المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(أما سراريه سوى القبطية…فهي ثلاث - نزهة الأفكار في شرح قرة الأبصار - جـ ٢

[عبد القادر المجلسي]

فهرس الكتاب

- ‌ سرية عبد الله بن عتيك

- ‌ سرية عبد الله بن رواحة

- ‌ قصة عكل وعرينة

- ‌ بعث عمرو بن أمية

- ‌وابتاع قيس بن سعد الجواد بن الجواد جزرا

- ‌ ثم بعث خالد سيف الله

- ‌ ثم بعث قيس بن سعد بن عبادة

- ‌ ثم سرية عبد الله بن عوسجة

- ‌ ثم سرية علي بن أبي طالب

- ‌ شكرتك يد افتقرت بعد غنى

- ‌(وقيل في النضير مع واد القرى…قاتل

- ‌ وأما غزوة الغابة

- ‌(بيان أزواج النبي المصطفي

- ‌(وهاجرا فى الدين هجرتين

- ‌ومن مناقبها أنه شهد بدرا سبعة من أهلها:

- ‌ أن أبا سلمة هو أول من هاجر إلى المدينة

- ‌الوصيلة الناقة التى وصلت بين عشرة أبطن

- ‌ الحمد لله الملك القدوس، السلام

- ‌(بيان أولاد النبي أحمدا

- ‌والجمهور على أن مريم لم تكن نبية

- ‌ أن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي

- ‌ أما حسن فإن له هيبتى وسؤددي وأما حسين فإن له جودى وجرأتى

- ‌(بيان أعمام النبي المصطفي

- ‌ حمزة أسد الله وأسد رسوله

- ‌وكان عمر يستسقي بالعباس عام الرمادة

- ‌(عماته صفية المبره

- ‌(أخواله الأسود مع عمير

- ‌(بيان ما له من الموالي

- ‌(أما سراريه سوى القبطية…فهي ثلاث

- ‌(بيان حراس النبي المصطفى

- ‌ وقصة اليهودي الذي أظهر الإسلام والتنسك

- ‌(بيان رسل المصطفى لمن ملك: )

- ‌ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، من محمد

- ‌ إلى المقوقس بعد البسملة من محمد

- ‌ لطيفة وهي إسلام صحابي على يد تابعي

- ‌ إما أن اليمامة سيظهر فيها كذاب

- ‌ وهو أول من بنى مسجدا فى أرض الكفر

- ‌ من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب:

- ‌(بيان من كان من الكتاب له

- ‌ وقتله بعد أن أحرم فى صلاة الصبح أبو لؤلؤة فيروز

- ‌ احذر لئلا تهلك أن تعتقد أن أحدا من الصحابة

- ‌ أمه سمية فكانت أول شهيد في الإسلام

- ‌ وروى إنها القرية التي كانت حاضرة البحر

- ‌(بيان من يقطع بالجنان…لهم

- ‌ وهو أول من أذن للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم

- ‌ جبريل أعان حسان بسبعين بيتا

- ‌(بيان ما له من السلاح)

- ‌ لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي

- ‌ من الأسياف السبعة التي أهدت بلقيس إلى سليمان

- ‌ درع داوود التي لبسها حين قتل جالوت

- ‌ إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك

- ‌ فراش للرجل وفراش لامرأته والثالث للضيف

- ‌ كسري وقيصر على الخز والديباج

- ‌ فطلبته الناس يحملون عليه موتاهم

- ‌ لأن صيانة العرض بترك سنة واجب

- ‌ النعل]

