المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(بيان ما له من الموالي - نزهة الأفكار في شرح قرة الأبصار - جـ ٢

[عبد القادر المجلسي]

فهرس الكتاب

- ‌ سرية عبد الله بن عتيك

- ‌ سرية عبد الله بن رواحة

- ‌ قصة عكل وعرينة

- ‌ بعث عمرو بن أمية

- ‌وابتاع قيس بن سعد الجواد بن الجواد جزرا

- ‌ ثم بعث خالد سيف الله

- ‌ ثم بعث قيس بن سعد بن عبادة

- ‌ ثم سرية عبد الله بن عوسجة

- ‌ ثم سرية علي بن أبي طالب

- ‌ شكرتك يد افتقرت بعد غنى

- ‌(وقيل في النضير مع واد القرى…قاتل

- ‌ وأما غزوة الغابة

- ‌(بيان أزواج النبي المصطفي

- ‌(وهاجرا فى الدين هجرتين

- ‌ومن مناقبها أنه شهد بدرا سبعة من أهلها:

- ‌ أن أبا سلمة هو أول من هاجر إلى المدينة

- ‌الوصيلة الناقة التى وصلت بين عشرة أبطن

- ‌ الحمد لله الملك القدوس، السلام

- ‌(بيان أولاد النبي أحمدا

- ‌والجمهور على أن مريم لم تكن نبية

- ‌ أن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي

- ‌ أما حسن فإن له هيبتى وسؤددي وأما حسين فإن له جودى وجرأتى

- ‌(بيان أعمام النبي المصطفي

- ‌ حمزة أسد الله وأسد رسوله

- ‌وكان عمر يستسقي بالعباس عام الرمادة

- ‌(عماته صفية المبره

- ‌(أخواله الأسود مع عمير

- ‌(بيان ما له من الموالي

- ‌(أما سراريه سوى القبطية…فهي ثلاث

- ‌(بيان حراس النبي المصطفى

- ‌ وقصة اليهودي الذي أظهر الإسلام والتنسك

- ‌(بيان رسل المصطفى لمن ملك: )

- ‌ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، من محمد

- ‌ إلى المقوقس بعد البسملة من محمد

- ‌ لطيفة وهي إسلام صحابي على يد تابعي

- ‌ إما أن اليمامة سيظهر فيها كذاب

- ‌ وهو أول من بنى مسجدا فى أرض الكفر

- ‌ من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب:

- ‌(بيان من كان من الكتاب له

- ‌ وقتله بعد أن أحرم فى صلاة الصبح أبو لؤلؤة فيروز

- ‌ احذر لئلا تهلك أن تعتقد أن أحدا من الصحابة

- ‌ أمه سمية فكانت أول شهيد في الإسلام

- ‌ وروى إنها القرية التي كانت حاضرة البحر

- ‌(بيان من يقطع بالجنان…لهم

- ‌ وهو أول من أذن للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم

- ‌ جبريل أعان حسان بسبعين بيتا

- ‌(بيان ما له من السلاح)

- ‌ لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي

- ‌ من الأسياف السبعة التي أهدت بلقيس إلى سليمان

- ‌ درع داوود التي لبسها حين قتل جالوت

- ‌ إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك

- ‌ فراش للرجل وفراش لامرأته والثالث للضيف

- ‌ كسري وقيصر على الخز والديباج

- ‌ فطلبته الناس يحملون عليه موتاهم

- ‌ لأن صيانة العرض بترك سنة واجب

- ‌ النعل]

- ‌(بيان بعض معجزات المصطفى

- ‌ ولنذكر أولاً حديث مسلم في الإسراء

- ‌ من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين

- ‌ اقتلع قرى قوم لوط وحملها على جناحه

- ‌ لم يكن الوجوب مبرماً

- ‌ وذكره ابن الجوزي في الموضوعات فأخطأ

- ‌ أن فيه لعنكبوتاً أقدم من ميلاد محمد

- ‌ الحمد لله الذي سلبهما كسرى بن هرمز

- ‌ والأصح أنها نعجة بيضاء

- ‌ وأما سجود الجمل له فعن أنس

- ‌ لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه

- ‌ لا حاجة لي بهما وجدت الله خيراً لي منهما

- ‌ بل تغرسني في الجنة فيأكل مني أولياء الله

- ‌ وكان عتبة أطيب منهن ريحاً مع أنه لا يمس طيباً

- ‌ودعا لمعاوية بالتمكين في البلاد فنال ذلك

- ‌ فجاء الأسد يتشمم وجوههم حتى ضرب عتيبة

- ‌ وهاتان العلامتان لم تكونا منذ خلقت الدنيا

- ‌ ومنها أن آدم وجميع المخلوقات خلقوا لأجله

- ‌(ذكر وفاته صلاة ربه…عليه

- ‌ اللهم في الرفيق الأعلى

- ‌ من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره

- ‌ من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات

- ‌(وجاء الخضر…معزيا لهم

- ‌(يا روضة طاب منها الرق والقلم

- ‌ من رآه بديهة هابه

- ‌ لولا هو عليه السلام ما خلق قمر ولا شمس ولا بر

- ‌تقول فيه بلسان ناعت…أبلج وجه

- ‌ من العباد من ينسى الله حفظته ذنوبه

- ‌ الراحمون يرحمهم الله

الفصل: ‌(بيان ما له من الموالي

(كذا فريعة بها المختار

باها فقد تم لها الفخار)

