الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صلّيت مع أبي موسى الأشعريّ صلاة. فلمّا كان عند القعدة قال رجل من القوم: أقرّت الصّلاة بالبرّ والزّكاة «1» ؟ قال: فلمّا قضى أبو موسى الصّلاة وسلّم انصرف فقال: أيّكم القائل كلمة كذا وكذا؟ قال: فأرمّ القوم «2» . ثمّ قال: أيّكم القائل كلمة كذا وكذا؟ فأرمّ القوم. فقال: لعلّك يا حطّان قلتها؟ قال: ما قلتها.
ولقد رهبت أن تبكعني بها «3» . فقال رجل من القوم: أنا قلتها. ولم أرد بها إلّا الخير. فقال أبو موسى: أما تعلمون كيف تقولون في صلاتكم؟ إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا فبيّن لنا سنّتنا وعلّمنا صلاتنا. فقال: «إذا صلّيتم فأقيموا صفوفكم
…
الحديث» ) * «4» .
من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (التبليغ والتبيين)
1-
* (أخرج ابن أبي حاتم عن عنترة، أنّه قال لعليّ: هل عندكم شيء لم يبده رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فقال: ألم تعلم أنّ الله قال يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ والله ما ورّثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء في بيضاء) * «5» .
2-
* (عن مسروق عن عائشة- رضي الله عنها قالت: من حدّثك أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كتم شيئا من الوحي فلا تصدّقه، إنّ الله تعالى يقول يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ* «6» .
3-
* (قالت عائشة- رضي الله عنها من قال إنّ محمّدا صلى الله عليه وسلم كتم فقد كذب وأعظم الفرية على الله فقد قال سبحانه يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ
…
الاية) * «7» .
4-
* (قال الزّهريّ في قول الله تعالى يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ قال: من الله عز وجل الرّسالة، وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم البلاغ، وعلينا التّسليم) * «8» .
5-
* (قال القرطبيّ في قوله تعالى:
…
فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ (آل عمران/ 20) «أي: إنّما عليك أن تبلّغ، وقيل: إنّه ممّا نسخ بالجهاد.
وقال ابن عطيّة: وهذا يحتاج إلى معرفة تاريخ نزولها؛
(1) أقرت الصلاة بالبر والزكاة: قالوا: معناه قرنت به، وأقرت معهما، وصار الجميع مأمورا به.
(2)
فأرم القوم: أي سكتوا ولم يجيبوا.
(3)
ولقد رهبت أن تبكعني بها: أي قد خفت أن تستقبلني بما أكره. قال ابن الأثير: البكع نحو التقريع. وفسره النووي بالتبكيت والتوبيخ، والمعاني متقاربة.
(4)
مسلم (حديث رقم 62) .
(5)
الدر المنثور (3/ 117) .
(6)
البخاري- الفتح 13 (7531) ، وتفسير القرطبي (6/ 242، 243) .
(7)
مجموع فتاوى ابن تيمية (1/ 11) .
(8)
الفتح (3/ 512) كتاب التوحيد.
وأمّا على ظاهر نزول هذه الآيات في وفد نجران فإنّما المعنى فإنّما عليك أن تبلّغ ما أنزل إليك بما فيه من قتال وغيره» ) * «1» .
6-
* (قال ابن حجر: «
…
وكلّ ما أنزل على الرّسول صلى الله عليه وسلم فله بالنّسبة إليه طرفان: طرف الأخذ من جبريل- عليه السلام، وطرف الأداء للأمّة وهو المسمّى بالتّبليغ» ) * «2» .
7-
* (قال الحميديّ: حدّثنا سفيان قال: قال رجل للزّهريّ يا أبا بكر، قول النّبيّ صلى الله عليه وسلم «ليس منّا من شقّ الجيوب» ما معناه؟. فقال الزّهريّ: من الله العلم، وعلى رسوله البلاغ، وعلينا التّسليم) * «3» .
8-
* (قال القرطبيّ في قوله تعالى: وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ
…
(الأنعام/ 19) أي ومن بلغه القرآن، وقيل: ومن بلغ الحلم. ودلّ بهذا على أنّ من لم يبلغ الحلم ليس بمخاطب ولا متعبّد) * «4» .
9-
* (عن ابن عبّاس- في قوله تعالى- يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ
…
الاية قال: المعنى: بلّغ جميع ما أنزل إليك من ربّك، فإن كتمت شيئا منه فما بلّغت رسالته؛ وهذا تأديب للنّبيّ صلى الله عليه وسلم، وتأديب لحملة العلم من أمّته ألّا يكتموا شيئا من أمر شريعته، وقد علم الله تعالى من أمر نبيّه أنّه لا يكتم شيئا من وحيه) * «5» .
10-
* (قال ابن حجر في قوله تعالى: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ: اختلف في المراد بهذا الأمر، فقيل:
المراد: بلّغ كما أنزل، وهو على ما فهمت عائشة وغيرها، وقيل: المراد: بلّغه ظاهرا ولا تخش من أحد فإنّ الله يعصمك من النّاس، والثّاني أخصّ من الأوّل) * «6» .
11-
* (قال ابن بطّال: أشار «البخاريّ» بذكر قول الله تعالى: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ
…
إلخ الاية إلى أنّ الله تعالى ذكر نوحا بما بلّغ به من أمره، وذكّر بآيات ربّه، وكذلك فرض على كلّ نبيّ تبليغ كتابه وشريعته «7» .
12-
قال الكرمانيّ: المقصود من ذكر هذه الاية: أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم أمر بالتّلاوة على الأمّة والتّبليغ إليهم أنّ نوحا كان يذكّرهم (أنباء أمّته) بايات الله وأحكامه) * «8» .
13-
* (قال القرطبيّ- في قوله تعالى- يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ قيل:
معناه: أظهر التّبليغ؛ لأنّه كان في أوّل الإسلام يخفيه خوفا من المشركين، ثمّ أمر بإظهاره في هذه الاية،
(1) تفسير القرطبي (4/ 46) .
(2)
الفتح (13/ 516) كتاب التوحيد.
(3)
التفح (13/ 513) كتاب التوحيد. ورد هذا الأثر شرحا للحديث «ليس منا من شق الجيوب
…
» .
(4)
تفسير القرطبي (6/ 399) .
(5)
المرجع السابق (6/ 242) .
(6)
الفتح (13/ 513) كتاب التوحيد.
(7)
الفتح (13/ 498) .
(8)
المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.