الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحاديث الواردة في (الإيمان)
1-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «آية الإيمان حبّ الأنصار، وآية النّفاق بغض الأنصار» ) * «1» .
2-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انتدب «2» الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلّا إيمان بي وتصديق برسلي أن أرجعه بما نال من أجر أو غنيمة، أو أدخله الجنّة. ولولا أن أشقّ على أمّتي ما قعدت خلف سريّة، ولوددت أنّي أقتل في سبيل الله ثمّ أحيا، ثمّ أقتل ثمّ أحيا، ثمّ أقتل» ) * «3» .
3-
* (عن أبي ذرّ- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما: «أتدرون أين تذهب هذه الشّمس؟» . قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «إنّ هذه تجري حتّى تنتهي إلى مستقرّها تحت العرش، فتخرّ ساجدة فلا تزال كذلك حتّى يقال لها: ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها، ثمّ تجري حتّى تنتهي إلى مستقرّها تحت العرش فتخرّ ساجدة. ولا تزال كذلك حتّى يقال لها: ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها، ثمّ تجري لا يستنكر النّاس منها شيئا حتّى تنتهي إلى مستقرّها ذاك تحت العرش. فيقال لها ارتفعي، أصبحي طالعة من مغربك، فتصبح طالعة من مغربها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتدرون متى ذاكم؟، ذاك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا» ) * «4» .
4-
* (عن أسماء- رضي الله عنها قالت:
خسفت الشّمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فدخلت على عائشة وهي تصلّي. فقلت: ما شأن النّاس يصلّون؟ فأشارت برأسها إلى السّماء. فقلت: آية؟
قالت: نعم. فأطال رسول الله صلى الله عليه وسلم القيام جدّا. حتّى تجلّاني الغشي «5» . فأخذت قربة من ماء إلى جنبي.
فجعلت أصبّ على رأسي أو على وجهي من الماء.
قالت: فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تجلّت الشّمس.
فخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم النّاس. فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: «أمّا بعد. ما من شيء لم أكن رأيته إلّا قد رأيته في مقامي هذا. حتّى الجنّة والنّار. وإنّه قد أوحي إلىّ أنّكم تفتنون في القبور قريبا- أو مثل- فتنة المسيح الدّجّال. (لا أدري أيّ ذلك قالت أسماء) . فيؤتى أحدكم فيقال: ما علمك بهذا الرّجل؟ فأمّا المؤمن أو الموقن. فيقول: هو محمّد، هو رسول الله، جاءنا
(1) البخاري- الفتح 1 (17) . ومسلم (128) وأخرج مثله من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه (129) .
(2)
انتدب الله: أى سارع بثوابه وحسن جزائه، وقيل أجابه إلى المراد أو تكفّل بمطلوبه.
(3)
البخاري- الفتح 1 (36) واللفظ له. ومسلم (1876) .
(4)
البخاري- الفتح 6 (3199) . ومسلم (159) .
(5)
الغشي: طرف من الإغماء، تجلاني الغشي أي أصابني طرف من الإغماء، وعلاني مرض قريب من الإغماء لطول الوقوف.
بالبيّنات والهدى. فأجبنا وأطعنا. ثلاث مرار. فيقال له: نم. قد كنّا نعلم، إنّك لتؤمن به. فنم صالحا.
وأمّا المنافق أو المرتاب فيقول: لا أدري. سمعت النّاس يقولون شيئا فقلت» ) * «1» .
5-
* (عن أبي مسعود- رضي الله عنه قال:
أشار النّبيّ صلى الله عليه وسلم بيده نحو اليمن، فقال:«ألا إنّ الإيمان ههنا وإنّ القسوة وغلظ القلوب في الفدّادين «2» عند أصول أذناب الإبل حيث يطلع قرنا الشّيطان في ربيعة ومضر» ) * «3» .
6-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخيارهم خيارهم لنسائهم» ) * «4» .
7-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يشهدوا أن لا إله إلّا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به.
فإذا فعلوا ذلك عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلّا بحقّها وحسابهم على الله» ) * «5» .
8-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا أوّل النّاس تنشقّ الأرض عن جمجمتي يوم القيامة ولا فخر، وأعطى لواء الحمد ولا فخر، وأنا سيّد النّاس يوم القيامة ولا فخر، وأنا أوّل من يدخل الجنّة ولا فخر. وأنا آتي باب الجنّة فاخذ بحلقتها. فيقولون من هذا؟ فأقول: أنا محمّد. فيفتحون لي. فأجد الجبّار. تبارك وتعالى.
مستقبلي فأسجد له فيقول: ارفع رأسك يا محمّد، وقل يسمع منك وقل يقبل منك واشفع تشفّع، فأرفع رأسي فأقول: أمّتي أمّتي يا ربّ فيقول: اذهب إلى أمّتك فمن وجدت في قلبه مثقال حبّة من شعير من الإيمان فأدخله الجنّة فأقبل فمن وجدت في قلبه ذلك فأدخله الجنّة فإذا الجبّار مستقبلي فأسجد له فيقول: ارفع رأسك يا محمّد وتكلّم يسمع منك واشفع تشفّع. فأرفع رأسي فأقول: أمّتي أمّتي أي ربّ.
فيقول: اذهب إلى أمّتك فمن وجدت في قلبه نصف حبّة من شعير من الإيمان فأدخلهم الجنّة، فأذهب فمن وجدت في قلبه مثقال ذلك أدخلتهم الجنّة.
فأجد الجبّار- عز وجل مستقبلي. فأسجد له، فيقول: ارفع رأسك يا محمّد وتكلّم يسمع منك وقل يقبل منك، واشفع تشفّع، فأرفع رأسي فأقول: أمّتي أمّتي، فيقول: اذهب إلى أمّتك فمن وجدت في قلبه مثقال حبّة خردل من الإيمان فأدخله الجنّة فأذهب فمن وجدت في قلبه ذلك أدخلتهم الجنّة، وفرغ الله من حساب النّاس. وأدخل من بقي من أمّتي النّار مع
(1) البخاري- الفتح 1 (86) . ومسلم (905) .
(2)
في الفدادين: هم الذين تعلو أصواتهم في إبلهم وخيلهم وحروثهم.
(3)
البخاري- الفتح 6 (3302) ، ومسلم (51) واللفظ له.
(4)
الترمذي (1162) وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأبو داود (4682) . وأحمد (2/ 527) . والبيهقي في الشعب (1/ 26) وقال مخرجه: إسناده عنده حسن. والحاكم في مستدركه (1/ 3) وسكت عنه وقال الذهبي: صحيح. وذكره الألباني في الصحيحة (284) .
(5)
مسلم (20) .
أهل النّار. فيقول أهل النّار: ما أغنى عنكم أنّكم كنتم تعبدون الله لا تشركون به شيئا. فيقول الجبّار: فبعزّتي لأعتقنّهم من النّار. فيرسل إليهم فيخرجون من النّار قد امتحشوا «1» فيدخلون الجنّة في نهر الحياة فينبتون فيه كما تنبت الحبّة في غثاء السّيل، ويكتب بين أعينهم هؤلاء عتقاء الله فيذهب بهم فيدخلون الجنّة فيقول لهم أهل الجنّة: هؤلاء الجهنّميّون. فيقول الجبّار بل هؤلاء عتقاء الجبّار عز وجل» ) * «2» .
9-
* (عن عمرو بن الجموح- رضي الله عنه أنّه سمع النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: لا يحقّ العبد حقّ صريح الإيمان حتّي يحبّ لله ويبغض لله، فإذا أحبّ لله- تبارك وتعالى وأبغض لله- تبارك وتعالى فقد استحقّ الولاء من الله، وإنّ أوليائي من عبادي وأحبّائي من خلقي الّذين يذكرون بذكري، وأذكر بذكرهم) * «3» .
10-
* (عن فضالة بن عبيد- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجّة الوداع: سأخبركم من المسلم. من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه النّاس على أموالهم وأنفسهم، والمهاجر من هجر الخطايا والذّنوب، والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله» ) * «4» .
11-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيّها النّاس، إنّ الله طيّب لا يقبل إلّا طيّبا. وإنّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين. فقال: يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (المؤمنون/ 51) . وقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ (البقرة/ 172) . ثمّ ذكر: الرّجل يطيل السّفر أشعث أغبر يمدّ يديه إلى السّماء. يا ربّ يا ربّ ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذّي بالحرام، فأنّى يستجاب لذلك» ) * «5» .
12-
* (عن البراء بن عازب- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أقعد المؤمن في قبره أتي ثمّ شهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول الله، فذلك قوله* (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ
» ) * «6» .
13-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ أهل الجنّة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الكوكب الدّرّيّ «7» الغابر
(1) امتحشوا: أي احترقوا، من المحش بمعنى احتراق الجلد وظهور العظم كما في النهاية (4/ 302) .
(2)
أحمد (3/ 144) . وله شاهد عند الطبراني في الكبير من حديث ابن مسعود وقال الهيثمي في المجمع (7/ 260) : رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2536) .
(3)
أحمد (3/ 430) واللفظ له، ولأحمد أيضا (4/ 286) عن البراء:«إنّ أوسط عرى الإيمان أن تحبّ في الله وتبغض في الله» . وشرح السنة للبغوي (1/ 39، 40) .
(4)
ابن منده (1/ 452) حديث (315) وقال مخرجه: حسن. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 368) واللفظ متفق عليه عندهما، وعزاه للبزار والطبراني في الكبير.
(5)
مسلم (1015) .
(6)
البخاري- الفتح 3 (1369) . وهو جزء من حديث البراء الطويل في سؤال القبر. وجزء من الاية/ 27 من سورة إبراهيم.
(7)
الكوكب الدري: الكوكب العظيم المضيء.
من الأفق «1» من المشرق أو المغرب. لتفاضل ما بينهم.
قالوا: يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم.
قال: «بلى، والّذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدّقوا المرسلين» ) * «2» .
14-
* (عن أبي قتادة- رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنّه قام فيهم فذكر لهم أنّ الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل الأعمال. فقام رجل فقال: يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله تكفّر عنّي خطاياي؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر» . ثمّ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كيف قلت؟» . قال:
أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفّر عنّي خطاياي؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعم» . وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر إلّا الدّين فإنّ جبريل عليه السلام قال لي ذلك» ) * «3» .
