الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحاديث الواردة في (التذكير)
1-
* (عن عكرمة: أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم، قال له يعني لابن صوريا: «أذكّركم بالله الّذي نجّاكم من آل فرعون، وأقطعكم البحر، وظلّل عليكم الغمام، وأنزل عليكم المنّ والسّلوى، وأنزل عليكم التّوراة على موسى، أتجدون في كتابكم الرّجم» ؟ قال: ذكّرتني بعظيم، ولا يسعني أن أكذبك- وساق الحديث) * «1» .
2-
* (عن ابن أبي مليكة؛ أنّ امرأتين كانتا تخرزان «2» في بيت- أو في الحجرة- فخرجت إحداهما وقد أنفذ بإشفى «3» في كفّها، فادّعت على الأخرى، فرفع إلى ابن عبّاس، فقال ابن عبّاس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو يعطى النّاس بدعواهم لذهب دماء قوم وأموالهم» ، ذكّروها بالله واقرءوا عليها إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ (آل عمران/ 77) فذكّروها، فاعترفت. فقال ابن عبّاس: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «اليمين على المدّعى عليه» ) * «4» .
3-
* (عن يزيد بن حيّان، قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم، فلمّا جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت، يا زيد، خيرا كثيرا، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمعت حديثه، وغزوت معه، وصلّيت خلفه، لقد لقيت، يا زيد، خيرا كثيرا، حدّثنا، يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: يا ابن أخي، والله، لقد كبرت سنّي، وقدم عهدي، ونسيت بعض الّذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما حدّثتكم فاقبلوا، وما لا، فلا تكلّفونيه، ثمّ قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خمّا بين مكّة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكّر. ثمّ قال:«أمّا بعد، ألا أيّها النّاس، فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربّي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنّور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به» فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه، ثمّ قال:«وأهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي» ، فقال له حصين:
ومن أهل بيته؟ يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال:
نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصّدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال: هم آل عليّ، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عبّاس. قال: كلّ هؤلاء حرم الصّدقة؟ قال: نعم) * «5» .
4-
* (حدّثنا أبيّ بن كعب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنّه بينما موسى عليه السلام، في قومه يذكّرهم بأيّام الله- وأيّام الله نعماؤه وبلاؤه-
(1) أبو داود 2 (3626)، وقال الألباني (2/ 691) : صحيح.
(2)
الخرز: خياطة الأدم، وقوله: تخرزان: يعني تخيطان أدما أي جلدا.
(3)
الإشفى: المثقب وهو ما يستخدم في خياطة القرب ونحوها.
(4)
البخاري- الفتح 8 (4552) .
(5)
مسلم (2408) .
إذ قال: ما أعلم في الأرض رجلا خيرا أو أعلم منّي، قال فأوحى الله إليه، إنّي أعلم بالخير منه، أو عند من هو، إنّ في الأرض رجلا هو أعلم منك، قال: يا ربّ! فدلّني عليه، قال: فقيل له: تزوّد حوتا مالحا؛ فإنّه حيث تفقد الحوت. قال: فانطلق هو وفتاه حتّى انتهيا إلى الصّخرة فعمّي عليه، فانطلق وترك فتاه، فاضطرب الحوت في الماء، فجعل لا يلتئم عليه، صار مثل الكوّة «1» ، قال: فقال فتاه: ألا ألحق نبيّ الله فأخبره؟
قال: فنسّي، فلمّا تجاوزا قال لفتاه: آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا، قال: ولم يصبهم نصب حتّى تجاوزا، قال: «فتذكّر، قال: أرأيت إذ أوينا إلى الصّخرة فإنّي نسيت الحوت، وما أنسانيه إلّا الشّيطان أن أذكره واتّخذ سبيله في البحر عجبا. قال: ذلك ما كنّا نبغ فارتدّا على آثارهما قصصا. فأراه مكان الحوت، قال: ههنا وصف لي، قال: فذهب يلتمس فإذا هو بالخضر مسجّى ثوبا، مستلقيا على القفا، أو قال:
