الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحاديث الواردة في (التسبيح)
1-
* (عن جابر- رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنّ أهل الجنّة يأكلون فيها ويشربون «1» ، ولا يتفلون «2» ولا يبولون، ولا يتغوّطون ولا يمتخطون» . قالوا: فما بال الطّعام؟، قال:«جشاء «3» ورشح كرشح المسك، يلهمون التّسبيح والتّحميد، كما يلهمون النّفس» ) * «4» .
2-
* (عن سهل بن سعد السّاعديّ؛ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم، فحانت الصّلاة، فجاء المؤذّن إلى أبي بكر.
فقال: أتصلّي بالنّاس فأقيم؟ قال: نعم، قال: فصلّى أبو بكر، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والنّاس في الصّلاة، فتخلّص حتّى وقف في الصّفّ، فصفّق النّاس، وكان أبو بكر لا يلتفت في الصّلاة، فلمّا أكثر النّاس التّصفيق التفت فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امكث مكانك، فرفع أبو بكر يديه، فحمد الله- عز وجل على ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك، ثمّ استأخر أبو بكر حتّى استوى في الصّفّ، وتقدّم النّبيّ صلى الله عليه وسلم فصلّى، ثمّ انصرف فقال:«يا أبا بكر ما منعك أن تثبت إذ أمرتك؟» ، قال أبو بكر: ما كان لابن أبي قحافة أن يصلّي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما لي رأيتكم أكثرتم التّصفيق؟ من نابه «5» شيء في صلاته فليسبّح، فإنّه إذا سبّح التفت إليه. وإنّما التّصفيح «6» للنّساء» ) * «7» .
3-
* (عن عليّ- رضي الله عنه أنّ فاطمة اشتكت ما تلقى من الرّحى في يدها، وأتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم سبي فانطلقت فلم تجده، ولقيت عائشة، فأخبرتها، فلمّا جاء النّبيّ صلى الله عليه وسلم، أخبرته عائشة بمجيء فاطمة إليها. فجاء النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلينا، وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبنا نقوم، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:«على مكانكما» فقعد بيننا حتّى وجدت برد قدمه على
(1) إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون: مذهب أهل السنة وعامة المسلمين أن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون، يتنعمون بذلك وبغيره من ملاذها وأنواع نعيمها، تنعما دائما لا آخر له ولا انقطاع أبدا، وأن تنعمهم بذلك على هيئة تنعم أهل الدنيا، إلا ما بينهما من التفاضل في اللذة والنفاسة التي لا تشارك نعيم الدنيا إلا في التسمية وأصل الهيئة، وإلا فإنهم لا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون ولا يبصقون، وقد دلت دلائل القرآن والسنة في هذه الأحاديث التي ذكرها مسلم وغيره أن نعيم الجنة دائم لا انقطاع له أبدا.
(2)
ولا يتفلون: بكسر الفاء وضمها، حكاهما الجوهري، وغيره، أي لا يبصقون.
(3)
جشاء: هو تنفس المعدة من الامتلاء.
(4)
مسلم (2835) .
(5)
من نابه: أي أصابه شيء يحتاج فيه إلى إعلام الغير.
(6)
التصفيح: في النهاية: التصفيح والتصفيق واحد، وهو ضرب صفحة الكف على صفحة الكف الاخر، وقال النووي: التصفيح أن تضرب المرأة بطن كفها الأيمن على ظهر كفها الأيسر، ولا تضرب بطن كف على بطن كف على وجه اللعب واللهو، فإن فعلت هكذا على جهة اللعب بطلت صلاتها، لمنافاة الصلاة.
(7)
مسلم (421) وعند البخاري مختصرا 3 (1203) .
صدري، ثمّ قال:«ألا أعلّمكما خيرا ممّا سألتما؟ إذا أخذتما مضاجعكما، أن تكبّرا الله أربعا وثلاثين، وتسبّحاه ثلاثا وثلاثين، وتحمداه ثلاثا وثلاثين، فهو خير لكما من خادم» ) * «1» .
4-
* (عن أبي سعيد وأبي هريرة- رضي الله عنهما قالا: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «أفضل الكلام أربع:
سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلّا الله، والله أكبر» ) * «2»
5-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه (وهذا حديث قتيبة) : أنّ فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ذهب أهل الدّثور «3» بالّدرجات العلى «4» والنّعيم المقيم «5» ، فقال:«وما ذاك» ، قالوا:
يصلّون كما نصلّي «6» ويصومون كما نصوم، ويتصدّقون ولا نتصدّق ويعتقون ولا نعتق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أفلا أعلّمكم شيئا تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم؟ ولا يكون أحد أفضل منكم إلّا من صنع مثل ما صنعتم» قالوا:
بلى يا رسول الله، قال:«تسبّحون وتكبّرون وتحمدون دبر «7» كلّ صلاة ثلاثا وثلاثين مرّة»
قال أبو صالح: فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا، ففعلوا مثله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء» .
