الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الإنذار)
1-
* (قال ابن حجر في قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً أي: شاهدا على الأمّة، ومبشّرا للمطيعين بالجنّة وللعصاة بالنّار، أو شاهدا للرّسل قبله بالإبلاغ» ) * «1» .
2-
* (قال الطّبريّ في قوله تعالى: وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا مُبَشِّراً وَنَذِيراً* أي: وما أرسلناك يا محمّد إلى من أرسلناك إليه إلّا مبشّرا بالثّواب الجزيل من آمن بك وصدّقّك وآمن بالّذي جئتهم به من عندي وعملوا به (ونذيرا) من كذّبك وكذّب ما جئتهم به من عندي. فلم يصدّقوا به، ولم يعملوا..» ) * «2» .
3-
* (قال ابن جرير الطّبريّ في قوله تعالى:
تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً أي: تبارك الّذي نزّل الفصل بين الحقّ والباطل فصلا بعد فصل وسورة بعد سورة على عبده محمّد صلى الله عليه وسلم ليكون محمّد لجميع الجنّ والإنس الّذين بعثه الله إليهم داعيا إليه (نذيرا) يعني منذرا ينذرهم عقابه، ويخوّفهم عذابه إن لم يوحّدوه ولم يخلصوا له العبادة ويخلعوا كلّ ما دونه من الآلهة والأوثان» ) * «3» .
4-
* (قال ابن زيد في قوله تبارك وتعالى:
لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً. قال: النّبيّ النّذير، وقرأ وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ، وقرأ وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَها مُنْذِرُونَ قال: المنذرون، الرّسل.
قال: وكان نذيرا واحدا بلغ ما بين المشرق والمغرب ذو القرنين، ثمّ بلغ السّدّين، وكان نذيرا، ولم أسمع أحدا يحقّ أنّه كان نبيّا» ) * «4» .
5-
* (قال ابن كثير في قوله تعالى: لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً يقولون: هلّا أنزل إليه ملك من عند الله فيكون شاهدا على صدق ما يدّعيه) * «5» .
6-
* (قال ابن حجر في قوله تعالى:
…
وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ اختلف أهل التّفسير فيه، فالأكثر على أنّ المراد به الشّيب، لأنّه يأتي في سنّ الكهولة فما بعدها، وهو علامة لمفارقة سنّ الصّبا الّذي هو مظنّة اللهو. وقال عليّ: المراد به: النّبيّ صلى الله عليه وسلم * «6» .
7-
* (قال ابن كثير في قوله تعالى في قصّة نوح مع قومه، وَما أَنَا بِطارِدِ الْمُؤْمِنِينَ. إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ. أي إنّما بعثت نذيرا فمن أطاعني واتّبعني وصدّقني كان منّي وأنا منه سواء كان شريفا أو وضيعا، جليلا أو حقيرا» ) * «7» .
8-
* (قال القرطبيّ في قوله تعالى: وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ (فاطر/ 37) وقرأ: وجاءتكم النّذر واختلف فيه، فقيل: القرآن. وقيل: الرّسول.
(1) الفتح (8/ 450) .
(2)
تفسير الطبري المجلد التاسع (19/ 18) .
(3)
المرجع السابق (18/ 136) .
(4)
المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(5)
تفسير ابن كثير (3/ 322) .
(6)
الفتح (11/ 243) .
(7)
تفسير ابن كثير (3/ 352) .
وقال ابن عبّاس وعكرمة وسفيان ووكيع والحسين بن الفضل والفرّاء والطّبريّ: هو الشّيب.
وقيل: النّذير: الحمّى. وقيل: موت الأهل والأقارب.
وقيل: كمال العقل. والنّذير: بمعنى الإنذار.
ثمّ قال: فالشّيب، والحمّى، وموت الأهل كلّه إنذار بالموت، قال صلى الله عليه وسلم «الحمّى رائد الموت» .
قال الأزهريّ معناه أنّ الحمّى رسول الموت، أي كأنّها تشعر بقدومه وتنذر بمجيئه. والشّيب نذير أيضا. لأنّه يأتي في سنّ الاكتهال وهو علامة لمفارقة سنّ الصّبا الّذي هو سنّ اللهو واللّعب. قال:
رأيت الشّيب من نذر المنايا
…
لصاحبه وحسبك من نذير
وقال آخر:
فقلت لها: المشيب نذير عمري
…
ولست مسوّئا وجه النّذير
وأمّا موت الأهل والأقارب والأصحاب والإخوان فإنذار بالرّحيل في كلّ وقت وأوان، وحين وزمان.
قال:
وأراك تحملهم ولست تردّهم
…
فكأنّني بك قد حملت فلم ترد
وقال آخر:
الموت في كلّ حين ينشر الكفنا
…
ونحن في غفلة عمّا يراد بنا
وأمّا كمال العقل فبه تعرف حقائق الأمور، ويفصل بين الحسنات والسّيّئات، فالعاقل يعمل لآخرته، ويرغب فيما عند ربّه، فهو نذير.