على حلاوة القفا «2» ، قال: السّلام عليكم، فكشف الثّوب عن وجهه قال: وعليكم السّلام، من أنت؟
قال: أنا موسى، قال: ومن موسى؟ قال: موسى بني إسرائيل، قال: مجيء ما جاء بك «3» ؟ قال: جئت لتعلّمني ممّا علّمت رشدا، قال: إنّك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا، شيء أمرت به أن أفعله إذا رأيته لم تصبر، قال: ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا، قال: فإن اتّبعتني فلا تسألني عن شيء حتّى أحدث لك منه ذكرا، فانطلقا حتّى إذا ركبا في السّفينة خرقها، قال: انتحى عليها «4» ، قال له موسى عليه السلام: أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا، قال: ألم أقل إنّك لن تستطيع معي صبرا؟ قال: لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا، فانطلقا حتّى إذا لقيا غلمانا يلعبون، قال: فانطلق إلى أحدهم بادي الرّأي «5» فقتله، فذعر عندها موسى عليه السلام، ذعرة منكرة؛ قال:
أقتلت نفسا زاكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، عند هذا المكان:«رحمة الله علينا وعلى موسى، لولا أنّه عجّل لرأى العجب، ولكنّه أخذته من صاحبه ذمامة «6» ، قال: إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني، قد بلغت من لدنّي عذرا، ولو صبر لرأى العجب، قال: وكان إذا ذكر أحدا من الأنبياء بدأ بنفسه «رحمة الله علينا وعلى أخي كذا، رحمة الله علينا- فانطلقا حتّى إذا أتيا أهل قرية لئاما فطافا
(1) الكوة: بفتح الكاف، ويقال بضمها، وهي الطاق.
(2)
على حلاوة القفا: هي وسط القفا، ومعناه لم يمل إلى أحد جانبيه، وهي بضم الحاء وفتحها وكسرها، أفصحها الضم.
(3)
مجيء ما جاء بك: قال القاضي: ضبطناه مجيء مرفوع غير منون عن بعضهم وعن بعضهم منونا، قال: وهو أظهر، أي أمر عظيم جاء بك.
(4)
انتحى عليها: أي اعتمد على السفينة وقصد خرقها.
(5)
بادي الرأي: بالهمزة وتركه، فمن همزه معناه: أول الرأي وابتداؤه، أي انطلق إليه مسارعا إلى قتله من غير فكر، ومن لم يهمز فمعناه ظهر له رأي في قتله، من البداء، وهو ظهور رأي لم يكن، قال القاضي: ويمد البداء ويقصر.
(6)
أخذته من صاحبه ذمامة: أي حياء وإشفاق من اللوم والذم.
في المجالس فاستطعما أهلها، فأبوا أن يضيّفوهما، فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقضّ فأقامه قال: لو شئت لاتّخذت عليه أجرا، قال: هذا فراق بيني وبينك وأخذ بثوبه، قال: سأنبّئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا، أمّا السّفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر
…
إلى آخر الاية، فإذا جاء الّذي يسخّرها وجدها منخرقة فتجاوزها فأصلحوها بخشبة، وأمّا الغلام فطبع يوم طبع كافرا، وكان أبواه قد عطفا عليه، فلو أنّه أدرك أرهقهما طغيانا وكفرا «1» ، فأردنا أن يبدلهما ربّهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما «2» ، وأمّا الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته
…
» إلى آخر الاية) * «3» .
5-
* (عن عمرو بن الأحوص أنّه شهد حجّة الوداع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه وذكّر ووعظ ثمّ قال: أيّ يوم أحرم؟ أيّ يوم أحرم؟
6-
* (عن سعيد بن جبير قال: سئلت عن المتلاعنين في إمرة مصعب «5» ، أيفرّق بينهما؟ قال: فما دريت ما أقول، فمضيت إلى منزل ابن عمر بمكّة، فقلت للغلام: استأذن لي، قال: إنّه قائل «6» ، فسمع صوتي، قال: ابن جبير؟ قلت: نعم، قال: ادخل، فو الله ما جاء بك هذه السّاعة إلّا حاجة، فدخلت،
(1) أرهقهما طغيانا وكفرا: أي حملهما عليهما وألحقهما بهما، والمراد بالطغيان هنا، الزيادة في الضلال.
(2)
خيرا منه زكاة وأقرب رحما: قيل: المراد بالزكاة الإسلام. وقيل الصلاح، وأما الرحم فقيل: معناه الرحمة لوالديه وبرهما، وقيل المراد: يرحمانه.
(3)
البخاري- الفتح 1 (122) ، مسلم (2380) واللفظ له.