وزاد غير قتيبة في هذا الحديث عن اللّيث عن ابن عجلان: قال سميّ: فحدّثت بعض أهلي هذا الحديث، فقال: وهمت، إنّما قال:«تسبّح الله ثلاثا وثلاثين، وتحمد الله ثلاثا وثلاثين، وتكبّر الله ثلاثا وثلاثين» فرجعت إلى أبي صالح فقلت له ذلك، فأخذ بيدي فقال: الله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله.
الله أكبر وسبحان الله والحمد لله، حتّى تبلغ من جميعهنّ ثلاثة وثلاثين.
قال ابن عجلان: فحدّثت بهذا الحديث رجاء ابن حيوة، فحدّثني بمثله عن أبي صالح، عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم * «8» .
6-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ لله- تبارك وتعالى ملائكة
(1) البخاري- الفتح 9 (5361) ، ومسلم (2727) .
(2)
النسائي من طريقين، وأخرجه ابن حبان عن سمرة بن جندب (3/ 120، برقم 839) وصححه، انظر الفتح 11 (575) ، وصحيح ابن خزيمة (2/ 180 برقم 1142) .
(3)
الدثور: واحدها دثر وهو المال الكثير.
(4)
بالدرجات العلى: جمع العليا، تأنيث الأعلى، ككبرى وكبر، قيل: الباء للتعدية أي أذهبوها وأزالوها. وقيل: للمصاحبة، فيكون المعنى استصحبوها معهم ولم يتركوا لنا شيئا.
(5)
النعيم المقيم: أي الدائم، وهو نعيم الاخرة وعيش الجنة.
(6)
يصلون كما نصلي: ما كافة تصحح دخول الجار على الفعل وتفيد تشبيه الجملة بالجملة. كقولك يكتب زيد كما يكتب عمرو. أو مصدرية كما في قوله تعالى: بِما رَحُبَتْ* أي صلاتهم وصومهم مثل صومنا.
(7)
دبر: هو بضم الدال، هذا هو المشهور في اللغة، وقال أبو عمر المطرزي في كتابه اليواقيت: دبر كل شيء بفتح الدال، آخر أوقاته من الصلاة وغيرها، وقال: هذا هو المعروف في اللغة، وأما الجارحة فبالضم.
(8)
البخاري- الفتح 2 (843) ، ومسلم (595) واللفظ له.
سيّارة «1» . فضلا «2» يتّبعون «3» مجالس الذّكر. فإذا وجدوا مجلسا فيه ذكر قعدوا معهم. وحفّ «4» بعضهم بعضا بأجنحتهم. حتّى يملأوا ما بينهم وبين السّماء الدّنيا. فإذا تفرّقوا عرجوا وصعدوا إلى السّماء. قال فيسألهم الله عز وجل، وهو أعلم بهم: من أين جئتم؟
فيقولون: جئنا من عند عباد لك في الأرض، يسبّحونك ويكبّرونك ويهلّلونك ويحمدونك ويسألونك. قال: وما يسألوني؟ قالوا: يسألونك جنّتك.
قال: وهل رأوا جنّتي؟ قالوا: لا أي ربّ. قال:
فكيف لو رأوا جنّتي؟ قالوا: ويستجيرونك «5» .
قال: وممّ يستجيرونني؟ قالوا: من نارك يا ربّ. قال:
وهل رأوا ناري؟ قالوا: لا. قال: فكيف لو رأوا ناري؟
قالوا: ويستغفرونك. قال: فيقول: قد غفرت لهم.
فأعطيتهم ما سألوا وأجرتهم ممّا استجاروا. قال فيقولون: ربّ، فيهم فلان. عبد خطّاء «6» . إنّما مرّ فجلس معهم. قال فيقول: وله غفرت. هم القوم لا يشقى بهم جليسهم» ) * «7» .
7-
* (عن صفيّة بنت حييّ زوج النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّها جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوره- وهو معتكف في العشر الغوابر من رمضان- فتحدّثت عنده ساعة من العشاء، ثمّ قامت تنقلب، فقام معها النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقلبها حتّى إذا بلغت باب المسجد الّذي عند مسكن أمّ سلمة زوج النّبيّ صلى الله عليه وسلم مرّ بهما رجلان من الأنصار فسلّما على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمّ نفذا، فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم:«على رسلكما، إنّما هي صفيّة بنت حييّ» .