(ومنهم عبد يغوث الوالد

لأحد المستهزئين الأسود)

ومباهاته عليه السلام بها هي أنه رفعها فقال من أراد أن ينظر إلى خاله رسول الله صلى الله تعالى عليه وسل فالينظر إلى هذه. وقولي الأسود خبر مبتدأ محذوف أي وهو الأسود.

ولما ذكر أعمامه وعماته صلى الله تعالى عليه وسلم أتبعهم بذكر مواليه أي عتقاته وبذكر خدامه الأحرار فقال:

‌(بيان ما له من الموالي

والخدم الأحرار باحتفال)

البيان الاظهار والإيضاح والموالي جمع مولى وهو العتيق هنا والخدم بالتحريك جمع خادم غلاما كان أو جارية والخادمة بالهاء فى المؤنة قليل ويجمع على خدام أيضا كما فى المصباح قاله الزرقاني. والأحرار جمع حر والمراد به هنا الحر بالأصالة بمقابلته بالموالي والاحتفال المبالغة في الشيء والاهتمام به والباء للمصاحبة ومعنى كلامه أنه يبين هنا أي يذكر عتقاءه عليه الصلاة والسلام ومن كان يخدمه من الأحرار بالأصالة حال كونه محتفلا بذكرهم أي مهتما به ومبالغا فيه بحيث لا يترك منهم أحدا.

وفي المواهب الفصل الخامس فى خدمه ومواليه. قال الزرقاني يعلم من كلامه الآتي ان هذا متداخل فمنهم من هو من الخدم والموالي ومنهم خادم لا مولى وعكسه انتهى.

ثم شرع فى ذكر الموالي فقال (زيد أسامه ابنه) هذا خبر مبتدأ محذوف أي وهم زيد بن حارثة الكلبي وأسامة بحذف العاطف وابنه نعت لأسامة يعنى أن الأول ذكر الناظم من الموالي زيد بن حارثة المنوه بذكره فى كتاب الله تعالى وبعده أسامة ابنه حب رسول الله صلى الله

ص: 161

تعالى عليه وسلم وزيد أحد السابقين حتى قيل أنه أول من أسلم واختص بذكر اسمه فى القرآن: قال تعالى: {فلما قضى منها زيد وطرا زوجناكها} [الأحزاب: 37] وقال فيه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم «وأيم الله إن كان لخليقا للإمارة وان كان لمن أحب الناس إلى وأن هذا يعنى ابنه لمن أحب الناس إلى رواه فى البخاري.

وفي البخاري أنه عليه السلام كان ياخذ أسامة والحسن ويقول: اللهم أحبهما فإني أحبهما.

وعن ابن عمر فرض عمر لأسامة أكثر مما فرضة لى فسألته فقال إنه كان أحب إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم منك، وأبوه أحب إليه من أبيك. وهو صحيح. وكان يقال لأسامة الحب ابن الحب، وهو بكسر الحاء أي محبوب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم. وزيد هو بن حارثة ابن شراحيل بفتح الشين المعجمة كما فى المناوي بن كعب ابن عبد العزى وكان زيد قد أس في الجاهلية لما خرجت به أمه سعدى بنت ثعلبة من بني معن من طيء لتزيره أهلها فأصابته خيل بنى القين لما أغارت على بنى معن فأتوا به سوق عكاظ وهو غلام يقع وفى الروض ابن ثمانية أعوام فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فاستوهبه النبي صلى الله تعالى عليه وسلم منها فوهبته له فأعتقه فجزع أبوه جزعا شديدا فمر به ناس من كلب حجوا فعرفوه وعرفهم فقال أبلغوا أهي هذه الأبيات:

(أحن إلى أهلي وإن كنت نائيا

فإني قعيد البيت بين المشاعر)

(فكفوا عن الوجد الذى قد شجاكم

ولا تعملوا فى الأرض نص الأباعر)

(فإني بحمد الله فى خير أسرة

كرام معد كابرا بعد كابر)

فلما بلغوهم الشعر أتى أبوه وعمه كعب إلى مكة فسألا عنه صلى الله تعالى عليه وسلم فقيل هو فى المسجد فدخلا عليه، فقالا يابن عبد

ص: 162

المطلب يابن شيد قومه، أنتم أهل حرم الله تفكون العاني وتعظمون الأسير جئنا فى ولدنا عبدك فامنن علينا واحسن فى قدائه فإنا سنرفع لك. فقال أو غير ذلك ادعوه فخيروه فإن اختارم فهو لكم بغير فداء وإن اختارني فوالله ما أنا بالذي اختار على من اختارني فداء. قالوا زدتنا على النصف. فدعاه فخيره صلى الله تعالى عليه وسلم بين أن يدفعه لهما أو يبقى عنده، فقال ما أنا بالذس أختار عليك أحدا. أنت مني بمكان الأب والعم. فقالا ويحك يا زيد أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وعمك؟ قال نعم. فقال عليه السلام أشهدوا ان زيد ابني أرثه ويرثني. فطابت نفس أبيه وعمه فانصرفا فدعي زيد بن محمد حتى جاء الإسلام.

