الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحنان
الحنان لغة:
مصدر حنّ يحنّ حنانا وهو مأخوذ من مادّة (ح ن ن) الّتي تدلّ على الإشفاق والرّقّة وقد يكون ذلك مع صوت بتوجّع، وأصل الحنين ترجيع النّاقة صوتها إثر ولدها، ويقال منه حنّت المرأة على ولدها، قال الرّاغب: والحنين: النّزاع المتضمّن للإشفاق، يقال حنّت المرأة والنّاقة لولدها اشتاقت إليه وقد يكون مع ذلك صوت ولذلك يعبّر بالحنين عن الصّوت الدّالّ على النّزاع والشّفقة، أو متصوّر بصورته؛ وعلى ذلك حنين الجذع ولمّا كان الحنين متضمّنا للإشفاق، والإشفاق لا ينفكّ من الرّحمة عبّر عن الرّحمة به في نحو قوله سبحانه: وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا (مريم/ 13)، ومنه قيل: الحنّان المنّان، وحنانيك: إشفاقا لك بعد إشفاق وتثنيته كتثنية لبّيك وسعديك.
وقال الجوهريّ: الحنين الشّوق وتوقان النّفس. تقول منه: حنّ إليه يحنّ حنينا فهو حانّ، والحنان: الرّحمة، يقال منه: حنّ عليه يحنّ حنانا، والحنّان بالتّشديد: ذو الرّحمة، وتحنّن عليه:
الآيات/ الأحاديث/ الآثار
1/ 14/ 12
ترحّم، والعرب تقول: حنانك، وحنانيك يا ربّ بمعنى أي رحمتك، والحنّة رقّة القلب؛ عن كراع، وذكر ابن منظور: أنّ الحنان يكون بمعنى الرّحمة وبمعنى الرّزق، وبمعنى البركة، وبمعنى الهيبة، وبمعنى الوقار، ويكون أيضا بمعنى شدّة البكاء والطّرب، واستحنّ: استطرب وتحنّن عليه أي تعطّف «1» .
الحنّان من أسماء الله- عز وجل
-:
قال ابن الأعرابيّ: الحنّان بتشديد النّون بمعنى الرّحيم، وقال ابن الأثير: الحنّان الرّحيم بعباده، وهو فعّال من حنّ؛ للمبالغة، وقال أبو إسحاق: الحنّان في صفة الله تعالى ذو الرّحمة والتّعطّف، وقال الرّازيّ:
ومن صفاته تعالى: الحنّان وهو المتعطّف عليهم بالرّحمة، قال عكرمة في قوله تعالى وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا قال: رحمة، وقال مجاهد: تعطّف من الله، قال: وكان ابن عبّاس- رضي الله عنهما يقول، والله ما أدري ما الحنان؟ وروي عنه من طريق آخر أنّه قال: الحنان الرّحمة، وقد جاء الوصف على فعّال الدّالّة على المبالغة؛ لأنّ من شأنه التّعطّف بالرّحمة والتّحنّن «2» .
(1) انظر مفردات الراغب (133) ، ومقاييس اللغة (2/ 24) ، والنهاية لابن الأثير (1/ 542) ، والصحاح (5/ 2104) ، واللسان مادة «حنّ» (1029) ط. دار المعارف.
(2)
انظر المراجع السابقة، وكتاب الزينة للرازي (2/ 221) .