الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بن المنذر، قاله على عادتهم في الجاهلية أن يكون لكل قبيلة رئيس ولما قالوا ذلك رد عليهم أبو بكر محتجا بالحديث الذي رواه نحو أربعين صحابيا الأئمة من قريش، وفي رواية الخلافة لقريش، والثلاثة التي اجتمعت لأبي بكر أحدهم ثاني اثنين إذ هما فى الغار، وثانيها إثبات الصحبة، والثالة إثبات المعية في قوله} إن الله معنا {، وقوله فيصل بالناس نقل الدمياطي أن أبا بكر صلى بالناس سبع عشرة صلاة أولها عشاء الجمعة وأخرها صبح الاثنين، وانتهى المراد من البيجورى.
(وجاء الخضر
…
معزيا لهم
على ما أثروا)
يعني أنه، -صلى الله تعالى عليه وسلم-، لما توفى جاء أبو العباس أحمد الخضر فسمعوا صوته من ناحية البيت معزيا لهم والتعزية هي الحمل على الصبر، ومعزيا حال من قوله الخضر، على نبينا وعليه الصلاة والسلام.
قوله ما أثروا أي العلماء أي علي ما نقلوه، وفي المواهب عن جعفر الصادق عن أبيه قال لما بقي من أجل رسول الله،-صلى الله تعالى عليه وسلم-، ثلاق ليال نزل عليه جبريل فقال يا محمد إن الله أرسلني إليك إكراما لك وتفصيلا وخاصة لك، يسألك عما هو أعلم به منك يقول لك كيف تجدك؟ فقال أجدني يا جبريل مغموما وأجدني يا جبريل مكروبا ثم أتاه في اليوم الثاني فقال له مثل ذلك ثم أتاه في اليوم الثالث فقال له مثل ذلك، ث استاذن فيه ملك الموت فقال جبريل يا محمد هذا ملك الموت يستأذن عليك ولم يستأذن على أدمي قبلك ولا يستاذن على أدمي بعدك، قال إيذن له، فدخل ملك الموت فوقف بين يديه فقال يارسول الله إن الله عز وجل أرسلني إليك وأمرني أن أطيعك في كل ما تامر إن أمرتني أن أقبض روحك قبضتها وإن أمرتني أن أتركها تركتها. قال وتفعل ذلك يا ملك الموت؟ قال نعم. أمرت أن أطيعك في كل ما أمرتني. قال جبريل يا محمد إن الله قد اشتاق إلي لقائك، قال -صلى الله تعالى عليه وسلم-، فامض يا ملك الموت لما أمرت به، فقال جبريل يارسول الله،
هذا آخر موطئي من الأرض إنما كنت حاجتي من الدنيا فقبض روحه. فلما توقى، -صلى الله تعالى عليه وسلم-، وجاءت التعزية سمعوا صوتا من ناحية البيت: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته،} كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة {إن في الله عزاء من ل مصيبة وخلفا من كل هالك، ودركا من كل فائت، قبالله فثقوا وإياه فارجوا فإنما المصاب من حرم الثواب. فقال علي أتدرون من هذا، هو الخضر عليه السلام، رواه البيهقي ورواه الحاكم. ولا يح لضعف سنده ولكنه وجد في مشهور من كتب الحديث.
وقالت عائشة ان من نعم الله علي أن رسول الله،-صلى الله تعالى عليه وسلم-، توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري بفتح فسكون فيهما. وفي رواية بين حاقنتي وذاقنتي بذال معجمة وقاف مكسورة والنحر موضع القلادة من الصدر والسحر الصدر، وفي الأصل الرئة والحاقنة بحاء مهملة وقاف مكسورة قيل طرف الحلقوم وقيل نقرة الترقوة وقيل تحت السرة وقيل غير ذلك. والذاقنة ما علا من الحلقوم والمراد أنه،-صلى الله تعالى عليه وسلم-، توفي ورأسه بين عنقها وصدرها ولا يعارض ما سبق من أن رأسه كان علي فخذها لأنه محمول على أنها رفعته من فخذها إلي صدرها، انتهى منها مع شرحها.