- ‌(بيان بعض معجزات المصطفى

- ‌ ولنذكر أولاً حديث مسلم في الإسراء

- ‌ من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين

- ‌ اقتلع قرى قوم لوط وحملها على جناحه

- ‌ لم يكن الوجوب مبرماً

- ‌ وذكره ابن الجوزي في الموضوعات فأخطأ

- ‌ أن فيه لعنكبوتاً أقدم من ميلاد محمد

- ‌ الحمد لله الذي سلبهما كسرى بن هرمز

- ‌ والأصح أنها نعجة بيضاء

- ‌ وأما سجود الجمل له فعن أنس

- ‌ لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه

- ‌ لا حاجة لي بهما وجدت الله خيراً لي منهما

- ‌ بل تغرسني في الجنة فيأكل مني أولياء الله

- ‌ وكان عتبة أطيب منهن ريحاً مع أنه لا يمس طيباً

- ‌ودعا لمعاوية بالتمكين في البلاد فنال ذلك

- ‌ فجاء الأسد يتشمم وجوههم حتى ضرب عتيبة

- ‌ وهاتان العلامتان لم تكونا منذ خلقت الدنيا

- ‌ ومنها أن آدم وجميع المخلوقات خلقوا لأجله

- ‌(ذكر وفاته صلاة ربه…عليه

- ‌ اللهم في الرفيق الأعلى

- ‌ من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره

- ‌ من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات

- ‌(وجاء الخضر…معزيا لهم

- ‌(يا روضة طاب منها الرق والقلم

- ‌ من رآه بديهة هابه

- ‌ لولا هو عليه السلام ما خلق قمر ولا شمس ولا بر

- ‌تقول فيه بلسان ناعت…أبلج وجه

- ‌ من العباد من ينسى الله حفظته ذنوبه

- ‌ الراحمون يرحمهم الله

الفصل: ‌(أما سراريه سوى القبطية…فهي ثلاث

وقيل اعتقها وتزوجها واقتصر عليه ابن الأثير وقال الواقدي انه الأثبت عند أهل العلم. وعند العراقي أنه الأرجح والله تعالى أعلم.

(خضرة، رضوى) أي أي ومنهن خضرة ومنهن رضوى. قال المناوي وهي بفتح الراء والواو ذكرها المستغفري وابن سعد انتهى كلامه.

(فعوا حسبانه) هو أمر من وعاه إذا حفظه وحسبان بضم الحاء وكسرها العد أي فاحفظوا يا مخطابين حد ما ذكر من مواليه ومولياته.

فوائد:

- الأولى قال النووي اعلم ان هؤلاء الموالي لم يكونوا موجودين فى وقت واحد للمصطفى بل كانوا كل منهم بعصر نقله غير واحد.

الثانية لم يذكر الناظم أنه صلى الله تعالى عليه وسلم تسرى بغير مارية القبطية فقد تسرى بثلاث سواها ذكرها فى المواهب وهي ريحانة وأمة أخرى وهبتها له زينب بنت جحش والرابعة أصابها فى بعض السبي انتهى قوله وأخرى وهبتها له زينب. قال فى النور لا أعرف اسمها وفيه تقصير ففي الإصابة ان اسمها بقيسة. وقوله الرابعة أي بالنظر لمارية قال البرهان لا أعرف اسمها. قال أبو عبيد وكانت جميلة فكادها نساؤه وخفن أن تغلبهن عليه انتهى من الزرقاني. قال جامعه فقد نظمتهن تسهيلا للحفظ فقلت:

‌(أما سراريه سوى القبطية

فهي ثلاث

فلها المزيه)

(ريحانة ميمونة وأخرى

لا أعرف اسمها وحازت فخرا)

(فكاداها نساؤه وخفنا

من حسنها عليه ان يغلبنا)

(وكون أولاها من السراي

خلافه لابن الأثير جار)

(وقوله رجحه العراقي

مخالفا للمذهب الاسحاقي)

المزية الفضيلة وقوله وحازت فخرا أي شرفا، لجمالها، وقوله يغلبن

ص: 176

بالبناء للمفعول والضمير المجرور بعلى للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم وهو متعلق بيغلبن أي خفن أن تغلبهن هذه الجارية عليه صلى الله تعالى عليه وسلم. وقوله وكون أولاها يعنى ريحانة من السراري خلافه جار لابن الأثير، فإنه اقتصر على أنها من الزوجات ورجحه الواقدي وقول ابن الأثير هو الذي رجحه العراقي حال كونه مخالفا لمذهب ابن اسحاق فإنه جزم بأنها كانت توطأ بملك اليمين.

