الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(للمسلمين مع بطن جشم
…
قتله عروة وإستاق النعم)
وضبط محلم المار، ذكره الزرقاوي والمناوي وهو ليثي وعامر مضاف إلى أشجع في البيت وباء بالآثام أي رجع بالإثم العظيم والآية بتمامها هي {ولا تقولوا لمن ألقى السلم لست مؤمنا} . وقوله ولابن إسحاق الخ أي وهذه الغزوة نسبها ابن إسحاق لابن أبي حدرد بمهملات كجعفر وهو عروة الأسلمي فإنه نكح ابنة سراقة بن حارثة النجاري وكان قتل ببدر فوقعت منه موقعا عظيما فجاء إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم يستعينه على نكاحها فقال يا رسول الله لم أصب في الدنيا ما هو أحب إلى من نكاحها وأصدقتها مائتي درهم فلم أجد شيئا أسوقه إليها؛ فقال ما عندي ما أعينك به، فمكث أياما، فأقبل رجل من بني جشم يقال له رفاعة بن قيس أو قيس بن رفاعة، في جيش عظيم من جشم حتى نزل بالغابة يريد أن يجمع قيسا على حربه عليه الصلاة والسلام فبعثه عليه السلام مع رجلين فقالوا أخرجوا حتى تأتوا بخبر هذا الرجل وجيشه فخرجوا حتى كانوا قريبا منهم مع غروب الشمس فكمن عروة في ناحية وكمن صاحباه في ناحية وقال لهما إذا سمعتماني كبرت وشددت على العسكر فكبرا وشدا معي، فأبطأ عليهم راع لهم فقال رفاعة لأتبعن أثره ولقد أصابه شر، فقال له نفر نحن نكفيك قال والله لا يذهب إلا أنا فخرجت حتى يمر بي فرميته بسهمي فوضعته في فؤاده فو الله ما تكلم، فاجتززت رأسه وشددت في ناحية العسكر وكبرت وشد صاحباي وكبرا فو الله ما كان إلا النجاء بكل ما قدروا عليه من نسائهم وأبنائهم وما خف من أموالهم واستقنا إبلا عظيمة وغنما كثيرة فجئنا بها إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وجئت برأسه أحمله فأعانني صلى الله تعالى عليه وسلم من تلك الإبل بثلاثة عشر بعيرا.
ثم بعث خالد سيف الله
عقب فتح مكة بخمس ليال ومعه ثلاثون فارسا لهدم العزى وهي صنم لقريش وجميع بني كنانة وكانت أعظم أصنامهم في زعمهم وذلك لأن عمرو بن لحي أخبرهم إن الرب يشتي عند اللات ويصيف عند العزى فبنوا لها بيتا وكانوا يهدون لها كما يهدون
للكعبة ويعظمونها كتعظيمها ويعرفون فضل اللعبة عليها لأنها بيت إبراهيم وإبرهم بفتح الهاء بلا ألف وفيه إبراهيم وإبراهام وإبراهوم وإبراهم مثلثة الهاء. قال مجاهد هي شجرة وقال الضحاك صنم وضعه سعد بن ظالم الغطفاني بنخلة على ليلة من مكة فأخذ حجرا من الصفى وحجرا من المروة ونقلهما إلى نخلة ثم أخذ ثلاثة أحجار فأسندها إلى شجرة وقال هذا ربكم، وكان سدنتها بني شيبان من سليم حلفاء بني هاش وخرج إليها خالد لخمس بقين من رمضان سنة ثمان فلما سمع سادتها بسير خالد إليها قال:
(أيا عز شدي شدة لا سوى لها
…
على خالد ألقي القناع وشمري)
(أيا عز إن لم تقتلي المرء خالدا
…
فبوئي بإثم عاجل أو تنصر)
فهدمها خالد أي هدم البيت الذي فيه وكان على ثلاث سمرات فهل رأيت شيئا قال لا. قال فإنك لم تهدمها، فارجع إليها فاهدمها فرجع وهو متغيظ فجرد سيفه فخرجت إليه امرأة عجوز عريانة سوداء ثائرة الرأس تحثوا التراب على وجهها فجعل السادن يصيح وهو يقول يا عزى خبليه، يا عزى عوريه، ولا تموتي برغم، فضربها خالد هو يقول:
(يا عز كفرانك لاسبحانك
…
إني رأيت الله قد أهانك)
فجز لها بفتح الجيم وشد الزاء قطعها اثنتين أي قطعتين ورجع إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، فأخبره فقال نعم، تلك العزى وقد يئست أن تعبد ببلادكم أبدا. وللعراقي:
(فبعث خالد لهدم العزى
…
فجزها باثنين جزا جزا)
وجزا جزا توكيد كمل به الوزن. ثم بعث عمرو بن العاص في رمضان سنة ثمان، قال الزرقاني لم نر
