الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عليه، فقال:«قتل سبعة ثمّ قتلوه. هذا منّي وأنا منه، هذا منّي وأنا منه» . قال: فوضعه على ساعديه ليس له إلّا ساعدا النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: فحفر له ووضع في قبره ولم يذكر غسلا) * «1» .
18-
* (عن سهل بن الحنظليّة- رضي الله عنه أنّهم ساروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فأطنبوا السّير، حتّى كانت عشيّة، فحضرت الصّلاة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل فارس فقال: يا رسول الله، إنّي انطلقت بين أيديكم حتّى طلعت جبل كذا وكذا، فإذا أنا بهوازن على بكرة آبائهم بظعنهم ونعمهم وشائهم، اجتمعوا إلى حنين، فتبسّم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «تلك غنيمة المسلمين غدا إن شاء الله» . ثمّ قال: «من يحرسنا اللّيلة؟» قال أنس بن أبي مرثد الغنويّ: أنا يا رسول الله قال: «فاركب» . فركب فرسا له، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (له) رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«استقبل هذا الشّعب حتّى تكون في أعلاه، ولا نغرّنّ من قبلك اللّيلة» . فلمّا أصبحنا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مصلّاه فركع ركعتين ثمّ قال: «هل أحسستم فارسكم؟» . قالوا: يا رسول الله، ما أحسسناه، فثوّب بالصّلاة، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلّي وهو يلتفت إلى الشّعب حتّى إذا قضى صلاته وسلّم، قال:«أبشروا فقد جاءكم فارسكم» . فجعلنا ننظر إلى خلال الشّجر في الشّعب، فإذا هو قد جاء، حتّى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلّم، فقال: إنّي انطلقت حتّى كنت في أعلى هذا الشّعب حيث أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمّا أصبحت اطّلعت الشّعبين كليهما فنظرت فلم أر أحدا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:«هل نزلت اللّيلة؟» .
قال: لا. إلّا مصلّيا أو قاضيا حاجة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:«قد أوجبت، فلا عليك أن لا تعمل بعدها» ) * «2» .
المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الرجولة)
19-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما قال: إنّما سعى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبيت وبين الصّفا والمروة، ليري المشركين قوّته) * «3» .
20-
* (عن جبير بن مطعم- رضي الله عنه أنّه بينما هو يسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه النّاس مقفله «4» من حنين، فعلقت النّاس يسألونه حتّى اضطرّوه إلى سمرة فخطفت رداءه فوقف النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال: «أعطوني ردائي، لو كان لي عدد هذه العضاه نعما لقسمته بينكم، ثمّ لا تجدوني بخيلا ولا كذوبا ولا جبانا» ) * «5» .
(1) أبو داود (2501) ، وصححه الألباني (2183) ، وراجع أحمد في المسند (4/ 421، 425) .
(2)
أبو داود (2501) واللفظ له، والحاكم في المستدرك (2/ 83- 84) والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 149) وابن خزيمة (487) .
(3)
البخاري- الفتح 3 (1649) .
(4)
مقفله: يعني زمان رجوعه.
(5)
البخاري- الفتح 6 (2821) .
21-
* (عن البراء- رضي الله عنه قال:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب ينقل التّراب وقد وارى التّراب بياض بطنه وهو يقول: «لولا أنت ما اهتدينا، ولا تصدّقنا ولا صلّينا، فأنزل السّكينة علينا، وثبّت الأقدام إن لاقينا، إنّ الألى قد بغوا علينا، إذا أرادوا فتنة أبينا» ) * «1» .
22-
* (عن أنس- رضي الله عنه قال:
كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم أحسن النّاس، وأشجع النّاس، وأجود النّاس. ولقد فزع أهل المدينة، فكان النّبيّ صلى الله عليه وسلم سبقهم على فرس، وقال:«وجدناه «2» بحرا» ) * «3» .
23-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يدور على نسائه في السّاعة الواحدة من اللّيل والنّهار وهنّ إحدى عشرة. قال:
قلت لأنس: أو كان يطيقه؟. قال: كنّا نتحدّث أنّه أعطي قوّة ثلاثين) * «4» .
24-
* (سأل رجل البراء- رضي الله عنه قال: يا أبا عمارة، أولّيتم يوم حنين؟. قال البراء- وأنا أسمع «5» -: أمّا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يولّ يومئذ، كان أبو سفيان بن الحارث آخذا بعنان بغلته، فلمّا غشيه المشركون نزل فجعل يقول: «أنا النّبيّ لا كذب، أنا ابن عبد المطلّب» . قال: فما رئي من النّاس يومئذ أشدّ منه) * «6» .