وأخرج أبو نعيم عن علي قال لما قبض،-صلى الله تعالى عليه وسلم-، صعد ملك الموت باكيا إلي السماء والذي بعثه بالحق نبيا لقد سمعت صوتا من السماء ينادي وا محمداه .. الحديث قاله في المواهب في محل بعد هذا وقوله عن جبريل هذا أخر موطئي من الأرض المنفي نزوله بالوحي المتجدد فلا ينافي ما ورد أنه ينزل ليلة القدر ويحضر قتال الكفار مع المسلمين ويحضر من مات على طهارة من المسلمين وياتي مكة والمدينة خروج الدجال ليمنعه منهما وينزل على عيسى لا بشرع جديد انظر الزرقاني.
فائدة:
قال ابن حجر في فتح الباري في كتب العلم وخضر بفتح أوله وكسر ثانيه أو بكسر أوله وإسكان ثانية ثبتت بهما الرواية وبإثبات الألف واللام فيه وبحذفها، انتهي.
واختلف فيه، فقيل نبي مرسل، وقيل نبي غير مرسل، وقيل ولي، قال الحافظ في الفتح في كتب أحاديث الأنبياء وذكر المنصف في هذا الباب حديث أبى هريرة إنما سمي الخضر لأنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز من خلفه خضرا زاد عبد الرزاق في مصنفه الفروة الحشيش الأبيض وما أشبهه، انتهي. وواقفه الحريري وقال ابن الأعرابي الفروة أرض بيضاء ليس فيها نبات وبهذا جزم الخطابي ومن تبعه. وعن مجاهد أنه سمي بذلك لأنه كان إذا صلى اخضر ما حوله، قال الحافظ وقد اختلف في اسمه قبل ذلك، وفي اسم ابيه وفي نسبه، وفي نبوءته وفي تعميره، فقال وهب بن منبه هو ليا بفتح الموحدة وسكون اللام بعدها تحتية وقيل اسمه إلياس وقيل اليسع وقيل عامر وقيل خضرون بن ملكان بن فالغ بن عامر بن سالخ بن ارفخشر بن سام بن نوح وعليه فولد قبل ابراهيم، لأنه يكون ابن عم جد إبراهيم وقد حكى الثعلبي قولين في كونه قبل الخليل أو بعده، قال وهب وكنيته أبو العباس وروى الدارقطني عن ابن عباس أنه ابن أدم لصلبه، وهو ضعيف وذكر أبو حاتم إنه ابن قابيل بن ءادم رواه عن أبي عبيدة وغيره وعن اسماعيل بن أبي أوس أنه ابن مالك بن عبد الله بن نضر بن الأزد وعن ابن لهيعة انه ابن فرعون نفسه وقيل ابن بنت فرعون وقيل ابن عابيل بن معمر بن عيصوا بن اسحاق بن إبراهيم وقيل كان أبوه فارسيا رواه الطبري.
وروى ابن إسحاق أن أدم أخبر بنيه عند الموت بأمر الطوفان ودعا لمن يحفظ جسده حتى يدفنه بالتعمير فجمع نوح بنيه لما وقع الطوفان وأعلمهم بذلك فحفظوه حتى كان الذي تولى دفنه الخضر، انتهى المراد
من كلام ابن حجر. وفي سنن ابن ماجه انه،-صلى الله تعالى عليه وسلم-، قال في مرضه إيها الناس إن أحد من الناس أو من المؤمنين أصيب بمصيبة فليتعزى بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري، فإن أحدا من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي، انتهى من المواهب.
وما أحسن قول القائل:
اصبر لكل مصيبة وتجلدي
…
واعلم بأن المرء غير مخلد
وإذا أتتك مصيبة تشجى بها
…
فاذكر مصابك بالنبي محمد
واصبر كما صبر الكرام فإنها
…
نوب تنوب اليوم تكشف في غد
وقال الأخر:
تذكرت أن قد فرق الدهر بيننا
…
فعزيت قلبي بالنبي محمد
وقلت لها إن المنايا سبيلنا
…
فمن لم يمت في يومه مات في غد
(وغسل المختار في الثياب)
يعني أنه-صلى الله تعالى عليه وسلم- لم يجرد من ثيابه التي مات فيها عليه السلام، بل غسل وهي عليه والمراد بها قميصه فالمراد بالجمع المفرد والله أعلم.
