الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وخبير وهو فاتح مصر في أيام عمر، وكان عليه السلام يقربه لدينه وشجاعته. وروي أبو يعلى أنه عليه السلام قال عمرو بن العاصي من صالحي قريش وقال فيه عمر بن الخطاب ما ينبغي له أن يمشي على الأرض إلا أميرا وولي مصر مرتين، الأولى ولاه عمر لما فتحها وأبقاه إلى أن مات، فأبقاه عثمان ثم عزله وولى ابن سرح والثانية ولاه أمرها معاوية فمات بها سنة نيف وأربعين. قال الليث هو ابن تسعين سنة وقال العجلي تسع وتسعين. رضي الله تعالى عنه.
(عمار سلمان بلال الصدر)
قوله الصدر صفة لبلال، ومعناه المتقدم ولاشك في تقدم إسلام بلال رضي الله تعالى عنه وتقدمه في الصحابة وقد قال عمر بن الخطاب: أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا يعني بلالا رضي الله تعالى عن جميعهم. ومراده أن هؤلاء الثلاثة من كتابه صلى الله تعالى عليه وسلم. أما عمار فهو ابن ياسر ويكنى أبا اليقظان وهو عنسي بالنون كما في فتح الباري واسم أمه سمية بمهملة مصغرا أسلم هو وأبوه قديما وعذبوا لأجل الإسلام وقتل أبو جهل
أمه سمية فكانت أول شهيد في الإسلام
انتهى كلام الفتح. وأما سلمان فهو ابن عبد الله الفارسي وتقدم الكلام عليه في الموالي وأما بلال فهو ابن رباح وأمه حمامة والمشهور أنه حبشي وقيل نوبي ومر الكلام عليه أيضا.
تنبيه:
ذكر الناظم رحمه الله تعالى من الكتاب اثنين وعشرين وهؤلاء الثلاثة لم يذكرهم فى كتابه عليه السلام صاحب العيون ولا القسطلاني فى المواهب إذ تعرض لذكر الكتاب ولا العراقي مع أنه ذكر اثنين وأربعين وقال:
كتاب أثنان وأربعونا
وقال في أثنائه:
(واقتصر المزي مع عبد الغني
…
منهم على ذا العدد المبين)
(وزدت من مفترقات السير
…
جمعا كثيرا فاحفظنه واحصري)
فلعله لم يطلع على هؤلاء والله تعالى أعلم. وذكر ابن سيد الناس منهم أربعين:
(وابن أبي سفيان)، يعني أن من كتابه صلى الله تعالى عليه وسلم سيدنا معاوية بن أبي سفيان بن حرب، بن أمية بن عبد شمس، بن عبد مناف وهو مشهور بكتابة الوحي ولى لعمر الشام بعد موت أخيه يزيد بن أبي سفيان وأقره عثمان مدة خلافته ومدة إمارته من قبلهما عشرون سنة وكان أمير المؤمنين عشرين سنة أيضا، بعد نزول الحسن سبط سيد المرسلين له عن الخلافة صونا لدماء المسلمين لا عجزا ولا ضعفا، وكان معاوية حاسبا وكان فصيحا حليما، وقورا فقيها، وقال عليه السلام فيه: اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب. رواه الإمام أحمد في مسنده أنظر المواهب وشرحها. قال المناوي وهو وأبوه وأخوه يزيد من مسلمة الفتح وكان هو وزيد بن ثابت ألزمهم لذلك وأخصهم به، يعني للكتب له عليه السلام. انتهى ومات في العشر الأخير من رجب، سنة تسع وخمسين وقيل سنة ستين (مع أبان) يعني أن من الكتاب أبانا وكذا منهم خالد وسعيد أخوهما وهؤلاء الثلاثة أولاد أحيحة، سعيد بن العاصي الأموي وخالد قد مر الكلام عليه عند قول الناظم: والخالدان، وأما أبان فعده ابن اسحاق فيمن هجر إلى الحبشة وذكر الواقدي أنه أسلم أيام خيبر ووافقه عليه علماء الأخبار وهو المشهور قاله الزرقاني، فقول المواهب فى عد الكتاب وسعيد بن العاصي أي سعيد بن سعيد ابن العاصي بن أمية وهكذا هو فى ابن سيد الناس ولم يبين ذلكالزرقاني. قاله مؤلفه سمح الله له.