قالا: سبحان الله يا رسول الله، وكبر عليهما ما قال.
قال: «إنّ الشّيطان يجري من ابن آدم مبلغ الدّم، وإنّي خشيت أن يقذف في قلوبكما» ) * «8» .
8-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أوّل زمرة تلج الجنّة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر، لا يبصقون فيها ولا يمتخطون ولا يتغوّطون، آنيتهم فيها الذّهب،
(1) سيارة: معناه: سياحون في الأرض.
(2)
فضلا: ضبطوه على أوجه، أرجحها وأشهرها: فضلا. والثانية: فضلا ورجحها بعضهم وادعى أنها أكثر وأصوب. والثالثة: فضلا. قال القاضي: هكذا الرواية عند جمهور شيوخنا في البخاري ومسلم. والرابعة: فضل على أنه خبر مبتدأ محذوف. والخامسة: فضلاء. قال العلماء: معناه على جميع الروايات، أنهم ملائكة زائدون على الحفظة وغيرهم من المرتبين مع الخلائق، فهؤلاء السيارة لا وظيفة لهم، وإنما مقصودهم حلق الذكر.
(3)
يتبعون: أي يتتبعون، من التتبع، وهو البحث عن الشيء والتفتيش، والوجه الثاني: يبتغون من الابتغاء، وهو الطلب، وكلاهما صحيح.
(4)
وحف: هكذا هو في كثير من النسخ، حف، وفي بعضها: حض أي حث على الحضور والاستماع. وحكى القاضي عن بعض رواتهم: وحط، واختاره القاضي. قال: ومعناه أشار إلى بعض بالنزول، ويؤيد هذه الرواية قوله بعده، في البخاري: هلموا إلى حاجتكم، ويؤيد الرواية الأولى، وهي حف، قوله في البخاري: يحفونهم بأجنحتهم ويحدقون بهم ويستديرون حولهم.
(5)
ويستجيرونك من نارك: أي يطلبون الأمان منها.
(6)
خطّاء: أي كثير الخطايا.
(7)
البخاري- الفتح 11 (6408) ، ومسلم (2689) واللفظ له.
(8)
البخاري- الفتح 10 (6219) .
أمشاطهم من الذّهب والفضّة، ومجامرهم الألوّة «1» ، ورشحهم المسك، ولكلّ واحد منهم زوجتان، يرى مخّ سوقهما من وراء اللّحم من الحسن، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب واحد، يسبّحون الله بكرة وعشيّا» ) * «2» .
9-
* (عن مصعب بن سعد بن أبي وقّاص قال: كنّا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «أيعجز أحدكم أن يكسب كلّ يوم ألف حسنة؟» فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال:
«يسبّح مائة تسبيحة، فيكتب له ألف حسنة، أو يحطّ عنه ألف خطيئة» ) *» .
10-
* (عن معاوية بن الحكم السّلميّ، قال: بينا أنا أصلّي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم «4» ، فقلت: واثكل أمّياه «5» ما شأنكم «6» ؟
تنظرون إليّ، فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلمّا رأيتهم «7» يصمتونني «8» لكنّي سكتّ، فلمّا صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمّي، ما رأيت معلّما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه، فو الله ما كهرني «9» ولا ضربني ولا شتمني، قال:«إنّ هذه الصّلاة لا يصلح فيها شيء من كلام النّاس، إنّما هو التّسبيح والتّكبير وقراءة القرآن» .
أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت: يا رسول الله، إنّي حديث عهد بجاهليّة «10» ، وقد جاء الله بالإسلام، وإنّ منّا رجالا يأتون الكهّان. قال:«فلا تأتهم» ، قال: ومنّا رجال يتطيّرون. قال: «ذاك شيء يجدونه في صدورهم «11» ، فلا يصدّنّهم» - قال ابن الصّبّاح: فلا يصدّنّكم- قال: قلت: ومنّا رجال يخطّون. قال: «كان نبيّ من الأنبياء يخطّ «12» فمن وافق خطّه فذاك» .
قال: وكانت لي جارية ترعى غنما لي قبل أحد والجوانيّة «13» فاطّلعت ذات يوم فإذا الذّيب قد ذهب
(1) الألوّة: العود الذي يتبخّر به. والجمر: النار، والمجمرة: التى يوضع فيها الجمر مع الدّخنة.