وللعراقي في عد الزوجات بعد ذكره لأمنا جويرية:

(فبعدها ريحانة المسيبة

وقيل بل ملك يمين فقط)

(لم يتزوجها وذاك أضبط)

قوله وذاك أي الأولى، وهو كونها زوجة أضبط أي أقوى وأصح أنظر المناوي.

قال الزرقاني والسراري بخفة الياء وشدها جمع سرية بضم السين وكسر الراء المشددة ثم تحتية مشددة مشتقة من التسرر وأصله من السر وهو من أسماء الجماع، سميت بذلك أنه يكتم أمرها عن الزوجة غالبا، وضمت سينها جريا على المعتاد من تغيير النسب للفرق بينها وبين الحرة إذا نكحت سرا، وقال الأصمعي مشتقة من السرور لأن مالكها يسر بها فضمها قياسي انتهى.

الفائدة الثالثة بقي كثير من الموالي لم يذكره الناظم وسأذكر من نظم العراقي ما تصمنه بعض من لم يذكر الناظم وإن كان فيه بعض من ذكرهم. فمن نظمه:

(ومن مواليه أبو مويهبه

حازوا به فخرا على المرتبه)

وهو من مولده مزينة ذكره ابن سعد والحاكم وقال شهد المريسع وكان يقود عائشة اشتراه المصطفى وأعتقه ولا يعرف له اسم غير كنيته

ص: 177

(أفلح مع أنجشة وأسلم

أيمن باذام وبدر حاتم)

(دوس قفير سابق روبيع

سعيد اثنان عبيد رافع)

(سندر سالم كريب عيلان

كذا عبيد الله سعد سلمان)

باذام بموحدة وذال معجمة وبدر هو ابن عبد الله وحاتم قال اشتراني صلى الله تعالى عليه وسلم فأعتقني وقال له حاتم لا أفارقك وإن أعتقتني ودوس ذكره ابن مندة وقفيز بفتح القاف وكسر الفاء آخره زاي وسابق بمهملة وموحدة ورويفع يماني ولا عقب له وقوله اثنان هما سعيد بن زيد ذكره الدمياطي وسعيد بن أبي كندر ذكره ابن الجوزي وسند بفتح المهملة وسكون النون وسالم ذكره أبو نعيم وكريب ذكره ابن الأثير، وغيلان ذكره ابن السكن وهو بفتح المعجمة وعبد الله هو ابن أسلم وسلمان هو الفارسي ذكره في مواليه لأنه أدى عنه كتابته وأعانه على العتق، قال النووي اتفقوا على أنه عاش مائتين وخمسين سنة وقيل عاش ثلاث مائة انتهى من المناوي.

وفي المواهب فى الموالي: وسلمان بن عبد الله الفارسي ويقال له سلمان ابن الإسلام وسلمان الخير أصله من أصبهان وقيل من رام هرمز أول مشاهدة الخندق ومات سنة أربع وثلاثين ويقال بلغ ثلاثمائة سنة انتهى مع بعض كلام الزرقاني. ورام هرمز بفتح الراء والميم بينهما ألف وضم الهاء والميم بينهما راء ساكنة وآخره زاي مدينة بأرض فارس مركبة تركيب مزج وينبغي كتابة رام منفصلة وهذا رواه البخاري فعلى المصنف مؤاخذته حيث جزم بالأول. ورفض الثاني. وروى الحاكم وابن حبان أنه كان ابن ملك وانه خرج في طلب الدين وانتقل من عابد على عابد وسمع به صلى الله تعالى عليه وسلم فخرج فى طلبه فأسر وبيع بالمدينة وتداوله بضعة عشر اشتغل بالرق وروي انه شهد بدرا

