الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحاديث الواردة في (خفض الصوت)
1-
* (عن زرّ بن حبيش قال: أتيت صفوان ابن عسّال المراديّ فقال: ما جاء بك؟ فقلت: ابتغاء العلم قال: فإنّ الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب. قلت: حكّ في نفسي مسح على الخفّين أو في صدري- بعد الغائط والبول، وكنت امراء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيتك أسألك هل سمعت منه في ذلك شيئا؟ قال: نعم كان يأمرنا إذا كنّا سفرا أو مسافرين أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيّام ولياليهنّ إلّا من جنابة ولكن من غائط وبول ونوم. قال: قلت له: هل سمعته يذكر الهوى؟ قال: نعم، بينما نحن معه في مسيره إذ ناداه أعرابيّ بصوت جهوريّ فقال: يا محمّد، فقلنا: ويحك اغضض من صوتك فإنّك قد نهيت عن ذلك. فقال: والله لا أغضض من صوتي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هاء» «1» ، وأجابه على نحو من مسألته- أو نحوا ممّا تكلّم به- فقال: أرأيت رجلا أحبّ قوما ولمّا يلحق بهم؟ قال: «هو مع من أحبّ» قال: ثمّ لم يزل يحدّثنا حتّى قال: «إنّ من قبل المغرب لبابا مسيرة عرضه سبعون أو أربعون عاما فتحه الله- عز وجل للتّوبة يوم خلق السّماوات والأرض ولا يغلقه حتّى تطلع الشّمس منه» ) * «2» .
الأحاديث الواردة في (خفض الصوت) معنى
2-
* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: إنّ هذه الآية الّتي في القرآن: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (الأحزاب/ 45) . قال في التّوراة: «يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهدا ومبشّرا ونذيرا وحرزا «3» للأمّيّين «4» ، أنت عبدي ورسولي سمّيتك المتوكّل «5» ، ليس بفظّ ولا غليظ ولا سخّاب «6» بالأسواق، ولا يدفع السّيّئة بالسّيّئة، ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه الله حتّى يقيم به الملّة العوجاء، بأن يقولوا: لا إله إلّا الله، فيفتح به أعينا عميا، وآذانا صمّا، وقلوبا غلفا» ) * «7» .
3-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه أنّه قال: إنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم، افتقد ثابت بن قيس، فقال رجل: يا رسول الله أنا أعلم لك علمه، فأتاه فوجده جالسا في بيته منكّسا رأسه، فقال له: ما شأنك؟
فقال: شرّ، كان يرفع صوته فوق صوت النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقد حبط عمله وهو من أهل النّار، فأتى الرّجل النّبيّ صلى الله عليه وسلم فأخبره أنّه قال: كذا وكذا، فرجع إليه المرّة الآخرة
(1) هكذا في أحمد، وفي روايات أخرى:«هاؤم» .
(2)
أحمد (4/ 240) واللفظ له، والترمذي (3536) وقال: حسن صحيح، والنسائي (1/ 83، 93) .
(3)
حرزا: عصمة.
(4)
الأميين: العرب.
(5)
المتوكل: من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم سمي به لقناعته باليسير والصبر على ما كان يكره، قاله ابن حجر في الفتح (8/ 450) .
(6)
سخاب وصخاب: عالي الصوت.
(7)
البخاري- الفتح 8 (4838) .
ببشارة عظيمة، فقال:«اذهب إليه فقل له إنّك لست من أهل النّار ولكنّك من أهل الجنّة» ) * «1» .
4-
* (قال ابن أبي مليكة- رحمه الله تعالى-:
كاد الخيّران أن يهلكا- أبو بكر وعمر- لمّا قدم على النّبيّ صلى الله عليه وسلم وفد بني تميم أشار أحدهما بالأقرع بن حابس التّميميّ الحنظليّ أخي بني مجاشع، وأشار الآخر بغيره، فقال أبو بكر لعمر: إنّما أردت خلافي، فقال عمر: ما أردت خلافك، فارتفعت أصواتهما عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فنزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ إلى قوله عَظِيمٌ (الحجرات: 2- 3)، قال ابن أبي مليكة: قال ابن الزّبير: فكان عمر بعد- ولم يذكر عن أبيه يعني أبا بكر- إذا حدّث النّبيّ صلى الله عليه وسلم بحديث حدّثه كأخي السّرار لم يسمعه حتّى يستفهمه) * «2» .
5-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه أنّه قال: اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة، فكشف السّتر وقال: «ألا إنّ كلّكم مناج ربّه، فلا يؤذينّ بعضكم بعضا، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة» أو قال: «في الصّلاة» ) * «3» .
6-
* (عن أبي موسى الأشعريّ- رضي الله عنه قال: كنّا مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم في سفر، فكنّا إذا علونا كبّرنا، فقال: «اربعوا «4» على أنفسكم، فإنّكم لا تدعون أصمّ ولا غائبا، تدعون سميعا بصيرا قريبا» ، ثمّ أتى عليّ وأنا أقول في نفسي: لا حول ولا قوّة إلّا بالله، فقال لي: «يا عبد الله بن قيس، قل لا حول ولا قوّة إلّا بالله فإنّها كنز من كنوز الجنّة» أو قال: «ألا أدلّك به» ) * «5» .
7-
* (قال ابن عبّاس- رضي الله عنهما:
لمّا نزل قوله تعالى لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ تألّى أبو بكر أن لا يكلّم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلّا كأخي السّرار، فأنزل الله في أبي بكر إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ» ) * «6» .
8-
* (عن ابن عسّال- أنّ رجلا من أهل البادية أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يناديه بصوت له جهوريّ: يا محمّد، يا محمّد، فقلنا: «ويحك اخفض من صوتك، فإنّك قد نهيت عن هذا، قال: لا والله حتّى أسمعه، فقال النّبيّ «هاؤم» ، قال: أرأيت رجلا يحبّ قوما ولمّا يلحق بهم، قال: «المرء مع من أحبّ» ) * «7» .
(1) البخاري- الفتح 8 (4846) .
(2)
البخاري- الفتح 13 (7302) . وقوله «كأخي السرار» أي كالمناجي سرّا.
(3)
أبو داود 1332) واللفظ له، والموطأ (81) ، وذكره جامع الأصول (5/ 356)، وقال محققه: حديث صحيح.
(4)
اربعوا: ارفقوا.
(5)
البخاري- الفتح 13 (7386) واللفظ له، مسلم (2704) .
(6)
ذكره في زاد المسير (7/ 457)، وجاء في حاشية تحقيقه: ذكره الواحدي في أسباب النزول (288) واللفظ فيه، وقال الحافظ ابن حجر في تخريج الكشاف: أخرجه البزار وابن مردويه عن أبي بكر وأخرجه الحاكم والبيهقي في المدخل من حديث أبي هريرة وقال: صحيح على شرط مسلم. انظر المستدرك (2/ 462) بلفظ قريب.
(7)
الدر المنثور (7/ 551)، وقال: أخرجه الترمذي وابن حبان وابن مردوية. ورواية الترمذي بدون القصة (2388) وقال: حديث صحيح. وقال محقق جامع الأصول (6/ 458) : إسناده صحيح.