الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بيّن الفراسة، (بكسر الفاء)، ويقال: إنّ فلانا لفارس بذلك الأمر إذا كان عالما به. ويقال هو يتفرّس إذا كان يتثبّت وينظر. ويقال: رجل فارس بيّن الفروسة والفراسة في الخيل، وهو الثّبات عليها والحذق بأمرها، ورجل فارس بالأمر أي عالم به بصير.
والفراسة (بكسر الفاء) : في النّظر والتّثبّت والتّأمّل للشّيء والبصر به، يقال: إنّه لفارس بهذا الأمر إذا كان عالما به. والفراسة، (بالكسر) : الاسم من قولك: تفرّست فيه خيرا.
وتفرّس في الشّيء: توسّمه، والاسم الفراسة بالكسر.
واستعمل الزّجّاج منه أفعل فقال: أفرس النّاس أي أجودهم وأصدقهم فراسة ثلاثة: العزيز في يوسف- على نبيّنا وعليه الصّلاة والسّلام- وابنة شعيب في موسى- على نبيّنا وعليهم الصّلاة والسّلام- وأبو بكر في تولية عمر بن الخطّاب- رضي الله عنهما «1» .
واصطلاحا:
قال الجرجانيّ: البصيرة هي قوّة القلب المنوّر بنور الله يرى بها حقائق الأشياء وبواطنها. وهي بمثابة البصر للنّفس يرى به صور الأشياء وظواهرها. وقال الكفويّ: البصيرة قوّة في القلب تدرك بها المعقولات «2» .
والبصير: اسم من أسماء الله الحسنى. والبصير هو المبصر لجميع المبصرات، وفي «النّهاية» : أنّ البصير هو الّذي يشاهد الأشياء كلّها، ظاهرها وخفيّها، والبصر في حقّه تعالى عبارة عن الصّفة الّتي ينكشف بها كمال نعوت المبصرات.
وقيل: البصير المتّصف بالبصر لجميع الموجودات، فيعلم تعالى جميع المبصرات تمام العلم، وتنكشف له تمام الانكشاف والتّجلّي، فهو يبصر خائنة الأعين وما تخفي الصّدور. يشاهد ويرى، ولا يغيب عنه ما في السّموات العلى، وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثّرى، وهو الحاضر الّذي لا يغيب «3» .
منزلة الفراسة:
قال ابن القيّم- رحمه الله: ومن منازل إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (الفاتحة/ 4) منزلة الفراسة. قال الله تعالى: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (الحجر/ 75) قال مجاهد- رحمه الله: المتفرّسين.
وقال: ابن عبّاس- رضي الله عنهما: للنّاظرين، وقال قتادة: للمعتبرين، وقال مقاتل: للمتفكّرين.
ولا تنافي بين هذه الأقوال، فإنّ النّاظر متى نظر في آثار ديار المكذّبين ومنازلهم، وما آل إليه أمرهم أورثه فراسة وعبرة وفكرة، وقال تعالى في حقّ المنافقين: وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ
(1) لسان العرب (6/ 159- 160) ، المصباح المنير (1/ 56- 57) ، محيط المحيط (42، 683) ، نزهة الأعين النواظر (199- 200) .
(2)
التعريفات (46) ، والكليات للكفوي (1/ 429) .
(3)
موسوعة له الأسماء الحسنى (155) ، وبعضه في المقصد الأسني (91) .