وأمّا محمّد صلى الله عليه وسلم فبعثه الله بشيرا ونذيرا إلى عباده، قطعا لحججهم، قال تعالى: لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ
…
، وقال: وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا) * «1» .
9-
* (قال أبو حيّان في قوله تعالى وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً إلى قوله تعالى وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (التوبة/ 122) . «
…
والّذي يظهر أنّ هذه الآية إنّما جاءت للحضّ على طلب العلم والتّفقّه في دين الله، وأنّه لا يمكن أن يرحل المؤمنون كلّهم في ذلك، فتعرى بلادهم منهم، ويستولي عليها وعلى ذراريهم أعداؤهم، فهلّا رحل طائفة منهم للتّفقّه في الدّين ولإنذار قومهم، فذكر العلّة للنّفير وهي التّفقه أوّلا، ثمّ الإعلام لقومهم بما علموه من أمر الشّريعة. أي: فهلّا نفر من كلّ جماعة كثيرة جماعة قليلة منهم، فكفوهم النّفير، وقام كلّ بمصلحة، هذه بحفظ بلادهم وقتال أعدائهم، وهذه لتعلّم العلم وإفادتها المقيمين إذا رجعوا إليهم.
وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ أي:
وليجعلوا غرضهم ومرمى همّتهم في التّفقّه إنذار قومهم وإرشادهم والنّصيحة لهم لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ إرادة أن يحذروا الله تعالى فيعملوا عملا صالحا.
ووجه آخر، وهو: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا بعث بعثا بعد غزوة تبوك، وبعد ما نزل في المتخلّفين من الآيات الشّدائد استبق المؤمنون عن آخرهم إلى النّفير، وانقطعوا جميعا عن الوحي والتّفقّه في الدّين،
(1) تفسير القرطبي (14/ 353- 354) .
فأمروا بأن ينفر من كلّ فرقة منهم طائفة إلى الجهاد، وتبقى أعقابهم يتفقّهون حتّى لا ينقطعوا عن التّفقّه الّذي هو الجهاد الأكبر، لأنّ الجهاد بالحجّة أعظم أمرا من الجهاد بالسّيف. وقوله تعالى لِيَتَفَقَّهُوا الضّمير فيه للفرق الباقية بعد الطّوائف النّافرة (ولينذروا قومهم) ولتنذر الفرق الباقية قومهم النّافرين إذا رجعوا إليهم ما حصّلوا في أيّام غيبتهم من العلوم
…
» ) * «1» .
10-
* (قال ابن حجر في قوله تعالى
…
وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ.. عن ابن عباس: يعني أهل مكّة، وقوله وَمَنْ بَلَغَ
…
قال:
ومن بلغه هذا القرآن من النّاس فهو له نذير» ) * «2» .
11-
* (قال القرطبيّ في قوله تعالى: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ خصّ عشيرته الأقربين بالإنذار لتنحسم أطماع سائر عشيرته وأطماع الأجانب في مفارقته إيّاهم على الشّرك. وعشيرته الأقربون: قريش.
وقيل: بنو عبد مناف) * «3» .
12-
* (قال أبو حيّان في قوله تعالى: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ العشيرة تحت الفخذ وفوق الفصيلة، ونبّه على العشيرة وإن كان مأمورا بإنذار النّاس كافّة كما قال أَنْذِرِ النَّاسَ؟ (يونس/ 2) ، لأنّ في إنذارهم- وهم عشيرته- عدم محاباة ولطف بهم، وأنّهم والنّاس في ذلك شرع واحد في التّخويف والإنذار، فإذا كانت القرابة قد خوّفوا وأنذروا مع ما يلحق الإنسان في حقّهم من الرّأفة كان غيرهم في ذلك أوكد وأدخل، أو لأنّ البداءة تكون بمن يليه ثمّ من بعده، كما قال قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ (التوبة/ 123) وقال عليه الصلاة والسلام:«كلّ ربا في الجاهليّة موضوع تحت قدميّ هاتين فأوّل ما أضع ربا العبّاس» إذ العشيرة مظنّة الطّواعية، ويمكنه من الغلظة عليهم ما لا يمكنه مع غيرهم، وهم له أشدّ احتمالا.
وامتثل صلى الله عليه وسلم ما أمره به ربّه من إنذار عشيرته، فنادى الأقرب فالأقرب فخذا» ) * «4» .
13-
* (قال ابن كثير في قوله تعالى إِنَّما تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ الآية
…
أي: إنّما يتّعظ بما جئت به أولو البصائر والنّهى الخائفون من ربّهم الفاعلون ما أمرهم به) * «5» .
14-
* (قال القرطبيّ في قوله تعالى: وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (وأنذر به) أي بالقرآن.