قال الحافظ العراقي:
غسل من بيره بئر غرس
…
ولم يجرد من قميص اللبس
قال المناوي في شرحه اللبس بضم اللام وروي ابن إسحاق عن عائشة لما أرادوا غسله،-صلى الله تعالى عليه وسلم-، قالوا ما ندري أنجرده من ثيابه كما نجرد موتانا أم نغسله بثيابه؟ ! فلما اختلفوا ألقي الله عليهم النوم حتى ما منهم رجل إلا وذقنه في صدره ثم كلمهم مكلم من ناحية البيت لا يدرون من هو اغسلوه وعليه ثيابه فغسلوه وعليه ثيابه يصبون الماء فوق القميص، انتهى.
ونحوه في المواهب وعزاه للبيهقي، إلا أن لفظه فغسلوه وعليه قميصه يضعون الماء فوق القميص ويدلكونه بالمقيص، وقوله غسل من بيره إلخ أي بوصية منه، رواه ابن ماجه عن علي مرفوعا إذا أنا مت فاغسلوني بسبع قرب من بيري بير غرس، وكانت بيرا لسعد بن خيثمة، وكان المصطفى،-صلى الله تعالى عليه وسلم-، يشرب منها، وغرس بفتح الغين المعجمة وسكون الراء فسين مهملة، انتهى من المناوي.
وذقنه هو بفتح الذال والقاف مجتمع لحييه، جمع القلة أذقان والكثرة ذقون كأسد وأسود، قاله في المصباح نقله الزرقاني وفي المواهب عن ابن ماجة فاغسلوني بسبع قرب من بير غرس، ثم قال وروى ابن النجار أنه عليه الصلاة والسلام قال رأيت الليلة أني على بير من الجنة، فأصبح علي بير غرس فتوضأ منها وبزق فيها، انتهى المراد منها.
وقوله من بيري أضافها إليه لأنه كان يشرب منها وبزق فيها وهي بقياء وحديث ابن ماجة سنده جيد، انتهى.
وغسل،-صلى الله تعالى عليه وسلم-، ثلاث غسلات الأولى بالماء القراح بفتح القاف أي الخالص الذي لم يخالطه كافور ولا غيره والثانية بالماء والسدر والثالثة بالماء والكافور وهو طيب معروف شجره بالهند والصين يظل خلقا كثيرا وتالفه النمور انظر الزرقاني.
(وولي الغسل من الأصحاب
…
علي والعباس ثم ابناه
قثم الفضل ومولياه
…
شقران مع أسامة)
يعني أن الذين تولوا غسله،-صلى الله تعالى عليه وسلم-، من أصحابه هؤلاء المذكورون وهم علي بن أبي طالب وهو الذي باشر الغسل وعمه العباس وابنه الفضل يعينانه في تقليب جسمه الشريف وقثم بضم القاف بن العباس ومولياه عليه السلام شقران بضم المعجمة وأسامة بن زيد وهؤلاء الثلاثة كانوا يصبون الماء وأعينهم مربوطة بعصابة وكان علي يدلكه بخرقة كما في العراقي، وقال ان ذلك من تحت
القميص ونصه بعد قوله ولم يجرد من قميص اللبس.
(يدلكه بخرقة علي
…
من تحته وهو له ولي)
قال المناوي من تحته أي القميص، وقوله وهو له ولي أي وعلي هو الذي تولى غسله،-صلى الله تعالى عليه وسلم-، بوصية منه كما رواه الواقدي عنه. وأخرج الحاكم عن عبد الله بن الحارث قال غسل رسول الله،-صلى الله تعالى عليه وسلم-، علي وعلى يد علي خرقة فأدخل يده تحت القميص يغسله والقميص عليه انتهى كلام المناوي.