وعند إسحاق فلم يزل عنده حتى بعثه الله فصدقه فاتفق ابن الكلبي وابن إسحاق على أن هذه القصة كانت قبل البعثة وبه جزم فى الروض وروى ابن مندة أنه عليه السلام دعا حارثة إلى الإسلام قال فأسلم وهو غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. قال الزرقاني ولم أر لحارثة ذكرا بإسلام إلا من هذا الوجه فإن صح فهذه قدمة ثانية قدمها بعد البعثة لتفقد فهداه الله فأسلم بدليا ذكرهم له فى الصحابة وأورده فى الإصابة في القسم الأول.

وروى الترمذي من حديث جبلة بفتح الجيم والموحدة الصحابي بن حارثة وهو أخو زيد وأكير منه سنا قال أتيت النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقلت أرسل معي أخي زيدا فقال ها هو ذا بين يديك ان ذهب فلست أمنغه فقال يا رسول الله لا أختار عليك أحدا. قال جبلة فوجدت قول أخي خيرا من قولي انتهى من المواهب وشرحها.

وفي الكلاعي أن أباه لما فقده بكى عليه فقال:

(بكيت على زيد ولم أدر ما فعل

أحي فيرجى أم أتى دونه الأجل)

ص: 163

(والله ما أدري وإني لسائل

أغالك بعدي السهل أم غالك الجبل)

(ويا ليت شعري هل لك الدهر أوبة

فحسبي من الدنيا رجوعك لي يحل)

(تذكرينه الشمس عند طلوعها

وتعرض ذكراه إذا قرصها أفل)

(وإن هبت الأرواح هيجن ذكره

فيا طول ما حزني عليه وما وجل)

(سأعمل نص العيس فى الأرض جاهدا

ولا أسأم التطواف أو تسأم الابل)

(حياتي أو تاتي علي منيتي

فكل امرئ فان وإن غره الأمل)

انتهى. وغاله أهلكه والأوبة الرجوع، وقوله يحل أي يحلي أي كفاني، فهو بمعنى حسبي، وتعرض بفتح التاء وكسر الراء أي تاتي، وأقل سقط، وقوله وما وجل أي ما وجلي أي فزعي، وما زائدة ونص العيس أقصى ما عندها من السير، وقوله أو تسأم الابل بنصب تسأم أي حتى تسأم.

قاله كاتبه عفا الله تعالى عنه بمنه.

ولما تبنى عليه السلام زيدا زوجه مولاته أم أيمن واسمها بركة بالتحريك فولدت له أسامة قبل البهثة بثلاث سنين كما لابن سعد أو لخمس كما لابن أبي خثيمة ثم زوجه عليه السلام زينب جحش فلما طلقها أي زيد، زوجة أم كلثوم بنت عقبة وتوفي عليه السلام ولأسامة عشرون سنة، وكان أسامة مولى لأن أبويه معا منهم:(ثوبان عطف على زيد بحذف العاطف)، يعنى أن ثوبان رضي الله تعالى عنه من مواليه عليه السلام، وهو ابن بجدد بضم الموحدة وسكون الجيم ومهملتين أولاهما مضمومة ويقال أنه عربي من سعد بن حمير اشتراه ثم اعتقه صلى الله تعالى عليه وسلم وخيره ان يرجع إلى قومه أو يقيم عنده فأقام على ولائه ولازمه صلى الله تعالى عليه وسلم فلم يفارقه حضرا ولا سفرا إلى أن كات عليه السلام ثم تحول إلى حمص ومات به سنة أربع وخمسين وروى أبو دواد أنه عليه السلام قال من يتكفل لى أن لا يسأل الناس وأتكفل له بالجنة، فقال ثوبان أنا. فكان لا يسأل أحدا شيئا قال العلامة الزرقاني ويكنى ثوابان أبا عبد الله كما فى المناوي. (أنسة)

ص: 164

بحذف العطف أيضا فهو من الموالي ويكنى أبا سرح أو مسروح كان يؤذن على المصطفى صلى الله تعالى وسلم مات فى خلافة أبي بكر قاله المناوي. (فضالة) كسحابة فهو من مواليه صلى الله تعالى عليه وسلم وهو غير منسوب قاله فى القاموس. (شقران) بضم المعجمة وسكون القاف فراء فألف فنون واسمه صالح بن عدي الحبشي ويقال فارسي أهداه له عبد الرحمن بن عوف ويقال اشتراه منه. وذكر البغوي أنه عليه السلام ورثه من أبيه هو وأم أيمن، شهد بدرا وهو مملوك ثم اعتقه بعد بدر. وروى الترمذي أنا والله طرحت القطيفة تحت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فى القبر. قال الحافظ أظنه مات فى خلافة عثمان انتهى من المواهب وشرحها. وهذا البيت قريب من بيت العراقي.

