الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقوله وقيل سلمى، أي وقيل هو سالم المذكور، انظر المناوي ومن الخدم أيضا أم عياش مولاة رقية بنت النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ورزينة براء ثم زاء مولاة زوجة صفية كما فى الإصابة ومارية جدة المثنى بن صالح لها حديث عند أهل الكوفة قالت صافحت رسول الله صلى الله تعالى وسلم فلم أر كفا ألين من كفه أنظر الزرقاني.
(بيان حراس النبي المصطفى
…
صلى عليه ربنا وشرفا)
الحراس جمع حارس وهو الحافظ المانع له ممن يريده بسوء ويجمع أيضا على حرس بفتحتين وعلى أحراس بفتحتين وعلى أحراس أي هذا بيان ما كان يحرسه صلى الله تعالى عليه وسلم ويمنعه من أعدائه من أصحابه.
(حرسه فى يوم بدر سعد
…
فتى معاذ وامراءان بعد في أحد)
حرسه فعل ماض ومقتضى القاموس أنه ككتب ومعاذ مضاف إليه ما قبله وصدق فى أنه فتى من ولد معاذ وفتى نعت لسعد وسعد هذا هو سيد الأوس، وقد ذكروا أنه فى الأنصار بمنزلة أبي بكر فى المهاجرين وقد سوده عليه السلام حيث قال قوموا إلى سيدكم أسلم بين العقبة الثانية والثالثة على يد مصعب بن عمير فأتى إلى قومه بنى عبد الأشهل ومعه أسيد بن خضير فقال إن كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تومنوا فما أمسى فيهم رجل ولا امرأة إلا مسلم ومسلمة. وقد مر بأبسط من هذا وشهد بدرا وأحدا والخندق فرمي فيه بسهم حتى عاش بعده شهرا حتى حكم بين قريظة ثم مات بسببه رضي الله عنه ومناقبه كثيرة.
ومعنى كلامه أن حراسه صلى الله تعالى عليه وسلم فى يوم بدر ويوم
أحد ثلاثة من الصحابة على سبيل التوزيع فيوم بدر حرسه سعد بن معاذ سيد الأوس حين نام فى العريش فكان سعد على باب العريش متوشحا سيفه فى نفر من الأنصار والصديق مع المصطفى داخل العريش شاهرا سيفه لئلا يصل إليه أحد من المشركين، وبعد بدر فى أحد حرسه محمد بن مسلمة الأنصاري وذكوان كما أشار إليه فى قوله:
(محمد ذكوان). بدل من قوله امراءان، أو بيان أي وحرسه بعد بدر فى أحد محمد بن مسلمة وذكوان.
(عليهما الرحمة والرضوان) الرحمة الانعام والرضوان) الرحمة الانعام والرضوان انعام خاص فهو أخص من الرحمة وهي تعم كل ملائم هذا شرح كلامه بحسب ظاهره واقتصر فى المواهب حين تعرض لحراسه على أن الذى حرسه فى أحد هو محمد بن مسلمة وكذا ابن سيد الناس فى عيون الأثر ولفظ العيون ويوم أحد محمد بن مسلمة وأما ذكوان فإنما ذكره بأنه حرسه بواد القرى ولفظه وحرسه بواد القرى بلال وسعد بن أبي وقاص وذكوان بن عبد القيس، انتهى. ونقل كلامه هذا الزرقاني في شرح المواهب مقتصرا عليه انتهى.
وذكوان بن عبد القيس أنصاري زرقي وهو مع ذلك معدود من المهاجرين سكن مع المصطفى عليه السلام بمكة ثم هاجر إلى المدينة وقد ألغزت به فقلت عاطفا له على ألغاز قبله:
(وبدء من الأنصار عد مهاجرا
…
فجاز بذاك الوصف سبقا على سبق)
والبدأ السيد.
(والحارس الزبير يوم الخندق) يعنى أنه عليه الصلاة والسلام يوم الخندق حرسه الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن العزى بن قصي ولفظ العيون ويوم الخندق الزبير بن العوام ولفظ المواهب
ومنهم الزبير بن العوام حرسه يوم الخندق قال الزرقاني يحتمل حقيقة اليوم ويحتمل زمن الخندق ببقائه أياما.
