الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحاديث الواردة في (التذكر)
1-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
زار النّبيّ صلى الله عليه وسلم قبر أمّه، فبكى وأبكى من حوله، فقال:«استأذنت ربّي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور؛ فإنّها تذكّر بالموت» ) * «1» .
2-
* (عن حذيفة- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «أنّ رجلا مات فدخل الجنّة، فقيل له: ما كنت تعمل؟ (قال: فإمّا ذكر وإمّا ذكّر) فقال: إنّي كنت أبايع النّاس، فكنت أنظر المعسر وأتجوّز في السّكّة أو في النّقد. فغفر له» فقال أبو مسعود: وأنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم * «2» .
3-
* (عن سعيد بن المسيّب وعطاء بن يزيد اللّيثيّ أنّ أبا هريرة- رضي الله عنه أخبرهما: أنّ النّاس قالوا: يا رسول الله، هل نرى ربّنا يوم القيامة؟
قال: «هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟» قالوا: لا يا رسول الله، قال:«فهل تمارون في الشّمس ليس دونها سحاب؟» ، قالوا لا، قال:«فإنّكم ترونه كذلك، يحشر النّاس يوم القيامة فيقول: من كان يعبد شيئا فليتّبع، فمنهم من يتّبع الشّمس، ومنهم من يتّبع القمر، ومنهم من يتّبع الطواغيت، وتبقى هذه الأمّة فيها منافقوها، فيأتيهم الله فيقول أنا ربّكم، فيقولون: هذا مكاننا حتّى يأتينا ربّنا، فإذا جاء ربّنا عرفناه، فيأتيهم الله فيقول: أنا ربّكم. فيقولون: أنت ربّنا، فيدعوهم فيضرب الصّراط بين ظهراني جهنّم، فأكون أوّل من يجوز من الرّسل بأمّته، ولا يتكلّم يومئذ أحد إلّا الرّسل وكلام الرّسل يومئذ: اللهمّ سلّم سلّم، وفي جهنّم كلاليب مثل شوك السّعدان «3» ، هل رأيتم شوك السّعدان؟» ، قالوا: نعم، قال:«فإنّها مثل شوك السّعدان غير أنّه لا يعلم قدر عظمها إلّا الله، تخطف النّاس بأعمالهم، فمنهم من يوبق «4» بعمله، ومنهم من يخردل «5» ثمّ ينجو. حتّى إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النّار أمر الله الملائكة أن يخرجوا من كان يعبد الله، فيخرجوهم، ويعرفونهم باثار السّجود، وحرّم الله على النّار أن تأكل أثر السّجود، فيخرجون من النّار، فكلّ ابن آدم تأكله النّار إلّا أثر السّجود، فيخرجون من النّار قد امتحشوا «6» ، فيصبّ عليهم ماء الحياة، فينبتون كما تنبت الحبّة «7» في حميل السّيل «8» . ثمّ يفرغ
(1) مسلم (976) .
(2)
مسلم (1560) .
(3)
السعدان: نبت ذو شوك، من مراعي الإبل الجيدة.
(4)
يوبق: أو بقته الذنوب: أي أهلكته.
(5)
يخردل: المخردل: المرمي المصروع، وقيل: هو المقطع، والمعنى أنه تقطعه كلاليب الصراط، حتى يقع في النار.
(6)
امتحشوا: الامتحاش: الاحتراق، وقيل: هو أن تذهب النار الجلد وتبدي العظم.
(7)
الحبة: بكسر الحاء: البزورات، وبفتحها: كالحنطة والشعير.
(8)
حميل السيل: الزبد وما يلقيه على شاطئه، وهو فعيل بمعنى مفعول.
