الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خرج متبذّلا «1» متواضعا متضرّعا حتّى أتى المصلّى فلم يخطب خطبتكم هذه، ولكن لم يزل في الدّعاء والتّضرّع والتّكبير، وصلّى ركعتين كما كان يصلّي في العيد) * «2» .
11-
* (عن عبد الله بن الشّخّير- رضي الله عنه قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلّي وفي صدره أزير كأزير الرّحى من البكاء صلى الله عليه وسلم» ) * «3» .
12-
* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه قال: قال لي النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «اقرأ عليّ» . قلت:
آقرأ عليك وعليك أنزل؟. قال: «فإنّي أحبّ أن أسمعه من غيري» . فقرأت عليه سورة النّساء حتّى بلغت فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً قال: «أمسك» . فإذا عيناه تذرفان» ) * «4» .
من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الخشوع)
1-
* (قال عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه: «من تواضع لله تخشّعا، رفعه الله يوم القيامة، ومن تطاول تعظّما، وضعه الله يوم القيامة» ) * «5» .
2-
* (عن عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه أنّه رأى رجلا طأطأ رقبته في الصّلاة. فقال: «يا صاحب الرّقبة ارفع رقبتك، ليس الخشوع في الرّقاب إنّما الخشوع في القلوب» ) * «6» .
3-
* (عن عليّ- رضي الله عنه قال:
«الخشوع في القلب أن تلين كنفك للرّجل المسلم وأن (لا تلتفت) في الصّلاة» ) * «7» .
4-
* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما في قوله تعالى الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ (المؤمنون/ 2) قال: «كانوا إذا قاموا في الصّلاة، أقبلوا على صلاتهم، وخفضوا أبصارهم إلى موضع سجودهم. وعلموا أنّ الله يقبل عليهم فلا يلتفتون يمينا ولا شمالا» ) * «8» .
5-
* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما أنّه كان إذا تلا هذه الآية أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ (الحديد/ 16) . قال: «بلى يا ربّ، بلى يا ربّ» ) * «9» .
6-
* (قرأ ابن عمر- رضي الله عنهما وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (المطففين/ 1- 6) ، فلمّا بلغ (يوم
(1) التبذل: ترك التزين والتهيؤ بالهيئة الحسنة الجميلة وذلك على جهة التواضع.
(2)
الترمذي (558) واللفظ له، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن ماجة (1266) وحسنه الألباني.
(3)
أبو داود (904) واللفظ له، النسائي (3/ 13)، وقال محقق جامع الأصول (5/ 435) : حديث صحيح.
(4)
البخاري- الفتح 8 (4582) واللفظ له، وفيه «بعض الحديث عن عمرو بن مرّة» ، ومسلم (800) .
(5)
الزهد للإمام وكيع بن الجراح (2/ 467) .
(6)
مدارج السالكين (1/ 559) .
(7)
الزهد للإمام وكيع بن الجراح (2/ 599) .
(8)
الدر المنثور للسيوطي (6/ 84) .
(9)
المرجع السابق (8/ 59) .
يقوم النّاس لربّ العالمين) بكى حتّى خرّ وامتنع عن قراءة ما بعده» ) * «1» .
7-
* (قال ابن القيّم- رحمه الله:
«الخشوع هو الاستسلام للحكمين: الدّينيّ الشّرعيّ، بعدم معارضته برأي أو شهوة، والقدريّ بعدم تلقّيه بالتّسخّط والكراهية والاعتراض. والاتّضاع لنظر الحقّ، وهو اتّضاع القلب والجوارح وانكسارها لنظر الرّبّ إليها، واطّلاعه على تفاصيل ما في القلب والجوارح، وخوف العبد الحاصل من هذا يوجب له خشوع القلب لا محالة. وكلّما كان أشدّ استحضارا له كان أشدّ خشوعا، وإنّما يفارق الخشوع القلب إذا غفل عن اطّلاع الله عليه ونظره إليه.
وممّا يورث الخشوع: ترقّب آفات النّفس والعمل، ورؤية فضل كلّ ذي فضل عليك وهذا المعنى أي انتظار ظهور نقائص نفسك وعملك وعيوبها لك يجعل القلب خاشعا لا محالة، لمطالعة عيوب نفسه وأعماله ونقائصهما: من الكبر، والعجب، والرّياء، وضعف الصّدق، وقلّة اليقين، وتشتّت النّيّة وعدم إيقاع العمل على وجه يرضاه الله تعالى وغير ذلك من عيوب النّفس.