(2)
البخاري- الفتح 6 (3245) ، ومسلم (2834) .
(3)
مسلم (2698) .
(4)
فرماني القوم بأبصارهم: أي نظروا إليّ حديدا كما يرمى بالسهم، زجرا بالبصر من غير كلام.
(5)
واثكل أمياه: بضم الثاء وإسكان الكاف، وبفتحهما جميعا، لغتان كالبخل والبخل، حكاهما الجوهري وغيره، وهو فقدان المرأة ولدها، وامرأة ثكلى وثاكل، وثكلته أمه، وأثكل الله تعالى أمّه، أي فقد أمي إياي فإني هلكت ف (وا) كلمة تختص في النداء بالندبة، وثكل أمياه مندوب. ولكونه مضافا منصوبا، وهو مضاف إلى أم إظهارا لشدة الحزن، والهاء التي بعدها هي هاء السكت ولا تكون إلا في الاخر.
(6)
ما شأنكم: أي ما حالكم وأمركم.
(7)
رأيتهم: أي علمتهم.
(8)
يصمتونني: أي يسكتونني، غضبت وتغيرت.
(9)
كهرني قالوا: القهر والكهر والنهر، متقاربة، أي ما قهرني ولا نهرني.
(10)
بجاهلية: قال العلماء: الجاهلية ما قبل ورود الشرع، سموا جاهلية لكثرة جهالاتهم وفحشهم.
(11)
ذاك شيء يجدونه في صدورهم: قال العلماء: معناه أن الطيرة شيء تجدونه في نفوسكم ضرورة، ولا عتب عليكم في ذلك، لكن لا تمتنعوا بسببه من التصرف في أموركم.
(12)
يخط: إشارة إلى الخط في الرمل. وانظر (ص 730) حاشية رقم (1) .
(13)
قبل أحد والجوانية: الجوانية بقرب أحد، موضع في شمال المدينة.
بشاة من غنمها، وأنا رجل من بني آدم، آسف كما يأسفون «1» ، لكنّي صككتها صكّة «2» ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظم ذلك عليّ، قلت: يا رسول الله، أفلا أعتقها؟ قال:«ائتني بها» ، فأتيته بها، فقال لها:«أين الله؟» ، قالت: في السّماء، قال:«من أنا؟» ، قالت:
أنت رسول الله، قال:«أعتقها فإنّها مؤمنة» ) * «3» .
11-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «التّسبيح للرّجال والتّصفيق للنّساء» . زاد حرملة في روايته: قال ابن شهاب: وقد رأيت رجالا من أهل العلم يسبّحون ويشيرون في الصّلاة) * «4» .
12-
* (عن سعد بن أبي وقّاص، قال: جاء أعرابيّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: علّمني كلاما أقوله.
قال: «قل: لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، سبحان الله ربّ العالمين، لا حول ولا قوّة إلّا بالله العزيز الحكيم» قال: فهؤلاء لربّي، فما لي؟ قال:«قل: اللهمّ، اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني» ) * «5» .
13-
* (عن أنس- رضي الله عنه قال:
صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن معه بالمدينة- الظّهر أربعا والعصر بذي الحليفة ركعتين، ثمّ بات بها حتّى أصبح، ثمّ ركب حتّى استوى به على البيداء حمد الله وسبّح وكبّر، ثمّ أهلّ بحجّ وعمرة وأهلّ النّاس بهما، فلمّا قدمنا أمر النّاس فحلّوا، حتّى كان يوم التّروية أهلّوا بالحجّ، قال: ونحر النّبيّ صلى الله عليه وسلم بدنات بيده قياما، وذبح رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة كبشين أملحين) * «6» .
14-
* (عن أبي مالك الأشعريّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الطّهور «7» شطر «8» الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملان (أو تملأ) ما بين السّماوات والأرض، والصّلاة نور «9» ، والصّدقة برهان «10» والصّبر ضياء «11» ، والقرآن حجّة لك أو عليك «12» كلّ النّاس يغدو «13» فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها» ) * «14» .
15-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما
(1) آسف كما يأسفون: أي أغضب كما يغضبون، والأسف الحزن والغضب.
(2)
صككتها صكة: أي ضربتها بيدي مبسوطة.
(3)
مسلم (537) .
(4)
مسلم (422) .
(5)
مسلم (2696) .
(6)
البخاري- الفتح 3 (1551) .
(7)
الطهور: قال جمهور أهل اللغة: يقال: الوضوء، والطهور، بضم أولهما، إذا أريد به الفعل الذي هو المصدر، ويقال: الوضوء والطهور، بفتح أولهما إذا أريد به الماء الذي يتطهر به.