ص: 178

وعمر طويلا حتى قيل انه أدرك عيسى عليه السلام وقيل بل أدرك وصي عيسى وروى أبو الشيخ أن أهل العلم يقولون عاش سلمان ثلاثمائة وخمسين فاما مائتين وخمسين فلا يشكون فيها فيها وهذا فى عدهم سلمان من الموالي. أنظر فى قصة أنه لما قدم عليه السلام المدينة أتاه سلمان ورأى علامات النبوءة فأسلم فقال كاتب على نفسك فكاتب على أن يغرس ثلاثمائة نخلة أوقية من ذهب، فغرس عليه السلام الكل بيده فقال أعينوا أخاكم فأعانوه حتى أذى لك كله وعتق. انتهى المراد من الزرقاني.

ثم قال العراقي:

(محمد هو ابن عبد الرحمن

مكحول نافع نفيع وردان)

(هرمز واقد يسار شمعون

ضميرة فضالة وعمرون)

(كذا نبيه ونبيل وهلال

كذا أبو رافع آخر يقال)

(أبو البشير وأبو أثيبه

أبو لقيط وأبو صفية)

(كذا أبو الحمرا أبو سلام

مع أبي هند أي الحجام)

ومحمد هو ابن عبد الرحمن بن ثوبان ومكحول أورده المستغفري ونافع أبو السائب كان لغيلان بن سلمان فأسلم وغيلان مشرك ففر إلى المصطفى فأعتقه ووردان قال النيسابوري سباه المصطفى من الطائف وأعتقه ومات فى حياته. وهرمز ذكره النووي وجعله غير طهمنا الذى قيل فيه هرمز، وشمعون أبو ريحانة سرية المصطفى وضميرة بضم المعجمة ابن أبي ضميرة وعمرون قدم على عمر بن عبد العزيز وسأله حاجته فأجابه وقال لو سألتني إلى ان توارث بالحجاب ما منعت ونبيه مصغر، وقيل بوزن عظيم اشتراه من مولدي السراة وأعتقه ونبيل بفتح النون ذكره النووي وهلال بن الحارث ويقال بن ظفر أبو الجمل بجيم ولام والأكثر أبو الحمراء بحاء وراء وأبو رافع آخر أي غير أبي رافع أسلم المذكور وأبو البشير بفتح الموحدة وكسر المعجمة وأبو أثيبة بضم الهمزة وفتح المثلثة وأبو لقيط حبشي وأبو صفية ذكره ابن

ص: 179

عساكر، وأبو الحمرا بالقصر للضرورة هو هلال المار كما فى الإصابة وغيرها وأبو سلام بشد اللام أنظر المناوي، ونفيع بضم النون ابن مسروح بمهملات. روي انه قال أنا مولى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فإن أبى الناس إلا أن ينسبوني فأنا نفيع ابن مسروح كذا فى الزرقاني.

وفي المواهب ومنهم أبو الحمراء مولاه صلى الله تعالى عليه وسلم وخادمه واسمه هلال ابن الحارث أو ابن ظفرا ومنهم أبو السمح بفتح السين المهملة وسكون الميم فمهملة واسمه إياد.

تنبيه:

قول المناوي: وشمعون أبو ريحانة سرية المصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم انتهى ذكره الزرقاني نحوه عن السخاوي وابن سيد الناس لكن ذكر أن الشامي قال وهو وهم بلا شك: فإنه من النضير أو قريظة، فوالداها من بنى إسرائيل ولم يقل أحد أنه أسلم ولا أنه خدم النبي عليه السلام وأبو ريحانة المذكور فى الخدم أزدي أو أنصاري أو قرشي وجمع بين الأقوال بأن الأنصار من الأزد، ولعله حالف بعض قريش فهو غير والد ريحانة السرية قطعا. انتهى وهو تعقيب جيد. قاله الزرقاني.

