الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أخرى أن قمرا انقض عليها وهي مضطجعة فأخبرت زوجها فقال لئن صدقت رؤياك لم ألبث إلا يسيرا حتى أموت وتتزوجين من بعدي فاشتكى السكران من يومه ذلك، فلم يلبث إلا يسيرا انتهى.
وقولها وتزوجها أي عقد ودخل عليها قاله الزرقاني، ثم قال فى المواهب ويقال تزوجها بعد عائشة ويجمع بين القولين بأنه صلي الله تعالى عليه وسلم عقد على عائشة قبل سودة ودخل بسودة قبل عائشة، والتزويج يطلق على كل منهما وإن كان المتبادر للفهم العقد دون الدخول- انتهى كلامها.
وقوله فى وجه الجمع عقد على عائشة قبل سودة أي قبل الدخول بسودة، لا قبل العقد عليها بدليل بقية كلامه، ودخل بسودة قبل عائشة يعنى وبعد عقده على عائشة. وقوله كل منهما أي من العقد والدخول فيحمل الأأول على العقد والثانى على الدخول فيتفق القولان، قاله الزرقاني.
وقوله فيحمل الأول على العقد يعنى القول الأول فى كلامه وهو أنه تزوج سودة قبل عائشة فيكون المراد بتزوجه بها قبل عائشة أنه عقد عليها قبل عائشة، وقوله والثاني على الدخول يعنى بالثاني قوله ويقال تزوجها بعد عائشة فيكون معناه دخل بها أي بسودة بعد عائشة أي بعد عقده عليه السلام على عائشة فهذا وجه التوفيق بين القولين والله تعالى أعلم. قاله كاتبه عفا الله عنه.
وقوله صلى عليه أي أعطاه صلاة، أي رحمة، وسلم أي أعطاه سلاما، أي أمانا، وكرمه عظمه ونزهه.
(وهاجرا فى الدين هجرتين
…
جزاهما الرحمن جنتين)
ضمير التثنية راجع لسودة وزوجها السكران بن عمرو، أخبر رضي الله تعالى عنه أن سودة وزوجها السكران هاجرا فى الدين هجرتين، أي تركا وطنهما بسببه، ودعا لهما بلفظ الخبر بأن يجزيهما الله تعالى على هجرتيهما بجنتين ولكن كون السكران رضي الله عنه هاجر هجرتين
غير صحيح والله تعالى أعلم؛ لأن الهجرة إلى المدينة مات قبلها. ولم يتزوج المصطفى عليه السلام سودة إلا بعد موت السكران وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين، وأما الهجرة الأولى إلى الحبشة فلم يكن من أهلها والله تعالى أعلم، وأما الثانية من هجرتي الحبشة فقد هاجرها هو وسودة رضي الله تعالى عنهما.
وقد تعرض لعد أهل الهجرة الأولى غير واحد، ولم يذكروا السكران فيها فيما رأينا، وللعراقي:
(لما فشى الإسلام واشتد على
…
من أسلم البلاء هاجروا إلي)
(أصحمة فى رجب من سنة
…
خمس مضت لهم من النبوءة)
(خمس من النساء واثنا عشرا
…
من الرجال كلهم قد هاجرا)
(عثمان مع زوجته رقيه
…
أسبقهم للهجرة المرضية)
(مصعب والزبير وابن عوف
…
وحاطب فأمنوا من خوف)
(كذا ابن مظعون ابن مسعود أبو
…
سلمة وزوجه تصاحبوا)
(أبو حذيفة أبوه عتبه
…
زوجته بنت سهيل سهله)
(وابن عمير هاشم وعامر
…
ابن ربيعة الحليف الناصر)
(وزوجه ليلى أبو سبرة مع
…
زوجته أي أم مكتوم جمع)
(وخرجت قريش فى الآثار
…
لم يصلوا منهم لأخذ الثار)
(فجاوروه فى أتم حال
…
ثم أتوا مكة فى شوال)
(من عامهم إذ قيل أهل مكة
…
قد أسلموا ولم يكن بالمثبت)
(فاستقبلوهم بالأذى والشدة
…
فرجعوا للهجرة الثانية)
(في مائة عد الرجال منهم
…
اثنان من بعد ثمانين هم)
(فنزلوا عند النجاشي على
…
أتم حال وتغيظ الملا)
(على النبي وعلى أصحابه
…
وكتب البغيض فى كتابه)
(على بنى هاشم الصحيفه
…
وعلقت بالكعبة الشريفه)
(أن لا تناكحوهم ولا ولا
…
وحصروا فى الشعب حين أقبلا)
(أول عام سبعة للبعث
…
قاسوا به جهدا بشر مكث)
(وسمعت أصوات صبيانهم
…
فساء ذاك بعض أقوامهم)
انتهى المراد منه.