خصوص يوم خروجه إلى هدم سواع وسواع اسم ابن شئت بن آدم لما مات صورت صورته وعظمت بموضعه من الدين ولما عهدوا في دعائه من الإجابة ويغوث ويعوق ونسرا أولاده فلما ماتوا صوروهم فلما خلفت الخلوف قالوا ما عظم هؤلاء آباؤنا إلا لأنها ترزق وتنفع وتضر فاتخذوها آلهة وسواع صنم هذيل على ثلاثة أميال من مكة قال عمرو فانتهت إليه وعنده السادن فقال ماذا تريد فقلت أمرني رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أن أهدمه، قال لا تقدر على ذلك فقلت لم؟ قال تمنع؛ فقلت حتى الآن أنت على الباطل، ويحك هل يسمع أو يبصر؟ قال فكسرته ثم قلت للسادن: كيف رأيت؟ قال أسلمت لله. وللعراقي:
(فبعث عمرو ثانيا فهدمها
…
سواع والسادن مسلما)
ثم سرية سعد بن زيد الأشهلي في رمضان سنة ثمان في عشرين فأرسل إلى هدم مناة، قرأها ابن كثير بالمد والهمزة والعامة بالقصر غير مهموز ومناة صنم الأنصار قبل الهجرة، زاد ابن سعد غسان، قالت عائشة كان الأنصار يهلون لمناة وقال قتادة صنم لخزاعة وكان بالمشلل بضم الميم وفتح المعجمة واللام الأولى المشددة جبل على ساحل البحر يهبط منه إلى قديد فلما انتهى إليها سعد قال السادن ماذا تريد؟ قال هدم مناة؛ قال أنت وذاك تهكما لظنه أنه لا يقدر عليها فأقبل سعد يمشي إليها فخرجت إليه امرأة عريانة سوداء ثائرة الرأس تدعوا بالويل وتضرب صدرها وقال السادن مناة دونك بعض عصاتك، فضربها سعد فقتلها وأقبل إلى الصنم ومعه أصحابه فهدموه وفي المواهب إن ذلك لست بقين من رمضان، قال الزرقاني فكان اللائق تقديمه على هدم العزى لكنه تبع العيون وغيرها لتقديمها في الذكر العزيز والاهتمام بشأن هدمها لأنها من أصنام قريش ولذا قال أبو سفيان ليلة أسلم كيف أصنع بالعزى؟ فقال له عمر تخرع عليها. وللعراقي:
(فبعث سعد وهو ابن زيد
…
هدم مناتهم على قديد)
وهدم منصوب بنزع الخافض أي الهدم، قوله على قديد، أي وكان بيته مشرفا على قديد، وسمي الصنم بمناة لأن دماء النسك كانت تمنى به، أي تراق، انظر المناوي. ثم سرية خالد إلى بني جذيمة بفتح الجيم وكسر الذال وهو ابن عامر بن عبد مناة بن كنانة. وقول الكرماني من بني القيس وهم، وتبعه في المواهب، قال الزرقاني والعجب من المصنف يعني القسطلاني كيف جزم بما حكم الشيخ الحافظ أنه وهم، وكذا قال إمام المغازي ابن إسحاق جذيمة من كنانة وتبعه اليعمري وغيره، انتهى. وكانوا أسفل مكة على ليلة بناحية يلملم، بعثه عليه السلام وهو مقيم بمكة قبل خروجه إلى الطائف باتفاق أهل المغازي في شوال سنة ثمان لما رجع من هدم العزى في ثلاث مائة وخمسين رجلا من المهاجرين والأنصار وسليم بن منصور ومدلج بن مرة وبعثه عليه السلام داعيا إلى الإسلام لا مقاتلا، فوطؤا بني جذيمة وتعرف بغزوة الغميصاء بضم الغين المعجمة وفتح الميم وسكون التحتية وهو ماء لبني جذيمة أوقع فيه خالد بهم، ولما انتهى إليهم قال ما أنتم، يسأل عن صفتهم قالوا نحن مسلمين بالياء ابن سعد أي نحن من قوم مسلمين أو نصب بتقدير فعل قد صلينا وصدقنا بمحمد وبنينا المساجد وأذنا فيها، قال فما بال السلاح عليكم؟ قالوا بيننا وبين قوم من العرب عداوة فخفنا أن تكونوا هم، قال فضعوا السلاح فوضعوه. قال البخاري فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا ذلك فجعلوا يقولون صبأنا صبأنا وفي رواية ابن سعد فقال استأسروا فاستأسروا القوم فأمر بعضهم فكتف بفتح التاء مخففا بعضا وفرقهم في أصحابه ولما كان السحر نادى خالد من كان معه أسير فليقتله، فقتل بنو سليم أسراهم وأطلق المهاجرون والأنصار أسراهم فانفلت رجل من القوم فأتاه صلى الله تعالى عليه وسلم فأخبره فقال اللهم إني أبرؤ إليك من فعل خال. وبعث عليا فودي لهم دماءهم وما أصيب لهم من الأموال حتى أنه ليدى لهم مليلغة الكلب. قال الخطابي يحتمل أن خالدا نقم عليهم العدول
عن لفظ الإسلام لأنه فهم أن مرادهم خرجنا إلى الدين الباطل مع أن مرادهم من الدين إلى دين. انتهى. قال الحافظ قول ابن راوي الحديث فلم يحسنوا الخ يدل على أنه فهم أنهم أرادوا الإسلام حقيقة ولم يكتف بذلك حتى يصرحوا بالإسلام وهذا على رواية الصحيح؛ وأما على ما في ابن سعد فلعله تأول أن هذا القول منهم تقية كما تأول أسامة في السرية المتقدمة.
