الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التحتية أي يسلم إليه الأمر ويملك في أمره أو يسلم عليه تسليم الوداع أو يخير بين الدنيا والآخرة وأوشك من الراوي قاله المصنف، فلما اشتكى وحضره القبض ورأسه على فخذي غشي عليه فلما أفاق شخص بفتحتين بصره نحو سقف البيت أي ارتفع ثم قال
اللهم في الرفيق الأعلى
، أي اجعلني في الرفيق الأعلى أو في بمعنى مع، فقلت إذا لا يختارنا، فعرفت أنه حديثه الذي كان يحدثنا وهو صحيح. وفي رواية أبي موسى أسأل الله الرفيق الأسعد مع جبريل وميكائيل وإسرافيل وظاهره أن الرفيق المكان الذي تحصل فيه المرافقة مع المذكورين أي في الآية مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين ومن الملائكة الثلاثة المذكورين في الحديث لا معهم فقط.
وقال ابن الأثير الرفيق الأعلى جماعة الأنبياء الذين يسكنون أعلى عليين وقيل المراد به الله تعالى، لأن الرفيق من أسمائه تعالى، وقيل المراد به حضرة القدس وهي الجنة وبه جزم الجوهري وابن عبد البر وغيرهما.
وفي الصحيحين وغيرهما عن عائشة قالت دعا النبي، صلى الله تعالى عليه وسلم، فاطمة في شكواه الذي قبض فيه وللكشميهني فيها فسارها بشيء فبكت ثم دعا فسارها بشيء فضحكت، فسألناها عن ذلك فقالت أي بعد وفاته سارني أنه يقبض في وجعه الذي توفى فيه فبكيت ثم سارني فأخبرني أنني أول أهله يتبعه فضحكت. وفي رواية للصحيحين عن مسروق عن عائشة أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية النبي، صلى الله تعالى عليه وسلم، فقال لها مرحبا بابنتي ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم سارها. ولأبي داوود والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم عن عائشة قالت ما رأيت أحداً أشبه سمتاً وهدياً ودلاً برسول الله، صلى الله تعالى عليه وسلم، في قيامها وقعودها من فاطمة، وكانت إذا دخلت على رسول الله، صلى الله تعالى عليه وسلم، قام إليها وقبلها وأجلسها في محله، وكان إذا دخل عليها فعلت ذلك، فلما مرض دخلت عليه فانكبت عليه فقبلته، قال القسطلاني
واتفقت الروايتان على أن الذي سارها به أولاً فبكت هو إعلامه إياها بأنه يموت من مرضه ذلك، واختلفا فيما سارها به فضحكت ففي رواية عروة أنه اخباره إياها بأنها أول أهله لحوقاً به وفي رواية مسروق أنه إخباره إياها بأنها سيدة نساء أهل الجنة، وجعل كونها أول أهله لحوقاً به مضموماً إلى الأول وهو الراجح، انتهى.
وقولها سمتا بفتح المهملة وسكون الميم ففوقية وهديا بفتح فسكون ودلا بفتح الدال المهملة وشد اللام والثلاثة عبارة عن الحالة التي يكون عليها الإنسان من السكينة والوقار وحسن السيرة والطريقة واستقامة المنظر والهيبة كما في النهاية، انتهى من المواهب وشرحها.
(ومدة السقم يد (
…
))
مدة مبتدأ وخبره قوله يد والسقم بضم السين المهملة وسكون القاف المرض، وفيه في غير هذا المرض التحريك أيضاً وكذلك العرب والعجم والرشد والبخل والشغل والعدم والسخط والحزن والولد فهذه الألفاظ فيها ضم الفاء مع سكون العين وفيها فتحهما معاً. ومعنى البيت أن مدة مرضه عليه السلام أربعة عشر يوماً أشار له بقوله يد، فالياء عشر والدال أربعة وهذا القول حكاه ابن الجوزي كما في المناوي وحكاه في المواهب بصغة التمريض فإنه قال واختلف في مدة مرضه فالأكثر أنها ثلاثة عشر يوماً وقيل أربعة عشر وقيل أثنا عشر وقيل عشرة أيام وأخرجه البيهقي بإسناد صحيح، انتهى.
وقال الزرقاني أن القول الذي صدر به في المواهب هو المشهور، قال وجمع شيخنا بجواز اختلاف أحواله في ابتداء مرضه فذكر كل منهم اليوم الذي علم بحصول ما رآه من حاله وشدة مرضه التي انقطع بها عن الخروج في بيت عائشة كانت سبعة أيام، انتهى.
وللعراقي:
(مرض في العشر الأخير من صفر
…
أقام في شكواه ذاك اثني عشر)
(أو عشرا أو أقام أربع عشرة
…
أو بثلاث عشرة قد ذكره)