الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الله نكون عندك تذكّرنا بالنّار والجنّة، حتّى كأنّا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضّيعات، نسينا كثيرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«والّذي نفسي بيده إن لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي الذّكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة» ثلاث مرّات) * «1» .
9-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ولّاه الله من أمر المسلمين شيئا فأراد به خيرا جعل له وزير صدق؛ فإن نسي ذكّره وإن ذكر أعانه» ) * «2» .
الأحاديث الواردة في (التذكير) معنى
انظر: صفات (الإرشاد- الدعوة- النصيحة- الوعظ)
المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (التذكير)
10-
* (عن بريدة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فنادى ثلاث مرّات، فقال: «يا أيّها النّاس، أتدرون ما مثلي ومثلكم؟ مثل قوم خافوا عدوّا يأتيهم فبعثوا رجلا يتراءى لهم فبينا هو كذلك أبصر العدوّ وأقبل لينذرهم وخشي أن يدركه العدوّ قبل أن ينذر قومه فأهوى بثوبه أيّها النّاس أتيتم أيّها النّاس أتيتم ثلاث مرّات) * «3» .
11-
* (عن جابر بن عبد الله، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرّت عيناه، وعلا صوته، واشتدّ غضبه «4» ، حتّى كأنّه منذر جيش، يقول: صبّحكم ومسّاكم، ويقول:«بعثت أنا والسّاعة كهاتين «5» » ويقرن «6» بين إصبعيه السّبّابة «7» والوسطى، ويقول:«أمّا بعد فإنّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمّد «8» وشرّ الأمور
(1) مسلم (2750) .
(2)
رواه أبو داود (3/ 31) / (2932) والنسائي (7/ 159) وصححه الألباني، والهيثمي في المجمع (5/ 210)، وقال: رواه أحمد والبزار ورجال البزار رجال الصحيح.
(3)
الهيثمي في المجمع (2/ 188)، وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ونحوه في الصحيحين.
(4)
واشتد غضبه: قال النووي: ولعل اشتداد غضبه كان عند إنذاره أمرا عظيما وتحذيره خطبا جسيما.
(5)
بعثت أنا والساعة كهاتين: روي بنصبها ورفعها، والمشهور نصبها على المفعول معه، قال القاضي: يحتمل أنه تمثيل لمقاربتها، وأنه ليس بينهما أصبع أخرى، كما أنه لا نبي بينه وبين الساعة.
(6)
يقرن: هو بضم الراء على المشهور الفصيح، وحكي كسرها.
(7)
السبابة: سميت بذلك لأنهم كان يشيرون بها عند السب.
(8)
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم: هو بضم الهاء وفتح الدال فيهما، وبفتح الهاء وإسكان الدال أيضا، ضبطناه بالوجهين، وكذا ذكره جماعة بالوجهين، وقال القاضي عياض: رويناه في مسلم بالضم وفي غيره بالفتح وبالفتح ذكره الهروي، وفسّره الهروي، على رواية الفتح، بالطريق، أي أحسن الطرق طريق محمد،
محدثاتها، وكلّ بدعة ضلالة «1» » ، ثمّ يقول:«أنا أولى بكلّ مؤمن من نفسه «2» ، من ترك مالا فلأهله، ومن ترك دينا أو ضياعا فإليّ وعليّ»
) * «4» .
12-
* (وعن عليّ أو عن الزّبير- رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا فيذكّرنا بأيّام الله حتّى يعرف ذلك في وجهه وكأنّه نذير قوم يصبّحهم الأمر غدوة وكان إذا كان حديث عهد بجبريل لم يبتسم ضاحكا حتّى يرتفع) * «5» .
13-
* (عن أبي موسى- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثلي ومثل ما بعثني الله كمثل رجل أتى قوما فقال: رأيت الجيش بعيني، وإنّي أنا النّذير العريان، فالنّجاء النّجاء، فأطاعته طائفة فأدلجوا على مهلهم فنجوا، وكذّبته طائفة فصبّحهم الجيش فاجتاحهم» ) * «6» .
14-
* (عن النّعمان- رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يقول: أنذركم النّار أنذركم النّار حتّى لو أنّ رجلا كان بالسّوق لسمعه من مقامي هذا، قال: «حتّى وقعت خميصة كانت على عاتقه عند رجليه» ، وفي رواية وسمع أهل السّوق صوته وهو على المنبر) * «7» .
يقال: فلان، حسن الهدي، أي الطريقة والمذهب. ومنه: اهتدوا بهدي عمار، وأما على رواية الضم فمعناه الدلالة والإرشاد، قال العلماء: لفظ الهدى له معنيان: أحدهما بمعنى الدلالة والإرشاد، وهو الذي يضاف إلى الرسل والقرآن والعباد، وقال الله تعالى وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ، إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ، هُدىً لِلْمُتَّقِينَ، ومنه قوله تعالى: وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ أي بينا لهم الطريق. ومنه قوله تعالى: إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ، وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ. والثاني بمعنى اللطف والتوفيق والعصمة والتأييد وهو الذي تفرد الله به، ومنه قوله تعالى إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ.
(1)
وكل بدعة ضلالة: هذا عام مخصوص، والمراد غالب البدع، قال أهل اللغة: هي كل شيء عمل على غير مثال سابق.
(2)
أنا أولى بكل مؤمن من نفسه: هو موافق لقول الله تعالى: النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ أي أحق.
(3)
ومن ترك دينا أو ضياعا فإليّ وعليّ: قال أهل اللغة: الضياع، بفتح الضاد، العيال، قال ابن قتيبة: أصله مصدر ضاع يضيع ضياعا، والمراد ترك أطفالا وعيالا ذوي ضياع. فأوقع المصدر موضع الاسم.
(4)
مسلم (867) .
(5)
أحمد (1/ 167) ، ومسند أبي يعلى (1/ 324) / (673) ، والهيثمي في المجمع (2/ 188)، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط بنحوه وأبو يعلى عن الزبير وحده ورجاله رجال الصحيح. وذكره ابن رجب في جامع العلوم والحكم (228) . وصححه الشيخ أحمد شاكر في المسند (3/ 22) برقم (1437) .
(6)
البخاري- الفتح 11 (6482) .
(7)
الهيثمي في المجمع (2/ 187)، وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وهو في المسند (4/ 267) .