25-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة رهط سريّة عينا، وأمّر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاريّ جدّ عاصم بن عمر ابن الخطّاب، فانطلقوا حتّى إذا كانوا بالهدأة، وهو بين عسفان ومكّة، ذكروا لحيّ من هذيل يقال لهم بنو لحيان، فنفروا لهم قريبا من مائتي رجل، كلّهم رام، فاقتصّوا آثارهم حتّى وجدوا مأكلهم تمرا تزوّدوه من المدينة، فقالوا: هذا تمر يثرب، فاقتصّوا آثارهم. فلمّا رآهم عاصم وأصحابه لجأوا إلى فدفد، وأحاط بهم القوم، فقالوا لهم: انزلوا وأعطونا بأيديكم، ولكم العهد والميثاق ولا نقتل منكم أحدا. فقال عاصم بن ثابت أمير السّريّة: أمّا أنا فو الله لا أنزل اليوم في ذمّة كافر. اللهمّ أخبر عنّا نبيّك، فرموهم بالنّبل فقتلوا عاصما في سبعة، فنزل إليهم ثلاثة رهط بالعهد والميثاق. منهم خبيب الأنصاريّ وابن دثنة ورجل آخر. فلمّا استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيّهم فأوثقوهم. فقال الرّجل الثّالث: هذا أوّل الغدر، والله لا أصحبكم، إنّ لي في هؤلاء لأسوة- يريد القتلى- وجرّروه وعالجوه، على أن يصحبهم فأبى فقتلوه، فانطلقوا بخبيب وابن دثنة حتّى باعوهما بمكة بعد وقيعة بدر، فابتاع خبيبا بنو الحارث بن عامر بن نوفل ابن عبد مناف، وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر يوم بدر، فلبث خبيب عندهم أسيرا فأخبرني عبيد الله ابن عياض أنّ بنت الحارث أخبرته أنّهم حين اجتمعوا
(1) البخاري- الفتح 6 (2837) واللفظ له، ومسلم (1803) .
(2)
وجدناه بحرا: أي وجدنا الفرس واسع الجري.
(3)
البخاري- الفتح 6 (2820) واللفظ له، ومسلم (2307) .
(4)
البخاري- الفتح 1/ 268) .
(5)
القائل هو راوي الحديث عن البراء.
(6)
البخاري- الفتح 6 (3042) واللفظ له، ومسلم (1776) .
استعار منها موسى يستحدّ بها «1» ، فأعارته، فأخذ ابنا لي وأنا غافلة حتّى أتاه، قالت: فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده. ففزعت فزعة عرفها خبيب في وجهي. فقال: تخشين أن أقتله؟ ما كنت لأفعل ذلك. والله ما رأيت أسيرا قطّ خيرا من خبيب، والله لقد وجدته يوما يأكل من قطف عنب في يده وإنّه لموثق في الحديد، وما بمكّة من ثمر. وكانت تقول: إنّه لرزق من الله رزقه خبيبا. فلمّا خرجوا من الحرم ليقتلوه في الحلّ، قال لهم خبيب: ذروني أركع ركعتين، ثمّ قال: لولا أن تظّنّوا أنّ ما بي جزع لطوّلتها. اللهمّ أحصهم عددا.
ولست أبالي حين أقتل مسلما
…
على أيّ شقّ كان لله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ
…
يبارك على أوصال شلو ممزّع
فقتله ابن الحارث، فكان خبيب هو سنّ الرّكعتين لكلّ امرئ مسلم قتل صبرا. فاستجاب الله لعاصم بن ثابت يوم أصيب، فأخبر النّبيّ صلى الله عليه وسلم أصحابه خبرهم وما أصيبوا، وبعث ناس من كفّار قريش إلى عاصم حين حدّثوا أنّه قتل ليؤتوا بشيء منه يعرف، وكان قد قتل رجلا من عظمائهم يوم بدر، فبعث على عاصم مثل الظّلّة من الدّبر «2» ، فحمته من رسولهم، فلم يقدروا على أن يقطعوا من لحمه شيئا) * «3» .
26-
* (عن البراء بن عازب- رضي الله عنهما قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي رافع، عبد الله بن عتيك، وعبد الله بن عتبة في ناس معهم، فانطلقوا حتّى دنوا من الحصن، فقال لهم عبد الله بن عتيك: امكثوا أنتم حتّى أنطلق أنا فأنظر. قال:
فتلطّفت أن أدخل الحصن، ففقدوا حمارا لهم، قال:
فخرجوا بقبس يطلبونه، قال: فخشيت أن أعرف، قال فغطّيت رأسي ورجليّ كأنّي أقضي حاجة. ثمّ نادى صاحب الباب: من أراد أن يدخل فليدخل قبل أن أغلقه. فدخلت، ثمّ اختبأت في مربط حمار عند باب الحصن، فتعشّوا عند أبي رافع وتحدّثوا حتّى ذهبت ساعة من اللّيل، ثمّ رجعوا إلى بيوتهم. فلمّا هدأت الأصوات ولا أسمع حركة خرجت، قال: ورأيت صاحب الباب حيث وضع مفتاح الحصن في كوّة، فأخذته ففتحت به باب الحصن، قال: قلت: إن نذر بي القوم انطلقت على مهل، ثمّ عمدت إلى أبواب بيوتهم فغلّقتها عليهم من ظاهر، ثمّ صعدت إلى أبي رافع في سلّم، فإذا البيت مظلم قد طفأ سراجه فلم أدر أين الرّجل. فقلت: يا أبا رافع. قال: من هذا؟
قال فعمدت نحو الصّوت فأضربه، وصاح، فلم تغن شيئا. قال: ثمّ جئت كأنّي أغيثه فقلت: مالك يا أبا رافع؟ وغيّرت صوتي. فقال: ألا أعجبك، لأمّك الويل، دخل عليّ رجل فضربني بالسّيف. قال فعمدت له أيضا فأضربه أخرى، فلم تغن شيئا،
(1) موسى يستحدبها: الموس آلة الحلاقة، يستحدبها أي يحلق بها.
(2)
الظلة من الدّبر: الظلة: ما يستظل به من الشمس كالسحاب ونحوه، والدبر- بفتح الدال المشددة وسكون الباء- النحل والزنابير ولا مفرد له.
(3)
البخاري- الفتح 6 (3045) .