وفي المناوي وغسله علي والعباس وابنه الفضل يعينانه وقثم وأسامة وشقران مولياه يصبان الماء وأعينهم معصوبة من وراء الستر لحديث علي لا يغسلني إلا أنت، فإنه لا يرى أحد عورتي إلا طمست عيناه رواه البزار والبيهقي وأخرج البيهقي عن الشعبي قال غسل علي النبي،-صلى الله تعالى عليه وسلم-، فكان يقول بأبي وأمي طبت حيا وميتا. وأخرج أبو داوود عنه ذهبت انظر ما يكون من الأموات فلم أر شيئآ وكان طيبا حيا وميتا، وفي رواية ابن سعد وسطعت ريح طيبة لم يجدوا مثلها وجعل على يده خرقة وأدخلها تحت القميص وذكر ابن الجوزي عن جعفر الصادق كان الماء يستنقع بكسر القاف أي يجتمع في جفونه،-صلى الله تعالى عليه وسلم-، فكان على يحسوه أي يشربه، انتهى المراد منها.
وقوله والعباس مبتدأ وابنه عطف عليه والخبر يعينانه أي في تغليب جسمه الشريف وضمير أعينهم للعباس ومن بعده لا لعلي، فإنه لم يعصب عينيه وطمست بفتح الطاء والميم زال ضوؤها وصورتها أى فإني أخشى على غيرك ان تحين منه لفتة فتطمس عيناه، وأما أنت يا علي فأعرف تحرزك عن ذلك فلا أخشى عليك.
وروي أن عليا نودي وهو يغسله أن ارفع طرفك نحو السماء خوفا أن يديم النظر إليه، وقوله سطعت أي ارتفعت قاله الزرقاني، قال مؤلفه سمح الله تعالى له وانظر ما مر عن البيهقي من أنهم يصبون فوق
القميص ويدلكونه بالقميص هل يخالف رواية ابن سعد والحاكم، من أن عليا كان يدلك بخرقة تحت القمبص أم لا، ولم يتعرضوا لذلك.
((
…
) وذكرا
…
أن ابن خولى معهم قد حضرا)
فكان ينقل الماء وقيل حضر ذلك المكان ولم يل شيئا، قوله ذكرا بصيعة المجهول يعني أن بعض أهل السير كالعراقي وابن سيد الناس وغيرهم قد ذكر أن هؤلاء المذكورين حضر معهم في غسله،-صلى الله تعالى عليه وسلم-، أوس بن خولى بفتح الخاء المعجمة وسكون الواو ومثناة تحتية ساكنة بعد اللام وهو خزرجي سالمي من بني عوف شهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها، قاله المناوي، وهذا الضبط هو الذي صدر به وعزاه للقطب الحلبي ونقل أيضا عن الشاطبي والزمخشري والعسكري أنه يفتح الخاء والواو وشدة الياء، انتهى.
وللعراقي:
(غسله علي والعباس
…
وقثم والفضل ثم ناس)
(أسامة شقران يصببان
…
الما وأوس حاضر المكان)
(وقيل كان ينقل الماء له
…
وأن عمه لم يشاهد غسله)
وأوس هو ابن خولى حاضر المكان، أي الذي غسل فيه من غير أن يلي وقيل كان ينقل الماء لغسله، روى البغوي عن ابن عباس كان الذي غسله،-صلى الله تعالى عليه وسلم-، علي والفضل فقالت الأنصار ناشدناكم الله فأدخلوا معهم رجلا يقال له أوس بن خولى وهو من أهل بدر، انتهى من المناوي.
وقال جسوس، قال في عيون الأثر غسله علي والعباس، وابناه الفضل وقثم ومولياه، وأسامه وشقران وحضرهم أوس بن خولى الأنصاري، انتهى. ثم قال جسوس إلا أن الذي باشر غسله علي، انتهى المراد منه فقول الناظم قد حضرا يصح أن يفسر بكل من القولين أي حضر معهم مكان الغسل من غير أن يلي شيئا، أو حضر وولي نقل الماء كما مر والله تعالى أعلم. ولم يذكر في المواهب حضور ابن خوالى وذكر أنهم حنطوا
مساجده ومفاصله ووضؤوا ذراعيه ووجهه وكفيه وقديمه وجمروه أي بخروه عودا وندا بفتح النون وتكسر، وشد الدال طيب معروف أو العنبر،-صلى الله تعالى عليه وسلم-، تسليما.