لطيفة وعبرة:
روي أن رجلا من بني جذيمة قد جمعت يداه إلى عنق برمة فقال لابن أبي حدرد يا فتى هل أنت آخذ بهذه الرمة، فقائدني إلى هذه النسوة حتى أقضي إليهن حاجة فتصنع بي ما بدى لكم؟ فقدمه حتى وقف عليهن فقال:
(أسلمي حبيش
…
قبل نفاذ العيش)
أريتك إن طالبتكم فوجدتكم
…
بحلية أو أدركتم بالخوانق)
(ألم يك أهلا أن ينول عاشق
…
تكلف إدراج السرى والودائق)
(فلا ذنب لي قد قلت إذ أنا ها هنا
…
أثيبي بود قبل إحدى الفائق)
(أثيبي بود قبل أن يشحط النوى
…
وينأى الأمير بالحبيب المفارق)
فقالت امرأة منهن:
(وأنت فحييت عشرا
…
وتسعا وترا وثمانية تترى)
فقامت إليه امرأة حين ضرب عنقه فأكبت فما زالت تقبله حتى ماتت عنده. وحبيش ترخيم حبيشة حلية بفتح الحاء المهملة وسكون اللام فتحتية والخوانق بفتح المعجمة ونو وقاف موضوعان والودائق جمع وديقة وهي شدة الحر في الظهيرة، قال السهيلي نقله الزرقاني والصفائق بصاد مهملة ففاء فألف الحوادث كما في القاموس، وللعراقي:
(فبعث خالد إلى جذيمة
…
ثانية يدعو لخير مله)
(ليس مقاتلا وكانوا أسلم
…
قالوا صبأنا وهو لفظ يفهم)
(أمرهم خالد أن يقتلا
…
كل أسيره فبعض قتلا)
(وبعضهم أمسك كابن عمرا
…
وصحبه لم يقتلوا من أسرا)
(قال النبي إذ أتاه الوارد
…
أبرأ مما قد أتاه خالد)
ودي لهم قتلاهم النبي
…
ذهب بها إليهم علي)
قوله ثانية أي مرة ثانية بعد بعثه لهدم العزى، وقوله وكانوا أسلموا أي قبل ذلك، وقوله وهو لفظ يفهم أي يفهم منه الإسلام عندهم، ثم صرحوا به فقالوا نحن مسلمين، وقوله أن يقتلا كل أسيره أي وقالوا هؤلاء المسلمون قاله المناوي. ثم بعث طفيل بضم المهملة وفتح الفاء ابن عمر ابن طريق وقيل عمرو هو بن عبد الله بن ملك، وقيل عمرو بن حممة ولقبه ذو النور وهو دوسي بفتح الدال المهملة وسكون الواو، وفد عليه صلى الله تعالى عليه وسلم ودعا لقومه فقال له الطفيل ابعثني إليهم وأجل لي آية فسطع نور بين عينه، فقال يا رب أخاف أن يقولوا مثله فتحول إلى طرف سوطه فكان يضيء له في الليلة المظلمة، بعثه عليه السلام في شوال حين أراد السير إلى الطائف إلى ذي الكفين بلفظ تثنية كف صنم من خشب كان لعمرو بن حممة بضم الحاء المهملة وفتح الميمين وذكر ابن الكلبي أن عمرا هذا كان حاكما على دوس ثلاثمائة سنة فهدمه الطفيل وجعل يشج النار في وجهه بفتح الياء المهملة وشد الشين المعجمة أي يلقي النار عليه ويقول:
(يا ذا الكفين لست من عبادكا
…
ميلادنا أقدم من ميلادكا)
(إني حشوت النار في فؤادكا)
وانحدر معه من قومه أربعمائة سراعا وكان الطفيل شريفا مطاعا في قومه فوافوا النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بعد مقدمه الطائف بأربعة أيام هكذا ذكره ابن سعد وعند مغلطاي وقدم معه أربعة مسلمون وهذا تباين إلا أن يقال إن الباقين أسلموا بعد القدوم وذكر أنه قدم بدبابة ومنجنيق والدبابة بمهملة مفتوحة فموحدة مشددة فألف