15-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، سئل أيّ العمل أفضل؟
فقال: «إيمان بالله ورسوله. قيل ثمّ ماذا؟ قال:
الجهاد في سبيل الله. قيل ثمّ ماذا؟ قال: حجّ مبرور «4» » ) * «5» .
16-
* (عن أبي قتادة- رضي الله عنه قال:
إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، مرّ عليه بجنازة، فقال:«مستريح ومستراح منه» . قالوا: يا رسول الله ما المستريح والمستراح منه؟ قال: «العبد المؤمن مستريح من نصب الدّنيا وأذاها إلى رحمة الله- عز وجل والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشّجر والدّوابّ» ) * «6» .
17-
* (عن الحارث الأشعريّ- رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ الله أمر يحيى بن زكريّا بخمس كلمات أن يعمل بها ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، وإنّه كاد أن يبطأ بها، فقال عيسى: إنّ الله أمرك بخمس كلمات لتعمل بها وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، فإمّا أن تأمرهم، وإمّا أن آمرهم، فقال يحيى: أخشى إن سبقتني بها أن يخسف بي أو أعذّب، فجمع النّاس في بيت المقدس، فامتلأ المسجد وتعدّوا على الشّرف، فقال: إنّ الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهنّ، وآمركم أن تعملوا بهنّ:
أوّلهنّ أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. وإنّ مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو ورق. فقال هذه داري وهذا عملي فاعمل وأدّ إليّ، فكان يعمل ويؤدّي إلى غير سيّده، فأيّكم يرضى أن يكون عبده كذلك؟. وإنّ الله أمركم بالصّلاة، فإذا صلّيتم فلا تلتفتوا فإنّ الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت. وآمركم بالصّيام فإنّ مثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صرّة فيها مسك، فكلّهم يعجب أو يعجبه ريحها. وإنّ
(1) الغابر من الأفق: الذي يميل إلى جهة الغرب.
(2)
مسلم (2831) .
(3)
رواه مسلم (1885) .
(4)
الحج المبرور: الذي لا يخالطه شيء من الإثم، وقيل هو المتقبل.
(5)
البخاري- الفتح 1 (26) . ومسلم (135) .
(6)
البخاري- الفتح 11 (6512) .
ريح الصّائم أطيب عند الله من ريح المسك. وآمركم بالصّدقة؛ فإنّ مثل ذلك كمثل رجل أسره العدوّ، فأوثقوا يده إلى عنقه وقدّموه ليضربوا عنقه، فقال أنا أفديه منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم.
وآمركم أن تذكروا الله؛ فإنّ مثل ذلك كمثل رجل خرج العدوّ في أثره سراعا حتّى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشّيطان إلّا بذكر الله. قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:«وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهنّ: السّمع والطّاعة والجهاد والهجرة والجماعة. فإنّه من فارق الجماعة قيد شبر «1» فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلّا أن يرجع، ومن ادّعى دعوى الجاهليّة فإنّه من جثا «2» جهنّم» ، فقال رجل: يا رسول الله، وإن صلّى وصام؟ قال:«وإن صلّى وصام، فادعوا بدعوى الله الّذي سمّاكم المسلمين المؤمنين عباد الله» ) * «3» .
18-
* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الله لا يرضى لعبده المؤمن إذا ذهب بصفيّه من أهل الأرض، فصبر واحتسب وقال ما أمر به بثواب دون الجنّة» ) * «4» .
19-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الله لا يظلم مؤمنا حسنة. يعطى بها في الدّنيا ويجزى بها في الاخرة. وأمّا الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدّنيا حتّى إذا أفضى «5» إلى الاخرة لم يكن له حسنة يجزى بها» ) * «6» .
20-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الله يبعث ريحا من اليمن ألين من الحرير، فلا تدع أحدا في قلبه مثقال حبّة من إيمان إلّا قبضته» ) * «7» .
21-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه أنّ ناسا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله هل نرى ربّنا يوم القيامة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعم» قال: «هل تضارّون في رؤية الشّمس بالظّهيرة صحوا ليس معها سحاب؟ وهل تضارّون في رؤية القمر ليلة البدر صحوا ليس فيها سحاب؟» قالوا: لا. يا رسول الله، قال:«ما تضارّون في رؤية الله- تبارك وتعالى يوم القيامة إلّا كما تضارّون في رؤية أحدهما «8» . إذا كان
(1) قيد شبر: أي قدر شبر، ويقال قيد رمح أي قدر رمح.
(2)
جثا جهنم: يقال بالحاء المهملة من حثا: إذا عزف وضم، ويقال بالجيم جثا: جمع جثوة وهي الشيء المجموع (انظر النهاية 1/ 239) .
(3)
الترمذي (2863) وقال: حديث حسن صحيح. وابن منده في الإيمان (1/ 376، 377) حديث (212) . وابن خزيمة (3/ 195) .
(4)
النسائي (4/ 23) وقال محقق جامع الأصول (6/ 434) إسناده حسن.
(5)
أفضى إلى الاخرة: أي صار إليها.
(6)
مسلم (2808) .
(7)
مسلم (117) .
(8)
ما تضارون في رؤية الله تبارك وتعالى يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما: معناه لا تضارون أصلا كما لا تضارون في رؤيتهما أصلا.
يوم القيامة أذّن مؤذّن ليتّبع كلّ أمّة ما كانت تعبد. فلا يبقى أحد، كان يعبد غير الله- سبحانه- من الأصنام والأنصاب، إلّا يتساقطون في النّار. حتّى إذا لم يبق إلّا من كان يعبد الله من برّ وفاجر. وغبّر أهل الكتاب «1» .
فيدعى اليهود فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنّا نعبد عزير ابن الله. فيقال: كذبتم ما اتّخذ الله من صاحبة ولا ولد. فماذا تبغون؟ قالوا: عطشنا يا ربّنا فاسقنا. فيشار إليهم: ألا تردون؟ فيحشرون إلى النّار كأنّها سراب «2» يحطم بعضها بعضا. فيتساقطون في النّار. ثمّ يدعى النّصارى. فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟
قالوا: كنّا نعبد المسيح ابن الله. فيقال لهم: كذبتم. ما اتّخذ الله من صاحبة ولا ولد. فيقال لهم: ماذا تبغون؟
فيقولون: عطشنا يا ربّنا فاسقنا. قال فيشار إليهم: ألا تردون؟ فيحشرون إلى جهنّم كأنّها سراب يحطم بعضها بعضا «3» فيتساقطون في النّار. حتّى إذا لم يبق إلّا من كان يعبد الله تعالى من برّ وفاجر، أتاهم ربّ العالمين- سبحانه وتعالى في أدنى صورة من الّتي رأوه فيها. قال: فما تنتظرون؟ تتبع كلّ أمّة ما كانت تعبد. قالوا: يا ربّنا فارقنا النّاس في الدّنيا أفقر ما كنّا إليهم «4» ولم نصاحبهم. فيقول: أنا ربّكم. فيقولون:
نعوذ بالله منك. لا نشرك بالله شيئا (مرّتين أو ثلاثا) حتّى إنّ بعضهم ليكاد أن ينقلب «5» . فيقول: هل بينكم وبينه آية فتعرفونه بها؟ فيقولون: نعم. فيكشف عن ساق «6» . فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه إلّا أذن الله له بالسّجود. ولا يبقى من كان يسجد اتّقاء ورياء إلّا جعل الله ظهره طبقة واحدة «7» . كلّما أراد أن يسجد خرّ على قفاه. ثمّ يرفعون رءوسهم، وقد تحوّل في صورته الّتي رأوه فيها أوّل مرّة. فقال: أنا ربّكم.
فيقولون: أنت ربّنا. ثمّ يضرب الجسر على جهنّم. وتحلّ الشّفاعة «8» . ويقولون: اللهمّ سلّم سلّم. قيل: يا رسول
(1) وغبر أهل الكتاب: معناه بقاياهم. جمع غابر.
(2)
كأنها سراب: السراب ما يتراءى للناس في الأرض القفر والقاع المستوي وسط النهار في الحر الشديد لا معا مثل الماء يحسبه الظمان ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا.
(3)
يحطم بعضها بعضا: معناه لشدة اتقادها وتلاطم أمواج لهبا. والحطم الكسر والإهلاك. والحطمة اسم من أسماء النار لكونها تحطم ما يلقى فيها.
(4)
فارقنا الناس في الدنيا أفقر ما كنا إليهم: معنى قولهم: التضرع إلى الله تعالى في كشف هذه الشدة عنهم، وأنهم لزموا طاعته سبحانه وتعالى، وفارقوا في الدنيا الناس الذين زاغوا عن طاعته سبحانه من قراباتهم وغيرهم ممن كانوا يحتاجون في معايشهم ومصالح دنياهم إلى معاشرتهم للارتفاق بهم.
(5)
ليكاد أن ينقلب: هكذا هو في الأصل بإثبات أن: وإثباتها مع كاد لغة. كما أنّ حذفها مع عسى لغة. ومعنى ينقلب: أي يرجع عن الصواب للامتحان الشديد الذي جرى.
(6)
فيكشف عن ساق: ضبط يكشف بفتح الياء وضمها. وهما صحيحان.
(7)
ظهره طبقة واحدة: قال الهروي وغيره: الطبق فقار الظهر، أي صار فقارة واحدة كالصفيحة، فلا يقدر على السجود لله تعالى.
(8)
ثم يضرب الجسر على جهنم وتحل الشفاعة: الجسر، بفتح الجيم وكسرها، لغتان مشهورتان: وهو الصراط. ومعنى تحل الشفاعة: بكسر الحاء وقيل بضمها: أي تقع ويؤذن فيها.
الله وما الجسر؟ قال: «دحض مزلّة «1» فيه خطاطيف وكلاليب وحسك «2» . تكون بنجد فيها شويكة يقال لها السّعدان. فيمرّ المؤمنون كطرف العين وكالبرق وكالرّيح وكالطّير وكأجاويد الخيل والرّكاب «3» .