(وكفن المختار في أثواب
…
بيض ثلاثة بلا ارتياب)
يعني أنه،-صلى الله تعالى عليه وسلم-، كفن في ثلاثة أثواب بيض يمينة بلا ارتياب أي بلا شك.
(دون عمامة ولا قميص
…
ولا خياطة على المنصوص)
معنى كلامه أن الأكفان الثلاثة لم يكن فيها قميص ولا عمامة ولم تخط عليه،-صلى الله تعالى عليه وسلم-،.
(بل جعلت لفائفا وأدرجا فيها (
…
))
أى لف،-صلى الله تعالى عليه وسلم-، فيها، أي في تلك اللفائف.
((
…
) عليه الله صلى وسلم تسليما (مدرجا) بضم الميم وفتح الراء منصور على المفعولية المطلقة بأدرج أي أدرج فيها إدراجا. وفي الرسالة وقد كفن النبي،-صلى الله تعالى عليه وسلم-، في ثلاثة أثواب بيض سحولية أردج فيها إدراجا،-صلى الله تعالى عليه وسلم-، قال أبو الحسن أي لف فيها لفا، انتهى. وما صرح به الناظم من أنها لفائف يمكن أنه ظاهر كلام الرسالة ، وذكر الشيخ محمد بن عبد الباقي في شرح الموطإ وفي شرح المواهب ان في طبقات ابن سعد التصريج بأن الثلاثة المذكورة أزرة ورداء ولفافة، انتهى، والله تعالى أعلم. ولفظ موطإ مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، زوج النبى،-صلى الله تعالى عليه وسلم-، أن رسول الله،-صلى الله تعالى عليه وسلم-، كفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية وليس فيها قميص ولا عمامة، انتهي. قال الزرقاني والحديث رواه البخاري وأصحاب السنن عن مالك بهذا السند
وتابعه السفيانان ويحيى القطان وغيرهم، كلهم عن هشام، وقوله ثلاثة أثواب في طبقات ابن سعد أزرة ورداء ولفافة، زاد ابن المبارك من كرسف، أي قطن، وقوله سحولية بضم المهملتين ويروى بفتح أوله نسبه إلى سحول قرية باليمن، وقال الأزهري بالفتح المدينة وبالضم الثياب، وقوله ليس فيها قميص ولا عمامة أي ليسا معدودين من جملة الثلاثة، بل زائدان عليها فلا يخالف قول مالك وأبي حنيفة باستحبابهما ويحتمل أن معناه لم يكن مع الثلاثة غيرهم وهو قول الشافعي والجمهور بعدم استحبابهما وإنما ذلك جائز.
وقالت الحنابلة بالكراهة والنفي في الحديث نحو ما قيل في قوله تعالى: } بغير عمد ترونها {أي بغير عمد أصلا، أو بغير عند مرئية، وقال بعض الحنيفة معناه ليس فيها قميص جديد، انتهى منه.
وقال القباب في شرحه لقواعد عياض الحديث محمول عند مالك على أنهما كانا في الكفن إلا أنهما ليسا محسوبين في ثلاثة الأثواب، انتهى.
ونحوه للعدوي في حاشية الرسالة. وفي المواهب والسحولية بفتح السين وضمها قال النووي والفتح أشهر وهو رواية الأكثرين، وفي النهاية تعبا للهروي بالفتح منسوب إلي السحول وهو القصار لأنه يسحلها أي يغسلها أو إلي سحول وهي قرية باليمن، وأما الضم فهو جمع سحل، وهو الثوب الأبيض النقي اهـ. قال الزرقاني وفيه شذوذ لأنه نسب إلي الجمع وقيل إن اسم القرية بالضم، انتهى.
ثم ذكر في المواهب أن النووي صوب تفسير الشافعي وقال إن الثاني وهو تفسير مالك ضعيف لأنه لم يثبت أنه،-صلى الله تعالى عليه وسلم-، كفن في قميص وعمامة، انتهى.