وقيل (به) أي بالله. وقيل: باليوم الآخر. وخصّ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا لأنّ الحجّة عليهم أوجب، فهم خائفون من عذابه، لا أنّهم يتردّدون في الحشر، فالمعنى:(يخافون) أي يتوقّعون عذاب الحشر.
وقيل: (يخافون) يعلمون. فإن كان مسلما أنذر ليترك المعاصي، وإن كان من أهل الكتاب أنذر ليتّبع الحقّ.
وقال الحسن: المراد المؤمنون. قال الزّجّاج: كلّ من أقرّ بالبعث من مؤمن وكافر. وقيل: الآية في المشركين، أي:
(1) تفسير البحر المحيط (5/ 116- 117) .
(2)
الفتح (8/ 137) .
(3)
تفسير القرطبي (13/ 143) .
(4)
تفسير البحر المحيط (7/ 43) . ورد هذا الأثر شرحا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم «كل ربا في الجاهلية موضوع
…
» .
(5)
تفسير ابن كثير (3/ 569) .
أنذرهم بيوم القيامة. والأوّل أظهر) * «1» .
15-
* (قال الطّبري في قوله تعالى وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُوراً (الإسراء/ 41) يقول- تعالى ذكره-: ولقد صرّفنا لهؤلاء المشركين المفترين على الله في هذا القرآن العبر والآيات والحجج، وضربنا لهم فيه الأمثال، وحذّرناهم فيه، وأنذرناهم ليتذكّروا تلك الحجج عليهم فيعقلوا خطأ ما هم عليه مقيمون، ويعتبروا بالعبر فيتّعظوا بها، وينيبوا من جهالتهم فما يعتبرون بها، ولا يتذكّرون بما يرد عليهم من الآيات والنّذر (وما يزيدهم) تذكيرنا إيّاهم (إلّا نفورا) أي: إلّا ذهابا عن الحقّ وبعدا منه وهربا) * «2» .
16-
* (عن قتادة- رضي الله عنه في قوله تعالى: يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. قُمْ فَأَنْذِرْ قال: أي أنذر عذاب ربّك ووقائعه في الأمم وشدّة نقمته إذا انتقم) * «3»
17-
وقال الشّافعيّ:
خبت «4» ، نار نفسي باشتعال مفارقي «5»
…
وأظلم ليلي إذ أضاء شهابها
أيا بومة قد عشّشت فوق هامتي «6»
…
على الرّغم منّي حين طار غرابها
رأيت خراب العمر منّي فزرتني
…
ومأواك من كلّ الدّيار خرابها
أأنعم عيشا بعد ما حلّ عارضي «7»
…
طلائع شيب ليس يغني خضابها «8»
وعزّة عمر المرء قبل مشيبه
…
وقد فنيت نفس تولّى شبابها
إذا اصفرّ لون المرء وابيضّ شعره
…
تنغّص «9» من أيّامه مستطابها
فدع عنك سوءات الأمور «10» فإنّها
…
حرام على نفس التّقيّ ارتكابها «11»
18-
* (قال القرطبيّ في قوله تعالى هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى (النجم/ 56) . قال ابن جريج ومحمّد بن كعب: يريد أنّ محمّدا صلى الله عليه وسلم نذير بالحقّ الّذي أنذر به الأنبياء قبله، فإن أطعتموه أفلحتم، وإلّا حلّ بكم ما حلّ بمكذّبي الرّسل السّالفة) * «12» .
19-
* (وقال قتادة: يريد القرآن، وأنّه نذير بما أنذرت به الكتب الأولى. وقيل: أي هذا الّذي أخبرنا به من أخبار الأمم الماضية الّذين هلكوا تخويف لهذه الأمّة من أن ينزل بهم ما نزل بأولئك من النّذر) * «13» .
20-
* (وقال السّدّيّ: أخبرني أبو صالح قال:
هذه الحروف الّتي ذكر الله تعالى من قوله تعالى: أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى وَإِبْراهِيمَ إلى قوله: هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى كلّ هذه في صحف إبراهيم وموسى) * «14» .
(1) تفسير القرطبي (6/ 430- 431) .
(2)
تفسير الطبري (14/ 64) ط. دار الفكر.
(3)
الدر المنثور (8/ 325) وتفسير الطبري (14/ 144) ط. دار الفكر.
(4)
خبت: أطفئت.
(5)
المفارق: جمع مفرق وهو وسط الرأس.
(6)
الهامة: الرأس.
(7)
العارض: صفحة خد الإنسان.
(8)
الخضاب: ما يلون به الشعر.
(9)
تنغص: تكدر وساء.
(10)
سوءات الأمور: قبيحها وساقطها.
(11)
ديوانه (50- 51) .
(12)
تفسير القرطبي (17/ 121) .
(13)
المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(14)
المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.