الله من القضاء بين العباد، ويبقى رجل بين الجنّة والنّار وهو آخر أهل النّار دخولا الجنّة- مقبل بوجهه قبل النّار، فيقول: يا ربّ اصرف وجهي عن النّار، قد قشبني «1» ريحها وأحرقني ذكاؤها «2» . فيقول: هل عسيت إن فعل ذلك بك أن تسأل غير ذلك؟ فيقول:
لا وعزّتك. فيعطي الله ما يشاء من عهد وميثاق، فيصرف الله وجهه عن النّار، فإذا أقبل به على الجنّة رأى بهجتها، سكت ما شاء الله أن يسكت، ثمّ قال:
يا ربّ قدّمني عند باب الجنّة، فيقول الله له: أليس قد أعطيت العهود والميثاق أن لا تسأل غير الّذي كنت سألت؟ فيقول: يا ربّ، لا أكون أشقى خلقك، فيقول: فما عسيت إن أعطيت ذلك أن لا تسأل غيره، فيقول: لا، وعزّتك لا أسأل غير ذلك. فيعطي ربّه ما شاء من عهد وميثاق، فيقدّمه إلى باب الجنّة، فإذا بلغ بابها فرأى زهرتها «3» وما فيها من النّضرة والسّرور فيسكت ما شاء الله أن يسكت، فيقول: يا ربّ، أدخلني الجنّة، فيقول الله: ويحك يا ابن آدم، ما أغدرك! أليس قد أعطيت العهود والميثاق أن لا تسأل غير الّذي أعطيت؟، فيقول: يا ربّ لا تجعلني أشقى خلقك، فيضحك الله- عز وجل منه، ثمّ يأذن له في دخول الجنّة، فيقول: تمنّ، فيتمنّى. حتّى إذا انقطع أمنيّته، قال الله- عز وجل: من كذا وكذا- أقبل يذكّره ربّه- حتّى إذا انتهت به الأمانيّ قال الله تعالى «لك ذلك ومثله معه» ، قال أبو سعيد الخدريّ لأبي هريرة- رضي الله عنهما: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله: لك ذلك وعشرة أمثاله» ، قال أبو هريرة: لم أحفظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلّا قوله: «لك ذلك ومثله معه» ، قال أبو سعيد: إنّي سمعته يقول:
«ذلك لك وعشرة أمثاله» ) * «4» .
4-
* (عن معاوية بن حيدة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنّه كان عبد من عباد الله- جلّ وعزّ- أعطاه الله مالا وولدا فكان لا يدين لله تبارك وتعالى دينا فلبث حتّى إذا ذهب منه عمر أو بقي عمر تذكّر فعلم أنّه لن يبتئر «5» عند الله تبارك وتعالى خيرا، دعا بنيه فقال أيّ أب تعلموني؟. قالوا:
خيره «6» يا أبانا، قال: والله لا أدع عند أحد منكم مالا هو منّي إلّا أنا آخذه منه ولتفعلنّ بي ما آمركم، قال:
فأخذ منهم ميثاقا- وربّيّ-. فقال: أمّا لا فإذا أنا متّ فألقوني في النّار حتّى إذا كنت حمما فدقّوني، قال:
فكأنّي أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول بيده على فخذه «ثمّ أذروني في الرّيح لعلّي أضلّ الله- تبارك وتعالى قال: ففعلوا ذلك به وربّ محمّد حين مات فجيء به في أحسن ما كان قطّ فعرض على ربّه تبارك وتعالى فقال: ما حملك على النّار، قال: خشيتك يا
(1) قشبني ريحها: آذاني، والقشب السم، والقشيب: المسموم، فكأنه قال: قد سمني ريحها.
(2)
ذكاؤها: ذكا النار: مفتوح الأول مقصورا: اشتعالها ولهبها.
(3)
الزهرة: الحسن والنضارة والبهجة.
(4)
البخاري- الفتح 2 (806) واللفظ له، مسلم (182) .
(5)
يبتئر: أي يدّخر يقال بأرت الشيء وابتأرته إذا ادخرته. الصحاح (2/ 583) .
(6)
خيره: أي خير أب نعلمه.
ربّاه، قال: إنّي أسمعك لراهبا فتيب عليه» ) * «1» .
5-
* (عن عبد الله- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «بئسما لأحدهم يقول: نسيت آية كيت وكيت، بل هو نسّي، استذكروا القرآن، فلهو أشدّ تفصّيا «2» من صدور الرّجال من النّعم بعقلها» ) * «3» .
6-
* (عن ربعيّ بن حراش أنّ حذيفة حدّثه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تلقّت الملائكة روح رجل ممّن كان قبلكم، فقالوا: أعملت من الخير شيئا؟ فقال: لا، قالوا: تذكّر، قال: كنت أداين النّاس، فامر فتياني أن ينظروا المعسر، ويتجوّزوا عن الموسر، قال: قال الله: تجوزّوا عنه» ) * «4» .
7-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت: سمع النّبيّ صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ في المسجد، فقال:
«رحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا آية أسقطتهنّ من سورة كذا وكذا» ، وزاد عبّاد بن عبد الله عن عائشة «تهجّد النّبيّ صلى الله عليه وسلم في بيتي، فسمع صوت عبّاد يصلّي في المسجد فقال: يا عائشة، أصوت عبّاد هذا؟ قلت:
نعم، قال: اللهمّ ارحم عبّادا» ) * «5» .
8-
* (عن علقمة قال: قال عبد الله- رضي الله عنه: صلّى النّبيّ صلى الله عليه وسلم. قال إبراهيم: لا أدري زاد أو نقص- فلمّا سلّم قيل له: يا رسول الله، أحدث في الصّلاة شيء؟ قال: «وما ذاك؟» قالوا: صلّيت كذا وكذا، فثنى رجليه واستقبل القبلة وسجد سجدتين ثمّ سلّم، فلمّا أقبل علينا بوجهه قال: «إنّه لو حدث في الصّلاة شيء لنبّأتكم به، ولكن إنّما أنا بشر مثلكم، أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكّروني وإذا شكّ أحدكم في صلاته فليتحرّ الصّواب، فليتمّ ما عليه ثمّ ليسلّم، ثمّ يسجد سجدتين» ) * «6» .