وفيه فى موضع آخر أن الحافظ قال فى التبصير فى حرف الشين المعجمة واهمال العين فمارية بنت شمعون أم إبراهيم بن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وبمعجمتين أبو ريحانة الصحابي، شمعنون انتهى.

وذكر العراقي في الإماء: أميمة ذكرها ابن الأثير، وروي أنها قالت كنت أوضئ رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، ورزينة بفتح الراء وكسر الزاء وسكون التحتية فنون وقيل بزاي فراء حكاه فى الجوهرة

ص: 180

وركانة بضم الراء ذكره القداسي في سراريه عن أبي عبيدة. انتهى من المناوي.

(وكان من خدامه الأحرار

أنس ابن مالك الأنصار)

المجرور خبر كان واسمها أنس بالتحريك، والخدام بضم المعجمة وشد الدال جمع خادم والأحرار جمع حر وهو خلاف المملوك يعنى أنه كان ممن خدم النبي صلى الله تعالى وسلم من الأحرار، أنس بن مالك بن الضر، بالضاد المعجمة ابن خضم بن زيد بن حرام بن جندب ابن غنم بن عدي ابن النجار الأصناري الخزرجي النجاري أحد المكثرين من الرواة. وفى الصحابة أنس بن مالك القشري، فلذا قيل بالأنصاري، قاله الزرقاني شارحا لعبارة المواهب وهي كعبارة الناظم فلذا قيد هو بالأنصاري والله تعالى أعلم. وصح عنه أنه قال: قدم الني صلى الله تعالى عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشر سنين وأن أمه أم سليم بالتصغير بنت حرام أتت به النبي صلى الله تعالى عليه وسلم لما قدم فقالت هذا أنس غلام يخدمك فقبله وكنا عليه السلام أبا حمزة بالحاء والزاء بلغة كان يحبها ومازحه فقال له يا ذا الأذنين، وقال محمد بن عبد الله الأنصاري خرج أنس بن مالك معه لأنس أنه قال له أشهدت بدرا؟ قال وأين أغيب عن بدر لا أم لك. وإن لم يذكروه فى البدريين لأنه لم يكن فى سن من يقاتل.

وروى البخاري أنه غزا معه عليه السلام ثمان غزوات، ذكره فى الإصابة فدعا له صلى الله تعالى عليه وسلم فقال كما في المواهب اللهم أكثر ماله وولده وأدخله الجنة.

وقال أنس رأيت اثنتين وأنا أرجو الثالثة. فقال كما فى الزرقاني عن الطبراني فلقد دفنت من صلبي سوى ولد ولدي مائة وخمسة

ص: 181

وعشرين وإن أرضي لتثمر فى السنة مرتين وتوفي بالبصرة سنة ثلاثة وتسعين أو اثنتين وتسعين أو إحدى وتسعين فقد جاوز المائة بسنة أو بثلاث أو بسبع وقيل عمره مائة إلا سنة واحدة.

وروى ابن السكن عن ثابت: قال لى أنس هذه شعرة من شعر رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فضعها تحت لساني، قال فوصتها تحت لسانه فدفن وهي تحت لسانه أنظر الزرقاني.

والعراقي:

(فأنس الزمهم للخدمة

اسما وهند ولدا حارثة)

قال المناوي أي أول خدامه أنس بن مالك وكان ألزمهم بالخدمة، خدمه عشر سنين متوالية ودعا فقال اللهم أكثر ماله وولده وأدخله الجنة فدفن من صلبه نحو مائة وعاش نحو مائة، وصارت نخله تحمل السنة مرتين. انتهى.

وأسماء وهند أسليمان وهند من أصحاب الحديبية وهو الذى بعثه المصطفى لقوله يامرهم بصوم عاشوراء. وعن أبي هريرة ما كنت أرى أسماء وهند إلا خادمين للمصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم للزو مهما بابه قاله المناوي. وفي الزرقاني.