(وابن الربيع فاستمع بيان)
وقوله فاستمع بيان تتميم والبيان الإظهار والإفصاح أي ومن كتابه صلى الله تعالى عليه وسلم حنظلة بن الربيع بن صيفي بفتح المهملة وسكون التحتية ابن الحارث التميمي كتب له عليه السلام وأرسله إلى أهل الطائف وهو ابن أخي أكثم بالمثلثة ابن صيفي وكان يقال له حنظلة الكاتب ومات فى خلافة معاوية ويقال ورثته الجن وفيه تقول امرأة:
(إن سواد العين أودى به
…
حزني على حنظلة الكاتب)
وقول المواهب وحنظلة ابن الربيع الأسيدي أي بضم الهمزة مصغر نسبة إلى جده الأعلى أسيد بن عمر أو بن تميم وأسيد تثقل ياؤه وتخفف، قاله الزرقاني، وقال في قول المواهب هنا الذي غسلته الملائكة انتهى كذا في النسخ وهو غلط فاضح، فإن هذا تميمي وغسيل الملائكة أوسي وهو حنظلة ابن أبي عامر، واسمه عمرو بن صيفي بن زيد الأوسي عرف أبوه في الجاهلية بالراهب وسماه المصطفى بالفاسق، ولعله كان في الأصل غير الذي غسلته الملائكة فسقط لفظ غير، انتهى كلامه.
(ثم ابن مسعود أخو الوداد)، الوداد بالتثليث المحبة، أي من الكتاب عبد الله بن مسعود الهذلي صاحب المودة للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم ولأمته. ففي الحديث رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد، يعين ابن مسعود، ولم يذكره فى المواهب حين تعرض للكاتب ولا العراقي ولا ابن سيد الناس والله أعلم. وأبوه مسعود وهو ابن غافل بن حبيب ابن شمخ من بنى هذيل بن مدركة بن إلياس، مات مسعود في الجاهلية وأسلمت أم عبد الله وصحبت وكانت تكنى أم عبد وروى الحاكم أن حذيفة قال لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله تعالى عليه وسلم أن أم عبد من أقربهم إلى الله وسيلة يوم القيامة، وكان عبد الله هذا من علماء الصحابة، وممن هاجر الهجرتين وشهد بدرا، وروى ابن حبان أنه كان سادس ستة في الإسلام ومات في خلافة عثمان سنة اثنين وثلاثين وقد جاوز الستين قاله فى فتح الباري.
(وحمزة منهم مع المقداد)، حمزة هو ابن عبد المطلب، والمقداد هو ابن عمر ويقال له ابن الأسود، لأنه كان تبناه ولم يعدهما فى الكتاب من تقدم ذكرهم قريبا والمقداد كندي وذكره في المواهب فيمن يضرب الأعناق بين يدي رسول الله عليه السلام، وكذا عده فيهم ابن سيد الناس، ولم يذكره الناظم فيما يأتي، وها أنا أذكر إن شاء اله تعالى من الكتاب من وقفت عليهم ممن تركهم الناظم، فأقول ومنهم طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمر بن كعب، بن سعد بن تيم بن مرة، جده عليه السلام أحد العشرة وأحد السابقين إلى الإسلام وأحد الستة أصحاب الشورى وأمه الصعبة أخت العلاء بن الحضرمي أسلمت وهاجرت. وقال عليه السلام يا طلحة هذا جبريل يقرئك السلام ويقول لك أنا معك، في أهوال لقيامة حتى أنجيك منها رواه الديلمي وابن عساكر، وقال اللهم ألق طلحة يضحك إليك وتضحك إليه، رواه الطبراني وقال طلحة خير شهيد يمشي على وجه الأرض، وقال ما أنت يا طلحة إلا فياض، وروي أنه سماه طلحة الخير وطلحة الجود وطلحة الطلحات، وليس هو الخزاعي الذي قيل فيه:
(نضر الله أعظما دفنوها
…
بسجستان طلحة الطلحات)