وأصحمة بفتح الهمزة وسكون المهملة الأولى وكسر الثانية من الصحمة وهو سواد إلى صفرة أو غيره، أي سواد قليل، ومصعب هو ابن عمير بن هاشم بن عبد مناف، بن عبد الدار بن قصي، وابن مظعون هو عثمان وهو أول صحابي مات بالمدينة، وأبو سلمة هو عبد الله بن عبد الأسد ابن هلال بن عبد الله بن عمرو، بن مخزوم وزوجه أمنا أم سلمة وهاجرا معا الهجرتين، وأبو حذيفة هو ابن عتبة بن ربيعة كما قال الناظم، أبوه عتبة وهاشم بن عمير أخو مصعب وقوله الحليف أي حليف الخطاب بن نفيل وأبو سبرة بفتح المهملة وسكون الموحدة ابن أبى رهم بضم الراء من بنى عامر ابن لؤي. وقوله من عامهم أي الذى هاجروا فيه لما أخبرهم ركب من بنى كنانة أن قريشا قد أسلموا، وبغيض هو ابن عامر بن عبد مناف بن عبد الدار، وهو بغيض كاسمه وشلت يده، وقوله ولا ولا، أي ولا تعاملوهم ولا تخالطوهم، والجهد بفتح الجيم المشقة، وقوله بشر مكث أي من ضيق العيش والأذى، وقوله أصوات صبيانعم أي من وراء الشعب يتضاغون من شدة الجوع والكرب، قاله المناوي.
(وعام ند فى خلافة عمر
…
توفيت فى طيبة فاقف الأثر)
أخبر أن أمنا سودة رضي الله عنها توفيت بالمدينة عام ند، وهي أربع وخمسون فى خلافة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ولا يخفى ما فى كلامه من التناقض، لأن عمر رضي الله تعالى عنه توفي فى آخر ذى الحجة، سنة ثلاث وعشرين من الهجرة، وقد اختلف فى موت سودة، هل كان فى آخر خلافة عمر وهو الذى رواه البخاري فى تاريخه وجزم به الذهبي، وقال ابن سيد الناس انه المشهور، وتبعه الشامي. والذى صدر به فى المواهب أنها توفيت فى شوال سنة أربع وخمسين فى خلافة معاوية وهو الذى رجحه الواقدي، وقال الحافظ سنة خمس وخمسين على الصحيح- انظر المواهب وشرحها.
وفي المناوي وماتت فى شوال سنة أربع وخمسين وقال اليعمري
والذهبي ماتت فى آخر خلافة عمر- انتهى. ولم يعين هو ولا القسطلاني ولا الزرقاني وقت موتها، على أنها ماتت فى آخر خلافة عمر.
وقول الناظم فاقف الأثر معناه اتبع الأثر المروي فى تعيين وقت وفاتها والله تعالى أعلم.
وصواب الناظم إن كان ماشيا على أنها فى خلافة عمر، أن يقول:
وفى أواخر خلافة عمر
…
ماتت بطيبة فحقق الأثر قاله كاتبه سمح الله له.
(وحفصة تزوجت خير البشر
…
بعد خنيس
…
)
يعني أن أمنا حفصة رضي الله تعالى عنها تزوجت رسول الله صلي الله تعالى عليه وسلم سنة ثلاث من الهجرة كما فى المواهب وجزم ابن عبد البر بأنه تزوجها سنة اثنتين ورجح كل من القولين، وكانت قبل ذلك تحت الصحابي الجليل خنيس، بضم المعجمة وفتح النون وسكون الياء فسين مهملة ابن حذافة بضم المهملة فذال معجمة السهمي، هاجرت معه ومات عنها من جراحات أصابته ببدر، وقيل قتل بأحد ورجح كلا منهما مرجحون وهى بنت عمر رضي الله عنهما ابن الخطاب بن نفيل بضم النون ابن عبد العزى بن رياح، بكسر الراء وفتح التحتية، فألف فحاء مهملة، ولا يعرف فى العرب فى الجاهلية رباح بالموحدة ابن عبد الله بن قرط بضم القاف وفتح الراء وبالطاء المهملتين كما فى الجامع وغيره، ابن رزاح بفتح الراء والزاء فألف فمهملة ابن عدي بن كعب، فبينها وبين كعب بن لؤي تسعة آباء، وأمهات هي وأخوها عبد الله بن عمر زينب بنت مظعون الجمحية. من المهاجرات. وولدت حفصة قبل البعثة بخمس سنين وقريش تبنى الكعبة، وكانت صوامة قوامة، وروي لها عنه صلي الله تعالى عليه وسلم ستون حديثا واستغرب الإمام السبكي الكبير أنها تلى عائشة فى الفضل. قالت عائشة فى حقها: وكانت بنت أبيها. تنبيها منها على فضلها.
ولما تأيمت من خنيس عرضها عمر على عثمان، فلم يجبه إلى زواجها،