الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما الدّنيا في الاخرة إلّا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه- وأشار يحيى بالسّبّابة- في اليمّ فلينظر بم يرجع؟» ) * «1» .
53-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: مرّ بجنازة فأثني عليها خيرا «2» . فقال نبيّ الله صلى الله عليه وسلم «وجبت وجبت وجبت» ، ومرّ بجنازة فأثني عليها شرّا.
فقال نبيّ الله صلى الله عليه وسلم: «وجبت وجبت وجبت» . قال عمر:
فدى لك أبي وأمّي، مرّ بجنازة فأثني عليها خيرا فقلت:
وجبت وجبت وجبت. ومرّ بجنازة فأثني عليها شرّا، فقلت: وجبت وجبت وجبت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنّة. ومن أثنيتم عليه شرّا وجبت له النّار. أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض» ) * «3» .
54-
* (عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهم قال: مرّ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نعالج خصّا لنا، فقال: «ما هذا؟» فقلنا: قد وهى فنحن نصلحه، قال: ما أرى الأمر إلّا أعجل من ذلك) * «4» .
55-
* (عن أبي قتادة- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ عليه بجنازة، فقال: «مستريح أو مستراح منه» ، فقالوا: يا رسول الله، ما المستريح وما المستراح منه؟. فقال: «العبد المؤمن يستريح من نصب الدّنيا، والعبد الفاجر: يستريح منه العباد والبلاد، والشّجر والدّوابّ» ) * «5» .
56-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
قال رجل للنّبيّ صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، أيّ الصّدقة أفضل؟
قال: «أن تصدّق وأنت صحيح حريص، تأمل الغنى وتخشى الفقر، ولا تمهل حتّى إذا بلغت الحلقوم» .
قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، وقد كان لفلان) * «6» .
المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (تذكر الموت)
57-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت: اجتمع نساء النّبيّ صلى الله عليه وسلم فلم يغادر منهنّ امرأة.
فجاءت فاطمة تمشي كأنّ مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال: «مرحبا بابنتي» فأجلسها عن يمينه أو عن شماله. ثمّ إنّه أسرّ إليها حديثا فبكت فاطمة. ثمّ إنّه سارّها فضحكت أيضا. فقلت لها: ما يبكيك؟
فقالت: ما كنت لأفشي سرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن. فقلت لها حين بكت: أخصّك رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثه دوننا ثمّ تبكين؟ وسألتها عمّا قال فقالت: ما كنت لأفشي سرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم. حتّى إذا قبض سألتها فقالت: إنّه كان حدّثني: أنّ جبريل كان يعارضه بالقرآن كلّ عام
(1) مسلم (2858) .
(2)
خيرا: هكذا في بعض الأصول بالنصب وهو منصوب بإسقاط الجار وفي بعضها مرفوع.
(3)
البخاري- الفتح 3 (1367) ، ومسلم (949) واللفظ له.
(4)
الترمذي (2335) وقال: هذا حديث حسن صحيح. وابن ماجة وابن حبان في صحيحه.
(5)
البخاري- الفتح 11 (6512) . ومسلم (950) .
(6)
البخاري- الفتح 5 (2748) . ومسلم (1032) .
مرّة. وإنّه عارضه به في العام مرّتين «1» ولا أراني «2» إلّا قد حضر أجلي. وإنّك أوّل أهلي لحوقا بي. ونعم السّلف «3» أنا لك. فبكيت لذلك. ثمّ إنّه سارّني فقال: «ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء المؤمنين. أو سيّدة نساء هذه الأمّة» ؟ فضحكت لذلك) * «4» .
58-
* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما قال: اشتكى سعد بن عبادة شكوى له، فأتاه النّبيّ صلى الله عليه وسلم يعوده مع عبد الرّحمن بن عوف وسعد بن أبي وقّاص وعبد الله بن مسعود- رضي الله عنهم فلمّا دخل عليه فوجده في غاشية «5» أهله فقال: «قد قضى؟» قالوا: لا يا رسول الله. فبكى النّبيّ صلى الله عليه وسلم. فلمّا رأى القوم بكاء النّبيّ صلى الله عليه وسلم بكوا. فقال: «ألا تسمعون؟ إنّ الله لا يعذّب بدمع العين ولا بحزن القلب، ولكن يعذّب بهذا (وأشار إلى لسانه) أو يرحم. وإنّ الميّت يعذّب ببكاء أهله عليه» .
وكان عمر- رضي الله عنه يضرب فيه بالعصا، ويرمي بالحجارة ويحثي بالتّراب) * «6» .
59-
* (عن أبي سعيد رضي الله عنه؛ قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهمّ، أحيني مسكينا، وتوفّني مسكينا، واحشرني في زمرة المساكين، وإنّ أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدّنيا وعذاب الاخرة» ) * «7» .