قال الزرقاني وهو مشترك الإلزام إذ لم يثبت أنه،-صلى الله تعالى عليه وسلم-، لم يكفن فيهما والحديث يحتملهما، انتهى.
وقال العراقي بعد أن ذكر أنه عليه السلام كفن في ثلاثة:
(وقد روى الحاكم أن قد كفنا
…
في سبعة وبالشذوذ وهنا)
أي وضعف بأنه شاذ، قاله المناوي.
(وفرشت للمصطفى في القبر
…
قطيفة حمراء دون نكر)
القطيفة بفتح القاف وكسر الطاء المهملة فتحتية ساكنة ففاء كساء له خمل وفرشت بصيغة المجهول أي بسطت ونكر بضم النون أي انكار يعني أنه،-صلى الله تعالى عليه وسلم_، فرشت له في لحده قطيفة حمراء نجرانية كان يتغطى بها ويروى كان يجلس عليها، قال الزرقاني ولا خلف بينهما لجواز أنه فعل الأمرين، فرشها له،-صلى الله تعالى عليه وسلم-، مولاه شقران بضم الشين، وقال والله لا يلبسها أحد بعدك.
وقولي نجرانية قال الزرقاني بفتح النون وإسكان الجيم نسبة لبلد بين اليمن وهجر، انتهى.
ولم يذكر الناظم رحمه الله تعالى القول بأنها أخرجت بعد ذلك قبل إهالة التراب عليه وعزاه المناوي للواقدي، وفي المواهب ان ابن عبد البر قال ثم أخرجت من القبر لما فرغوا من وضع اللبنات التسع، انتهى.
وللعراقي:
وفرشت في قبره قطيفة وقيل أخرجت وهذا أثبت وظاهر العراقي ترجيح كونها أخرجت والله تعالى أعلم. وقال المناوي في شرح القول الأول روي في الإكليل عن ابن عباس كان شقران حين وضع المصطفى،-صلى الله تعالى عليه وسلم-، في حفرته أخذ قطيفة كان النبي،-صلى الله تعالى عليه وسلم-، يلبسها ويفرشها ودفنها معه في القبر، وقال والله لا يلبسها أحد بعدك، انتهى.
قال مؤلفة عفا الله تعالى عنه وقد صرح في هذه الرواية بأن القطيفة كان يلبسها يفرشها عليه السلام أي يفعل الأمرين اللذين جمع الزرقاني بين الروايتين بجواز أنه فعلها وقوله يفرشها مقتضى القاموس أنه بضم الراء، وفي المواهب قال النووي وقد نص الشافعي وجميع أصحابه وغيرهم من العلماء على كراهة وضع قطيفة أو مخدة
ونحو ذلك تحت الميت في القبر، وشذ البغوي من أصحابنا فقال لا بأس بذلك لهذا الحديث، والصواب كراهة ذلك، كما قاله الجمهور. وأجابوا عن هذا الحديث بأن شقران انفرد بفعل ذلك ولم يوافقه أحد من الصحابة ولا علموا بذلك، انتهى.
(وكان في طيبة حافران للشق واللحد فجاء الثاني)
(وألحد القبر له
…
)
يعني أنه، صلى الله تعالى عليه وسلم، لما أرادوا حفر قبره الشريف اختلفوا في الشق واللحد فقال المهاجرون شقوا كأهل مكة وقالت الأنصار الحدوا كما نحفر بأرضنا وكان في طيبة وهي المدينة حافران أحدهما مهاجري يشق وهو أبو عبيدة بن الجراح والثاني أنصاري يلحد وهو أبو طلحة زيد بن سهل، فقالوا نبعث إليهما فأيهما جاء قبل الآخر فعل فعله، فبعثوا إليها فجاء أبو طلحة أولا فألحد له فعلموا أن اللحد هو الذي اختار الله تعالى لنبيه، صلى الله تعالى عليه وسلم، وأنه الأفضل قال في المواهب وحفر أبو طلحة لحد رسول الله، صلى الله تعالى عليه وسلم، في موضع فراشه حيث قبض وقال الزرقاني في شرحه روى ابن سعد اختلفوا في الشق واللحد فقال المهاجرون شقوا كأهل مكة وقالت الأنصار ألحدوا كما نحفر بأرضنا، فقالوا ابعثوا إلي أبي عيدية وأبي طلحة فأيهما جاء قبل الآخر فليعمل عمله، فجاء أبو طلحة فقال والله إني لأرجو أن يكون الله قد اختار لنبيه أنه كان يرى اللحد، فيعجبه فألحد له، انتهى منه.