(وهو زيد أسامة ابنه ثوبان

أنسة وصالح شقران)

(ثم رباح) بفتح الراء وموحدة خفيفة وهو نوبى أسود وكان يؤذن على المصطفى إذا انفرد وهو الذى أذن لعمر فى الدخول فى المشربة. وقال البلاذري كان يستاذن عليه ثن صيره فى لقاحه بعد قتل يسار قال الزرقاني. وفى المناوي عن الطبري أنه اشتراه من وفد عبد القيس فأعتقه انتهى.

(ويسار وارد) يسار مبتدأ ووارد خبره يعنى أن يسارا أو وارد فى الموالي أي آت فهو أيضا من مواليه عليه الصلاة والسلام وهو بتحتية فمهملة خفيفة النوبي الراعي الذي قتلته العرينيون سنة ست ومثلوا به رآه عليه السلام يحسن الصلاة فأعتقه وروى أنه عليه السلام أصاب فى غزوة بنى ثعلبة غلاما اسمه يسار لكن قالوا فى ذلك انه حبشي وهذا نوبي فهما اثنان انظر الزرقاني.

(طهمان) يعنى أن طهمان مولى له صلى الله تعالى عليه وسلم قال

ص: 165

فى القاموس طهمان كسلمان ويضم مولى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم انتهى، وعده ابن سيد الناس أيضا فى الموالي، ولم يذكره فى المواهب إلا على انه من أسماء مواليه عليه السلام سفينة فقال وسفينة واختلف فى اسمه فقيل طهمان وقيل كيسان وقيل مهران وقيل غير ذلك. انتهى لفظه. وقوله وقيل مهران قال النووي وهو قول الأكثر، وقوله وقيل غير ذلك مروان ونجران ورومان إلخ. ما يأتي عند ذكر سفينة عن الزرقاني وياتي إن شاء الله كلام العراقي والمناوي عليه.

وفيه أن طهمان اسم سفينة والله تعالى أعلم.

(مابور) بموحدة خفيفة مضمومة وواو ساكنة ثم راء مهملة ويقال حابو بهاء بدل الميم وبغير راء فى آخره كما فى الإصابة قال الزرقاني. وقال المناوي بضم الموحدة القبطي أهداه المقومس للمصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم وكان شيخا كبيرا خصيا انتهى. وفى المناوي قيل هذا انه ابن ع مارية كان ياوى إليها فاتهمت به فبلغ المصطفى فبعث عليا ليقتله فقال يا رسول الله أقتله أم أرى رأيي فيه؟ قال بل ترى رأيك فيه. فلما رأى عليا والسيف تكشف فإذا هو ممسوح.

فأخبر المصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم فقال إن الشاهد يرى ما لا يرى الغائب انتهى.

(عبيد) أي من مواليه عليه السلام عبيد ذكره العراقي قال المناوي هو ابن عبد الغفار مولى عتاقة له حديث ذكره ابن عساكر. (واقد) وهو مولى له عليه السلام وهو بالقاف قال الزرقاني ذكره الحسن بن سفيان والطبراني وأخرجا من طريق زادان عن واقد مولى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم رفعه من أطاع الله فقد ذكر الله وإن قلت صلاته وصيامه انتهى. (وأبواهما) ضمير التثنية راجع لقوله عبيد واقد ومعنى كلامه أن من مواليه صلى الله تعالى عليه وسلم مولى اسمه عبيد وآخر اسمه أبو واقد وظاهره كظاهر العيون أن هؤلاء أربعة واقد،

ص: 166

وأبو واقد، وعبيد وأبو عبيد وظاهر المواهب أن واقدا وأبا واقد واحد وبه صرح الزرقاني ونصها وواقد وأبو واقد بأو، وقال الزرقاني بعد قوله وقد ذكره الحسن بن سفيان والطبراني وأخرجاه إلى آخر ما قدمته بعد قول الناظم واقد وفيه بعد قوله أو أبي واقد ذكره ابن مندة، وقال روى عنه زادان رفعه من أطاع الله فقد ذكره وإن قلت صلاته وصيامه وتلاوته القرءان كذا ذكره فى الإصابة فى الأسماء وفى الكنى مع ان الحديث واحد والراوي واحد غايته انه عبر أولا بالاسم وثانيا بالكنية ولذا أحسن المصنف فى التعبير بأو إشارة إلى أنه عبر عنه مرة بالاسم وأخرى بالكنية وهو واحد والعلم لله تعالى انتهى كلامه. وقال المناوس بعد قول العراقي واقد ما نصه ويقال أبو واقد ذكره ابن عساكر وغيره انتهى منه. فهذا يفيد أنهما عنده واحد والله تعالى أعلم ولم يذكر فى المواهب عبيدا ولا أبا عبيد، وللعراقي:

