الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عمرو: أبو عبس بن جبر، والحارث بن أوس، وعبّاد بن بشر، قال عمرو: جاء معه برجلين، فقال: إذا ما جاء فإنّي قائل بشعره فأشمّه، فإذا رأيتموني استمكنت من رأسه فدونكم فاضربوه. وقال مرّة: ثمّ أشمّكم. فنزل إليهم متوشّحا وهو ينفخ منه ريح الطّيب، فقال: ما رأيت كاليوم ريحا- أي أطيب- وقال غير عمرو: قال عندي أعطر نساء العرب، وأكمل العرب. قال عمرو فقال: أتأذن لي أن أشمّ رأسك؟ قال: نعم. فشمّه، ثمّ أشمّ أصحابه. ثمّ قال: أتأذن لي؟، قال: نعم. فلمّا استمكن منه، قال:
دونكم. فقتلوه. ثمّ أتوا النّبيّ صلى الله عليه وسلم فأخبروه) * «1» .
الأحاديث الواردة في (الرجولة) معنى
13-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بسيسة عينا «2» ينظر ما صنعت عير أبي سفيان «3» . فجاء وما في البيت أحد غيري وغير رسول الله صلى الله عليه وسلم. (قال: لا أدري ما استثنى بعض نسائه) قال: فحدّثه الحديث. قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلّم. فقال: «إنّ لنا طلبة «4» فمن كان ظهره «5» حاضرا فليركب معنا» فجعل رجال يستأذنونه في ظهرانهم «6» في علو المدينة. فقال: «لا.
إلّا من كان ظهره حاضرا» فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه. حتّى سبقوا المشركين إلى بدر، وجاء المشركون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«لا يقدّمنّ أحد منكم إلى شيء حتّى أكون أنا دونه «7» » . فدنا المشركون. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قوموا إلى جنّة عرضها السّماوات والأرض» . قال: يقول عمير ابن الحمام الأنصاريّ: يا رسول الله جنّة عرضها السّماوات والأرض؟. قال:
«نعم» . قال: بخ بخ «8» . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما يحملك على قولك بخ بخ» ؟ قال: لا. والله يا رسول الله إلّا رجاءة «9» أن أكون من أهلها. قال: «فإنّك من أهلها» . فأخرج تمرات من قرنه «10» . فجعل يأكل منهنّ. ثمّ قال: لئن أنا حييت حتّى آكل تمراتي هذه إنّها لحياة طويلة. قال فرمى بما كان معه من التّمر، ثمّ قاتلهم حتّى قتل) * «11» .
14-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت: جلس إحدى عشرة امرأة. فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهنّ شيئا. قالت الأولى:
زوجي لحم جمل غثّ «12» . على رأس جبل وعر. لا
(1) البخاري- الفتح (4037) .
(2)
عينا: أي متجسسا ورقيبا.
(3)
عير أبي سفيان: هي الدواب التي تحمل الطعام وغيره.
(4)
طلبة: أي شيئا نطلبه.
(5)
ظهره: الظهر: الدواب التي تركب.
(6)
ظهرانهم: أي مركوباتهم.
(7)
حتى أكون أنا دونه: أي قدامه متقدما في ذلك الشيء.
(8)
بخ بخ: كلمة تطلق لتفخيم الأمر وتعظيمه في الخير.
(9)
إلا رجاءة: أي والله ما فعلته لشيء إلا رجاء أن أكون من أهلها.
(10)
قرنه: أي جعبة النشاب.
(11)
مسلم (1901) .
(12)
غث: قال أبو عبيد وسائر أهل الغريب والشرح: المراد بالغث المهزول.