وقوله وألحد القبر له فاعل ألحد ضمير يعود على قوله الثاني وهو أبو طلحة لأنه هو الحافر للحد، وفي القاموس لحد القبر كمنع وألحد عمل لحدا انتهى. والضمير المجرور في البيت للنبي، صلى الله تعالى عليه وسلم، فمعنى قوله ألحد القبر له أي عمله له لحدا، وفي الحديث اللحد لنا والشق لغيرنا وفي الرسالة واللحد أحب إلي أهل العلم من الشق وهو أن يحفر للميت تحت الجرف، وفي حائط قبلة القبر إذا كانت الأرض
صلبة لا تتهيل وتتقطع وكذلك فعل برسول الله، صلى الله تعالى عليه وسلم، قال القلشاني فسر اللحد ولم يفسر الشق وهو أن يوسع القبر ثم يحفر وسطه قبر آخر قدر الميت، وجاء اللحد لنا والشق لغيرنا ولما توفى عليه السلام بعث الصحابة لرجلين أحدهما يشق والآخر يلحد واتفق الصحابة على أن يحفر له السابق فسبق الذي يلحد فاختار الله تعالى لنبيه اللحد فكان هو الأفضل، انتهى منه.
وفي المواهب واختلف فيمن أدخله قبره وأصح ما روى أنه نزل في قبره عمه العباس وعلي وقثم بن العباس والفضل بن العباس. ويقال دخل معهم أوس بن خولي وكان آخرهم عهدا برسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، قثم بن العباس، انتهى. قال الزرقاني أي أنه تأخر في القبر حتى خرجوا، انتهى كلامه. وصدر العراقي بأن الذين غسلوه دخلوا قبره، صلى الله تعالى عليه وسلم، ونصه:
(ودخل النفر الألى في الغسل وقيل لا أسامة وخولي)
(زاد ابن سعد أيضا ابن عوف مع عقيل امنو من خوف)
وقوله الألى في الغسل أي الذين مر ذكرهم في الغسل والنفر الجماعة وقيل دخلوا قبره إلا أسامة وأوس بن خولي انظر المناوي والنفر هنا بسكون الفاء قاله مؤلفه.
( .... ) وأطبقا عليه تسع لبنات مطبقا)
قوله أطبق بالبناء للمفعول ونائبه تسع، ومطبقا بضم الميم وفتح الموحدة منصوب على المفعولية المطلقة، يعنى أنه لما وضع في قبره الشريف أطبق عليه تسع لبنات أطباقا. قال في المواهب وروي أنه بني في قبره تسع لبنات، انتهى. وقال الحافظ العراقي:
(ولحدوا لحدا له ونصبت عليه تسع لبنات أطبقت)
قال المناوي لحدوا بفتح الحاء واللحد الشق في جانب القبر وتسع بتقديم المثناة على السين واللبنة بكسر الموحدة ما ضرب من الطين قبل الطبخ، وأطبقت أي جعلت على مقداره من جميع جهاته كالغطاء، انتهى.
وقال في القاموس الطبق محركة غطاء كل شيء وأطبقته جعلته وطبقته فانطبق وتطبق والطبق أيضا من كل شيء ما ساواه، وقد طابقه انتهى.