(جد بلال بن يسار زيد

حنين ما بور ذا عبيد)

(أبو عسيب وابو عبيد

مع أبي ضميرة سعيد)

قال المناوي عقب قوله عبيد ما نصه ابن عبد الغفار مولى عتاقة ذكره ابن عساكر وغيره وأبو سيب بفتح أوله اسمه احمر ذكره ابن نقطة وابن مندة وقال الموصلي اسمه مرة، وأبو عبيد له فى مسند أحمد حديث أنه طبخ قدرا فيها لحم فقال المصطفى ناوابني ذراعها، فقال كم للشاة من ذراع؟ ذكره فى الوالي ابن عساكر، وأبو ضميرة بضم المعجمة مصغرا ذكره ابن عبد البر وقال كان مما أفاء الله عليه، قيل اسمه سعيد الحميري من آل ذي يزن قاله البخاري وقيل روح انتهى كلام المناوي. ومراده أنهم اثنان كما للناظم.

(ورافع) قال المناوي مولى المصطفى يكنى أبا البهاء بفتح الموحدة وكسرها له ذكر فى حديث عند ابن ماجة، قلت يا رسول الله من خير الناس؟ قال ذو القلب واللسان الصادق. وقيل كان أولا لسعيد بن

ص: 167

العاصي انتهى. وياتي إن شاء الله تعالى مزيد كلام فيه عند قول الناظم الآتي. أسلم لأن أسلم اسم أبي رافع.

(هشام) أي من الموالي هشام ذكره ابن سيد الناس ولم ينسبه. (حنين) بمهملة ونونين مصغرا ذكره ابن سيد الناس فى الموالي، وأما القسطلاني فذكره فى الخدم، وقال منهم يعنى الخدام حنين، والد عبد الله مولى عباس بن عبد المطلب كان يخدم النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ثم وهبه لعمه العباس انتهى.

وفى الزرقاني روى البخاري فى التاريخ أن حنينا كان غلاما للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم فوهبه للعباس عمه فأعتقه فكان يخدم النبي صلى الله تعالى عليه وسلم انتهى. وذكره العراقي فى الموالي قال المناوي فى شرحه عبد أسود، كان للنبي فوهبه لعمه فأعتقه فكان عند المصطفى بخدمه انتهى منه، فلعل عده من مواليه عليه السلام وجهه انه مولى لعمه ومع ذلك يخدمه هو عليه السلام والله تعالى أعلم.

(أحمر) أو من الموالي أحمر، قال ابن سيد الناس وأبو عسيب واسمه أحرم، انتهى وقد مر كلام المناوي. وذكر الزرقاني أحمد بالدال وأحمر بالراء على أن كلا منهما اسم لسفينة وعزا ذلك للإصابة. (سليم) بالتصغير يعنى أن سليا من مواليه عليه السلام وهو أبو كبشة بكاف فموحدة فمعجمة وقيل ان اسم أبي كبشة أوس وقيل اسمه أنظر المواهب. وللحافظ العراقي نفعنا الله تعالى ببركته:

(كذا أبو كبشة واسمه سليم

أو أوس اسماه به أبو نعيم)

وشهد أبو كبشة بدرا ومات أول يوم استخلف عمر.

وقول الناظم: (ذو اهتمام) الظاهر أنه خير مبتدأ محذوف أي هو ذو اعتناء بمتابعة المصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم ويكفيه كونه بدريا وهذا على أن ذو مرفوع وهو كذلك فى بعض النسوخ ولو كان ذا بالنصب

ص: 168

لكان صوابا ويكون منادا معرا من حرف النداء وهو أظهر أي صاحب الاعتناء بالسير والله تعالى أعلم.