60-
* (عن عائشة- رضي الله عنها زوج النّبيّ صلى الله عليه وسلم قالت: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصّلاة: «اللهمّ، إنّي أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدّجّال، وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات. اللهمّ، إنّي أعوذ بك من المأثم والمغرم» فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم فقال: «إنّ الرّجل إذا غرم حدّث فكذب ووعد فأخلف» ) * «8» .
61-
* (عن أنس- رضي الله عنه أنّ العبّاس مرّ بمجلس فيه قوم من الأنصار يبكون، حين اشتدّ برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه، فقال لهم العبّاس: ما يبكيكم؟ فقالوا: ذكرنا مجلسنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل العبّاس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فعصب رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه بعصابة دسماء «9» أو قال: بحاشية برد وخرج وصعد المنبر، وخطب النّاس وأثنى على الأنصار خيرا، وأوصى بهم، ثمّ قال: «إنّ الله خيّر عبدا بين الدّنيا وبين ما عنده، فاختار العبد ما عنده فبكى أبو بكر، وقال: يا رسول الله، فديناك بابائنا وأمّهاتنا، فقلنا: ما لهذا الشّيخ يبكي أن ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدا خيّره الله بين الدّنيا وما عنده فاختار العبد ما عنده؟
فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخيّر، وكان أبو بكر أعلمنا» ) * «10» .
(1) مرة أو مرتين: هكذا وقع في هذه الرواية. وذكر المرتين شك من بعض الرواة. والصواب حذفها كما في باقي الروايات.
(2)
لا أراني: أي لا أظن.
(3)
نعم السلف: السلف المتقدم. ومعناه أنا متقدم قدامك فستردين علي.
(4)
البخاري- الفتح 7 (3715 و3716) . ومسلم (2450) واللفظ له.
(5)
الغاشية: أراد غشية من غشيات الموت.
(6)
البخاري- الفتح 3 (1304) واللفظ له. ومسلم (2924) .
(7)
الحاكم في المستدرك (4/ 322) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
(8)
البخاري- الفتح 2 (832) . ومسلم (2706) .
(9)
دسماء: الدسمة: لون بين الغبرة والسواد.
(10)
أخرجه البخاري إلى قوله: «فصعد المنبر» . انظر الفتح (1/ 665) كتاب الصلاة، باب الخوخة في المسجد رقم (466- 476) من حديث أبي سعيد.
ثمّ قال: «ولم يصعده بعد ذلك اليوم، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: أوصيكم بالأنصار، فإنّهم كرشي وعيبتي «1» ، وقد قضوا الّذي عليهم، وبقي الّذي لهم، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم» والباقي ذكره رزين) * «2» .
62-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت: إنّ من نعم الله عليّ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم توفّى في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري، وأنّ الله جمع بين ريقي وريقه عند موته: دخل عليّ عبد الرّحمن وبيده السّواك، وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته ينظر إليه، وعرفت أنّه يحبّ السّواك فقلت: آخذه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فتناولته فاشتدّ عليه، وقلت: أليّنه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فليّنته فأمرّه- وبين يده ركوة أو علبة- يشكّ عمر- فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه يقول: «لا إله إلّا الله، إنّ للموت سكرات» . ثمّ نصب يده فجعل يقول: «في الرّفيق الأعلى، حتّى قبض ومالت يده» ) * «3» .
63-
* (عن عقبة بن عامر- رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم خرج يوما فصلّى على أهل أحد صلاته على الميّت، ثمّ انصرف إلى المنبر فقال: «إنّي فرط لكم «4» ، وأنا شهيد عليكم، وإنّي والله لأنظر إلى حوضي الان، وإنّي أعطيت مفاتيح خزائن الأرض، أو مفاتيح الأرض. وإنّي والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها» ) * «5» .
64-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سيف القين «6» وكان ظئرا «7» لإبراهيم عليه السلام فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم فقبّله وشمّه. ثمّ دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان. فقال له عبد الرّحمن بن عوف- رضي الله عنه: وأنت يا رسول الله؟ فقال: «يا ابن عوف إنّها رحمة» . ثمّ أتبعها بأخرى فقال صلى الله عليه وسلم «إنّ العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلّا ما يرضي ربّنا، وإنّا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون» ) * «8» .
65-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: زار النّبيّ صلى الله عليه وسلم قبر أمّه. فبكى وأبكى من حوله فقال: «استأذنت ربّي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي.
واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي. فزوروا القبور.
فإنّها تذكّر الموت» ) * «9» .
