الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[حرف الذال]
الذكر
الذكر لغة:
تدور مادّة (ذ ك ر) حول معنيين: الأوّل الذّكورة ضدّ الأنوثة وما شابهها، والثّاني: الذّكر ضدّ النّسيان، يقول ابن فارس:(الذّال والكاف والرّاء) أصلان عنهما يتفرّع كلم الباب، فالمذكر الّتي ولدت ذكرا، والمذكار: الّتي تلد الذّكران عادة والأصل الآخر: ذكرت الشّيء، خلاف نسيته، ثمّ حمل عليه الذّكر باللّسان، ويقولون: اجعله منك على ذكر أي لا تنسه «1» .
والذّكر والذّكرى خلاف النّسيان، وكذلك الذّكرة، يقول الشّاعر:
أنّى ألمّ بك الخيال يطيف
…
ومطافه لك ذكرة وشعوف «2»
والذّكر يأتي بمعنى الحفظ للشّيء، وهو أيضا الشّيء يجري على اللّسان، ومنه قولهم ذكرت لفلان حديث كذا وكذا، أي قلته له. تقول: ذكره يذكره ذكرا وذكرا.
ومن المجاز: الذّكر: الصّيت يكون في الخير والشّرّ، والذّكر: الثّناء ويكون في الخير فقط
…
الآيات الأحاديث الآثار 174 73 16
ورجل مذكور أي يثنى عليه بخير، ومن المجاز؛ الذّكر: الشّرف، ومنه قوله تعالى وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ (الزخرف/ 44) أي القرآن شرف لك ولهم، وقوله تعالى: وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (الشرح/ 4) أي شرفك.
كما يطلق الذّكر على معان أخر منها: الصّلاة لله تعالى، والدّعاء إليه، ويطلق أيضا على الطّاعة، والشّكر، والدّعاء، والتّسبيح، وقراءة القرآن، وتمجيد الله وتهليله وتسبيحه والثّناء عليه بجميع محامده، والذّكر أيضا: الكتاب الّذي فيه تفصيل الدّين ووضع الملل، وكلّ كتاب من الأنبياء ذكر، ومنه قوله تعالى إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (الحجر/ 9) ، وحمل على خصوص القرآن وحده أيضا «3» .
وقيل: الذّكر: ما ذكرته بلسانك وأظهرته.
والذّكر بالقلب، يقال: ما زال منّي على ذكر: أي لم أنسه «4» والذّكرى: كثرة الذّكر، وهو أبلغ من الذّكر، قال تعالى: رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ (ص/ 43) وقال أيضا: وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ والتّذكرة: ما يتذكّر به الشّيء وهو أعمّ من
(1) المقاييس (2/ 358) .
(2)
الصحاح (2/ 664)، وانظر اللسان «ذكر» . والشّعوف: الولوع بالشيء حتّى لا يعدل عنه.
(3)
تاج العروس للزبيدي (6/ 376- 378) ، وقارن باللسان «ذكر» ، والقاموس المحيط (2/ 36) .
(4)
اللسان «ذكر» (4/ 308)(ط. بيروت) .