الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أفلا قعد في بيت أبيه أو في بيت أمّه حتّى ينظر أيهدى إليه أم لا؟ والّذي نفس محمّد بيده لا ينال أحد منكم منها شيئا إلّا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه بعير له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر «1» ثمّ رفع يديه حتّى رأينا عفرتي إبطيه «2» ثمّ قال: «اللهمّ هل بلّغت؟
مرّتين) * «3» .
23-
* (عن جابر بن عبد الله قال: لمّا قتل عبد الله بن عمرو بن حرام، يوم أحد، لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:«يا جابر، ألا أخبرك ما قال الله لأبيك؟» وقال يحيى في حديثه: فقال «يا جابر، ما لي أراك منكسرا؟» قال: قلت: يا رسول الله، استشهد أبي وترك عيالا «4» ودينا، قال:«أفلا أبشّرك بما لقي الله به أباك؟ قال: بلى: يا رسول الله! قال: «ما كلّم الله أحدا قطّ إلّا من وراء حجاب، وكلّم أباك كفاحا «5» ، فقال:
يا عبدي، تمنّ عليّ أعطك. قال: يا ربّ، تحييني فأقتل فيك ثانية. فقال الرّبّ سبحانه: إنّه سبق منّي أنّهم إليها لا يرجعون. قال: يا ربّ، فأبلغ من ورائي، قال:
فأنزل الله تعالى: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (آل عمران/ 169) » ) * «6» .
المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (التبليغ)
24-
* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنّ هذه الاية الّتي في القرآن:
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً. قال وفي التّوراة: يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهدا ومبشّرا ونذيرا
…
الحديث) *. «7» .
25-
* (عن معاوية بن أبي سفيان) رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنّما أنا مبلّغ والله يهدي، وقاسم والله يعطي، فمن بلغه منّي شيء بحسن رغبة وحسن هدى، فإنّ ذلك الّذي يبارك له فيه، ومن بلغه عنّي شيء بسوء رغبة وسوء هدى، فذلك الّذي يأكل ولا يشبع» ) * «8» .
26-
* (عن سليمان بن عمرو الأحوص، عن أبيه؛ قال: سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول في حجّة الوداع:
«يا أيّها النّاس! ألا أيّ يوم أحرم «9» ؟» ثلاث مرّات.
قالوا: يوم الحجّ الأكبر. قال: «فإنّ دماءكم وأموالكم
(1) تيعر: تصيح، واليعار: صوت الشاة.
(2)
عفرتي ابطيه: بضم العين وفتحها- والأول أشهر: أي بياضهما.
(3)
البخاري- الفتح 13/ 7197، مسلم (1832) واللفظ له.
(4)
عيالا: عيال الرجل: من يعوله.
(5)
كفاحا: أي مواجهة ليس بينهما حجاب ولا رسول.
(6)
ابن ماجة- المقدمة (1/ 68) ، حديث رقم (190)، وعند الترمذي رقم (4097) وقال: حسن غريب من هذا الوجه.
(7)
البخاري- الفتح 8 (4838) .
(8)
المرجع السابق (4/ 101، 102) ، وجزء منه عند البخاري (6/ 152) ، ومسلم رقم (1037) .
(9)
أحرم: أي أشدّ حرمة وأكثر احتراما.
وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا لا يجني جان إلّا على نفسه «1» ، ولا يجني والد على ولده، ولا مولود على والده. ألا إنّ الشّيطان قد أيس أن يعبد في بلدكم هذا أبدا، ولكن سيكون له طاعة في بعض ما تحتقرون من أعمالكم، فيرضى بها، ألا وكلّ دم من دماء الجاهليّة موضوع «2» . وأوّل ما أضع منها، دم الحارث بن عبد المطّلب (كان الحارث مسترضعا في بني ليث فقتلته هذيل) ، ألا وإنّ كلّ ربا من ربا الجاهليّة موضوع، لكم رءوس أموالكم، لا تظلمون ولا تظلمون، ألا يا أمّتاه! هل بلّغت؟» ثلاث مرّات. قالوا: نعم، قال:
«اللهمّ اشهد» ثلاث مرّات) * «3» .
27-
* (عن أبي ذرّ- رضي الله عنه قال:
خرجنا من قومنا غفار، وكانوا يحلّون الشّهر الحرام أنا وأخي أنيس وأمّنا، فانطلقنا حتّى نزلنا على خال لنا، فأكرمنا خالنا وأحسن إلينا
…
قال أبو ذرّ- بعد أن حكى ما حدث له في رحلته ومدّة إقامته بمكّة-: ثمّ أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «إنّي قد وجّهت لي أرض ذات نخل، لا أراها إلّا يثرب، فهل أنت مبلّغ عنّي قومك؟ عسى الله أن ينفعهم بك ويأجرك فيهم» .
فأتيت أنيسا فقال: ما صنعت؟ قلت: صنعت أنّي قد أسلمت وصدّقت، قال: ما بي رغبة عن دينك «4» ، فإنّي قد أسلمت وصدّقت، فأتينا أمّنا فقالت: ما بي رغبة عن دينكما، فإنّي قد أسلمت وصدّقت، فاحتملنا «5» حتّى أتينا قومنا غفارا، فأسلم نصفهم، وكان يؤمّهم أإيماء «6» بن رحضة الغفاريّ، وكان سيّدهم. وقال نصفهم: إذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلمنا، فقدم صلى الله عليه وسلم المدينة فأسلم نصفهم الباقي. وجاءت أسلم «7» فقالوا: يا رسول الله، إخوتنا، نسلم على الّذي أسلموا عليه، فأسلموا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله» ) * «8» .