وأمّا رؤية كلّ ذي فضل عليك: فهو أن تراعي حقوق النّاس فتؤدّيها، ولا ترى أنّ ما فعلوه فيك من حقوقك عليهم، فلا تعارضهم عليها؛ فإنّ هذا من رعونات النّفس وحماقاتها، ولا تطالبهم بحقوق نفسك. وتعترف بفضل ذي الفضل منهم وتنسى فضل نفسك.
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيميّة- رحمه الله:
العارف لا يرى له على أحد حقّا ولا يشهد له على غيره فضلا؛ ولذلك لا يعاتب ولا يطالب، ولا يضارب» ) * «2» .
8-
* (عن قرظة بن كعب قال: «بعثنا عمر ابن الخطّاب إلى الكوفة وشيّعنا. فمشى معنا إلى موضع يقال له صرار. فقال: «أتدرون لم مشيت معكم؟» . قال: قلنا: لحقّ صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولحقّ الأنصار. قال: «لكنّي مشيت معكم لحديث أردت أن أحدّثكم به، فأردت أن تحفظوه لممشاي معكم.
إنّكم تقدمون على قوم للقرآن في صدورهم هزيز كهزيز المرجل. فإذا رأوكم مدّوا إليكم أعناقهم وقالوا:
أصحاب محمّد. فأقلّوا الرّواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمّ أنا شريككم» ) * «3» .
9-
* (كان عليّ بن الحسين- رضي الله عنهما: «إذا توضّأ اصفرّ وتغيّر، فيقال: مالك؟
فيقول: أتدرون بين يدي من أريد أن أقوم؟» ) * «4» .
10-
(عن الحسن البصريّ في قوله تعالى وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ (الأنبياء/ 90) . قال: «الخوف الدّائم في القلب» ) * «5» .
(1) الزهد للإمام وكيع بن الجراح (1/ 253) .
(2)
مدارج السالكين (1/ 560- 561) بتصرف.
(3)
ابن ماجة (28) .
(4)
مختصر منهاج القاصدين لابن قدامة (273) .
(5)
الزهد لابن المبارك (55) .
11-
* (عن الحسن البصريّ في قوله تعالى الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ (المؤمنون/ 2) .
قال: «كان خشوعهم في قلوبهم فغضّوا بذلك أبصارهم، وخفضوا لذلك الجناح» ) * «1» .
12-
* (قال عبد الله بن المبارك- رحمه الله تعالى-:
إذا ما اللّيل أظلم كابدوه
…
فيسفر عنهم وهم ركوع
أطار الخوف نومهم فقاموا
…
وأهل الأمن في الدّنيا هجوع
وقال أيضا:
وما فرشهم إلّا أيامن أزرهم
…
وما وسدهم إلّا ملاء وأذرع
وما ليلهم فيهنّ إلّا تخوّف
…
وما نومهم إلّا عشاش مروّع
وألوانهم صفر كأنّ وجوههم
…
عليها كساء وهو بالورس مشبع) * «2» .
13-
* (قال مجاهد- رحمه الله في قوله تعالى سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ (الفتح/ 29) . قال: هو الخشوع والتّواضع» ) * «3» .
14-
* (قال مجاهد- رحمه الله في قوله تعالى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ (البقرة/ 238) . قال: «من القنوت: الرّكوع، والخشوع- وطول الرّكوع يعني طول القيام- وغضّ البصر، وخفض، الجناح والرّهبة لله» ) * «4» .
15-
* (عن مجاهد في قوله تعالى الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ (المؤمنون/ 2) . قال:
«السّكون» ) * «5» .
16-
* (عن قتادة- رحمه الله قال:
«الخشوع في القلب هو الخوف وغضّ البصر في الصّلاة» ) * «6» .
17-
* (عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: «كان عبد الله بن مسعود- إذا هدأت العيون- قام فسمعت له دويّا كدويّ النّحل» ) * «7» .
18-
* (قال عبّاد بن زياد التّيميّ، يرثي إخوة له متعبّدين:
فتية يعرف التّخشّع فيهم
…
كلّهم أحكم القران غلاما
قد برى جلده التّهجّد حتّى
…
عاد جلدا مصفّرا وعظاما
تتجافى عن الفراش من الخو
…
ف إذا الجاهلون باتوا نياما
بأنين وعبرة ونحيب
…
ويظلّون بالنّهار صياما
(1) الدر المنثور للسيوطي (6/ 84) .
