباه واقترأ عليه الكتاب، وقال سليط يا هوذة إنك سودتك أعظم حائلة أي بالية وأرواح فى النار وإنما السيد من امتع بالإيمان ثم زود بالتقوى إن قوما سعدوا برأيك فلا تشقين به وإني ءامرك بخير مأمور به وأنهاك عن شر منهي عنه، آمرك بعبادة الله وأنهاك عن عبادة الشيطان فإن فى عبادة الله الجنة وفى عبادة الشيطان وبينك كشف الغطاء وهول المطلع. فقال سليط يا هوذة سودني من لو سودك شرفت به، وقد كان لى رأي أختبر به الأمور ففقدته فموضعه من قلبي هواء اجعل لى فسحة يرجع إلى رأيي فأجيبك به فرد ردا دون رد. أي ردا فيه لطف دون الرد بعنف. وكتب إليه صلى الله تعالى عليه وسلم ما أحسن ما تدعو إليه والعرب تهاب مكاني فاجعل لى بعض الأمر أتبعك، وأجاز سليطا بجائزة وكساه أثوابا من نسج هجر بفتحتين فقدم على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بذلك فقال لو سألني سيابة من الأرض ما فعلت باد وباد ما فى يديه. فلما انصرف عليه السلام من الفتح جاءه جبريل عليه السلام فأخبره أن هوذة قد مات على كفره، فقال عليه السلام
إما أن اليمامة سيظهر فيها كذاب
يتنبأ يقتل بعدي وظهر بها مسيلمة لعنه الله تعالى وقتل انتهى.
وهوذة هو بفتح الهاء وسكون الواو وذال معجمة كما قاله البرهان تبعا للجوهري. وقال الدميري بضم الهاء. وقوله إلى منتهى الخف
والحافر أي يصل إلى أقصى ما يصل إليه الإبل والخيل وحياة بموحدة أعطاه واقترأ الكتاب، قرأه، وهجر بلد باليمن واسم بجميع أرض البحرين كما فى القاموس، وباد بالموحدة هلك، أنظر الزرقاني.
وللعراقي:
(وأرسل السليط لليمامة
…
لهوذة ملك بنى حنيفة)
(وأكرم الرسول إذ انزله
…
وقال ما أحسن ما تدعو له)
(وسال ان يجعل بعض الأمر
…
له فلم يعط قضى فى الكفر)
ويعطى مبني للمعفول وقضى مات وفاعليه ضمير عائد على هوذة وملك بفتح الميم وسكون اللام وهوذة بدل من قوله لليمامة بتقدير مضاف أي لصاحب اليمامة هوذة.
(ثم إلى البلقا شجاعا أرسله) البلقاء هي عمان كشداد بلد بالشام. قال المناوي سميت بالبلقاء بن سورة من بنى غسان. وشجاعا بضم الشين منصوب بمحذوف يفسره أرسل المشغول بالضمير وهو شجاع بن وهب بن ربيعة بن أسد بن صهيب بن ملك بن كثير بن دودان بن أسد بن خزيمة أحد السابقين هجر إلى الحبشة الهجرة الثانية وشهد بدرا والمشاهد كلها واستشهد باليمامة. يعنى أنه صلي الله تعالى عليه وسلم أرسل شجاع بن وهب الأسدي إلى عمان البلقاء من أرض الشام وبعث معه كتابا إلى الحارث بن أبي شمر بكسر الشين المعجمة وسكون الميم وبالراء الغساني وكان أميرا بفوطة دمشق من جهة قيصر، فلم يؤمن وهلك على كفره عام الفتح. وغوطة بضم الغين المعجمة وسكون الواو وطاء مهملة وتاء تأنيث مدينة بدمشق كثيرة الماء والأشجار أنظر الزرقاني.
ولفظ الكتاب على ما فى المواهب بعد البسملة: من محمد رسول الله صلي الله تعالى عليه وسلم إلى الحارث بن أبي شعر سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله وصدق، فإني أدعوك إلى أن تومن بالله وحده لا شريك
له يبقى لك ملكك انتهى كلامه.
فانتهى إليه شجاع وهو بغوطة دمشق مشغول بتهيئة الأموال والألطاف إلى قيصر وهو آت من حمص الى إيلياء، قال شجاع فأقمت على بابه يومين أو ثلاثة فقلت لحاجبه إني رسول رسول الله إليه، فقال لى لا تصل إليه حتى يخرج يوم كذا وكان حاجبه روميا اسمه مري بكسر الميم إليه حتى يخرج يوم كذا وكان حاجبه روميا اسمه مري بكسر الميم مخففا سألني عنه صلي الله تعالى عليه وسلم وكنت أحدثه فيرق حتى يغلبه البكاء ويقول اني قرأت فى التوراة صفة هذا النبي فأنا أو من به وأصدقه وأنا أخاف الحارث بن أبي شمر أن يقتلني. قال شجاع وكان يعني الحاجب يكرمني ويحسن ضيافتي ويخبرني باليأس من الحارث، قال فخرج الحارث يوما فوضع التاج على رأسه فآذن لى فدفعت إليه الكتاب فقرأه ثم رمى به وقال من ينزع مني ملكي أنا سائر إليه ولو كان باليمن علي بالنسا فلم يزل جالسا حتى الليل وأمر بالخيل أن تنعل ثم قال أخبر صاحبك بما ترى وكتب إلى قيصر بخبري فصادفه بإيلياء وعنده دحية عنده كتابه صلي الله تعالى عليه وسلم فكتب إلى الحارث أن لا تسر إليه ووافني بإيلياء، قال ورجع الكتاب وأنا مقيم، فقال لى متى تريد أن تخرج إلى صاحبك؟ قلت غداء فأمر لى بمائة مثقال ذهب ووصلني مري بنفقة وكسوة وقال اقرأ علي رسول الله منا السلام وأخبره أني متبع دينه فأخبرته عليه السلام فقال باد ملكه وأقرأته من مري السلام وأخبرته بما قال فقال صلي الله تعالى عليه وسلم صدق. أنظر الزرقاني.
فائدة:
ما مر من أن شجاع بن وهب أرسل إلى الحارث بن أبي شمر هو الذى في المواهب وصدر به العراقي ثم ذكر انه قيل إنه أرسل إلى جبلة بن الأيهم الغساني ونصه:
(كذا شجاع الأسدي يلقى
…
الحارث الغساني ملك البلقى)