28-
* (عن سمرة بن جندب قال: بينا أنا وغلام من الأنصار نرمي في غرضين لنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتّى إذا كانت الشّمس قيد رمحين أو ثلاثة في عين النّاظر اسودّت حتّى آضت «9» كأنّها تنّومة «10» . قال: فقال أحدنا لصاحبه: انطلق بنا إلى المسجد، فو الله ليحدثنّ شأن هذه الشّمس لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أمّته حديثا، قال: فدفعنا إلى المسجد فإذا هو بارز، قال: ووافقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج إلى النّاس فاستقدم، فقام بنا كأطول ما قام بنا فى صلاة
(1) لا يجني: أي لا يرجع وبال جنايته من الإثم أو القصاص إلّا إليه.
(2)
موضوع: أي باطل.
(3)
ابن ماجة (3055) . وله شاهد عند مسلم من حديث جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما رقم (1218) .
(4)
يقال: رغب عن الشيء: كرهه. ورغب فيه: أحبه. والمعنى: لا أجد كراهية لهذا الدين.
(5)
احتملنا: أي حملنا أنفسنا ومتاعنا على الإبل وسرنا.
(6)
إيماء: بكسر الهمزة وفتحها.
(7)
أسلم: قبيلة من قبائل العرب كانت تجاور غفارا.
(8)
مسلم (2473) ، واللفظ له، وأحمد (5/ 175) . وينظر فيهما الحديث بتمامه في هذين الموضعين.
(9)
آضت: أي رجعت وصارت. النهاية (1/ 53) .
(10)
التّنّومة: نوع من نبات الأرض فيها وفي ثمرها سواد قليل. النهاية (1/ 199) .
قطّ، لا نسمع له صوتا، ثمّ ركع كأطول ما ركع بنا في صلاة قطّ، لا نسمع له صوتا، ثمّ فعل في الرّكعة الثّانية مثل ذلك فوافق تجلّي الشّمس جلوسه في الرّكعة الثّانية، قال زهير: حسبته قال: فسلّم، فحمد الله وأثنى عليه وشهد أنّه عبد الله ورسوله، ثمّ قال: أيّها النّاس: أنشدكم بالله إن كنتم تعلمون أنّي قصّرت عن شيء من تبليغ رسالات ربّي- عز وجل لمّا أخبرتموني ذاك، فبلّغت رسالات ربّي كما ينبغي لها أن تبلّغ، وإن كنتم تعلمون أنّي بلّغت رسالات ربّي لمّا أخبرتموني ذاك. قال: فقام رجال فقالوا: نشهد أنّك قد بلّغت رسالات ربّك ونصحت لأمّتك وقضيت الّذي عليك. ثمّ سكتوا، ثمّ قال: أمّا بعد؛ فإنّ رجالا يزعمون أنّ كسوف هذه الشّمس وكسوف هذا القمر وزوال هذه النّجوم عن مطالعها لموت رجال عظماء من أهل الأرض، وأنّهم قد كذبوا، ولكنّها آيات من آيات الله- تبارك وتعالى يعتبر بها عباده فينظر من يحدث له منهم توبة، وأيم الله لقد رأيت منذ قمت أصلّي ما أنتم لاقون في أمر دنياكم وآخرتكم، وإنّه والله لا تقوم السّاعة حتّى يخرج ثلاثون كذّابا آخرهم الأعور الدّجّال
…
الحديث» ) * «1» .
29-
* (عن ابن عبّاس قال: «لم أزل حريصا أن أسأل عمر عن المرأتين من أزواج النّبيّ صلى الله عليه وسلم اللّتين قال الله: إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما حتّى حجّ عمر وحججت معه فصببت عليه من الإداوة فتوضّأ، فقلت: يا أمير المؤمنين، من المرأتان من أزواج النّبيّ صلى الله عليه وسلم اللّتان قال الله: إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما؟ فقال لي: وا عجبا لك يا ابن عبّاس.
قال الزّهريّ: وكره والله ما سأله عنه ولم يكتمه. فقال لي: هي عائشة وحفصة
…
الحديث
…
وكان أقسم ألّا يدخل على نسائه شهرا، فعاتبه الله في ذلك فجعل له كفّارة اليمين. قال الزّهريّ فأخبرني عروة عن عائشة قالت: فلمّا مضت تسع وعشرون دخل عليّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم بدأ بي- قال يا عائشة إنّي ذاكر لك شيئا فلا تعجلي حتّى تستأمري أبويك، قالت: ثمّ قرأ هذه الاية يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ
…
* الاية قالت: علم والله أنّ أبويّ لم يكونا يأمراني بفراقه، قالت: فقلت: أفي هذا أستأمر أبويّ؟ فإنّي أريد الله ورسوله والدّار الاخرة.
قال: معمر: فأخبرني أيّوب أنّ عائشة قالت له:
يا رسول الله؛ لا تخبر أزواجك أنّي اخترتك، فقال:
النّبيّ صلى الله عليه وسلم «إنّما بعثني الله مبلّغا ولم يبعثني متعنّتا» ) * «2» .
30-
* (عن عبد الله بن مسعود قال: إيّاكم أن تقولوا مات فلان شهيدا، أو قتل فلان شهيدا، فإنّ الرّجل يقاتل ليغنم، ويقاتل ليذكر ويقاتل ليرى مكانه، فإن كنتم شاهدين لا محالة فاشهدوا للرّهط الّذين بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في سريّة فقتلوا، فقالوا:
(1) أحمد (5/ 16) ط. دار الفكر. وعند مسلم مختصرا (913) .
(2)
البخاري- الفتح (8/ 503 و504) في تفسير سورة التحريم، ومسلم رقم (1479) في الطلاق. وهذا لفظه. والترمذي برقم (3374) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب قد روي من غير وجه عن ابن عباس- رضي الله عنهما.