(في بيت عائشة)
المجرور متعلق بقوله ألحد يعنى أنه صلى الله تعالى عليه وسلم، حفر قبره الشريف في بيت أمنا عائشة رضى الله تعالى عنها، أي تحت فراشه، في الموضع الذي قبض فيه، وذلك أنه لما فرغوا من الصلاة عليه، صلى الله تعالى عليه وسلم، قالوا أين ندفنوه؟ فقال ناس عند المنبر وقال آخرون بالبقيع، فجاء أبو بكر فقال سمعت رسول الله، صلى الله تعالى عليه وسلم، يقول ما دفن نبي إلا في مكانه الذي توفي فيه. فحفر له فيه، أخرج الإمام في الموطأ. قال الزرقاني في شرحه وأخرج الترمذي عن أبي بكر مرفوعا ما قبض الله نبيا إلا في الموضع الذي يحب أن يدفن فيه، قال الزرقاني هذا من خصائص الأنبياء كما ذكره غير واحد والأفضل في حق من عداهم الدفن في المقبرة ومن كل مدينة جبانة، انتهى. وقولي ولما فرغوا من الصلاة عليه، صلى الله تعالى عليه وسلم، أعلم أنه، صلى الله تعالى عليه وسلم، صلى عليه الناس أفلاذا لا يؤمهم أحد كما في الموطأ وغيره وكان الناس يدخلون عليه فوجا فوجا فيصلون صفا صفا ليس لهم إمام، وروى ابن سعد أن عليا قال هو إمامكم حيا وميتا. وقال الزرقاني بعد كلام ذهب جماعة إلي أنه لم يصل عليه، وإنما كان الناس يدخلون فيدعون ويصدقون، وقال عياض الصحيح الذي عليه الجمهور أن الصلاة عليه، صلى الله تعالى عليه وسلم، كانت صلاة حقيقة لا مجرد الدعاء فقط، انتهى. نعم لا خلاف أنهم لا يؤمهم أحد فقيل تعبدي وقيل ليباشر كل واحد الصلاة عليه منه إليه، وقال الشافعي وذلك لعظم أمره، صلى الله تعالى عليه وسلم، وتنافسهم فيمن يتولى الصلاة عليه وقيل لعدم اتفاقهم على خليفة وقيل لوصيته
بذلك، وروى البزار والحاكم من سند فيه مجهول أنه، صلى الله تعالى عليه وسلم، لما جمع أهله في بيت عائشة قالوا فمن يصلي عليك؟ قال إذا غسلتموني وكفنتموني فضعوني على سرير اخرجوا عني فإن أول من يصلي علي جبريل ثم ميكائيل ثم إسرافيل ثم ملك الموت مع جنوده من الملائكة بأجمعهم ثم ادخلوا علي فوجا فوجا وسلموا تسليما. وفي الترمذي أن الناس قالوا لأبي بكر أنصلي على رسول الله، صل الله تعالى عليه وسلم؟ قال نعم. قالوا وكيف نصلي عليه؟ قال يدخل قوم فيكبرون ويصلون ويدعون ثم يدخل قوم ويصلون فيكبرون فيدعون فرادي انتهى المراد من كلامه.
وللعراقي:
(ثم أتى الرجال فوجا فوجا صلوا فرادى ومضوا خروجا)
(ثم النساء بعدهم فالصبية في حديث وبه جهالة)
(صلى عليه أولا جبريل ثم ميكائيل إسرافيل)
(ثم يليه ملك الموت معه جنوده الملائك المجتمعة)
وقوله خروجا أي خارجين ثم بعد الصبيان دخل العبيد فصلوا أفذاذا إرسالا وقوله وبه جهالة أي في إسناده، عبد الملك بن عبد الرحمان مجهول، قاله المناوي، وفي الحديث الذي أشار إليه هو ما قدمته عن الزرقاني والصديق يليه ثم حوله الفاروق الصديق مبتدأ ويليه خبره يعني أن سيدنا أبا بكر الصديق رضى الله تعالى عنه قبره هو الذي يلي قبر المصطفي صلى الله تعالى عليه وسلم وراءه وقبر سيدنا عمر وراء قبر أبي بكر رضى الله تعالى عنهما وهذا مراده بحوله والله تعالى أعلم.
وروى أبو بكر الآجري من طريق إسحاق بن عيسي عن عثيم بن نسطاس قال رأيت قبر النبي، صلى الله تعالى عليه وسلم، في إمارة عمر بن عبد العزيز ورأيته مرتفعا نحوا من أربعة أصابع ورأيت قبر