استشهد يوم الجمل قرب البصرة سنة ست وثلاثين وهو ابن ثلاث وستين أو أربع وستيه وقيل غير ذلك، أنظر الزرقاني، وكونه من الكتاب ذكره العراقي، وابن سيد الناس والقسطلاني وغيرهم. ومنهم سعد بن أبي وصاق واسمه مالك بن وهيب ويقال أهيب بالهمز بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب. وقال فيه صلى تعالى عليه وسلم هذا خالي فليرني أمرء خاله، رواه الترمذي، وتقدم الكلام عليه في الحراس وذكره فى الكتاب القسطلاني، ومنهم أبو سفيان بن حرب، واسم أبي سفيان صخر، ومنهم ابنه يزيد بن أبي سفيان، أسلما فى الفتح، كما مر وكان يزيد من سادات الصحابة ويكنى أبا الحكم، قال ابن عبد البر وهو أفضل بني أبي سفيا، وأمه زينب بنت نفيل من بني كنانة ويقال له
يزيد الخير، كان واليا لعمر على دمشق، فلما مات وليها بعده أخوه معاوية، أعطاه، أي يزيد عليه السلام مائة بعير من غنائم حنين وأربعين أوقية، ذكرهما فى الكتاب القسطلاني. وذكر ابن سيد الناس يزيد، وذكرهما معا العراقي، ومنهم عبد الله بن الأرقم بن عبد الله بن الأرقم بن أبي الأرقم واسمه عبد يغوث بن وهب فجده عبد يغوث خاله عليه السلام، انتهى. وقال ابن سيد الناس وعبد الله بن الأرقم الزهري. انتهى.
ومنهم شرحبيل بضم المعجمة وفتح الراء وسكون المهملة فموحدة فتحتية فلام ابن حسنة الصحابية، ممن هاجر إلى الحبشة مع ابنها وهي أمه على ما جزم به غير واحد، وقال ابن عبد البربل تبنته وأبوه عبد الله بن المطاع الكندي ويقال التميمي أسلم قديما هو وأخواه لأمه جنادة وجابر ابنا سفيان بن معمر بن حبيب الجمحي وهاجروا إلى الحبشة ثم إلى المدينة، وهو أول كاتب لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وسيره أبو بكر فى فتوح الشام، وولاه عمر على ربع من أرباعها، وبها مات سنة ثمان عشرة انظر المواهب وشرحها، وأول من كتب له صلى الله تعالى عليه وسلم من الأنصار أبي بن كعب، قاله ابن سيد الناس، وقال المناوي وهو يعني أبيا أول من كتب للمصطفى عليه السلام بالدينة، وللعراقي رحمه الله تعالى:
(كتابه اثنان وأربعونا
…
زيد بن ثابت وكان حينا)
(كاتبه وبعده معاويه
…
ابن أبي سفيان كان واعيه)
(كذا أبو بكر كذا علي
…
عمر عثمان كذا أبي)
(وابن سعيد خالد حنظلة
…
كذا شرحبيل أمه حسنة)
(وعامر وثابت بن قيس
…
كذا ابن أرقم بغير لبس)
(واقتصر المزي مع عبد الغني
…
منهم على ذا العدد المبين)
قوله وكان حينا، أي من الدهر. وقوله وكان واعية أي كثير الحفظ. وفي شرف المصطفى للنيسابوري أن خالد بن سعيد هو أول من كتب له عليه السلام، وقوله كذا ابن أرقم إلخ، كتب بعده لأبي بكر ثم عمر، قال مالك بلغني أنه ورد على المصطفى كتاب فقال من يجيبه؟ فقال أنا. فأجابه فأتى به المصطفى عليه السلام فأعجبه لأنه أصاب ما أراده وكان إذا كتب إليه بعض الملوك يأمره أن يجيبه ولا يقرأه لأمانته عنده، واستعمله عمر وعثمان على بيت المال، ثم استعفى عثمان فأعفاه وأعطاه ثلاث مائة درهم فأبى أن يقبلها وقال عملت لله، وكان عمر يقول ما رأيت أخشى لله منه. والمزي بكسر الميم هو الحافظ جمال الدين يوسف بن الزكي وعبد الغني هو الحافظ أبو محمد المقدسي، انتهى من المناوي.