(وابن أبي وقاص خير مشفق
…
ثم أبو أيوب وابن بشر
في خبير المشهور دون نكر)
(قد حرسوه) قوله ابن مبتدأ وما بعده معطوفان عليه، والخبر قد حرسوه، والمجرور متعلق بقوله قد حرسوه، والمشفق هنا الخائف من الله تعالى ووقاص غير مصروف للوزن ومراده أن هؤلاء الثلاثة قد حرسوه فى خيبر دون انكار وسعد هو ابن أبي وقاص واسمه مالك ابن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب فجده أهيب أخو وهب أبي آمنة أم النبي صلى الله تعالى عليه وسلم حين قدم المدينة وابن بشر هو عباد بن بشر الأوسي. وقالت عائشة رضي الله تعالى عنه: ثلاثة من الأوس لم يكن أحد يعتد عليهم فضلا: سعد بن معاذ، وعباد بن بشر وأسيد بن حضير. أو كما قالت. والذى في العيون: وحرسه ليلة بنى بصفية أبو أيوب الأنصاري بخيبر وببعض طريقها وذكر أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال اللهم أحفظ أبا أيوب كما بات يحفظني. انتهى وفى المواهب كان يحرصه عليه الصلاة والسلام أيضا عباد بن بشر. قال الزرقاني عبر بكان مع المضارع المفيد للتكرار، إشارة إلى تكرر حراسته انتهى، وأما سعد فلم يذكرا حراسته له، إلا بواد القرى فالله تعالى أعلم.
(ثم فى واد القرى
…
كان بلال حارسا بلا امترا)
الامتراء الشك، أي وكان بلال ابن رباح المؤذن حارسا له عليه السلام فى وادي القرى بلا شك وتقدم أن سعد بن أبي وقاص وذكوان بن عبد
القيس حرساه معه، وفي المواهب وكان أبو بكر رضي الله تعالى عنه يوم بدر في العريش شاهرا سيفه على رأسه صلى الله تعالى عليه وسلم لئلا يصل إليه أحد من المشركين. قال الزرقاني كأنه لم يعده من الحرس، لأن فعله من نفسه خوفا وشفقة عليه صلى الله تعالى عليه وسلم ولم يقصده منه انتهى.
ومقتضاه أنه لا يعد من الحرس إلا من قصد عليه السلام ذلك منه والله تعالى أعلم.
وروى الطبراني أن أبا قتادة حرسه عليه السلام ليلة بدر انتهى.
قال في الإصابة وهو غلط فإنه لم يشهد بدرا انتهى وحرسه أيضا أبو ريحانة الأنصاري في سفر، رواه أحمد وأبو أيوب ليلة دخوله على صفية وابن مسعود ومرشد ابن أبي مرشد الغنوي وحذيفة وخشرم بن الحباب ومحجن بن الأدرع الأسلمي على ما ذكره الشامي والبرهان وكان العباس عمه فيمن يحرسه رواه الطبراني أنظر الزرقاني.
(وترك الحراس لما أخبرا
…
بعصمة الله له خير الورى)
العصمة بالكسر المنع، وأخبر مبني للمفعول وخير بالرفع يتنازعه: ترك، يطلبه: فاعلا، وأخبر: يطلبه نائبا، عن الفاعل. ومعنى كلامه أنه صلى الله تعالى عليه وسلم كان يحترس من أعدائه حتى أنزل الله تعالى عليه:{والله يعصمك من الناس} وترك الحراس حيئنذ. وللعلماء في هذه الآية تاويلان أحدهما أن العصمة عامة في كل مكروه وأن الآية نزلت بعد أن شج وجهه أو كسرت رباعيته عليه السلام، وثانيهما أن المراد العصمة من القتل خاصة، وقال في قرة العين في أخبار الحرمين قد عصمه الله تعالى من أعدائه حيا وميتا، وقد حصل لنا من الحكايات في هذا الباب أن الحكم العبيدي لعنه الله أراد نقل الجسد الكريم إلى مصر وبعث إلى سلطان الحجاز من الحسنين أن يحفر القبر الشريف