الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رجل استوقد نارا. فلمّا أضاءت ما حولها جعل الفراش «1» وهذه الدّوابّ الّتي في النّار يقعن فيها.
وجعل يحجزهنّ ويغلبنه فيتقحّمن فيها» . قال:
«فذالكم مثلي ومثلكم. أنا آخذ «2» بحجزكم «3» عن النّار. هلمّ عن النّار. هلمّ عن النّار. فتغلبوني تقحّمون «4» فيها» ) * «5» .
من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الحكمة)
1-
قال ابن عبّاس- رضي الله عنهما:
«كونوا ربّانيّين حكماء فقهاء» ) * «6» .
2-
* (من حكم ابن مسعود- رضي الله عنه:
«ينبغي لحامل القرآن، أن يكون باكيا محزونا حكيما حليما سكينا) * «7» .
3-
* (قال معاوية بن أبي سفيان- رضي الله عنهما: «لا حليم إلّا ذو عثرة ولا حكيم إلّا ذو تجربة» ) * «8» .
4-
* (عن عون بن عبد الله؛ قال: قال عبد الله: «نعم المجلس مجلس ينشر فيه الحكمة، وترجى فيه الرّحمة» ) * «9» .
5-
* (عن شرحبيل بن شريك أنّه سمع أبا عبد الرّحمن الحبليّ يقول: «ليس هديّة أفضل من كلمة حكمة تهديها لأخيك» ) * «10» .
6-
* (عن كعب، قال: «عليكم بالقرآن، فإنّه فهم العقل، ونور الحكمة، وينابيع العلم، وأحدث كتب الرّحمن عهدا، وقال في التّوراة: يا محمّد، إنّي منزّل عليك توراة حديثة، تفتح بها أعينا عميّا، وآذانا صمّا، وقلوبا غلفا» ) * «11» .
7-
* (عن وهب بن منبّه قال: «أجمعت الأطبّاء (على) أنّ رأس الطّبّ الحمية، وأجمعت (الحكماء) أنّ رأس الحكمة الصّمت» ) * «12» .
8-
* (عن الضّحّاك بن موسى قال: مرّ سليمان بن عبد الملك بالمدينة وهو يريد مكّة، فأقام بها أيّاما، فقال:«هل بالمدينة أحد أدرك أحدا من أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم؟» . فقالوا له: أبو حازم، فأرسل إليه، فلمّا
(1) الفراش: قال الخليل: هو الذي يطير كالبعوض.
(2)
آخذ: روي بوجهين: أحدهما اسم فاعل بكسر الخاء وتنوين الذال والثاني فعل مضارع بضم الخاء والذال بلا تنوين والأول أشهر. وهما صحيحان.
(3)
بحجزكم: الحجز جمع حجزة، وهي معقد الإزار والسراويل.
(4)
تقحمون: التقحم هو الإقدام والوقوع في الأمور الشاقة من غير تثبت.
(5)
البخاري- الفتح 11 (6483) ، ومسلم (2284) واللفظ له.
(6)
فتح الباري (1/ 192) .
(7)
الفوائد (201) .
(8)
فتح الباري (10/ 546) .
(9)
الدارمي (1/ 75) رقم (293) .
(10)
المرجع السابق (1/ 84) رقم (357) .
(11)
المرجع السابق (2/ 312) رقم (3327) .
(12)
حسن السمت في الصمت للسيوطي (24) .
دخل عليه قال له: «يا أبا حازم ما هذا الجفاء؟» . قال أبو حازم: «يا أمير المؤمنين وأيّ جفاء رأيت منّي؟» .