فناج مسلّم. ومخدوش مرسل. ومكدوس في نار جهنّم «4» . حتّى إذا خلص المؤمنون من النّار، فو الّذي نفسي بيده ما منكم من أحد بأشدّ مناشدة لله، في استقصاء الحقّ «5» من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الّذين في النّار. يقولون: ربّنا كانوا يصومون معنا ويصلّون ويحجّون. فيقال لهم أخرجوا من عرفتم.
فتحرّم صورهم على النّار. فيخرجون خلقا كثيرا قد أخذت النّار إلى نصف ساقيه وإلى ركبتيه. ثمّ يقولون:
ربّنا ما بقي فيها أحد ممّن أمرتنا به. فيقول: ارجعوا.
فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير «6» فأخرجوه.
فيخرجون خلقا كثيرا. ثمّ يقولون: ربّنا لم نذر فيها أحدا ممّن أمرتنا. ثمّ يقول ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خير فأخرجوه. فيخرجون خلقا كثيرا.
ثمّ يقولون: ربّنا لم نذر فيها ممّن أمرتنا أحدا. ثمّ يقول:
ارجعوا. فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرّة من خير فأخرجوه. فيخرجون خلقا كثيرا. ثمّ يقولون: ربّنا لم نذر فيها خيرا «7» .
وكان أبو سعيد الخدريّ يقول: إن لم تصدّقوني بهذا الحديث فاقرءوا إن شئتم: إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً (النساء/ 40) فيقول الله- عز وجل: (شفعت الملائكة وشفع النّبيّون وشفع المؤمنون. ولم يبق إلّا أرحم الرّاحمين. فيقبض قبضة من النّار «8» فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قطّ. قد
(1) دحض مزلة: الدحض والمزلة بمعنى واحد. وهو الموضع الذي تزل فيه الأقدام ولا تستقر. ومنه: دحضت الشمس أي مالت. وحجة داحضة أي لا ثبات لها.
(2)
فيها خطاطيف وكلاليب وحسك: أما الخطاطيف فجمع خطاف، بضم الخاء في المفرد. والكلاليب بمعناه. وأما الحسك فهو شوك صلب من حديد.
(3)
وكأجاويد الخيل والركاب: من إضافة الصفة إلى الموصوف. قال في النهاية: الأجاويد جمع أجواد، وهو جمع جواد، وهو الجيد الجري من المطي. والركاب أي الإبل، واحدتها راحلة من غير لفظها. فهو عطف على الخيل. والخيل جمع الفرس من غير لفظه.
(4)
فناج مسلم ومخدوش مرسل ومكدوس في نار جهنم: معناه أنهم ثلاثة أقسام: قسم يسلم فلا يناله شيء أصلا. وقسم يخدش ثم يرسل فيخلص. وقسم يكدس ويلقى فيسقط في جهنم. قال في النهاية: وتكدس الإنسان إذا دفع من ورائه فسقط. ويروى بالشين المعجمة، من الكدش وهو السوق الشديد. والكدش: الطرد والجرح أيضا.
(5)
في استقصاء الحق: أي تحصيله من خصمه والمتعدي عليه.
(6)
من خير: قال القاضي عياض. رحمه الله.: قيل: معنى الخير هنا اليقين. قال: والصحيح أن معناه شيء زائد على مجرد الإيمان. لأن مجرد الإيمان الذي هو التصديق، لا يتجزأ. وإنما يكون هذا التجزؤ لشيء زائد عليه من عمل صالح أو ذكر خفي، أو عمل من أعمال القلب من شفقة على مسكين أو خوف من الله تعالى، ونية صادقة.
(7)
لم نذر فيها خيرا: هكذا هو خير بإسكان الياء أي صاحب خير.
(8)
فيقبض قبضة من النار: معناه يجمع جمعة.
عادوا حمما «1» . فيلقيهم في نهر في أفواه الجنّة «2» ، يقال له نهر الحياة. فيخرجون كما تخرج الحبّة في حميل السّيل «3» . ألا ترونها تكون إلى الحجر أو إلى الشّجر.
ما يكون إلى الشّمس أصيفر وأخيضر. وما يكون منها إلى الظّلّ يكون أبيض «4» ؟ فقالوا: يا رسول الله كأنّك كنت ترعى بالبادية. قال: «فيخرجون كاللّؤلؤ في رقابهم الخواتم «5» يعرفهم أهل الجنّة. هؤلاء عتقاء الله «6» الّذين أدخلهم الله الجنّة بغير عمل عملوه ولا خير قدّموه. ثمّ يقول: ادخلوا الجنّة فما رأيتموه فهو لكم. فيقولون: ربّنا أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين. فيقول: لكم عندي أفضل من هذا. فيقولون:
يا ربّنا أيّ شيء أفضل من هذا؟ فيقول: رضاي. فلا أسخط عليكم بعده أبدا» ) * «7» .
22-
* (عن عبد الله بن عبّاس- رضي الله عنهما أنّ أبا سفيان أخبره من فيه إلى فيه. قال:
انطلقت في المدّة الّتي كانت بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فبينا أنا بالشّام إذ جيء بكتاب من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل، يعني عظيم الرّوم، قال: وكان دحية الكلبيّ جاء به فدفعه إلى عظيم بصرى، فدفعه عظيم بصرى إلى هرقل. فقال هرقل: هل ههنا أحد من قوم هذا الرّجل الّذي يزعم أنّه نبيّ؟ قالوا: نعم. قال:
فدعيت في نفر من قريش. فدخلنا على هرقل.
فأجلسنا بين يديه. فقال: أيّكم أقرب نسبا من هذا الرّجل الّذي يزعم أنّه نبيّ؟ فقال أبو سفيان: فقلت:
أنا. فأجلسوني بين يديه. وأجلسوا أصحابي خلفي.
ثمّ دعا بترجمانه «8» فقال له: قل لهم: إنّي سائل هذا عن
(1) قد عادوا حمما: معنى عادوا صاروا. وليس بلازم في عاد أن يصير الى حالة كان عليها قبل ذلك. بل معناه صاروا. أما الحمم فهو الفحم، واحدته حممة، كحطمة.
(2)
في أفواه الجنة: الأفواه جمع فوهة. وهو جمع سمع من العرب على غير قياس. وأفواه الأزفة والأنهار أوائلها. قال صاحب المطالع: كأن المراد في الحديث مفتتح من مسالك قصور الجنة ومنازلها.
(3)
الحبة في حميل السيل: الحبة، بالكسر، بذور البقول وحب الرياحين. وقيل: هو نبت في الحشيش. وحميل السيل هو ما يجيء به السيل من طين أو غثاء وغيره. فعيل بمعنى مفعول. فاذا اتفقت فيه حبة واستقرت على شط مجرى السيل فإنها تنبت في يوم وليلة. فشبه بها سرعة عود أبدانهم وأجسامهم إليهم بعد إحراق النار لها.
(4)
ما يكون إلى الشمس أصيفر وأخيضر. وما يكون منها إلى الظل يكون أبيض: أما يكون في الموضعين الأولين فتامة. ليس لها خبر. معناها ما يقع. وأصيفر وأخيضر مرفوعان. وأما يكون أبيض، فيكون فيه ناقصة، وأبيض منصوب وهو خبرها.
(5)
فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم الخواتم: الخواتم جمع خاتم، بفتح التاء وكسرها. قال صاحب التحرير: المراد بالخواتم هنا أشياء من ذهب أو غير ذلك تعلق في أعناقهم، علامة يعرفون بها. قال: معناه تشبيه صفائهم وتلألئهم باللؤلؤ.
(6)
هؤلاء عتقاء الله: أي يقولون: هؤلاء عتقاء الله.
(7)
البخاري- الفتح 13 (7439) . ومسلم (182) واللفظ له.
(8)
الترجمان: هو الذي يترجم الكلام أي ينقله من لغة إلى أخرى.
الرّجل الّذي يزعم أنّه نبيّ. فإن كذبني فكذّبوه «1» .
قال: فقال أبو سفيان: وأيم الله لولا مخافة أن يؤثر عليّ الكذب «2» لكذبت. ثمّ قال لترجمانه: سله. كيف حسبه فيكم؟ قال قلت: هو فينا ذو حسب. قال:
فهل كان من آبائه ملك؟ قلت: لا. قال: فهل كنتم تتّهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت: لا.
قال: ومن يتّبعه؟ أشراف النّاس أم ضعفاؤهم؟ قال:
قلت: بل ضعفاؤهم. قال: أيزيدون أم ينقصون؟ قال قلت: لا. بل يزيدون. قال: هل يرتدّ أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه، سخطة له؟ قال قلت: لا.
قال: فهل قاتلتموه؟ قلت: نعم. قال: كيف كان قتالكم إيّاه؟ قال قلت: تكون الحرب بيننا وبينه سجالا «3» . يصيب منّا ونصيب منه. قال: فهل يغدر؟ قلت: لا. ونحن منه في مدّة لا ندري ما هو صانع فيها «4» . قال: فو الله ما أمكنني من كلمة أدخل فيها شيئا غير هذه.