ومنهم المغيرة بضم الميم على الأشهر وحكي كسرها، والهاء فيه فى الأصل للمبالغة ابن شعبة الثقفي أسلم قبل الحديبية وشهدها وشهد بيعة الرضوان وكان من دهات العرب، كان يقال له مغيرة الرأي، وشهد اليمامة وفتوح الشام والعراق، ومات سنة خمسين على الصحيح وقيل قبلها بسنة أنظر الزرقاني.
ومنهم عبد الله بن رواحة الخزرجي أحد النقباء ليلة العقبة وشهد بدرا وما بعدها، واستشهد بمؤتة ومنهم معيقيب بضم الميم وفتح العين المهملة وسكون التحتية فقاف مكسورة بعدها تحتية فموحدة قال ابن شاهين ويقال معيقب بغير الياء الثانية وهو ابن أبي فاطمة الدوسي ويقال أنه من ذي أصبح وهو حليف بنى أمية من السابقين للإسلام بمكة وشهد المشاهد، ومات فى خلافه عثمان أو علي، وقيل عاش بعد الأربعين، ومنهم حذيفة بن اليماني واسمه حسيل بالتصغير، ويقال حسل بكسر فسكون ابن جابر العبسي بسكون الموحدة وكان صاحب سر رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم. ففي مسلم عنه لقد حدثني رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بما كان وبما يكون إلى أن تقوم الساعة. وكان من
السابقين وأبوه صحابي أيضا فأراد هو وأبوه شهود بدر فصدهم المشركون، وشهد حذيفة أحدا وما بعدها واستشهد أبوه بأحد قتله المسلمون خطأ يظنونه من المشركين، وقد مر هذا ومات حذيفة سنة ست وثلاثين وفى المناوي أن حذيفة كان يكتب له خرص النخل، ومنهم حويطب بن عبد العزى ابن أبي قيس ابن عبد ود ابن نصر بن مالك بن حلس بن عامر بن لؤي أسلم يوم الفتح وشهد حنينا وعاش مائة وعشرين سنة ومات سنة أربع وخمسين، قاله فى المواهب.
ومنهم بريدة بضم الموحدة بن الحصيب بضم الحاء وفتح الصاد المهملتين الأسلمي فقد روي عن مجاهد ان المصطفى أعطاه أرضا باليمن، انتهى من المناوي.
ومنهم السجل، روى أبو داوود والنسائي وابن عباس فى قوله تعالى:{يوم نطو السماء كطي السجل للكتاب} السجل كاتب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم كاتب يقال له السجل، فأنزل الله {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتاب} والسجل هو الرجل بالحبشة وأخرجه أبو نعيم والخطيب، فهذا الحديث صحيح وغفل من زعم أنه موضوع نقله الزرقاني عن الإصابة، ونحوه فى المناوي.
ومنهم محمد بن مسلمة بن خالد بن عدي الأوسي الحارثي، ذكره الجماعة، قاله المناوي ومنهم حاطب بن عمرو قاله ابن سيد الناس، وقال المناوي حاطب بن عمرو بن عتيك الأوسي، أسلم يوم الفتح وعاش مائة وعشرين سنة، انتهي.
وهذا الذي ذكر فيه مر نحوه عن المواهب في حويطب العامري وهو صحيح وأما حاطب بن عمرو فهو معدود من أهل بدر، فعلل ما في المناوي سبق قلم، من الناسخ والله تعالى أعلم، قاله كتابه سمح الله له بمنه.