66-
* (عن أنس- رضي الله عنه قال:
شهدنا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس
(1) الكرش- بوزن كتف. وبكسر الكاف وسكون الراء: الجماعة من الناس، والعيبة وعاء من أدم يكون فيها المتاع، أو ما يحرز فيه الرجل نفيس ما عنده والمعنى: أن الأنصار بطانتي وخاصتي الذين أطلعهم على سري.
(2)
البخاري- الفتح 7 (3654 و3799) . وعند مسلم من حديث أبي سعيد مختصرا (2382) .
(3)
البخاري- الفتح 7 (4449) . وعند مسلم نحوه (418) .
(4)
الفرط: المتقدم إلى الماء يهيىء لوارديه الحبال والدلاء ويستقي لهم والمعنى أنه ض متقدّمنا إلى الحوض.
(5)
البخاري- الفتح 3 (1344) . ومسلم (2296) .
(6)
القين: بفتح القاف هو الحدّاد، ويطلق على كل صانع.
(7)
الظئر: المرضع غير ولدها والمراد به هنا زوج مرضعة إبراهيم.
(8)
البخاري- الفتح 3 (1303) . ومسلم (2315) .
(9)
مسلم (976) .
على القبر، فرأيت عينيه تدمعان، فقال: هل فيكم من أحد لم يقارف اللّيلة؟ فقال أبو طلحة: أنا. قال: فانزل في قبرها. فنزل في قبرها فقبرها. قال ابن مبارك قال فليح: أراه يعني الذّنب. قال أبو عبد الله: (ليقترفوا) أي ليكتسبوا) * «1» .
67-
* (عن حذيفة- رضي الله عنه قال:
كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه من اللّيل وضع يده تحت خدّه ثمّ يقول: «اللهمّ، باسمك أموت وأحيا» وإذا استيقظ قال: «الحمد لله الّذي أحيانا بعد ما أماتنا، وإليه النّشور» ) * «2» .
68-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو صحيح: «لن يقبض نبيّ قطّ حتّى يرى مقعده من الجنّة، ثمّ يخيّر» . فلمّا نزل به ورأسه على فخذي غشي عليه ساعة، ثمّ أفاق، فأشخص بصره إلى السّقف ثمّ قال:«اللهمّ، الرّفيق الأعلى» ، قلت: إذا لا يختارنا، وعلمت أنّه الحديث الّذي كان يحدّثنا وهو صحيح، قالت: فكانت تلك آخر كلمة تكلّم بها: «اللهمّ الرّفيق الأعلى» ) * «3» .
69-
* (عن عبد الله بن عبّاس- رضي الله عنهما قال: لمّا حضرت بنت لرسول الله صغيرة، أخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم وضمّها إلى صدره، ثمّ وضع يده عليها، فقبضت وهي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبكت أمّ أيمن، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم «يا أمّ أيمن، أتبكين ورسول الله صلى الله عليه وسلم عندك؟ فقالت: مالي لا أبكي ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّي لست أبكي، ولكنّها رحمة» ثمّ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«المؤمن بخير على كلّ حال، تنزع نفسه من بين جنبيه، وهو يحمد الله- عز وجل» ) * «4» .
70-
* (عن عبيد الله بن عتبة أنّ عائشة وعبد الله بن عبّاس- رضي الله عنهما قالا: «لمّا نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة «5» له على وجهه فإذا اغتمّ كشفها عن وجهه وهو كذلك يقول: «لعنة الله على اليهود والنّصارى اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد. يحذّر ما صنعوا» ) * «6» .
71-
* (عن القاسم بن محمّد قال: قالت عائشة- رضي الله عنها: وا رأساه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذاك لو كان وأنا حيّ فأستغفر لك وأدعو لك.
فقالت عائشة: واثكلياه، والله إنّي لأظنّك تحبّ موتي، ولو كان ذلك لظللت آخر يومك معرّسا «7» ببعض أزواجك. فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:«بل أنا وا رأساه لقد هممت أو أردت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه فأعهد أن يقول القائلون أو يتمنّى المتمنّون، ثمّ قلت: يأبى الله ويدفع المؤمنون، أو يدفع الله ويأبي المؤمنون» ) * «8» .
72-
* (عن عليّ بن أبي طالب- رضي الله
(1) البخاري- الفتح 3 (1342) .
(2)
البخاري- الفتح 11 (6314) . ومسلم (2710) .
(3)
البخاري- الفتح 11 (6348) . ومسلم (2444) .
(4)
أخرجه النسائي (4/ 12) وقال محقق جامع الأصول (11/ 91) : حديث حسن.
(5)
الخميصة ثوب من خزّ أو صوف معلم أي به خطوط وكانت من لباس الناس قديما، ولونها أسود أو أحمر.
(6)
البخاري- الفتح 7 (4443 و4444) . ومسلم (531) .