قال: فهل قال هذا القول أحد قبله؟ قال قلت: لا. قال لترجمانه: قل له. إنّي سألتك عن حسبه فزعمت أنّه فيكم ذو حسب، وكذلك الرّسل تبعث في أحساب قومها. وسألتك: هل كان في آبائه ملك؟
فزعمت أن لا، فقلت: لو كان من آبائه ملك قلت رجل يطلب ملك آبائه. وسألتك عن أتباعه، أضعفاؤهم أم أشرافهم؟ فقلت: بل ضعفاؤهم، وهم أتباع الرّسل. وسألتك: هل كنتم تتّهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فزعمت أن لا، فقد عرفت أنّه لم يكن ليدع الكذب على النّاس ثمّ يذهب فيكذب على الله. وسألتك: هل يرتدّ أحد منهم عن دينه بعد أن يدخله سخطة له؟ فزعمت أن لا، وكذلك الإيمان إذا خالط بشاشة القلوب. وسألتك: هل يزيدون أم ينقصون؟ فزعمت أنّهم يزيدون، وكذلك الإيمان حتّى يتمّ. وسألتك: هل قاتلتموه؟ فزعمت أنّكم قد قاتلتموه، فتكون الحرب بينكم وبينه سجالا، ينال منكم وتنالون منه، وكذلك الرّسل تبتلى ثمّ تكون لهم العاقبة. وسألتك: هل يغدر؟ فزعمت أنّه لا يغدر، وكذلك الرّسل لا تغدر. وسألتك هل قال هذا القول أحد قبله؟ فزعمت أن لا، فقلت: لو قال هذا القول أحد قبله، قلت رجل ائتمّ بقول قيل قبله. قال:
ثمّ قال: بم يأمركم؟ قلت: يأمرنا بالصّلاة والزّكاة والصّلة والعفاف «5» . قال: إن يكن ما تقول فيه حقّا، فإنّه نبيّ، وقد كنت أعلم أنّه خارج، ولم أكن أظنّه منكم، ولو أنّي أعلم أنّي أخلص إليه، لأحببت لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه، وليبلغنّ ملكه ما
(1) إن كذبني فكذّبوه: كذب بمعني أخطأ والمعنى إن أخطأ في كلامه فقولوا قد أخطأ.
(2)
أن يؤثر علي الكذب: أي ينقل علي الكذب.
(3)
تكون الحرب سجالا: والسجل هو الدلو ومعنى الحرب سجالا تشبيها لها بالاستقاء فيستقي هذا دلوا وهذا دلوا، وقد قال أبو سفيان عن يوم أحد (يوم بيوم بدر) والحرب سجال.
(4)
المدة: هي صلح الحديبية التي عقدها الرسول صلى الله عليه وسلم مع مشركي قريش في العام الثالث من الهجرة.
(5)
العفاف: هو طلب العفاف والتعفف هو الكف عن الحرام وسؤال الناس.
تحت قدميّ قال: ثمّ دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه.
فإذا فيه: «بسم الله الرّحمن الرّحيم. من محمّد رسول الله إلى هرقل عظيم الرّوم، سلام على من اتّبع الهدى، أمّا بعد فإنّي أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرّتين، وإن تولّيت فإنّ عليك إثم الأريسيّين «1» قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (آل عمران/ 64) » فلمّا فرغ من قراءة الكتاب ارتفعت الأصوات عنده وكثر اللّغط. وأمر بنا فأخرجنا. قال: فقلت لأصحابي حين خرجنا: لقد أمر أمر ابن أبي كبشة «2» إنّه ليخافه ملك بني الأصفر «3» .
قال: فما زلت موقنا بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه سيظهر، حتّى أدخل الله عليّ الإسلام» ) * «4» .
23-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الإيمان بضع وستّون شعبة والحياء شعبة من الإيمان» ) * «5» .
24-
* (عن معاوية بن الحكم السّلميّ- رضي الله عنه قال: بينا أنا أصلّي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم. فقلت: يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم «6» . فقلت: واثكل أمّياه «7» . ما شأنكم؟ تنظرون إليّ. فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم. فلمّا رأيتهم يصمّتونني. لكنّي سكتّ. فلمّا صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فبأبي هو وأمّي ما رأيت معلّما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه. فو الله ما كهرني «8» ولا ضربني ولا شتمني. قال: «إنّ هذه الصّلاة لا يصلح فيها شيء من كلام النّاس. إنّما هو التّسبيح والتّكبير وقراءة القرآن» .
أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت: يا رسول الله، إنّي حديث عهد بجاهليّة. وقد جاء الله بالإسلام. وإنّ منّا رجالا يأتون الكهّان. قال:«فلا تأتهم» قال: ومنّا رجال يتطيّرون «9» . قال: «ذاك شيء يجدونه في صدورهم. فلا يصدّنّهم» . قال: قلت: ومنّا
(1) الأريسيين: هو جمع أريس قال ابن سيده: الأريس هو الأكار أي الفلاح عند ثعلب، وعند قراعة هو الأمير، وقال الجوهري لغة شامية، وأنكر ابن فارس أن تكون عربية: والمعنى أنهم المزارعون في المملكة وهم الضعفاء المأمورون والأصاغر أتباع الأكابر، ولذا يكون عليه وزرهم إذا لم يسلموا تقليدا له.
(2)
لقد أمر أمر ابن أبي كبشة: أما أمر فبفتح الهمزة وكسر الميم، أي عظم. وأما قوله: ابن أبي كبشة، فقيل: هو رجل من خزاعة كان يعبد الشعرى، ولم يوافقه أحد من العرب في عبادتها. فشبهوا النبي صلى الله عليه وسلم به لمخالفته إياهم في دينهم، كما خالفهم أبو كبشة.
(3)
بني الأصفر: بنو الأصفر هم الروم.
(4)
البخاري- الفتح 1 (6) . مسلم (1773) واللفظ له.
(5)
البخاري- الفتح 1 (9)، مسلم 1 (57) وعند مسلم بلفظ آخر هو:«الايمان بضع وسبعون شعبة» .
(6)
رماني القوم بأبصارهم، أي نظرو إليّ حديدا كما يرمي بالسهم، زجرا بالبصر من غير كلام.
(7)
واثكل أمياه: بضم الثاء وإسكان الكاف، وبفتحهما جميعا، لغتان كالبخل والبخل، حكاهما الجوهري وغيره. وهو فقدان المرأة ولدها، أي وافقد أمي إياي فإني هلكت.
(8)
كهرني: نهرني.
(9)
يتطيرون: من التطير بالسوانح والبوارح من الطير والظباء وغيرها، وكان ذلك بغرض التشاؤم والتفاؤل وقد حرمه الإسلام لأنه يصدّ عن المقاصد ولأنه ليس له تأثير في جلب نفع أو دفع ضر (النهاية 3/ 152) .
رجال يخطّون. قال: «كان نبيّ من الأنبياء يخطّ.
فمن وافق خطّه فذاك «1» » قال: وكانت جارية ترعى غنما لي قبل أحد والجوّانيّة «2» . فاطّلعت ذات يوم فإذا الذّيب قد ذهب بشاة من غنمها. وأنا رجل من بني آدم آسف كما يأسفون لكنّي صككتها «3» صكّة.
فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظّم ذلك عليّ. قلت: يا رسول الله أفلا أعتقها قال «ائتني بها» فأتيته بها. فقال لها «أين الله؟» قالت: في السّماء. قال: «من أنا؟» قالت:
أنت رسول الله. قال: «أعتقها، فإنّها مؤمنة» ) * «4» .
25-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: بينما نحن جلوس مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم في المسجد.
دخل رجل على جمل فأناخه في المسجد. ثمّ عقله ثمّ قال لهم: أيّكم محمّد؟ والنّبيّ صلى الله عليه وسلم متّكى بين ظهرانيهم فقلنا: هذا الرّجل الأبيض المتّكئ. فقال له الرّجل: يا ابن عبد المطّلب، فقال له النّبيّ صلى الله عليه وسلم:
«قد أجبتك» . فقال الرّجل للنّبيّ صلى الله عليه وسلم: إنّي سائلك فمشدّد عليك في المسألة فلا تجد عليّ في نفسك «5» .
فقال: «سل عمّا بدا لك» . فقال: أسألك بربّك وربّ من قبلك، الله أرسلك إلى النّاس كلّهم؟
فقال: «اللهمّ نعم» . قال: أنشدك بالله، الله أمرك أن نصلّي الصّلوات الخمس في اليوم واللّيلة؟ قال:
«اللهمّ نعم» . قال: أنشدك بالله، آلله أمرك أن نصوم هذا الشّهر من السّنة؟ قال:«اللهمّ نعم» . قال: أنشدك بالله، آلله أمرك أن تأخذ هذه الصّدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا؟ فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:«اللهمّ نعم» فقال الرّجل: آمنت بما جئت به. وأنا رسول من ورائي من قومي. وأنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر) * «6» .
26-
* (عن عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم. إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثّياب. شديد سواد الشّعر، لا يرى عليه أثر السّفر. ولا يعرفه منّا أحد، حتّى جلس إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفّيه على فخذيه، وقال: يا محمّد أخبرني عن الإسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقيم الصّلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحجّ البيت إن استطعت إليه سبيلا» . قال: صدقت. قال فعجبنا له يسأله ويصدّقه. قال: فأخبرني عن الإيمان. قال:
«أن تؤمن بالله» ، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الاخر، وتؤمن بالقدر خيره وشرّه» ، قال: صدقت، قال: فأخبرني عن الإحسان. قال: «أن تعبد الله
(1) ظاهر معناه الخط في الرمل وقال النووي في ذلك: الصحيح أن معناه: من وافق خطه فهو مباح، ولكن لا طريق لنا إلى العلم اليقيني بالموافقة فلا يباح، والمقصود أنه حرام لا يباح إلا بيقين الموافقة، وليس لنا يقين بها.
(2)
الجوانية: مكان شمال المدينة قرب أحد.
(3)
صككتها: لطمتها.
(4)
مسلم 1 (537) .
(5)
فلا تجد علي في نفسك: أي لا تغضب مني أو من سؤالي (النهاية 5/ 155) .
(6)
البخاري الفتح 1 (63) . مسلم (868) من حديث ابن عباس- رضي الله عنهما بلفظ مختلف.
كأنّك تراه. فإن لم تكن تراه، فإنّه يراك» . قال:
فأخبرني عن السّاعة. قال «: ما المسئول عنها بأعلم من السّائل» . قال: فأخبرني عن أماراتها «1» . قال: «أن تلد الأمة ربّتها «2» . وأن ترى الحفاة العراة، العالة، رعاء الشّاء «3» ، يتطاولون في البنيان» . قال ثمّ انطلق.
فلبثت مليّا. ثمّ قال لي: «يا عمر أتدري من السّائل» ؟
قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «فإنّه جبريل، أتاكم يعلّمكم دينكم» ) * «4» .
27-
* (عن النّعمان بن بشير- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادّهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر جسده بالسّهر والحمّى» ) * «5» .
28-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا: طلوع الشّمس من مغربها، والدّجّال، ودابّة الأرض» ) * «6» .