ومن خدامه صلى الله تعالى عليه وسلم أسماء وأخوه هند ابنا حارثة الأسلمي انتهى وياتيان للناظم.

قال أبو هريرة ما رأيت أحدا أشبه بصلاة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم من أنس.

(ثم ابن مسعود) ثم هنا للترتيب الإخباري أي ومن خدامه عليه السلام عبد الله بن مسعود بن غافل بالغين المعجمة والفاء ابن حبيب ابن شمخ بفتح المعجمة وسكون الميم فالخاء معجمة ابن فارعاء بألف فراء ابن

ص: 182

مخزوم بن صاهلة بن كامل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة فهو هذلي حليف لبني زهرة وأمه أم عبد ود، أسلمت وصحبت قاله الزرقاني وهو أحد السابقين الأولين. روى البغوي بسند صحيح أنه كان سادس الستة وهاجر الهجرتين وشهد بدرا والمشاهد كلها معه عليه السلام ولازمه وقال له أذنت لك أن ترفع الحجاب، وأمره أن يصعد شجرة فياتيه بشيء منها فنظر أصحابه إلى حموشة ساقيه فضحكوا فقال عليه السلام مم تضحكون لرجل عبد الله أثقل فى الميزان من أحد وقال من سره أن يقرأ القرءات غضا كما نزل فاليقرأه على قراءة ابن أم عبد. وقال أبو موسى قدمت أنا وأخي فمكثنا حينما نرى ابن مسعود إلا أنه من أهل البيت لما نرى من دخوله ودخول أمه على النبي صلى الله تعالى عليه وكان ابن مسعود صاحب الوسادة، وفى الصحيح الوساد بلا هاء وهما المخدة والمطهرة بالهاء وبلا هاء والسواك والنعلين وكان إذا قام النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ألبسه نعليه ثم ياخذ العصى فيمشي بين يديه وإذا جلس جعلهما فى ذراعيه كل فردة فى ذراع حتى يقوم قال الزرقانى وكان حكمة ذلك تخلية يديه لخدمته عليه السلام، أو شغلهما بالطاعة، وفضائله كثيرة. وتوفي وبالمدينة سنة اثنين أو ثلاث وقد جاوز الستين ودفن بالبقيع قاله الزرقاني.

(بلال) معطوف بحرف مقدر أي ومن خدامه بلاب بن رباح المؤذن مولي أبي بكر رضي الله تعالى عنهما وكان يلي أمر نفقاته عليه السلام ومناقبه كثيرة. قال عمر بن الخطاب أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا. (وأبو ذر) أي ومن خدمه عليه السلام أبو ذر الغفاري بمعجمة مكسورة المعروف بالزهد وصدق اللهجة أسلم قديما بمكة وأعلن بإسلامه بين قومه وضربوه فأجاره العباس ويقال انه اسلم بعد أربعة ورجع إلى بلاد قومه فأقام بها حتى هاجر صلى الله تعالى عليه وسلم، ومضت بدر وأحد ولم

ص: 183

تتهيأ له الهجرة إلا بعد ذلك وكان طويلا أسمر اللون حنيفا روى أحمد عنه إني لأقربكم مجلسا من رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يوم القيامة، وقال عليه السلام ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر. وقال علي أبو ذر وعاء ملئ علما، ثم أوكي عليه واختلف فى اسمه واسم أبيه والمشهور انه جندب بن جنادة بضم الجيم ابن السكن، وتوفي بالربذة بفتح الراء الموحدة والمعجمة بقرب المدينة انظر الزرقاني.