سهل فيرتقى. ولا سمين فينتقل. قالت الثّانية:
زوجي لا أبثّ خبره «1» . إنّي أخاف أن لا أذره. إن أذكره أذكر عجره وبجره «2» . قالت الثّالثة: زوجي العشنّق «3» . إن أنطق أطلّق. وإن أسكت أعلّق. قالت الرّابعة: زوجي كليل تهامة «4» لا حرّ ولا قرّ. ولا مخافة ولا سآمة. قالت الخامسة: زوجي إن دخل فهد «5» وإن خرج أسد. ولا يسأل عمّا عهد
…
الحديث) * «6» .
15-
* (عن سليمان بن عمرو بن الأحوص رضي الله عنه قال: حدّثني أبي، أنّه شهد حجّة الوداع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه وذكّر ووعظ. فذكر في الحديث قصّة فقال: «ألا واستوصوا بالنّساء خيرا، فإنّما هنّ عوان «7» عندكم ليس تملكون منهنّ شيئا غير ذلك، إلّا أن يأتين بفاحشة مبيّنة، فإن فعلن فاهجروهنّ في المضاجع واضربوهنّ ضربا غير مبرّح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهنّ سبيلا. ألا إنّ لكم على نسائكم حقّا، ولنسائكم عليكم حقّا. فأمّا حقّكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذنّ في بيوتكم لمن تكرهون. ألا وحقّهنّ عليكم أن تحسنوا إليهنّ في كسوتهنّ وطعامهنّ» ) * «8» .
16-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القويّ «9» خير وأحبّ إلى الله من المؤمن الضّعيف، وفي كلّ خير احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أنّي فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله، وما شاء فعل. فإنّ لو تفتح عمل الشّيطان» ) * «10» .
17-
* (عن أبي برزة الأسلميّ- رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان في مغزى له فأفاء الله عليه، فقال لأصحابه:«هل تفقدون من أحد» . قالوا: نعم، فلانا وفلانا وفلانا. ثمّ قال:«هل تفقدون من أحد؟» . قالوا: نعم، فلانا وفلانا وفلانا. ثمّ قال:«هل تفقدون من أحد؟» . قالوا: لا. قال: «لكنّي أفقد جليبيبا فاطلبوه» . فطلب في القتلى فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثمّ قتلوه. فأتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فوقف
(1) لا أبث خبره: أي لا أنشره وأشيعه.
(2)
عجره وبجره: المراد بهما عيوبه.
(3)
زوجي العشنق: العشنق هو الطويل، ومعناه ليس فيه أكثر من طول بلا نفع.
(4)
زوجي كليل تهامة: هذا مدح بليغ، ومعناه ليس فيه أذى بل هو راحة ولذاذة عيش كليل تهامة.
(5)
زوجي إن دخل فهد: هذا أيضا مدح، فقولها فهد، تصفه إذا دخل البيت بكثرة النوم والغفلة في منزله عن تعهد ما ذهب من متاعه وما بقي، وشبهته بالفهد لكثرة نومه، يقال أنوم من فهد، وهو معنى قولها ولا يسأل عما عهد، أي لا يسأل عما كان عهده في البيت من ماله ومتاعه، وإذا خرج أسد وهو وصف له بالشجاعة، ومعناه إذا صار بين الناس أو خالط الحرب كان كالأسد، يقال: أسد واستأسد.
(6)
البخاري- الفتح 9 (5189) ، ومسلم (2448) واللفظ له.
(7)
فإنما هن عوان: أي أسرى أو كالأسرى، المفرد: عانية وهي الأسيرة، قال ابن سيده: العواني النساء لأنهن يظلمن فلا ينتصرن.
(8)
الترمذي (1163) وقال: هذا حديث حسن صحيح، والحديث أصله في مسلم من حديث جابر- رضي الله عنه (1218) .
(9)
المؤمن القوي خير: المراد بالقوة هنا، عزيمة النفس والقريحة في أمور الآخرة، فيكون صاحب هذا الوصف أشد عزيمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والصبر على الأذى في ذلك وأرغب في الصلاة والصوم وسائر العبادات ونحو ذلك.
(10)
مسلم (2664) .