29-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث من كنّ فيه وجد حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحبّ إليه ممّا سواهما، ومن أحبّ عبدا لا يحبّه إلّا لله، ومن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله كما يكره أن يلقى في النّار» ) * «7» .
30-
* (عن أبي موسى الأشعريّ- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لهم أجران: رجل من أهل الكتاب آمن بنبيّه وآمن بمحمّد صلى الله عليه وسلم، والعبد المملوك إذا أدّى حقّ الله وحقّ مواليه، ورجل كانت عنده أمة فأدّبها فأحسن تأديبها وعلمّها فأحسن تعليمها ثمّ أعتقها فتزوّجها فله أجران» ) * «8» .
31-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جاء أهل اليمن. وهم أرقّ أفئدة، الإيمان يمان، والفقه يمان، والحكمة يمانية» ) * «9» .
32-
* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحياء والإيمان قرناء جميعا فإذا رفع أحدهما رفع الاخر» ) * «10» .
33-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه
(1) أمارتها: الأمارة هي العلامة.
(2)
ربتها: أي سيدتها.
(3)
العالة، رعاء الشاء: العالة من العول وهو الإنفاق أو القيام بما يلزم من نفقة العيال من قوت وكسوة وغيرها وهي من عال الرجل عياله يعولهم إلا قام بما يحتاجون إليه من نفقة أو كسوة (النهاية ج 3 ص 321) .
(4)
مسلم 1 (8) . البخاري- الفتح 1 (40) من حديث أبي هريرة وكذا مسلم (9) .
(5)
البخاري- الفتح 10 (6011) ومسلم (2586) .
(6)
مسلم (158) ، البخاري الفتح 8 (4635) نحوه مختصرا.
(7)
البخاري- الفتح 1 (21) مسلم (43) .
(8)
البخاري- الفتح 1 (97) وهذا لفظه مسلم (154)
(9)
البخاري- الفتح 8 (4388) ومن حديث أبي هريرة- رضي الله عنه رقم (4390) . مسلم (52) واللفظ له.
(10)
الحاكم (1/ 22) وقال: صحيح على شرط البخاري ومسلم وأقره الذهبي. وذكره الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 400) وقال: رواه الطبراني في الأوسط من حديث ابن عباس. ورواه ابن أبي شيبة في كتاب الإيمان (8) وقال الألباني: موقوف على ابن عمر وسنده صحيح، وذكره الدمياطي في المتجر الرابح (1681) وعزاه للحاكم.
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحياء من الإيمان والإيمان في الجنّة، والبذاء «1» من الجفاء والجفاء في النّار» ) * «2» .
34-
* (عن جابر بن سمرة- رضي الله عنهما قال: خطب عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه فقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في مثل مقامي هذا فقال: «أحسنوا إلى أصحابي، ثمّ الّذين يلونهم، ثمّ يفشو الكذب حتّى يحلف الرّجل على اليمين قبل أن يستحلف عليها «3» . ويشهد على الشّهادة قبل أن يستشهد عليها «4» ، فمن أحبّ منكم أن ينال بحبوحة الجنّة فليلزم الجماعة؛ فإنّ الشّيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد. ألا لا يخلونّ رجل بامرأة فإنّ ثالثهما الشّيطان. ألا ومن كان منكم تسوءه سيّئته وتسرّه حسنته فهو مؤمن» ) * «5» .
35-
* (عن العبّاس بن عبد المطّلب- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربّا وبالإسلام دينا وبمحمّد رسولا» ) * «6» .
36-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أيّها النّاس، إنّ هذه الأمّة تبتلى في قبورها فإذا الإنسان دفن فتفرّق عنه أصحابه جاءه ملك في يده مطراق فأقعده قال: ما تقول في هذا الرّجل؟ فإن كان مؤمنا قال: أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا عبده ورسوله، فيقول: صدقت ثمّ يفتح له باب إلى النّار فيقول هذا كان منزلك لو كفرت بربّك فإذ آمنت فهذا منزلك فيفتح له باب إلى الجنّة فيريد أن ينهض إليه فيقول له اسكن ويفسح له في قبره، وإن كان كافرا أو منافقا يقول له ما تقول في هذا الرّجل؟ فيقول: لا أدري سمعت النّاس يقولون شيئا.
فيقول: لا دريت ولا تليت ولا اهتديت ثمّ يفتح له باب إلى الجنّة فيقول هذا منزلك لو آمنت بربّك، فأمّا إذ كفرت فإنّ الله- عز وجل أبدلكم به هذا ويفتح له باب إلى النّار ثمّ يقمعه قمعة بالمطراق يسمعها خلق الله، كلّهم غير الثّقلين» فقال بعض القوم: يا رسول الله، ما أحد يقوم عليه ملك في يده مطراق إلّا هبل «7» عند ذلك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ (إبراهيم/ 27) » ) * «8» .
(1) البذاء: الفحش في الكلام.
(2)
الترمذي (2009) ورواه الحاكم في المستدرك (1/ 53) وقال على شرط مسلم وأقره الذهبي. ورواه ابن أبي شيبة في كتاب الإيمان وقال الشيخ ناصر الألباني: حسن وصححه. الترمذي (14) . وذكره الدمياطي في المتجر الرابح وعزاه لابن حبان. وقال محقّق «جامع الأصول» (3/ 617) : إسناده حسن.
(3)
يستحلف عليها: أي يطلب منه الحلف من قولهم استحلفه أي طلب منه الحلف.
(4)
يستشهد (مثل يستحلف) أي تطلب منه الشهادة.
(5)
ابن منده في كتاب الإيمان (3/ 983) حديث (1087) . وقال مخرجه: إسناده صحيح، وعزاه للخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (6/ 57) . ورواه ابن حبان في «الإحسان» رقم (5586) .
(6)
مسلم (34) .
(7)
هبل: فقد عقله.
(8)
رواه أحمد (3/ 4) وقال ابن كثير في تفسيره (2/ 552) : إسناده حسن لا بأس به.
37-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله، إنّي لأعلم أشدّ آية في القرآن.
قال: «أيّة آية يا عائشة؟» قالت: قول الله تعالى: مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ (النساء/ 123) قال: «أما علمت يا عائشة أنّ المؤمن تصيبه النّكبة أو الشّوكة فيكافأ بأسوأ عمله ومن حوسب عذّب» قالت: أليس الله يقول: فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً (الانشقاق/ 8) قال: «ذاكم العرض، يا عائشة من نوقش الحساب عذّب» ) * «1» .
38-
* (عن سفيان بن عبد الله الثّقفيّ- رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك. قال: «قل آمنت بالله فاستقم» ) * «2» .
39-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه قال: قيل يا رسول الله أيّ النّاس أفضل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله» . قال: ثمّ من؟ قال: «مؤمن في شعب «3» من الشّعاب يتّقي الله ويدع النّاس من شرّه» ) * «4» .
40-
* (عن صهيب- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كان ملك فيمن كان قبلكم.
وكان له ساحر. فلمّا كبر قال للملك، إنّي قد كبرت فابعث إليّ غلاما أعلّمه السّحر. فبعث إليه غلاما يعلّمه، فكان في طريقه إذا سلك راهب، فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه. فكان إذا أتى السّاحر مرّ بالرّاهب وقعد إليه. فإذا أتى السّاحر ضربه. فشكا ذلك إلى الرّاهب. فقال: إذا خشيت السّاحر فقل:
حبسني أهلي. وإذا خشيت أهلك فقل: حبسني السّاحر. فبينما هو كذلك إذ أتى على دابّة عظيمة قد حبست النّاس. فقال: اليوم أعلم السّاحر أفضل أم الرّاهب أفضل؟ فأخذ حجرا فقال: اللهم إن كان أمر الرّاهب أحبّ إليك من أمر السّاحر فاقتل هذه الدّابّة، حتّى يمضي النّاس. فرماها فقتلها، ومضى النّاس.
فأتى الرّاهب فأخبره، فقال له الرّاهب: أي بنيّ! أنت اليوم أفضل منّي، قد بلغ من أمرك ما أرى. وإنّك ستبتلى، فإن ابتليت فلا تدلّ عليّ. وكان الغلام يبرأ الأكمه والأبرص ويداوي النّاس من سائر الأدواء، فسمع جليس للملك كان قد عمي، فأتاه بهدايا كثيرة. فقال: ما ههنا لك أجمع، إن أنت شفيتني.
فقال: إنّي لا أشفي أحدا، إنّما يشفي الله، فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك، فامن بالله، فشفاه الله، فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس. فقال له الملك:
من ردّ عليك بصرك؟ قال: ربّي. قال: ولك ربّ غيري؟! قال: ربّي وربّك الله. فأخذه فلم يزل يعذّبه حتّى دلّ على الغلام. فجيء بالغلام، فقال له الملك: أي بنيّ! قد بلغ من سحرك ما تبرأ الأكمه «5» والأبرص وتفعل وتفعل؟. فقال: إنّي لا أشفي
(1) أبو داود (3093) . وروى البخاري بعضه في الفتح 8 (4939) . ومسلم رقم (2876) وانظر «جامع الأصول» (2/ 112) .
(2)
مسلم (38) .
(3)
الشعب: الوادي بين الجبلين.
(4)
البخاري- الفتح 11 (6494) . واللفظ لابن منده في الإيمان (2/ 403) حديث (247) .
(5)
الأكمه: الذي خلق أعمى.
أحدا. إنّما يشفي الله. فأخذه فلم يزل يعذّبه حتّى دلّ على الرّاهب فقيل له: ارجع عن دينك. فأبى. فدعا بالمئشار «1» ، فوضع المئشار في مفرق رأسه، فشقّه حتّى وقع شقّاه. ثمّ جيء بجليس الملك فقيل له: ارجع عن دينك. فأبى، فوضع المئشار في مفرق رأسه. فشقّه حتّى وقع شقّاه. ثمّ جيء بالغلام فقيل له: ارجع عن دينك. فأبى فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال:
اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا. فاصعدوا به الجبل فإذا بلغتم ذروته «2» فإن رجع عن دينه وإلّا فاطرحوه.