(ربيعة ابن كعب حسبوا) بالبناء للمفعول أي عدوا، وهو تميم ويصح أن يكون قوله ربيعة منصوب بحسبوا بعده وفاعله راجع إلى علماء السيرة، ومعناه عدوا والفعل كنصر يعنى أن ربيعة بن كعب عدة أهل السير فى خدمه صلى الله تعالى عليه وسلم، وكعب هو ابن مالك بن يعمر الأسلمي بالفتح نسبة إلى أسلم قبيلة من الأزذ، كان صاحب وضوئه عليه السلام بضم الواو والذى يباشره فيه بنحو صب الماء فغايرت خدمته صاحب المطهرة، وكان من أهل الصفة، ولم يزل معه صلى الله تعالى عليه وسلم حتى قبض، فنزل فى بلاد أسلم على بريد من المدينة فبقي إلى أيام الحرة وتوفى بعده سنة ثلاث وستين فى ذي الحجة أنظر الزرقاني.

وفي مسند أحمد عنه كنت أخدم المصطفى فقال سلني. فقلت أسألك أن تشفع لى وتعتقني من النار فصمت قليلا، ثم قال إن ي فاعل فأعني على نفسك بكثرة السجود انتهى من المناوي.

(وعقبة ابن عامر) أي ومن خدمه عليه الصلاة والسلام عقبة بالقاف ابن عامر بن عبس بفتح المهملة سكون الموحدة ابن عامرو بن عدي بن

ص: 184

عمرو بن رفاعة وكان صاحب بغلته ويقود به فى الأسفار رفقا به عليه السلام فى صعودها وهبوطها أو خروجها عن الطريق وكان عالما بالكتاب والسنة والفرائض شاعرا فصيحا مفوها بضم الميم اسم مفعول من فوهه الله أي قدره الله على النطق ووسع فمه، وهو جهني. وفي الصحابة عقبة بن عامر الأنصاري وعقبة بن عامر السلمي بضم السين فلو قيده الناظم بذلك كما فعل صاحب المواهب كان أولى وروي أنه قال بينما أنا أقود برسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فى نقب بفتح النون وسكون القاف أي طريق من تلك النقاب إذ قال لى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أركب يا عقبة فأجللت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أن أركب مركبه ثم أشفقت أن يكون معصية فركبت هنيهة تصغير هنة بزيادة الهاء أي شيئا يسيرا ثم ركب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم انتهى. ولى مصر لمعاوبة ومات سنة ثلاث وخمسين.

(وسعد) بسكون العين مولى أبي بكر الصديق وقيل اسمه سعيد بكسر العين فتحتية قاله المناوي وكان المصطفى تعجبه خدمته فقال لأبي بكر اعتقه فلزم خدمته.

(ذو مخمر) أي ومن خدمه صلى الله تعالى عليه وسلم ذو مخمر بكسر الميم وسكون المعجمة الحبشي ابن ابن أخ النجاشي أو ابن أختع وفد على المصطفى وخدمه ثم نزل الشام قاله المناوي. وفى الزرقاني ذو مخمر بالميم ويقال بموحدة ابن أخ النجاشي وابن أخته بعثه ليخدم الني صلى الله تعالى عليه وسلم نيابة عنه منه، وفيه نوع مخالفة لما قبله والله تعالى أعلم.

(أسماء ثم هند) أي ومن خدمه صلى الله تعالى عليه وسلم أسماء وهند أخوه وهما ابناء حارثة الأسلمي كما تقدم فى شرح بيت العراقي وهما رجلان كما علمت.