(7)
عرّس وأعرس: اتخذ عرسا ودخل بها، والمعرس: الذي يغشى امرأته.
(8)
البخاري- الفتح 13 (7217) .
عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه كان إذا قام إلى الصّلاة قال: وجّهت وجهي «1» للّذي فطر السّماوات والأرض حنيفا «2» وما أنا من المشركين «3» . إنّ صلاتي ونسكي «4» ومحياي ومماتي «5» لله ربّ العالمين «6» لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين. اللهمّ أنت الملك لا إله إلّا أنت. أنت ربّي وأنا عبدك. ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا. إنّه لا يغفر الذّنوب إلّا أنت. واهدني لأحسن الأخلاق «7» . لا يهدي لأحسنها إلّا أنت. واصرف عنّي سيّئها لا يصرف عنّي سيّئها إلّا أنت. لبّيك «8» وسعديك «9» والخير كلّه في يديك. والشّرّ ليس إليك. أنا بك وإليك «10» .
تباركت وتعاليت. أستغفرك وأتوب إليك» . وإذا ركع قال: «اللهمّ، لك ركعت. وبك آمنت. ولك أسلمت.
خشع لك سمعي وبصري. ومخّي وعظمي وعصبي» .
وإذا رفع قال: «اللهمّ، ربّنا لك الحمد ملء السّماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد» . وإذا سجد قال: «اللهمّ، لك سجدت وبك آمنت. ولك أسلمت. سجد وجهي للّذي خلقه وصوّره، وشقّ سمعه وبصره. تبارك الله أحسن الخالقين» ثمّ يكون من آخر ما يقول بين التّشهّد والتّسليم «اللهمّ، اغفر لي ما قدّمت وما أخرّت، وما أسررت وما أعلنت. وما أسرفت. وما أنت أعلم به منّي. أنت المقدّم وأنت المؤخّر لا إله إلّا أنت» ) * «11» .
73-
* (عن عائشة- رضي الله عنها كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول في مرضه الّذي مات فيه: «يا عائشة، ما أزال أجد ألم الطّعام الّذي أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السّمّ» ) * «12» .
(1) وجهت وجهي: قصدت بعبادتي للذي فطر السماوات والأرض. أي ابتداأ خلقها.
(2)
حنيفا: قال الأكثرون: معناه مائلا إلى الدين الحق وهو الإسلام. وأصل الحنف الميل. ويكون في الخير والشر. وينصرف إلى ما تقتضيه القرينة: وقيل: المراد بالحنيف، هنا المستقيم. قاله الأزهري وآخرون. وقال أبو عبيد: الحنيف عند العرب من كان على دين إبراهيم ض: وانتصب حنيفا على الحال. أي وجهت وجهي في حال حنيفيتي.
(3)
وما أنا من المشركين: بيان للحنيف وإيضاح لمعناه: والمشرك يطلق على كل كافر من عابد وثن وصنم ويهودي ونصراني ومجوسي ومرتد وزنديق وغيرهم.
(4)
إن صلاتي ونسكي: قال أهل اللغة: النسك العبادة. وأصله من النسيكة، وهي الفضة المذابة المصفاة من كل خلط. والنسيكة، أيضا، ما يتقرب به إلى الله تعالى.
(5)
ومحياي ومماتي: أي حياتي وموتي. ويجوز فتح الياء فيهما وإسكانهما. والأكثرون على فتح ياء محياي وإسكان مماتي.
(6)
رب العالمين: في معنى رب أربعة أقوال: حكاها الماوردي وغيره: الملك والسيد والمدبر والمربي. فإن وصف الله تعالى برب، لأنه مالك أو سيد، فهو من صفات الذات. وإن وصف به لأنه مدبر خلقه ومربيهم فهو من صفات فعله. ومتى دخلته الألف واللام، فقيل الرب، اختص بالله تعالى. وإذا حذفتا جاز إطلاقه على غيره، فيقال: رب المال ورب الدار ونحو ذلك. والعالمين: جمع عالم، وليس للعالم واحد من لفظه.
(7)
واهدني لأحسن الأخلاق: أي أرشدني لصوابها، ووفقني للتخلق بها.
(8)
لبيك: قال العلماء: معناه أنا مقيم على طاعتك إقامة بعد إقامة. يقال: لب بالمكان لبا، وألب إلبابا، إذا أقام به. وأصل لبيك لبين لك. فحذفت النون للإضافة.
(9)
وسعديك: قال الأزهري وغيره: معناه مساعدة لأمرك بعد مساعدة، ومتابعة لدينك بعد متابعة.
(10)
أنا بك وإليك: أي التجائي وانتمائي إليك، وتوفيقى بك.
(11)
مسلم (771) .
(12)
البخاري- الفتح 8 (4428) .