فذهبوا به فصعدوا به الجبل. فقال: اللهمّ! اكفنيهم بما شئت. فرجف «3» بهم الجبل فسقطوا. وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ قال:
كفانيهم الله. فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به فاحملوه في قرقور «4» فتوسّطوا به البحر فإن رجع عن دينه وإلّا فاقذفوه. فذهبوا به. فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت. فانكفأت بهم السّفينة فغرقوا وجاء يمشي إلى الملك. فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ قال:
كفانيهم الله. فقال للملك: إنّك لست بقاتلي حتّى تفعل ما آمرك به. قال: وما هو؟ قال: تجمع النّاس في صعيد «5» واحد وتصلبني على جذع ثمّ خذ سهما من كنانتي ثمّ ضع السّهم في كبد القوس «6» ثمّ قل باسم الله ربّ الغلام. ثمّ ارمني فإنّك إذا فعلت ذلك.
قتلتني. فجمع النّاس في صعيد واحد وصلبه على جذع ثمّ أخذ سهما من كنانته «7» ثمّ وضع السّهم في كبد القوس ثمّ قال: باسم الله ربّ الغلام. ثمّ رماه.
فوقع السّهم في صدغه. فوضع يده في صدغه في موضع السّهم. فمات. فقال النّاس: آمنّا بربّ الغلام.
آمنّا بربّ الغلام. آمنّا بربّ الغلام. فأتي الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر؟ قد والله نزل بك حذرك.
قد آمن النّاس. فأمر بالأخدود في أفواه السّكك فخذّت «8» وأضرم النّيران. وقال: من لم يرجع عن دينه فأحموه فيها. أو قيل له: اقتحم. ففعلوا. حتّى جاءت امرأة ومعها صبيّ لها. فتقاعست أن تقع فيها. فقال لها الغلام: يا أمّه! اصبري فإنّك على الحقّ» ) * «9» .
41-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
شهدنا خيبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل ممّن معه يدّعي الإسلام: هذا من أهل النّار، فلمّا حضر القتال قاتل الرّجل أشدّ القتال حتّى كثرت به الجراحة فكاد بعض النّاس يرتاب، فوجد الرّجل ألم الجراحة، فأهوى بيده إلى كنانته فاستخرج منها أسهما فنحر بها نفسه، فاشتدّ رجال «10» من المسلمين فقالوا يا رسول الله صدّق الله حديثك، انتحر فلان فقتل نفسه. فقال:
(1) بالمئشار: مهمموز في رواية الأكثرين ويجوز تخفيف الهمزة بقلبها ياء وروي بالنون وهما لغتان صحيحتان.
(2)
ذروته: ذروة الجبل أعلاه.
(3)
فرجف بهم الجبل: أي اضطرب وتحرك حركة شديدة.
(4)
قرقور: القرقور السفينة الصغيرة.
(5)
صعيد: الصعيد هنا الأرض البارزة.
(6)
كبد القوس: مقبضها عند الرمي.
(7)
الكنانة: مجمع السهام.
(8)
أمر بالأخدود فخدّت: أي أمر بشق الأخدود فانشقّت، والأخدود هو الشق في الأرض وجمعها أخاديد (النهاية 2/ 13) .
(9)
مسلم (3005) .
(10)
اشتد رجال: أسرعوا المشي.
«قم يا فلان فأذّن أنّه لا يدخل الجنّة إلّا مؤمن، إنّ الله يؤيّد الدّين بالرّجل الفاجر» ) * «1» .
42-
* (عن زيد بن خالد الجهنيّ- رضي الله عنه قال: صلّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية في إثر السّماء «2» كانت من اللّيل. فلما انصرف أقبل على النّاس فقال: هل تدرون ماذا قال ربّكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر. فأمّا من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكواكب. وأمّا من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا «3» فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب» ) * «4» .
43-
* (عن صهيب الرّوميّ- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عجبا لأمر المؤمن. إنّ أمره كلّه خير، وليس ذاك لأحد إلّا للمؤمن إن أصابته سرّاء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيرا له» ) * «5» .
44-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما قال: قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقالوا: يا رسول الله إنّا هذا الحيّ من ربيعة وقد حالت بيننا وبينك كفّار مضر فلا نخلص إليك إلّا في شهر الحرام فمرنا بأمر نعمل به وندعو إليه من وراءنا. قال:
«آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع. الإيمان بالله (ثمّ فسّرها لهم فقال) شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول الله، وإقام الصّلاة، وإيتاء الزّكاة، وأن تؤدّوا خمس ما غنمتم وأنهاكم عن: الدّبّاء «6» ، والحنتم «7» ، والنّقير «8» ، والمقيّر «9» » ) * «10» .
45-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما قال: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يدعو من اللّيل «اللهم لك الحمد أنت ربّ السّماوات والأرض، لك الحمد أنت قيّم «11» السّماوات والأرض ومن فيهنّ، لك الحمد أنت نور السّماوات والأرض، قولك الحقّ ووعدك الحقّ، ولقاؤك حقّ، والجنّة حقّ، والنّار حقّ والسّاعة حقّ، اللهم لك أسلمت وبك آمنت، وعليك توكّلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدّمت وما أخّرت وأسررت وأعلنت؛ أنت إلهي لا إله لي غيرك» ) * «12» .
46-
* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص-
(1) البخاري- الفتح 7 (4203) ومسلم (111) .
(2)
السماء من الليل: أي المطر من الليل وسمي المطر سماء لأنه ينزل من السماء (النهاية 2/ 406) .
(3)
النوء: سقوط نجم من المنازل في المغرب مع القمر وطلوع رقيبه من المشرق يقابله من ساعته في كل ليلة إلى ثلاثة عشرة يوما، وهكذا كل نجم منها إلى انقضاء السنة وكانت العرب تضيف الأمطار والرياح والبرد والحر إلى الساقط منها (الصحاح 1/ 79) .
(4)
البخاري- الفتح 7 (4147) . مسلم (71) واللفظ له.
(5)
مسلم (2999) .
(6)
الدباء: الوعاء من القرع اليابس.
(7)
الحنتم: الجرار الخضر. والجرار جمع جرة نوع من الأوعية.
(8)
النقير: جذع ينقر من وسطه حتى يجوف ويصب فيه النبيذ.
(9)
المقير: المطلي بالزفت.
(10)
البخاري- الفتح 10 (6176) ومسلم (17) واللفظ له.
(11)
القيم في أسماء الله بمعنى القيوم والقيام، ومعناه: الذي لا يزول أو مدبر أمر الخلق.
(12)
البخاري- الفتح 13 (7385) واللفظ له. ومسلم (769) .
رضي الله عنهما- قال: كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر.
إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصّلاة جامعة.
فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: «إنّه لم يكن نبيّ قبلي إلّا كان حقّا عليه أن يدلّ أمّته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شرّ ما يعلمه لهم. وإنّ أمّتكم هذه جعل عافيتها في أوّلها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها، وتجيء فتنة فيرقّق بعضها بعضا «1» ، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي ثمّ تنكشف، وتجىء الفتنة فيقول المؤمن: هذه هذه. فمن أحبّ أن يزحزح عن النّار ويدخل الجنّة فلتأته منيّته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر وليأت إلى النّاس الّذي يحبّ أن يؤتى إليه «2» ومن بايع إماما، فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه، فليطعه إن استطاع. فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الاخر» ) * «3» .
47-
* (عن النّعمان بن بشير- رضي الله عنهما قال: كنت عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل: ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد الإسلام إلّا أن أسقي الحاجّ.
وقال آخر ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد الإسلام إلّا أن أعمر المسجد الحرام. وقال آخر: الجهاد في سبيل الله أفضل ممّا قلتم. فزجرهم عمر وقال: لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوم الجمعة.
ولكن إذا صلّيت الجمعة دخلت فاستفتيته فيما اختلفتم فيه. فأنزل الله عز وجل: أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ (التوبة/ 19) » ) * «4» .
48-
* (عن عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه قال: لمّا كان يوم خيبر أقبل نفر من صحابة النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: فلان شهيد. حتّى مرّوا على رجل فقالوا فلان شهيد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلّا إنّي رأيته في النّار في بردة غلّها أو عباءة «5» » ، ثمّ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا ابن الخطّاب: «اذهب فناد في النّاس أنّه لا يدخل الجنّة إلّا المؤمنون» . قال فخرجت فناديت «ألا إنّه لا يدخل الجنّة إلّا المؤمنون» ) * «6» .
49-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما قال: لمّا نزلت هذه الاية: وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ
…
الاية (البقرة/ 284) . قال:
دخل قلوبهم منها شيء لم يدخل قلوبهم من قبل. فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «قولوا سمعنا وأطعنا وسلّمنا» قال: فألقى الله الإيمان في قلوبهم فأنزل الله تعالى: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا (قال: قد فعلت) رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً «7» كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا (قال: قد فعلت) وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا (البقرة/ 286)(قال: قد فعلت» ) * «8» .
(1) يرقق بعضها بعضا: أي يشبه بعضها بعضا، أو يدور بعضها في بعض.
(2)
يأتي إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه، أي يعاملهم بمثل ما يحبّ أن يعامل به.
(3)
مسلم (1844) .
(4)
مسلم (1879) .
(5)
بردة غلّها: أي أخذها غلولا والغلول هو الخيانة في الغنيمة خاصة أو هي الخيانة في كل شيء.
(6)
مسلم (114) .
(7)
الإصر: الأمر الشديد الثقيل.
(8)
مسلم (126) . وروى البخاري نحوه من حديث ابن عمر- رضي الله عنهما الفتح 8 (5454) .
50-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: لمّا نزلت هذه الاية: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ الاية. جلس ثابت بن قيس في بيته وقال: أنا من أهل النّار. واحتبس عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم فسأل النّبيّ صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ، فقال: يا أبا عمرو، ما شأن ثابت؟ أشتكى؟ قال سعد: إنّه لجاري وما علمت له بشكوى. قال: فأتاه سعد فذكر له قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ثابت: أنزلت هذه الاية ولقد علمتم أنّي من أرفعكم صوتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنا من أهل النّار. فذكر ذلك سعد للنّبيّ صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «بل هو من أهل الجنّة» ) * «1» .