(4)
الترمذي (3087)، وقال: هذا حديث حسن، وأصله عند مسلم.
(5)
إمرة مصعب: أي في عهد إمارته وهو مصعب بن الزبير.
(6)
قائل: من القيلولة وهو النوم نصف النهار.
فإذا هو مفترش برذعة «1» متوسّد وسادة حشوها ليف، قلت: أبا عبد الرّحمن، المتلاعنان، أيفرّق بينهما؟ قال:
سبحان الله، نعم، إنّ أوّل من سأل عن ذلك فلان ابن فلان. قال: يا رسول الله، أرأيت أن لو وجد أحدنا امرأته على فاحشة، كيف يصنع؟ إن تكلّم تكلّم بأمر عظيم، وإن سكت سكت على مثل ذلك، قال:
فسكت النّبيّ صلى الله عليه وسلم فلم يجبه، فلمّا كان بعد ذلك أتاه فقال: إنّ الّذي سألتك عنه قد ابتليت به، فأنزل الله- عز وجل هؤلاء الايات في سورة النّور وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ (النور/ 6- 9) فتلاهنّ عليه ووعظه وذكّره. وأخبره أنّ عذاب الدّنيا أهون من عذاب الاخرة، قال: لا، والّذي بعثك بالحقّ ما كذبت عليها، ثمّ دعاها فوعظها وذكّرها وأخبرها أنّ عذاب الدّنيا أهون من عذاب الاخرة، قالت: لا والّذي بعثك بالحقّ! إنّه لكاذب فبدأ بالرّجل فشهد أربع شهادات بالله إنّه لمن الصّادقين، والخامسة أنّ لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، ثمّ ثنّى بالمرأة فشهدت أربع شهادات بالله إنّه لمن الكاذبين والخامسة أنّ غضب الله عليها إن كان من الصّادقين ثمّ فرّق بينهما) * «2» .
7-
* (عن أبي ذرّ- رضي الله عنه قال: لقد تركنا محمّد صلى الله عليه وسلم وما يحرّك طائر جناحيه في السّماء إلّا أذكرنا منه علما) * «3» .
8-
* (عن حنظلة الأسيّديّ «4» رضي الله عنه قال:- وكان من كتّاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لقيني أبو بكر فقال: كيف أنت يا حنظلة؟
قال: قلت: نافق حنظلة. قال: سبحان الله ما تقول؟، قال: قلت: نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، يذكّرنا بالنّار والجنّة، حتّى كأنّا رأي عين «5» ، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا «6» الأزواج والأولاد والضّيعات «7» فنسينا كثيرا، قال أبو بكر: فو الله إنّا لنلقى مثل هذا، فانطلقت أنا وأبو بكر، حتّى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: نافق حنظلة، يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«وما ذاك؟» ، قلت: يا رسول
(1) البرذعة: الحلس الذي يوضع فوق ظهر الدابة وخص بعضهم به الحمار.
(2)
مسلم (1493) ، وعند البخاري نحوه، من حديث سهل ابن سعد، البخاري- الفتح 9 (5308) .
(3)
أحمد (5/ 153، 162) ، والهيثمي في المجمع (8/ 263)، وقال: رواه أحمد والطبراني وزاد فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما بقي شيء يقرب من الجنة يباعد من النار إلا وقد بين لكم» ورجال الطبراني رجال الصحيح غير محمد بن عبد الله بن يزيد المقري وهو ثقة، وفي إسناد أحمد من لم يسم.
(4)
الأسيدي: ضبطوه بوجهين، أصحهما وأشهرهما ضم الهمزة وفتح السين وكسر الياء المشددة، والثاني كذلك إلا أنه بإسكان الياء، ولم يذكر القاضي إلا هذا الثاني. وهو منسوب إلى بني أسيد بطن من بني تميم.
(5)
حتى كأنا رأي عين: قال القاضي: ضبطناه رأي العين، بالرفع، أي كأنا بحال من يراها بعينه، قال: ويصح النصب على المصدر، أي نراها رأي عين.
(6)
عافسنا: قال الهروي وغيره: معناه حاولنا ذلك ومارسناه واشتغلنا به، أي عالجنا معايشنا وحظوظنا.
(7)
والضيعات: جمع ضيعة، وهي معاش الرجل من مال أو حرفة أو صناعة.