قال: «أتاني وجوه أهل المدينة ولم تأتني» ، قال:«يا أمير المؤمنين أعيذك بالله أن تقول ما لم يكن، ما عرفتني قبل هذا اليوم، ولا أنا رأيتك» ، قال: فالتفت سليمان إلى محمّد بن شهاب الزّهريّ، فقال:«أصاب الشّيخ وأخطأت» ، قال سليمان:«يا أبا حازم، ما لنا نكره الموت؟» . قال: «لأنّكم أخربتم الآخرة وعمّرتم الدّنيا، فكرهتم أن تنتقلوا من العمران إلى الخراب» ، قال:
«أصبت يا أبا حازم، فكيف القدوم غدا على الله؟» .
قال: «أمّا المحسن فكالغائب يقدم على أهله، وأمّا المسيء فكالآبق يقدم على مولاه» ، فبكى سليمان، وقال:
«ليت شعري ما لنا عند الله؟» . قال: «اعرض عملك على كتاب الله» ، قال:«وأيّ مكان أجده» . قال: إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ* وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (الانفطار/ 13، 14)، قال سليمان:«فأين رحمة الله يا أبا حازم؟» . قال أبو حازم: رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ. قال له سليمان: «يا أبا حازم فأيّ عباد الله أكرم؟» . قال: «أولو المروءة والنّهى» ، قال له سليمان:
«فأيّ الدّعاء أسمع؟» . قال أبو حازم: «دعاء المحسن إليه للمحسن» . قال: «فأيّ الصّدقة أفضل؟» . قال:
«للسّائل البائس، وجهد المقلّ، ليس فيها منّ ولا أذى» ، قال:«فأيّ القول أعدل؟» . قال: «قول الحقّ عند من تخافه أو ترجوه» ، قال:«فأيّ المؤمنين أكيس؟» . قال:
«رجل عمل بطاعة الله ودلّ النّاس عليها» . قال: «فأيّ المؤمنين أحمق؟» قال: «رجل انحطّ في هوى أخيه وهو ظالم، فباع آخرته بدنيا غيره» ، قال له سليمان:«أصبت، فما تقول فيما نحن فيه؟» . قال: «يا أمير المؤمنين إنّ آباءك قهروا النّاس بالسّيف، وأخذوا هذا الملك عنوة على غير مشورة من المسلمين ولا رضا لهم، حتّى قتلوا منهم مقتلة عظيمة، فقد ارتحلوا عنها، فلو شعرت ما قالوا وما قيل لهم» ، فقال له رجل من جلسائه: بئس ما قلت يا أبا حازم، قال أبو حازم:«كذبت إنّ الله أخذ ميثاق العلماء ليبيّننّه للنّاس ولا يكتمونه» . قال له سليمان: «فكيف لنا أن نصلح؟» قال: «تدعون الصّلف وتمسكون بالمروءة، وتقسمون بالسّويّة» . قال له سليمان: «كيف لنا بالمأخذ به؟» . قال أبو حازم:
«تأخذه من حلّه وتضعه في أهله» ، قال له سليمان:«هل لك يا أبا حازم أن تصحبنا فتصيب منّا ونصيب منك؟» . قال: «أعوذ بالله» . قال له سليمان: «ولم ذاك؟» . قال: «أخشى أن أركن إليكم شيئا قليلا فيذيقني الله ضعف الحياة وضعف الممات» ، قال له سليمان:
«ارفع إلينا حوائجك» . قال: «تنجّيني من النّار وتدخلني الجنّة؟» . قال سليمان: «ليس ذاك إليّ» . قال أبو حازم: «فمالي إليك حاجة غيرها» ، قال:«فادع لي» ، قال أبو حازم:«اللهمّ إن كان سليمان وليّك فيسّره لخير الدّنيا والآخرة، وإن كان عدوّك فخذ بناصيته إلى ما تحبّ وترضى» ، قال له سليمان:«قطّ» . قال أبو حازم:
«قد أوجزت وأكثرت إن كنت من أهله، وإن لم تكن من أهله فما ينفعني أن أرمي عن قوس ليس لها وتر» . قال له
سليمان: «أوصني» . قال: «سأوصيك وأوجز: عظّم ربّك، ونزّهه أن يراك حيث نهاك أو يفقدك حيث أمرك، فلمّا خرج من عنده بعث إليه بمائة دينار وكتب إليه» «أن أنفقها ولك عندي مثلها كثير» ، قال: فردّها عليه، وكتب إليه:«يا أمير المؤمنين أعيذك بالله أن يكون سؤالك إيّاي هزلا أو ردّي عليك بذلا، وما أرضاها لك فكيف أرضاها لنفسي» ، وكتب إليه:«أنّ موسى بن عمران لمّا ورد ماء مدين وجد عليها رعاء يسقون ووجد من دونهم جاريتين تذودان، فسألهما فقالتا لا نسقي حتّى يصدر الرّعاء وأبونا شيخ كبير فسقى لهما ثمّ تولّى إلى الظّلّ، فقال ربّ إنّي لما أنزلت إليّ من خير فقير، وذلك أنّه كان جائعا خائفا لا يأمن، فسأل ربّه ولم يسأل النّاس. فلم يفطن الرّعاء وفطنت الجاريتان، فلمّا رجعتا إلى أبيهما أخبرتاه بالقصّة وبقوله، فقال أبوهما وهو شعيب: هذا رجل جائع، فقال لأحداهما: إذهبي فادعيه، فلمّا أتته عظّمته وغطّت وجهها وقالت: إنّ أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا، فشقّ على موسى حين ذكرت أجر ما سقيت لنا، ولم يجد بدّا من أن يتبعها، إنّه كان بين الجبال جائعا مستوحشا، فلمّا تبعها هبّت الرّيح فجعلت تصفق ثيابها على ظهرها فتصف له عجيزتها، وكانت ذات عجز، وجعل موسى يعرض مرّة، ويغضّ أخرى، فلمّا عيل صبره ناداها يا أمة الله كوني خلفي، وأريني السّمت بقولك ذا، فلمّا دخل على شعيب إذا هو بالعشاء مهيّأ، فقال له شعيب: اجلس يا شابّ فتعشّ، فقال له موسى: أعوذ بالله، فقال له شعيب لم أما أنت جائع؟ قال: بلى، ولكنّي أخاف أن يكون هذا عوضا لما سقيت لهما، وأنا من أهل بيت لا نبيع شيئا من ديننا بملء الأرض ذهبا، فقال له شعيب: يا شابّ، ولكنّها عادتي وعادة آبائي، نقري الضّيف، ونطعم الطّعام، فجلس موسى فأكل. فإن كانت هذه المائة دينار عوضا لما حدّثت، فالميتة والدّم ولحم الخنزير في حال الاضطرار أحلّ من هذه، وإن كانت لحقّ في بيت المال فلي فيها نظراء؛ فإن ساويت بيننا، وإلّا فليس لي فيها حاجة» ) * «1»
9-
* (عن السّكن بن عمير؛ قال: سمعت وهب بن منبّه يقول: «يا بنيّ عليك بالحكمة، فإنّ الخير في الحكمة كلّها، وتشرّف الصّغير على الكبير، والعبد على الحرّ، وتزيد السّيّد سؤددا، وتجلس الفقير مجالس الملوك» ) * «2» .
10-
* (عن كثير بن مرّة، قال: «لا تحدّث الباطل للحكماء فيمقتوك، ولا تحدّث الحكمة للسّفهاء فيكذّبوك، ولا تمنع العلم أهله فتأثم، ولا تضعه في غير أهله فتجهل، إنّ عليك في علمك حقّا، كما أنّ عليك في مالك حقّا» ) * «3» .
11-
* (عن ثابت بن عجلان الأنصاريّ؛ قال: «كان يقال: إنّ الله ليريد العذاب بأهل الأرض، فإذا سمع تعليم الصّبيان
(1) أخرجه الدارمي (1/ 125- 126) رقم (653) .
(2)
المرجع السابق (1/ 90) رقم (395) .