51-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: ليلة أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم من مسجد الكعبة أنّه جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه وهو نائم في المسجد الحرام فقال أوّلهم: أيّهم؟ فقال أوسطهم: هو خيرهم.
فقال أحدهم: خذوا خيرهم، فكانت تلك اللّيلة فلم يرهم حتّى أتوه ليلة أخرى فيما يرى قلبه، وتنام عينه ولا ينام قلبه- وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم- فلم يكلّموه حتّى احتملوه فوضعوه عند بئر زمزم فتولّاه منهم جبريل فشقّ جبريل ما بين نحره إلى لبّته حتّى فرغ من صدره وجوفه فغسله من ماء زمزم بيده حتّى أنقى جوفه ثمّ أتى بطست من ذهب فيه تور من ذهب «2» محشوّا إيمانا وحكمة فحشا به صدره ولغاديده- يعني عروق حلقه، ثمّ أطبقه ثمّ عرج به إلى السّماء الدّنيا
…
الحديث» ) * «3» .
52-
* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس المؤمن بالطّعّان «4» ولا اللّعان «5» ولا الفحّاش «6» ولا البذيء «7» » ) * «8» .
53-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يفرك «9» مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر» ) * «10» .
54-
* (عن أبي الدّرداء- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن وإنّ الله تعالى ليبغض الفاحش البذيء» ) * «11» .
(1) البخاري- الفتح 8 (4846) . مسلم (119) واللفظ له.
(2)
تور من ذهب: أي إناء من ذهب.
(3)
البخاري- الفتح 13 (7517) . ومسلم (162) .
(4)
الطعّان: أي الوقّاع في أعراض الناس بالذم والغيبة ونحوها.
(5)
اللعّان: أي الشتّام وأصل اللعن الطرد والإبعاد من الله.
(6)
الفحّاش: أي الذي يتفحش في كلامه والفحش هو التعدي في القول والجواب وكل خصلة قبيحة فهي فاحشة من الأقوال أو الأفعال، وقد يراد بالفاحشة الزنا.
(7)
البذيء: من البذاءة وهي المفاحشة.
(8)
الترمذي (19772)، وقال: هذا حديث حسن غريب. أحمد (1/ 405، 406) وقال شاكر: إسناده صحيح (5/ 222) . الحاكم في مستدركه (1/ 12) وقال: هذا حديث حسن صحيح على شرط الشيخين وسكت عنه الذهبي.
(9)
يفرك: يبغض.
(10)
مسلم (1469) .
(11)
الترمذي (2002) واللفظ له، وقال: هذا حديث حسن صحيح أبو داود (4799) . البخاري في الأدب المفرد (1/ 368) . وذكره ابن حجر في جملة أحاديث صحيحة في حسن الخلق الفتح (10/ 473) . وقال محقق «جامع الأصول» (4/ 6) : إسناده حسن.
55-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من شيء يصيب المؤمن حتّى الشّوكة تصيبه إلّا كتب الله له بها حسنة أو حطّت عنه بها خطيئة» ) * «1» .
56-
* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من نبيّ بعثه الله في أمّة قبلي، إلّا كان له من أمّته حواريّون «2» وأصحاب يأخذون بسنّته ويقتدون بأمره، ثمّ إنّها «3» تخلف من بعدهم خلوف «4» يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون. فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبّة خردل» ) * «5» .
57-
* (عن أبي هريرة وأبي سعيد- رضي الله عنهما أنّهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما يصيب المؤمن من وصب «6» ولا نصب «7» ولا سقم ولا حزن حتّى الهمّ يهمّه «8» إلّا كفّر به من سيّئاته» ) * «9» .
58-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمن كمثل خامة «10» الزّرع يفيء ورقه من حيث أتتها الرّيح تكفؤها، فإذا سكنت اعتدلت، وكذلك المؤمن يكفّأ بالبلاء، ومثل الكافر كمثل الأرزة «11» صمّاء معتدلة حتّى يقصمها الله إذا شاء» ) * «12» .
59-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من اتّبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا، وكان معه حتّى يصلّى عليها ويفرغ من دفنها، فإنّه يرجع من الأجر بقيراطين كلّ قيراط مثل أحد، ومن صلّى عليها ثمّ رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط» ) * «13» .
60-
* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما قال: مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«دعه فإنّ الحياء من الإيمان» ) * «14» .
61-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «من آمن بالله وبرسوله وأقام الصّلاة وصام رمضان، كان حقّا على الله أن يدخله الجنّة، جاهد في سبيل الله أو جلس في أرضه الّتي ولد
(1) مسلم (2572) واللفظ له، البخاري- الفتح 10 (5640) وفيه: المسلم بدلا من المؤمن.
(2)
الحواريون: وهم الخلصاء والأنصار وأصله من التحوير أي التبييض.
(3)
ثم إنها: الضمير في إنها هو الذي يسميه النحويون ضمير القصة والشأن.
(4)
خلوف: جمع خلف بفتح الخاء وهو القرن من الناس والمعنى تأتي من بعدهم قرون من الناس.
(5)
مسلم (49) .
(6)
الوصب: الوجع والألم.
(7)
النصب: التعب.
(8)
هكذا ضبطه القاضي، وغيره ضبطه (يهمّه) بفتح الياء وضم الهاء، أي يغمه، وكلاهما صحيح.
(9)
البخاري- الفتح 10 (5641، 5642) . ومسلم (2573) .
(10)
الخامة: النبات الصغير الضعيف.
(11)
الأرز: شجر معروف قوي يرتفع (من 70- 80 قدما) .
(12)
البخاري- الفتح 13 (7466) . مسلم (2809) وروى مسلم مثله من حديث كعب بن مالك (2810) .
(13)
البخاري- الفتح 1 (47) واللفظ له. مسلم (945) .
(14)
البخاري- الفتح 10 (6118) . مسلم (35) .
فيها» . فقالوا: يا رسول الله أفلا نبشّر النّاس؟ قال:
«إنّ في الجنّة مائة درجة أعدّها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدّرجتين كما بين السّماء والأرض.
فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنّه أوسط الجنّة وأعلى الجنّة» . أراه قال: «وفوقه عرش الرّحمن ومنه تفجّر أنهار الجنّة» ) * «1» .
62-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من احتبس فرسا في سبيل الله إيمانا بالله وتصديقا بوعده، فإنّ شبعه وريّه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة» ) * «2» .
63-
* (عن أبي أمامة- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحبّ لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله، فقد استكمل الإيمان» ) * «3» .
64-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه» ) * «4» .
65-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه» ) * «5» .
66-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القويّ خير وأحبّ إلى الله من المؤمن الضّعيف وفي كلّ خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز. وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أنّي فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإنّ لو تفتح عمل الشّيطان» ) * «6» .
67-
* (عن أبي موسى- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضا» وشبّك بين أصابعه) * «7» .
68-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدّنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدّنيا والاخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدّنيا والاخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه؛ ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهّل الله له به طريقا إلى الجنّة؛ وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلّا نزلت عليهم السّكينة، وغشيتهم الرّحمة، وحفّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن
(1) البخاري- الفتح 6 (2790) .
(2)
البخاري- الفتح 6 (2853) .
(3)
أبو داود (4681) . والترمذي (2521) وقال: حسن من حديث معاذ بن أنس. قال الحافظ في الفتح (1/ 62) خرجه أبو داود من حديث أبي أمامة وسكت عنه فهو صحيح أو حسن على شرطه وقال محقق «جامع الأصول» (1/ 239) : وهو حديث حسن.
(4)
البخاري- الفتح 1/ قطعة في (37، 38) . مسلم (760) .
(5)
البخاري- الفتح 10 (6146) . ومسلم (47) واللفظ له.
(6)
مسلم (2664) .
(7)
البخاري- الفتح 5 (2446) . ومسلم (2585) .
عنده ومن بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه» ) * «1» .
69-
* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نجيء نحن يوم القيامة عن كذا وكذا «2» انظر أي ذلك فوق النّاس.
قال فتدعى الأمم بأوثانها وما كانت تعبد الأوّل فالأوّل. ثمّ يأتينا بعد ذلك فيقول: من تنظرون؟
فيقولون ننظر ربّنا. فيقول: أنا ربّكم، فيقولون:
حتّى ننظر إليك، فيتجلّى لهم يضحك. قال: فينطلق بهم ويتّبعونه ويعطى كلّ إنسان منهم منافق أو مؤمن نورا، ثمّ يتّبعونه، وعلى جسر جهنّم كلاليب وحسك تأخذ من شاء الله، ثمّ يطفأ نور المنافقين ثمّ ينجو المؤمنون فتنجو أوّل زمرة وجوههم كالقمر ليلة البدر سبعون ألفا لا يحاسبون، ثمّ الّذين يلونهم كأضوأ نجم في السّماء، ثمّ تحلّ الشّفاعة ويشفعون حتّى يخرج من النّار من قال لا إله إلّا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة فيجعلون بفناء الجنّة ويجعل أهل الجنّة يرشّون عليهم الماء حتّى ينبتوا نبات الشّيء في السّيل ويذهب حراقه «3» ثمّ يسأل حتّى تجعل له الدّنيا وعشرة أمثالها معها» ) * «4» .
70-
* (عن عليّ بن أبي طالب- رضي الله عنه قال: والّذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة إنّه لعهد النّبيّ الأمّيّ صلى الله عليه وسلم إليّ «أن لا يحبّني إلّا مؤمن ولا يبغضني إلّا منافق» ) * «5» .
71-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والّذي نفسي بيده لا تدخلون الجنّة حتّى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتّى تحابّوا، أو لا أدلّكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟. أفشوا السّلام بينكم» ) * «6» .
72-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والّذي نفس محمّد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمّة يهوديّ ولا نصرانيّ ثمّ يموت ولم يؤمن بالّذي أرسلت به إلّا كان من أصحاب النّار» ) * «7» .
73-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يجتمعان في النّار اجتماعا يضرّ أحدهما الاخر» . قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: «مؤمن قتل كافرا ثمّ سدّد «8» » ) * «9» .