ص: 185

فائدة:

ترك الناظم من الخدام بكير بن شداخ بفتح المعجمة وشد الدال المهملة فخاء معجمة الليثي وأسلع بفتح الهمزة وسكون المهملة فلام فعين مهملة ابن شريك الأعرجي بالراء التميمي وروي أنه أشجعي وجمع بأنهما رجلان وأسلع صاحب راحلته عليها السلام كان يضع الرحل عليها وينزله عنها وفى الطبري عن أسلعع قال كنت أخدم النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وأرحل له فقال لى ذات يوم يا أسلع قم فارحل. فقلت يا رسول الله أصابتني جنابة. فسكت صلى الله تعالى عليه وسلم وأتاه جبريل بآية الصعيد قاله فى المواهب قال الزرقاني وفى إسناده الربيع بن بدر التيمي وهو متروك وعمر بن جراد وهو مجهول فهذا ضعيف ولا يعارض حديث عائشة فى الصحيحين فى سبب نزول الآية انتهى، وأربد هذا غير منسوب ومن زعم أنه ابن حبزة وابن حميد فقد وهم ذكره ابن مندة فى خدامه.

قال المناوي وترك أيضا الأسود والحدرجان ابني مالك الأسدي اليماني خدماه صلى الله تعالى عليه وسلم قاله الزرقاني والذى فى العراقي أن الأسود بن مالك والآخر ابن أخيه الحدرجاني واسمه جزر بن الحدرجان وللعراقي:

(ربيعة مع ابن مسعود أبو

ذر بكير ولليث نسب)

(وابن شريك أسلك فأربد

كذا ابن مالك والاسم أسود)

(وابن أخيه الحدرجان جزر

له بخدام النبي ذكر)

قال المناوي أي وكذا من خدامه الأسود بن مالك الأسدي اليماني ذكره ابن مندة وابن أخيه الحدرجان بحاء ودال وراء مهملات ابن مالك قيل إنما هو أخوه وبه جزم الحافظ بن حجر وجزر بفتح الجيم وسكون الراء وهو ابن الحدرجان ذكره ابن مندة انتهى، الحدرجان بالكسر كما فى

ص: 186

القاموس ومن خدامه أيضا معيقيب بكسر القاف فتحتية مصغرا فموحدة ويقال بلا ياء ثانية ابن أبي فاطمة الدوسي أسلم قديما وشهد المشاهد وهاجر الهجرتين وكان يلي خاتمه ومنهم قيس بن سعد بن عبادة وكان له بمنزلة صاحب الشرطة من السلطان وأقام فى خدمته عشر سنين أخرجه ابن عساكر قال المناوي. والشرطة قال الزرقاني بضم المعجمة والراء وقد تفتح الراء الواحد شرطي أي كان قيس بمنزلة كبيرهم وهم أعوان الولاة سموا بذلك لأنهم الأشداء الأقوياء من الجند وقيل لأنهم نخبة الجند، وشرطة كل شيء خياره وقيل لمن لهم علامات يعرفون بها. وفى البخاري قال أنس أن قيس بن سعد كان يكون بين يدي النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير انتهى.

ومن الخدام أيضا المهاجر مولى أم سلمة ومنهم ابن أم أيمن وهو أيمن بن عبيد بن زيد بن عمرو بن بلال الخزرجي كما نسبه ابن سعد وابن مندة وقال أبو عمر أيمن بن عبيد الحبشي وهو ابن ام أيمن وقد فرق ابن أبي خيثمة بين الحبشي وبين ابن أم أيمن، وهو الصواب فإن الحبشي أحد من جاء مع جعفر بن أبي طالب، من الحبشة، كما فى الإصابة انتهى من الزرقاني.

ومنهم ثعلبة بن عبد ارحمن الأنصاري كان يخدمه فبعثه فى حاجة فمر بباب رجل من الأنصار فرأى امرأته تغتسل فكرر النظر إليها فخاف أن ينزل فيه الوحي فهرب على وجهه ومات خوف من الله تعالى فى حياة المصطفى عليه السلام ومنهم نعيم مصغيرا ابن ربيعة الأسلمي. ومنهم سابق وسالم، ذكرهما من خدامه ابن عبد البر. وللعراقي:

(وسابق وسالم قد ذكرا

وقيل سلمى واعدد المهاجرا)

(قيس ابن سعد أيمن ثعلبة

كذا نعيم أبه ربيعة)

ص: 187