(كركرة النوبي) يعني أن كركرة النوبي من مواليه عليه الصلاة والسلام وهو بفتح الكافين وكسرهما ذكره ابن قرقول ونوزع قال النووى الخلاف فى الكاف الاولى وأما الثانية فمكسورة جزما أهداه له هوذة اليماني فأعتقه وجعله على ثقله وكان يمسك دابته عند القتال يوم خيبر انتهى من المناوي والنوبي نسبة للنوب بالضم جيل من السودان. (زيد) يعنى ان من مواليه عليه السلام زيد بن بولى بموحدة وهو نوبى قال ابن شاهين أصابه فى غزوة فأعتقه وهو أبو يسار بن زيد التابعي المقبول رواية روى عن ابنه بلال بن يسار وليس أبوه زيد بن حارثة أنظر الزرقاني. وقوله بولى لم يتعرض لضبط الموحدة وفى القاموس انه كسكرى وزيد هذا هو الذى مر فى قول العراقي بأنه جد بلال بن يسار بن زيد، وفى المناوي انه عليه السلام أصابه فى غزوة بنى ثعلبه فأعتقه. (أسلم)، أي من مواليه صلى الله تعالى عليه وسلم أبو رافع القبطي واسمه كما اقتصر عليه المواهب ذكر الموالي وذكره أيضا فى الخدام، وشهر فيه ذلك قال وكان على ثقله أي بفتح المثلة وكسرها وفتح القاف أي امتعته قال الزرقاني قال وكان للعباس فوهبه للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم فلما بشر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بإسلام العباس أعتقه، توفي قبل قتل عثمان بيسير انتهى كلام المواهب. وقال الزرقاني بعد قول القسطلاني واسمه اسلم على أشهر الأقوال العشرة وأسلم أبو رافع قبل بدر ولم يشهدها وشهد أحدا وما بعدها وروى عنه أولاده رافع والحسن وعبيد الله، والمغيرة قال الزرقاني وقال ابن حبان مات أبو رافع فى خلافة علي كما فى الإصابة، وقال أي الحفاظ بن حجر فى التقريب مات فى خلافة علي الصحيح. ومن الموالي أيضا أبو رافع آخر والد البهي قيل اسمه رافع، كان لسعيد بن العاصي فلما مات اعتق كل من بنيه نصيبه إلا خالد بن سعيد فوهبه للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فأعتقه وزعم جماعة أنه الأول،

ص: 169

قال فى الإصابة وهو غلط بين فإن الأول كان للعباس فالصواب أنهما اثنان انتهى كلام الزرقاني.

وقال ابن سيد الناس وأبو رافع قيل اسمه ابراهيم وقيل هرمز وكان للعباس ثم قال وأبو رافع أيضا والد البهي ابن أبي رافع قيل كان اسمه رافعا وكان لأبي حيحة سعيد بن العاصي فمات وورثه بنوه فأعتقه بعضهم وبعضهم وهب نصيبه لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فأعتقه صلى الله تعالى عليه وسلم انتهى المراد منه وبعضه بالمعنى وللعراقي:

(كذا رباح ويسار مدعم

كذا أبو رافع وهو أسلم)

(وقيل ابراهيم أو فثابت

وهرمز يزيد خلف ثابت)

(ورافع كركرة فضالة)

انتهى المراد منه. وقوله وهو أسلم قال المناوي على الأشهر انتهى فذكر العراقي خمسة أقوال فى اسم أبي رافع قال المناوي وكان للعباس فوهبه للمصطفى فلما بشر المصطفى صلى الله عليه وسلم بإسلام العباس اعتقه، وقال بعد قوله ورافع ما نصه مولى المصطفى يكنى أبا البهاء بفتح الموحدة وكسرها له ذكر فى حديث عند ابن ماجه قلت يا رسول الله من خير الناس قال ذو القلب واللسان الصادق وقيل كان أو لا لسعيد ابن العاصي انتهى.

(سفينة) يعنى أن سفينة من مواليه صلى الله تعالى عليه وسلم قال ابن أبي حاتم وسمعت أبى يقول اشتراه صلى الله تعالى عليه وسلم فأعتقه وقال آخرون اعتقته أم سلمة وشرطت عليه أن يخجمه عليه السلام فقال لو لم تشترطي على فارقته فيقال له مولى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ومولى أم سلمى وكان من أبناء فارس، وقيل من مولدي العرب، قال فى المواهب واختلف فى اسمه فقيل طهمان

ص: 170

وقيل كيسان وقيل مهران وقيل غير ذلك وسماه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم سفينة، لأنهم كانوا حملوه كثيرا فى السفر انتهى.

وقيل اسمه مروان أو نجران أو ذكوان أو شنبة بمعجمة فنون ساكنة فموحدة فتاء تأنيث أو أحمر أو أحمد أو رباح أو مفلح أو عمير أو عيسر أو عيسى أو أيمن أو قيس أو صالح أنظر الزرقاني والمناوي.

وللعراقي بعد قوله المار فضالة ما نصه:

(وواقد سفينة فزارة

طهمان أو كيسان أو مهران)

(مولاه ذكوان أو مروان)

قوله فزارة بفتح الفاء يعنى أن هذه الأسماء مسماة على شخص واحد فقيل كذا وقيل كذل فهذه الأقوال كلها فى اسم سفينة وسماه المصطفى بذلك لأنهم كانوا يحملونه فى السفر متاعا كثيرا. وقيل ركب سفينة فانكسرت فركب لوحا فنجى فسمى بها، وقيل اسمه رومان انتهى من المناوي.