(8)
شطر: أصل الشطر النصف.
(9)
الصلاة نور: فمعناه أنها تمنع من المعاصي وتنهى عن الفحشاء والمنكر وتهدي إلى الصواب، كما أن النور يستضاء به.
(10)
والصدقة برهان: قال صاحب التحرير: معناه يفزع إليها كما يفزع إلى البراهين، كأن العبد إذا سئل يوم القيامة عن مصرف ماله كانت صدقاته براهين في جواب هذا السؤال، فيقول: تصدقت به.
(11)
والصبر ضياء: فمعناه الصبر المحبوب في الشرع، وهو الصبر على طاعة الله والصبر عن معصيته، والصبر على النائبات وأنواع المكاره في الدنيا، والمراد الصبر المحمود، ولا يزال صاحبه مستضيئا مهتديا مستمرا على الصواب.
(12)
والقرآن حجة لك أو عليك: معناه ظاهر، أي تنتفع به إن تلوته وعملت به، وإلا فهو حجة عليك.
(13)
كل الناس يغدو
…
الخ: فمعناه كل إنسان يسعى بنفسه، فمنهم من يبيعها لله بطاعته فيعتقها من العذاب، ومنهم من يبيعها للشيطان والهوى باتباعها فيوبقها، أي يهلكها.
(14)
مسلم (223) .
عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله: كذّبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك. فأمّا تكذيبه إيّاي فزعم أنّي لا أقدر أن أعيده كما كان، وأمّا شتمه إيّاي فقوله لي ولد، فسبحاني أن أتّخذ صاحبة أو ولدا» ) * «1» .
16-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «قرصت نملة نبيّا من الأنبياء، فأمر بقرية النّمل فأحرقت، فأوحى الله إليه أن قرصتك نملة أحرقت أمّة من الأمم تسبّح الله» ) * «2» .
17-
* (عن أنس، أنّ أخت الرّبيّع أمّ حارثة جرحت إنسانا، فاختصموا إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«القصاص، القصاص» ، فقالت أمّ الرّبيّع:
يا رسول الله أيقتصّ من فلانة؟ والله لا يقتصّ منها.
فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «سبحان الله! يا أمّ الرّبيّع القصاص كتاب الله» قالت: لا. والله لا يقتصّ منها أبدا. قال:
فما زالت حتّى قبلوا الدّية. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ من عباد الله من لو أقسم على الله لأبرّه» ) * «3» .
18-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلمتان خفيفتان على اللّسان ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرّحمن. سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم» ) * «4» .
19-
* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما قال: كنّا إذا صعدنا كبّرنا، وإذا نزلنا سبّحنا) * «5» .
20-
* (عن جرير بن عبد الله قال: كنّا جلوسا ليلة مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة، فقال: «إنّكم سترون ربّكم كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشّمس، وقبل غروبها فافعلوا، ثمّ قرأ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ» ) * «6» .
21-
* (عن عبد الله. قال: كنّا نعدّ الايات بركة، وأنتم تعدّونها تخويفا، كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقلّ الماء، فقال: «اطلبوا فضلة من ماء» فجاءوا بإناء فيه ماء قليل، فأدخل يده في الإناء ثمّ قال: «حيّ على الطّهور المبارك، والبركة من الله» ، فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد كنّا نسمع تسبيح الطّعام، وهو يؤكل) * «7» .
22-
* (عن عبد الرّحمن بن سمرة، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: كنت أرتمي»
بأسهم لي بالمدينة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ كسفت الشّمس،
(1) البخاري- الفتح 8 (4482) .
(2)
البخاري- الفتح 6 (3019) .
(3)
البخاري- الفتح 5 (2703) ، ومسلم (1675) ، وهذا لفظ مسلم.
(4)
البخاري- الفتح 13 (7563) ، ومسلم (2694) .
(5)
البخاري- الفتح 6 (2993) .
(6)
البخاري- الفتح 8 (4851) .
(7)
البخاري- الفتح 6 (3579) .
(8)
ارتمى: أي: أرمى. كما قال في الرواية الأولى: يقال: أرمي وأرتمي وأترمى، كما قاله في الرواية الأخيرة. بمعنى المراماة، والارتماء كالترامي، قال ابن الأثير: يقال رميت بالسهم رميا وارتميت ارتماء وتراميت تراميا وراميت مراماة، إذا رميت بالسهام عن القسي، وقيل: خرجت أرتمي إذا رميت القنص.