9-
* (عن حنظلة الأسيّديّ «7» قال: (وكان من كتّاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لقيني أبو بكر فقال:
كيف أنت؟ يا حنظلة، قال: قلت: نافق حنظلة. قال:
سبحان الله ما تقول؟، قال: قلت: نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، يذكّرنا بالنّار والجنّة، حتّى كأنّا رأي عين «8» ، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، عافسنا «9» الأزواج والأولاد والضّيعات «10» . فنسينا كثيرا، قال أبو بكر: فو الله إنّا لنلقى مثل هذا، فانطلقت أنا وأبو بكر، حتّى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: نافق
(1) أحمد (5/ 5) وعند البخاري في حديث أبي سعيد (7508) ، مسلم (2757) ، وهذا لفظ أحمد.
(2)
تفصّيا: أصل الفصية الشيء تكون فيه ثم تخرج منه، ومنه يقال: ما كدت أتفصّى من فلان أي ما كدت أتخلص منه، وتفصّيت من الديون خرجت منها. الصحاح (6/ 2455) .
(3)
البخاري- الفتح 8 (5032) ، مسلم (790) .
(4)
البخاري- الفتح 4 (2077) ، مسلم (1560) واللفظ له، والدارمي (2549) وهذا لفظ الدارمي.
(5)
البخاري- الفتح 5 (2655) ، مسلم (788) .
(6)
البخاري- الفتح 1 (401) ، مسلم (572) .
(7)
الأسيدي: ضبطوه بوجهين، أصحهما وأشهرهما ضم الهمزة وفتح السين وكسر الياء المشددة، والثاني كذلك إلا أنه بإسكان الياء، ولم يذكر القاضي إلا هذا الثاني. وهو منسوب إلى بني أسيد بطن من بني تميم.
(8)
حتى كأنا رأي عين: قال القاضي: ضبطناه رأي العين، بالرفع، أي كأنا بحال من يراها بعينه، قال: ويصح النصب على المصدر، أي نراها رأي العين.
(9)
عافسنا: قال الهروي وغيره: معناه حاولنا ذلك ومارسناه واشتغلنا به، أي عالجنا معايشنا وحظوظنا.
(10)
والضيعات: جمع ضيعة، وهي معاش الرجل من مال أو عقار أو حرفة أو صناعة.
حنظلة، يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«وما ذاك؟» ، قلت: يا رسول الله نكون عندك تذكّرنا بالنّار والجنّة، حتّى كأنّا رأي عين فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضّيعات، نسينا كثيرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«والّذي نفسي بيده إن لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي الذّكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة» ثلاث مرّات) * «1» .
10-
* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه قال: لمّا كان ليلة أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم، لقي إبراهيم، وموسى، وعيسى، فتذاكروا السّاعة متى هي؟ فبدءوا بإبراهيم، فسألوه عنها، فلم يكن عنده منها علم، فسألوا موسى، فلم يكن عنده منها علم، فردّوا «2» الحديث إلى عيسى، فقال: قد عهد الله إليّ فيما دون وجبتها، فلا يعلمها إلّا الله، فذكر خروج الدّجّال، قال: فأهبط فأقتله، ثمّ يرجع النّاس إلى بلادهم، فيستقبلهم يأجوج ومأجوج، وهم من كلّ حدب ينسلون، لا يمرّون بماء إلّا شربوه، ولا بشيء إلّا أفسدوه، فيجأرون إلى الله، فأدعو الله فيميتهم، فتخوى الأرض من ريحهم، فيجأرون إلى الله، فأدعو الله، فيرسل السّماء بالماء فيحملهم فيلقيهم في البحر، ثمّ تنسف الجبال وتمدّ الأرض مدّ الأديم، فعهد الله إليّ أنّه إذا كان ذلك، أنّ السّاعة من النّاس، كالحامل المتمّ لا يدري أهلها متى تفجؤهم بولادتها ليلا أو نهارا. قال العوّام. فوجدت تصديق ذلك في كتاب الله تعالى ثمّ قرأ حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ* وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ (الأنبياء/ 96- 97)) * «3» .
11-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ولّاه الله من أمر المسلمين شيئا فأراد به خيرا جعل له وزير صدق، فإن نسي ذكّره وإن ذكر أعانه» ) * «4» .
12-
* (عن بريدة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنّ في زيارتها تذكرة» ) * «5» .