(3)
المرجع السابق (1/ 88) رقم (384) .
الحكمة صرف ذلك عنهم، قال مروان: يعني بالحكمة القرآن» ) * «1» .
12-
* (أخرج ابن باكويه، عن أحمد بن خالد عن أبيه؛ قال: «أدنى نفع الصّمت السّلامة، وأدنى ضرر (المنطق) النّدامة. والصّمت عمّا لا يعني من أبلغ الحكم» ) * «2» .
13-
* (عن ابن شهاب؛ أنّ أبا إدريس الخولانيّ عائذ الله أخبره، أنّ يزيد بن عميرة، وكان من أصحاب معاذ بن جبل أخبره- قال: «كان لا يجلس مجلسا للذّكر حين يجلس إلّا قال: الله حكم قسط هلك المرتابون، فقال معاذ بن جبل يوما: إنّ من ورائكم فتنا يكثر فيها المال، ويفتح فيها القرآن حتّى يأخذه المؤمن والمنافق والرّجل والمرأة والصّغير والكبير والعبد والحرّ، فيوشك قائل أن يقول: ما للنّاس لا يتّبعوني وقد قرأت القرآن؟ ما هم بمتّبعيّ حتّى أبتدع لهم غيره، فإيّاكم وما ابتدع؛ فإنّ ما ابتدع ضلالة، وأحذّركم زيغة الحكيم، فإنّ الشّيطان قد يقول كلمة الضّلالة على لسان الحكيم، وقد يقول المنافق كلمة الحقّ، قال: قلت لمعاذ: ما يدريني (رحمك الله) أنّ الحكيم قد يقول كلمة الضّلالة، وأنّ المنافق قد يقول كلمة الحقّ؟ قال: بلى، اجتنب من كلام الحكيم المشتهرات الّتي يقال (لها) ما هذه؟، ولا يثنينّك ذلك عنه؛ فإنّه لعلّه أن يراجع، وتلقّ الحقّ إذا سمعته فإنّ على الحقّ نورا، وقال ابن إسحاق عن الزّهريّ قال:
بلى، ما تشابه عليك من قول الحكيم حتّى تقول ما أراد بهذه الحكمة» ) * «3» .
14-
* (عن عمر بن عبد العزيز؛ قال: «إذا رأيتم الرّجل يطيل الصّمت ويهرب من النّاس، فاقتربوا منه فإنّه يلقي الحكمة» ) * «4» .
15-
* (عن عبد الله بن محمّد بن شيبة حدّثنا مروان بن معاوية، عن عون، عن ابن عبّاس العمّيّ؛ قال: «بلغني أنّ داود النّبيّ صلى الله عليه وسلم، كان يقول في دعائه: سبحانك اللهمّ أنت ربّي تعاليت فوق عرشك، وجعلت خشيتك على من في السّماوات والأرض، فأقرب خلقك منك منزلة أشدّهم لك خشية، وما علم من لم يخشك، وما حكمة من لم يطع أمرك» ) * «5» .
16-
* (عن الإمام مالك؛ أنّه بلغه أنّ لقمان الحكيم أوصى ابنه فقال: «يا بنيّ جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك؛ فإنّ الله يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الأرض الميتة بوابل السّماء» ) * «6» .
17-
* (ورد في الأثر أنّ لقمان دخل على داود عليه السلام وهو يصنع الدّرع، فأراد أن يسأله عنها فأدركته الحكمة فسكت، فلمّا فرغ داود من صنعها
(1) الدارمي (2/ 315) رقم (3348) .
(2)
حسن السمت في الصمت للسيوطي (32) .
(3)
أبو داود (4611) وقال الألباني (3/ 872) : صحيح الإسناد موقوف.
(4)
حسن السمت في الصمت للسيوطي (25) .
(5)
الدارمي (1/ 82) رقم (343) .
(6)
تنوير الحوالك في شرح موطأ مالك (3/ 161) .