(2)
التخويف من النار (38، 39) والورس: نبت أصفر يصبغ به.
(3)
الدر المنثور (7/ 542) .
(4)
المرجع السابق (1/ 731) .
(5)
الزهد لابن المبارك (55) .
(6)
الدر المنثور للسيوطي (6/ 84) .
(7)
الزهد للإمام وكيع بن الجراح (1/ 391) .
يقرؤون القرآن لا ريب فيه
…
ويبيتون سجّدا وقياما) * «1» .
19-
* (قال الفضيل بن عياض: «كان يكره أن يري الرّجل من الخشوع أكثر ممّا في قلبه» ) * «2» .
20-
* (قال أبو يزيد المدنيّ: «إنّ أوّل ما يرفع عن هذه الأمّة الخشوع» ) * «3» .
21-
* (قال عبد الله بن المعمار:
رقّة في الجنان فيها حياء
…
فيهما هيبة وذاك خشوع
ليس حال ولا مقام وإن فا
…
ضت عليه من العيون دموع) * «4» .
22-
* (قال سهل التّستريّ: «من خشع قلبه لم يقرب منه الشّيطان» ) * «5» .
23-
* (قال الحافظ ابن كثير- رحمه الله:
قد ذكر غير واحد أنّ عروة بن الزّبير لمّا خرج من المدينة متوجّها إلى دمشق ليجتمع بالوليد، وقعت الأكلة في رجله في واد قرب المدينة، وكان مبدؤها هناك فظنّ أنّها لا يكون منها ما كان، فذهب في وجهه ذلك، فما وصل إلى دمشق إلّا وهي قد أكلت نصف ساقه، فدخل على الوليد فجمع له الأطبّاء العارفين بذلك، فاجتمعوا على أن يقطعها وإلّا أكلت رجله كلّها إلى وركه، وربّما ترقّت إلى الجسد فأكلته، فطابت نفسه بنشرها، وقالوا: ألا نسقيك مرقّدا حتّى يذهب عقلك منه فلا تحسّ بألم النّشر؟ فقال: لا والله ما كنت أظنّ أنّ أحدا يشرب شرابا أو يأكل شيئا يذهب عقله، ولكن إن كنتم لا بدّ فاعلين فافعلوا ذلك وأنا في الصّلاة، فإنّي لا أحسّ بذلك، ولا أشعر به. قال:
فنشروا رجله من فوق الأكلة من المكان الحيّ، احتياطا أنّه لا يبقى منها شيء، وهو قائم يصلّي، فما تضوّر ولا اختلج، فلمّا انصرف من الصّلاة عزّاه الوليد في رجله، فقال: اللهمّ لك الحمد، كان لي أطراف أربعة فأخذت واحدا فلئن كنت قد أخذت فقد أبقيت، وإن كنت قد ابتليت فلطالما عافيت، فلك الحمد على ما أخذت وعلى ما عافيت قال: وكان قد صحب معه بعض أولاده من جملتهم ابنه محمّد، وكان أحبّهم إليه، فدخل دار الدّوابّ، فرفسته فرس فمات، فأتوه فعزّوه فيه، فقال الحمد لله كانوا سبعة فأخذت منهم واحدا وأبقيت ستّة، فلئن كنت قد ابتليت فلطالما عافيت، ولئن كنت قد أخذت فلطالما أعطيت. فلمّا قضى حاجته من دمشق رجع إلى المدينة
…
فبلغه أنّ بعض النّاس قال: إنّما أصابه هذا بذنب عظيم أحدثه، فأنشد عروة في ذلك، والأبيات لمعن بن أويس:
لعمرك ما أهويت كفّي لريبة
…
ولا حملتني نحو فاحشة رجلي
ولا قادني سمعي ولا بصري لها
…
ولا دلّني رأيي عليها ولا عقلي
(1) التخويف من النار لابن رجب (29، 30) .
(2)
مدارج السالكين (1/ 559) .
(3)
الزهد لابن المبارك (57) .
(4)
بصائر ذوي التمييز للفيروز ابادي (2/ 542) .
(5)
مدارج السالكين (1/ 559) .