13-
* (عن النّعمان بن بشير- رضي الله عنهما أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الرّقيم فقال:
«إنّ ثلاثة كانوا في كهف فوقع الجبل على باب الكهف فأوصد عليهم. قال قائل منهم: تذاكروا أيّكم عمل حسنة لعلّ الله عز وجل برحمته يرحمنا،
(1) مسلم (2750) .
(2)
ردّ: بمعنى صار.
(3)
ابن ماجة (4081)، وفي الزوائد: هذا إسناده صحيح رجاله ثقات، ومؤثر بن غفارة، ذكره ابن حبان في الثقات، وباقي رجال الإسناد ثقات، ورواه الحاكم في المستدرك (4/ 488- 489) واللفظ له،
وقال: هذا صحيح الإسناد ووافقه الذهبي.
(4)
الهيثمي في المجمع (5/ 210) وقال: رواه أحمد والبزار ورجال البزار رجال الصحيح. والنسائي (7/ 159) .
(5)
مسلم (977) ، وأبو داود (3235) واللفظ له، وقال الألباني صحيح- الأحكام (188) .
فقال رجل منهم: قد عملت حسنة مرّة كان لي أجراء يعملون فجاءني عمّال لي فاستأجرت كلّ رجل منهم بأجر معلوم فجاءني رجل ذات يوم وسط النّهار فاستأجرته بشطر أصحابه فعمل في بقيّة نهاره كما عمل كلّ رجل منهم في نهاره كلّه فرأيت عليّ في الذّمام أن لا أنقصه ممّا استأجرت به أصحابه لمّا جهد في عمله، فقال رجل منهم: أتعطي هذا مثل ما أعطيتني ولم يعمل إلّا نصف نهار؟، فقلت: يا عبد الله، لم أبخسك شيئا من شرطك وإنّما هو مالي أحكم فيه ما شئت، قال فغضب وذهب وترك أجره، قال: فوضعت حقّه في جانب البيت ما شاء الله ثمّ مرّت بي بعد ذلك بقر فاشتريت به فصيلة من البقر فبلغت ما شاء الله، فمرّ بي بعد حين شيخا ضعيفا لا أعرفه فقال: إنّ لي عندك حقّا فذكّرنيه حتّى عرفته، فقلت: إيّاك أبغي هذا حقّك فعرضتها عليه جميعا، فقال: يا عبد الله، لا تسخر بي إن لم تصدّق عليّ فأعطني حقّي، قال: والله لا أسخر بك إنّها لحقّك ما لي منها شيء فدفعتها إليه جميعا، اللهمّ، إن كنت فعلت ذلك لوجهك فافرج عنّا. قال: فانصدع الجبل حتّى رأوا منه وأبصروا. قال الاخر: قد عملت حسنة مرّة، كان لي فضل فأصابت النّاس شدّة فجاءتني امرأة تطلب منّي معروفا، قال: فقلت والله ما هو دون نفسك فأبت عليّ، فذهبت ثمّ رجعت فذكّرتني بالله فأبيت عليها وقلت:
لا والله ما هو دون نفسك فأبت عليّ وذهبت فذكرت لزوجها فقال لها: أعطيه نفسك، وأغني عيالك، فرجعت إليّ فناشدتني بالله فأبيت عليها، وقلت: والله ما هو دون نفسك فلمّا رأت ذلك أسلمت إليّ نفسها فلمّا تكشّفتها وهممت بها ارتعدت من تحتي فقلت لها: ما شأنك، قالت: أخاف الله ربّ العالمين، قلت لها: خفتيه «1» في الشّدّة ولم أخفه في الرّخاء فتركتها وأعطيتها ما يحقّ عليّ بما تكشّفتها، اللهمّ، إن كنت فعلت ذلك لوجهك فافرج عنّا، قال: فانصدع حتّى عرفوا وتبيّن لهم. قال الاخر: وعملت حسنة مرّة، كان لي أبوان شيخان كبيران، وكانت لي غنم فكنت أطعم أبويّ وأسقيهما، ثمّ رجعت إلى غنمي قال:
فأصابني يوما غيث حبسني فلم أبرح حتّى أمسيت فأتيت أهلي وأخذت محلبي فحلبت وغنمي قائمة فمضيت إلى أبويّ فوجدتهما قد ناما، فشقّ عليّ أن أوقظهما، وشقّ عليّ أن أترك غنمي، فما برحت جالسا ومحلبي على يدي حتّى أيقظهما الصّبح فسقيتهما اللهمّ، إن كنت فعلت ذلك لوجهك فافرج عنّا» ، قال النّعمان: لكأنّي أسمع هذه من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الجبل: طاق ففرّج الله عنهم فخرجوا) * «2» .
(1) خفتيه: هكذا رواية أحمد، واللغة ترى أن يكون بغير ياء هكذا (خفته) .
(2)
البخاري- الفتح 4 (2215) ، مسلم (2743) ، أحمد (4/ 274) وهذا لفظ أحمد.