الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(عماته صفية المبره
…
أميمة عاتكة وبره)
(وهكذا أم حكيم أروى
…
وعنه إسلام الأولى يروى)
والمبرة بفتح الميم والباء ضد الفجور وهو مضاف إليه ما قبله وأضافها للمبرة لإسلامها كما أشار لذلك بقوله:
وعتهم الإسلام الأولى
وهي صفية يروى أي ينقل وبدأ بها لشرفها بالاتفاق على إسلامها يعني أن عماته عليه السلام ست ولا خلاف فى ذلك، أما أربع منهن فشقائق عبد الله كما مر وهن برة وأميمة وعاتكة وأم حكيم البيضاء وأما صفية فشقيقة حمزة وأمها هالة بنت وهيب بضم الواو مصغرا وتبجل الواو همزة ابن عبد مناف بن زهرة بن كلاب وهي أيضا أم المقوم وحجل. وأما أروى فأمها صفية بنت جندب فهي شقيقة الحارث وقثم وما فى العيون من أنها شقيقة عبد الله فيه نظر أما صفية فأسلمت باتفاق كما فى المواهب كما فى المواهب فقوله وعنهم أي جميع أهل السير وشهدت صفية الخندق وقتلت رجلا من اليهود طاف بالحصن الذى كانت فيه مع نساء النبي صلى الله تعالى عليه وسلم كما مر وضرب لها عليه السلام بسهم من غنائم قريظة وكانت فى الجاهلية تحت الحارث بن حرب أخى أبى سفيان بن حرب ثم هلك عنها فخلف عليها بخفة اللام العوام بن خويلد فولدت له الزبير أحد العشرة والسائب بن العوام وهو بدري أيضا ولا عقب له وأما أميمة بضم الهمزة وفتح الميمين بينهما تحتية ساكنة فاختلف فى إسلامها كما فى الفتح وكما فى المواهب فى المقصد السابع. وفى الزرقاني عن الإصابة ما يفيد اختيار القول بإسلامها وكانت تحت جحش بن رياب بكسر المهملة فتحتية مخففة فألف فموحدة الأسدي وقد مر نسبه فى أمهات المؤمنين فولدت له زينب أم المؤمنين وعبد الله بالتنكير المجدع فى الله لدعائه المستشهد فى أحد وأبا أحمد عبدا بلا إضافة وكان ضريرا ومع ذلك يطوف مكة
أعلاها سفلها هاجر إلى المدينة وشهد بدرا والمشاهد قبل وهاجر إلى الحبشة وعبيد الله بالتصغير أسلم وهاجر إلى الحبشة فتنصر ومات بها كافرا والعياذ بالله تعالى وأم حبيبة زوجة عبد الرحمن بن عوف وحمنة زوجة مصعب بن عمير وقفتل عنها بأحد فتزوجها طلحة بن عبيد الله، وأما عاتكة فاختلف فى إسلامها أيضا فعجها العقيلي فى الصحابة وقال ابن سعد أسلمت وهاجرت إلى المدينة قال ابن عبد البر وأبى ذلك الأكثرون وذكرها ابن فتحون فى ذيل الاستيعاب واستدل على اسلامها وذكرها ابن مندة فى الصحابة وهي صاحبة الرؤيا المشهورة بها فى وقعة بدر، قالت رأيت فى المنام قبل قدوم خبر العير بثلاث ليال رجلا أقبل على بعير فوقف بالأبطح فقال انفروا يا آل غالب لمصارعكم ثم أخذ صخرة فأرسها فأقبلت تهوى حتى ما بقي دار ولا بيت إلا دخله بعضها انتهى المراد منها. وقد تقدمت قال الزرقاني بعد هذا وأوردها فى القسم الأول من الإصابة وحكى الخلاف فكأنه اختار القول بإسلامها انتهى. وكانت تحت أبى أمية بن المغيرة فولدت له عبد الله وزهيرا أسلما وصحبا وقريبة بفتح القاف وقيل بالتصغير أسلمت وصحبت كما فى الإصابة وفى العيون اختلف فى صحبتها وهم اخوة أم سلمة أم المؤمنين لأبيها وأما برة بفتح الموحدة فكانت عند أبي رهم بضم الراء بن عبد العزىمن بنى عامر بن لؤي فولدت له أيا سلمة زوج أم سلمة قبل المصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم وهو أول من يأخذ كتابه بيمينه كما أن أخاه الأسود المقتول ببجر هو أول من ياخذ كتابه بشماله ولم يذكروا لبرة إسلاما والله تعالى أعلم.
ونفى ابن اسحاق إسلام غير صفية وأما أم حكيم بفتح المهملة وكسر الكاف فقيل انها توأمة عبد الله بن عبد المطلب وكانت تقول إني لحصان فما أكلم وصناع فما أعلم وهي التي وضعت جفنة الطيب للمطيبين وهي أم أروى وعامر ابني كريز بالتصغير ابن ربيعة ابن حبيب ابن عبد شمس بن عبد مناف وأروى هذه هي أم عثمان بن عفان ولم يذكروا
لأم حكيم إسلاما. وأما أروى فأمها صفية بنت جندب فهي شقيقة الحارث وما فى العيون من أنها شقيقة عبد الله ففيه نظر وكانت تحت عمير بالتصغير بن وهب بن عبد الدار بن قصي فولدت له طليبا بالتصغير ثم خلف عليها كلدة بالتحريك ابن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي فولدت له فاطمة وابنها طليب من فضلاء الصحابة هاجر إلى الحبشة وشهد بدرا واستشهد بأجنادين ولا عقب له وذكر ابن إسحاق أن أروى لم تسلم وتعقبه ابن عبد البر بأن العقيلي ذكرها فى الصحابة وذكر الواقدي بسنده أن طليبا لما أسلم دخل على أمه أروى فقال قد أسلمت. قالت: وعضدت ابن خالك، والله لو قدرنا على ما تقدر عليه الرجال لمنعناه وذببنا عنه. فقال لها طليب: ما يمنعك أن تسلمى فقد أسلم أخوك حمزة؟ فقالت: أنظر ما يصنع أخواتي. فقال إني أسألك بالله إلا ما أتيتيه فأسلمت عليه وصدقته. قال فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
ثم كانت بعد تعضد النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بلسانها وتحض ابنها على نصرته وذكر الواقدي بسنده أيضا أن أبا جهل وعدة معه آذوه عليه السلام فعمد طليب بن عمير إلى أبى جهل فشجعه فأخذوه فقام أبو لهب بنصره وبلغ أروى فقالت ان خير أيامه يوم نصر ابن خاله. وجزم ابن سعد بأن أروى أسلمت وهاجرت إلى المدينة، قال ويقال أنها قالت: إن طليبا نصر ابن خاله
وآساه في ذي دمه وماله
قال ورثت النبي صلى الله عليه وسلم بأبيات منها:
(ألا يا رسول الله كنت رجاءنا
…
وكنت بنا برا ولم تك جافيا)
(كأن على قلبي بذكر محمد
…
وما خفت من بعد النبي المكاويا)
ونسب هذه المواهب هذا الشع لصفية كما ياتى فى وفاته عليه السلام إن شاء الله تعالى. وقال الزرقاني لكن إنا نسبه ابن سعد وغيره لأروى