الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَفِي آخرهَا وَمِمَّا يجب أَن يعلم الْمولى أَن أرزاق أَرْبَاب العمائم فِي دولته إقطاعا وراتبا يتَجَاوَز مئتي ألف دِينَار بِشَهَادَة الله وَرُبمَا كَانَت ثَلَاث مئة ألف دِينَار
وَفِي الرقعة بالخط الصلاحي وقفت على رقْعَة القَاضِي الْفَاضِل وَمَا نقطع لأحد رزق إِن شَاءَ الله تَعَالَى بل هِيَ علالات نَحن مثل الْغَرِيم المنكسر نرضى لذا بِمَال ذَا وعَلى الْجُمْلَة مَا تقدّمت بِقطع رزق أحد وَقد علمت فِيهَا اكْتُبْ فِيهَا الَّذِي لَهما ولغيرهما إِن شَاءَ الله تَعَالَى
كَانَ فِي آخر الرقعة ذكر الْجمال الْحَنَفِيّ وَكَأَنَّهُ كَانَ لَهُ مثل حَاجَة الْجُوَيْنِيّ رحم الله الْكل أَجْمَعِينَ إِن شَاءَ الله تَعَالَى
ثمَّ دخلت سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخمْس مئة
قَالَ الْعِمَاد وَالسُّلْطَان فِي عكا نَافِذ الْأَمر نابه الْقدر فأحكم أمرهَا وكشف ضرها واستحضر جمَاعَة من مصر يحمي بهم الثغر فَمَا انْفَصل حَتَّى وصلوا وَاتبعُوا أمره وامتثلوا وَتقدم بهاء الدّين قراقوش بإتمام العمارات وَولى حسام الدّين بِشَارَة وعول عَلَيْهِ فِي الْولَايَة وَالْحِفْظ والحماية
وَقَالَ القَاضِي ابْن شَدَّاد أَقَامَ بعكا مُعظم الْمحرم يصلح
أحوالها ورتب فِيهَا بهاء الدّين قراقوش واليا وَأمره بعمارة السُّور والإطناب فِيهِ وَمَعَهُ حسام الدّين بِشَارَة وَسَار يُرِيد دمشق فَدَخلَهَا مستهل صفر
قَالَ الْعِمَاد وَولى مَمْلُوكه فَارس الدّين كشتفدي شهرزور وأعمالها وَكَانَ قد تزوج بأخت عز الدّين حسن بن يَعْقُوب بن قفجاق فولاه ذَلِك لقرب الْولَايَة القفجاقية من الشهرزورية وَقصد حُصُول المناصرة بِحكم الْمُصَاهَرَة
قَالَ وَحكم السُّلْطَان بدر الدّين مودودا فِي ولَايَة دمشق وجدد لَهُ منشورا بإنشائي وَفِيه وَقد قلدناه أَمر دمشق وجهاتها وأعمالها والحشري والزكوات وكل مَا يجْرِي فِي الدِّيوَان وَمَا يبْتَاع للخزانة وَولَايَة المرج والغوطة وَمَا يُضَاف إِلَيْهَا من الْأَعْمَال وَولَايَة الْجَبَل ووادي بردى ويبوس وتولي الشحنكيات وَحفظ الطرقات
ثمَّ رَحل السُّلْطَان إِلَى طبرية فألحقها بمعدلته العمرية ثمَّ وصل وَأقَام بِدِمَشْق شهر صفر وَوجه الدّين بِهِ قد سفر وَعز من آمن وذل من كفر وَبَدَأَ بِحُضُور دَار الْعدْل وَحكم بِالشَّرْعِ المطهر
وَوصل فِي ثَانِي عشر صفر رَسُول الدِّيوَان ضِيَاء الدّين عبد الْوَهَّاب بن سكينَة والوزير يَوْمئِذٍ معز الدّين بن حَدِيدَة
يَأْمر بِالْخطْبَةِ لوَلِيّ الْعَهْد عدَّة الدّين أبي نصر مُحَمَّد ابْن الإِمَام النَّاصِر فَاسْتَقْبلهُ السُّلْطَان وَأَوْلَاده وأمراؤه وأجناده وخطب لَهُ بذلك يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشر صفر خطيب دمشق ضِيَاء الدّين أَبُو الْقَاسِم عبد الْملك بن زيد الدولعي فَلَمَّا انْقَضتْ الْخطْبَة وَعَاد الرَّسُول سير السُّلْطَان مَعَه رَسُوله ضِيَاء الدّين الْقَاسِم بن يحيى الشهرزوري وسيرت مَعَه الْهَدَايَا والتحف السنايا وأسارى الفرنج الفوارس وعددها النفائس وتاج ملكهم السليب والملبوس وَالطّيب والصليب وَهُوَ الَّذِي كَانَ فَوق قبَّة الصَّخْرَة المقدسة ليدل على تَطْهِير مَا كَانَ هُنَاكَ من الْأَسْبَاب المدنسة وَسَار الضياآن رسولهم وَرَسُول السُّلْطَان ودخلا بَغْدَاد وأسارى الفرنج على هيئتها يَوْم قراعها راكبة حصنها فِي طوارقها وبيارقها وأدراعها قد نكست بنودها وأتعست أنوفها وهيئت على هَيْئَة فتوحنا حتوفها
قلت وَقَالَ ابْن القادسي قدم ابْن الشهرزوري وَمَعَهُ صَلِيب الصلبوت الَّذِي تعظمه النَّصَارَى فَدفن تَحت عتبَة بَاب النوبى الشريف يبين مِنْهُ شَيْء قَلِيل وَكَانَ من نُحَاس وَقد طلي بِالذَّهَب فَجعل يداس بالأرجل ويبصق النَّاس عَلَيْهِ وَذَلِكَ فِي سادس عشر ربيع الآخر