وفي الزرقاني أن الإمام أحمد روي عنه أنه قال كنا فى سفر وكان كلما أعيى رجل ألقى على ثيابه ترسا أو سيفا حتى حملت من ذلك شيئا كثيرا، فقال صلى الله تعالى عليه وسلم، أحمل فإنما أنت سفينة، فلو حملت يومئذ وقر بعيرين أو ثلاثة أو خمسة أو سبعة ما ثقل علي. وكان إذا قيل له ما اسمك؟ يقول سمعاني صلى الله تعالى عليه وسلم سفينة ولا أريد غيره. انتهى.

(أنجسة) بفتح الهمزة وسكون النون وفتح الجيم وبالشين المعجمة كما ضبطه المصنف، قال الزرقاني. يعنى أن أنجشة من واليه عليه السلام وهو من حداته أيضا كما ياتي. وفى المناوي أنه حبشي حسن الصوت بالحداء يكنى أبا مارية. وفى الصحيح رويدك يا أنجشة. رفقا بالقوارير. وفى الطبراني أنه كان من المخنثين، على عهد المصطفى صلى

ص: 171

الله تعالى عليه وسلم. فقال لعن الله المخنثين أخرجوهم من بيوتكم.

(ومدعم) بكسر الميم وسكون الدال المهملة وفتح العين المهملة فميم أسلم وحسن إسلامه وقتل رضي الله عنه بعد انصرافهم من خيبر وأوادي القرى قاله الزرقاني. يعنى أن مدعما من مواليه صلى الله تعالى عليه وسلم وهو عبد أسود كان لرفاعة بن زيد الحذامي ثم الضبيبي بضم الضاد المعجمة وفتح الموحدة الأولى فتحتية ساطنة نسبة إلى بنى الضباب بالتصعير كما فى رواية مسلم وله وللبخاري أهداه أحد بنى الضباب بالتصغير كما فى رواية مسلم وله وللبخاري أهداه أحد بنى الضباب بكسر وموحدتين بينهما ألف وفى رواية ابن اسحاق الضبن بضم المعجمة وفتح الموحدة بعدها نون وقيل بفتح المعجمة وكسر الموحدة نسبة إلى بطن من جذام وأهداه رفاعة للمصطفى عليه السلام كما فى الصحيحين والموطإ واختلف هل أعتقه المصطفى أو قتل رقيقا. وقيل أن الذى أهداه له هو فروة الجذامي وجزم فى الإصابة بأنه هو. وكركرة اثنان، قاله الزرقاني.

(أبو لبابة هند أبو ضمرة) (

)

كل واحد من الثلاثة معطوف بحرف مقدر ومراده ان أبا لبابة وأبا هند ضمرة معدودون فة مواليه صلى الله تعالى عليه وسلم أما أبو لبابة بضم اللام فذكره ابن الجوزي وغيره وكان لبعض عماته فوهبته له وأما أبو هند فذكره ابن حبيب والنيسابوري والطبري وقال ان المصطفى قال زوجوا أبا هند، وتزوجوا إليه ابتاعه منصرفه من الحديبية وأعتقه. قال المناوي.

وأما أبو ضمرة فذكره العراقي بلفظ التصغير ولا يتزن بيته إلا وقد مر وهو:

(أبو عسيب وأبو عبيد

مع أبي ضميرة سعيد)

ص: 172

وصبطه المناوي بضم الضاد المعجمة مصغرا وقال ذكره ابن عبد البر وقال كان مما أفاء الله عليه، قيل اسمه سعيد الحميري من آل ذي يزن قاله البخاري وقيل روح وقيل غير ذلك انتهى كلامه وكذا ذكره ابن سيد الناس مصغرا والله تعالى أعلم.

(والإماء حين تحسب

عارية سلمى وأم رافع)

والإماء جمع أمة وتحسب بالبناء للمفعول، تعدو الإماء مبتدأ وخبره مارية إلخ، وسلمى هي أم رافع كما فى ابن سيد الناس والمناوي والمواهب والزرقاني وما رأيت من النسخ أعطف فيه أم رافع بالواو، فأما أن يكون عطف تفسير ولكن فيه إيهام التعدد، وأما أن يكون تصحيفا أي يعنى أن موالياته صلى الله تعالى عليه وسلم سبع حين تعد على ما ذكر الناظم؛ فمنها مارية أم سيدي ابراهيم القبطية وهي بنت شمعون بفتح الشين المعجمة وسكون الميم وبالعين المهملة وقيل بإهمالهما وقيل بإعجامهما أهداها له المقوقس واسمه جريح من مينا القبطي وأهدى له معها أختها سيرين بكسر السين والراء المهملتين بينهما تحتية ساكنة فياء فنون فوهب النبي عليه السلام سيرين لحسان بن ثابت فولدت له عبد الرحمن وأهدى له عبد الرحمن وأهدى له أيضا أختهما قيصر بفتح القا وسكون التحتية فصاد مهملة عند مغلطاي وغيره وعند اليعمري وابن القيم بسين مهملة فراء وذكرها فى المواهب مولاة له عليه السلام وكذا عدها العراقي قال المناوي فى شرحه قيل زوجها لجهم بن قيس فولدت له ذكرا وقال الزرقاني بعد كلام المواهب قيل وهبها صلى الله تعالى عليه وسلم لأبيه جهم ابن حذيفة وقيل لجهم بن قيس العبدري ثم قال الزرقاني بعد كلام وكونها أمة لا شك فيه لأنه ملكها ووهبها انتهى المراد من كلامه.