74-
* (عن أنس- رضي الله عنه قال:
قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحبّ إليه من والده وولده والنّاس أجمعين» ) * «10» .
(1) مسلم (2699) .
(2)
قوله في أول الحديث: عن كذا وكذا انظر أي ذلك فوق الناس: هذه الجملة فيها تصحيف وصوابها: يحشر الناس يوم القيامة على تل وأمتي على تل.
(3)
وقوله: فيذهب حراقه: أثر النار.
(4)
مسلم (191) .
(5)
مسلم (78) .
(6)
مسلم (54) .
(7)
مسلم (153) .
(8)
سدد: أي استقام على الطريقة المثلى ولم يخلط.
(9)
مسلم (1891) .
(10)
البخاري- الفتح 1 (15) . ومسلم (44) .
75-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتّى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه» ) * «1» .
76-
* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنّة من كان في قلبه مثقال ذرّة من كبر ولا يدخل النّار من كان في قلبه مثقال ذرّة من إيمان» . قال: فقال رجل:
إنّه يعجبني أن يكون ثوبي حسنا ونعلي حسنة.
قال: «إنّ الله يحبّ الجمال ولكنّ الكبر من بطر «2» الحقّ وغمص النّاس «3» » ) * «4» .
77-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال النّاس يتساءلون حتّى يقال هذا: خلق الله الخلق فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل:
آمنت بالله» ) * «5» .
78-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «لا يزني الزّاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينهب نهبة يرفع النّاس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن» ) * «6» .
79-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرّتين» ) * «7» .
80-
* (عن عبادة بن الصّامت- رضي الله عنه أنّه قال لابنه: يا بنيّ إنّك لن تجد طعم حقيقة الإيمان حتّى تعلم أنّ ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنّ أوّل ما خلق الله القلم. فقال له: اكتب.
قال: ربّ وماذا أكتب؟ قال: اكتب مقادير كلّ شيء حتّى تقوم السّاعة» . يا بنيّ، إنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«من مات على غير هذا فليس منّي» ) * «8» .
81-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يخرج الدّجّال فيتوجّه قبله رجل من المؤمنين فتلقاه المسالح «9» ، مسالح الدّجّال فيقولون له: أين تعمد؟ فيقول: أعمد إلى هذا الّذي خرج. قال: فيقولون له: أو ما تؤمن بربّنا. فيقول ما بربّنا خفاء. فيقولون: اقتلوه فيقول بعضهم لبعض: أليس قد نهاكم ربّكم أن تقتلوا أحدا دونه. قال: فينطلقون به إلى الدّجّال فإذا رآه المؤمن
(1) البخاري- الفتح 1 (13) . ومسلم (45) .
(2)
بطر الحق: دفعه وإنكاره ترفعا.
(3)
الغمص والغمط: الاحتقار.
(4)
مسلم (91) . والترمذي (1199) وقال: هذا حديث حسن صحيح واللفظ له.
(5)
مسلم (134) .
(6)
البخاري- الفتح 5 (2475) واللفظ له. مسلم (110) .
(7)
البخاري- الفتح 1. (6133) واللفظ له. مسلم (2998) .
(8)
أبو داود (4700) . الترمذي (2155) . أحمد (5/ 317) وقال الألباني في شرح العقيدة الطحاوية: صحيح (233) . وقال محقق «جامع الأصول» (10/ 107) : هو حديث صحيح.
(9)
المسالح: ذوي السلاح. والمسلحة- هم القوم الذين يحفظون الثغور من العدو وسموا كذلك لأنهم يكونون ذوي سلاح.
قال: يا أيّها النّاس هذا الدّجّال الّذي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فيأمر الدّجّال به فيشبّح «1» ، فيقول: خذوه وشجّوه «2» . فيوسع ظهره وبطنه ضربا قال فيقول: أو ما تؤمن بي؟ قال فيقول: أنت المسيح الكذّاب. قال:
فيؤمر به فيؤشر بالمئشار من مفرقه «3» حتّى يفرّق بين رجليه. قال: ثمّ يمشي الدّجّال بين القطعتين. ثمّ يقول له: قم: فيستوي قائما. قال ثمّ يقول له أتؤمن بي؟
فيقول: ما ازددت فيك إلّا بصيرة. قال ثمّ يقول: يا أيّها النّاس إنّه لا يفعل بعدي بأحد من النّاس. قال فيأخذه الدّجّال ليذبحه. فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته «4» نحاسا «5» . فلا يستطيع إليه سبيلا قال فيأخذ بيديه ورجليه فيقذف به. فيحسب النّاس أنّما قذفه إلى النّار. وإنّما ألقي في الجنّة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هذا أعظم النّاس شهادة عند ربّ العالمين» ) * «6» .
82-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يخلص المؤمنون من النّار فيحبسون على قنطرة بين الجنّة والنّار فيقصّ لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدّنيا حتّى إذا هذّبوا ونقّوا أذن لهم في دخول الجنّة. فوالّذي نفس محمّد بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنّة منه بمنزله كان في الدّنيا» ) * «7» .
83-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يدخل الله أهل الجنّة الجنّة، يدخل من يشاء برحمته ويدخل أهل النّار النّار ثمّ يقول انظروا من وجدتم في قلبه مثقال حبّة من خردل من إيمان فأخرجوه فيخرجون منها حمما «8» قد امتحشوا «9» فيلقون في نهر الحياة أو الحيا «10» فينبتون فيه كما تنبت الحبّة إلى جانب السّيل ألم تروها كيف تخرج صفراء ملتوية» ) * «11»
84-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يدخل الجنّة من لا يأمن جاره بوائقه» ) * «12» .
85-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ العبد إذا وضع في قبره وتولّى عنه أصحابه- وإنّه ليسمع قرع نعالهم- أتاه ملكان فيقعدانه، فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرّجل؟ - لمحمد صلى الله عليه وسلم فأمّا المؤمن فيقول: أشهد أنّه عبد الله ورسوله. فيقال له: انظر إلى مقعدك من النّار،
(1) يشبّح: أي يمدّ على بطنه.
(2)
يشجّ: من الشجّ وهو أن يضربه بشيء فيجرحه به ويشقه والشج في الرأس خاصة هو الأصل ثم استعمل لسائر الأعضاء.
(3)
مفرقه: مفرق الرأس: وسطه.
(4)
الترقوة: العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق.
(5)
هكذا الأصل (نحاسا) واللغة تقتضي أن يكون (نحاس) لأن الفعل يجعل مبني للمجهول. فهو نائب فاعل.
(6)
مسلم (2938) .
(7)
البخاري- الفتح 11 (6535) .
(8)
حمما: فحما.
(9)
امتحشوا: احترقوا.
(10)
الحيا: المطر.
(11)
البخاري- الفتح 11 (656) ومسلم (184) .
(12)
مسلم (46) .
قد أبدلك الله به مقعدا من الجنّة، فيراهما جميعا» . قال قتادة: وذكر لنا أنّه يفسح له في قبره. ثمّ رجع إلى حديث أنس، قال: «وأمّا المنافق والكافر فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرّجل؟ فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقول النّاس. فيقول: لا دريت ولا تليت.
ويضرب بمطارق من حديد ضربة، فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثّقلين» ) * «1» .
86-
* (عن هانىء مولى عثمان بن عفّان رضي الله عنه قال: كان عثمان- رضي الله عنه إذا وقف على قبر بكى، حتّى يبلّ لحيته، فقيل له: تذكر الجنّة والنّار فلا تبكي، وتذكر القبر فتبكي؟ فقال: إنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «القبر أوّل منزل من منازل الاخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشدّ منه» قال: وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما رأيت منظرا قطّ إلّا القبر أفظع «2» منه» ) * «3» .
87-
* (عن البراء بن عازب عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ (إبراهيم/ 27) قال: نزلت في عذاب القبر، فيقال له:
من ربّك؟ فيقول: ربّي الله ونبيّي محمّد صلى الله عليه وسلم فذلك قوله عز وجل يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ» ) * «4» .
88-
* (عن البراء بن عازب- رضي الله عنهما قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار، فانتهينا إلى القبر ولمّا يلحد بعد، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأنّما على رؤوسنا الطّير، وبيده عود ينكت «5» به في الأرض، فرفع رأسه فقال:
«استعيذوا بالله من عذاب القبر مرّتين، أو ثلاثا» . زاد في رواية: وقال: «إنّ الميّت ليسمع خفق نعالهم إذا ولّوا مدبرين حين يقال له: يا هذا، من ربّك؟ وما دينك؟
ومن نبيّك؟» .
وفي رواية: «ويأتيه ملكان، فيجلسانه، فيقولان له: من ربّك؟ فيقول: ربّي الله، فيقولان له: ما دينك؟
فيقول: ديني الإسلام، فيقولان له: ما هذا الرّجل الّذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله، فيقولان له:
وما يدريك؟ فيقول: قرأت كتاب الله، فامنت به، وصدّقت» .
زاد في رواية: فذاك قوله: يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ (إبراهيم/ 27) ثمّ اتّفقا: فينادي مناد من السّماء: أن قد صدق عبدي، فأفرشوه من الجنّة، وألبسوه من الجنّة، وافتحوا له بابا إلى الجنّة، فيأتيه من روحها وطيبها، ويفتح له في قبره مدّ بصره، وإنّ الكافر
…
فذكر موته، قال: وتعاد روحه في جسده، ويأتيه ملكان، فيجلسانه، فيقولان له: من
(1) البخاري- الفتح 3 (137) واللفظ له، ومسلم (2870) .
(2)
أفظع: الفظيع: الشديد الشنيع.
(3)
أخرجه الترمذي (2309) قال محقق جامع الأصول (11/ 165) : إسناده حسن. وزاد رزين: قال هانىء: وسمعت عثمان ينشد على قبر:
فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة
…
وإلا فإني لا إخالك ناجيا
وهذا من قوة إيمانه رضي الله عنه.
(4)
مسلم (2871) واللفظ له، والبخاري- الفتح 3 (1369) .
(5)
ينكت: نكت في الأرض بيده وبقضيب: إذا أثر فيها بذلك.