وقال ابن سيد الناس فى العيون ومن النساء أم أيمن الحبشية

ص: 173

واسمها بركة وسلمى أم رافع، إلى ان قال وقيصر القبطية أهداها له المقوقس مع مارية وسيرين قيل وهبها لأبي جهم بن حذيفة وقيل وهبها لجهم بن قيس.

وذكر ابن يونس أن زكرياء ابن الجهم ابن القيسر اخت مارية هذه وأما سيرين فوهبها لحسان بن ثابت فولدت له عبد الرحمن. انتهى منه.

ومنها أم رافع واسمها سلمى وهي زوج أبي رافع مولاه عليه السلام وهو أسلم المتقدم ذكره. وفى المواهب وسلمى أي بفتح فسكون كما فى الزرقاني أم رافع زوج أبي رافع.

قال الزرقاني يقال أنها مولاة له عليه السلام ويقال أنها مولاة لصفية وكانت تخدمه عليه السلام وروى الترمذي أنها قالت ما كان يكون برسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قرحة إلا أمرني أن أضع عليها الحناء وروى أحمد عن عائشة: جاءت سلمى امرأة أبي رافع مولي النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وقالت إنه أي أبا رافع يضربني، فقال ما لك ولها؟ قال انها توذيني. قال بماذا تؤذيني. قال بماذا آذيتيه؟ قالت: ما آذيتيه ولكنه أحدث، وهو يصلي فقلت ان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قد أمر المسلمين إذا خرج من أحدهم ريح أن يتوضأ فقام يضربني. فجعل صلى الله تعالى عليه وسلم يضحك ويقول يا أبا رافع لم تامرك إلا بخير.

قال فى الإصابة وسلمى هي أم رافع انتهى.

(بركة كانت بخير شافع

حاضة

)

قوله بركة مصروف للضرورة عطف على مارية واسم كان عائد على بركة وحاضنة بالنصب خبر كان ويتعلق به المجرور قبله يعنى أن من مولياته صلى الله تعالى عليه وسلم بركة وهي حاضنته عليه السلام وهي أم أيمن وكان يقول عليه السلام أم أيمن أمي بعد أمي أي في الشفقة

ص: 174

والحنو، على أو فى رعايتي لها واحترامها وتعظيمها، وقال فيها من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة فاليتزوج أم أمين فتزوجها زيد بن حارثة فولدت له أسامة بعد موت زوجها عبيد الخزرحي وهو أبو أيمن علي الصحيح المكناة به فهو خزرجي لا حبشي كما مر. قيل كانت لعبد الله بن عبد المطلب فورثها عليه السلام وأعتقها لما تزوج خديجة، حكاه ابن سعد. وقيل كانت لأمه عليه السلام حكاه ابن أبي خيثمة. أسلمت قديما وهاجرت الهجرتين إلى الحبشة والى المدينة وقد مر الكلام عليها وعلى ابنها أيمن فى صدر الكتاب عند قول الناظم إذ حضنته ..

(ميمونة) بالرفع عطف على مارية بحرف مقدر أي ومن الموليات ميمونة ذكرها العراقي. وفى المناوي أنها بنت سعد انتهى وفى العيةن وميمونة بنت سعد وميمونة بنت أبي عسيب انتهى. وعليه فهما اثنتان والله تعالى أعلم.

وتقدم فى الموالي أبو عسيب.

(ريحانة) أي ومنهن ريحانة وقيل اسمها ربيحة بالتصغير كما فى الإصابة وهي بنت شمعون بمعجمتين ابن زيد بن عمر بن قنافة بالقاف أو خنافة بالخاء المعجمة وقال فى المواهب من بنى عمر بن قريظة وقيل من بنى النضير والأول أظهر انتهى. وفى الزرقاني قال ابن عبد البر قول الأكثر أنها قرظبة وقيل نضيرية انتهى.

قال ابن إسحاق وسباها صلى الله عليه والسلام فأبت إلا اليهودية فعزلها ووجد فى نفسه فبيما هو مع أصحابه إذ سمع وقع نعلين خلفه فال إن هذا لثعلبة بن سعية يبشرني بإسلام ريحانة فبشره فسره ذلك وعرض عليه أن يعتقها ويتزوجها ويضرب عليها الحجاب فقالت يا رسول الله بل تتركني فى ملكك فهو أخف علي وعليك. فتركها واضطفاها لنفسه وكان يطؤها بملك اليمين وماتت قبل وفاته صلى الله تعالى عليه وسلم مرجعه من حجة الوداع سنة عشر ودفنت بالبقيع

ص: 175