الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مَا سَلامَة سلطانهم ونصرة كلمة إِيمَانهم وَدَلَائِل الْخَيْر لَا تخفى وَقد يقْرَأ الْكتب وَمَا يلمح قَارِئهَا مِنْهَا حرفا وتصور النَّاس الْأَمر الَّذِي وقاهم الله شَره وكفاهم أمره
فصل فِي بَاقِي حوادث هَذِه السّنة بمرج عكا وَغَيره
قَالَ الْعِمَاد وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث رَمَضَان أَخذ أَصْحَابنَا بعكا مركبا للفرنج إِلَى صور مقلعا محتويا على ثَلَاثِينَ رجلا وأمرأة وَاحِدَة ورزمة من الْحَرِير وَجَاءَت حظوة حلوة وغنيمة صفوة وَقد كَانَ انْكَسَرَ نشاطهم وانقبض انبساطهم فَلَمَّا عثروا بالمركب انتعشوا وصاروا يخرجُون وَيقْتلُونَ ويجرحون وَيُمْسُونَ على الْقِتَال ويصبحون وَنَدم الفرنج على تِلْكَ الْحَرَكَة فَإِنَّهَا أفضت بهم إِلَى الهلكة فَإِنَّهُم مَا داموا رابضين وعَلى يَد الصَّبْر قابضين يتَعَذَّر الْوُصُول إِلَيْهِم وَالدُّخُول عَلَيْهِم
وَفِي بعض الْكتب إِلَى بعض الْأَطْرَاف والمرجو من الله سُبْحَانَهُ تَحْرِيك همم الْمُؤمنِينَ فِي تسكين ثائرهم وتخريب عامرهم وَمَا دَامَ الْبَحْر يمدهُمْ وَالْبر لَا يصدهم فبلاء الْبِلَاد بهم دَائِم وَمرض الْقُلُوب بأدوائهم ملازم فَأَيْنَ حمية الْمُسلمين ونخوة أهل الدّين وغيرة أهل الْيَقِين
وَمَا يَنْقَضِي عجبنا من تظافر الْمُشْركين وقعود الْمُسلمين فَلَا
ملبي مِنْهُم لمناد وَلَا مثقف لمناد فانظروا إِلَى الفرنج أَي مورد وردوا وَأي حشد حشدوا وَأي ضَالَّة نشدوا وَأي نجدة أنجدوا وأية أَمْوَال غرموها وأنفقوها وجدات جمعوها وتوزعوها فِيمَا بَينهم وفرقوها وَلم يبْق ملك فِي بِلَادهمْ وجزائرهم وَلَا عَظِيم وَلَا كَبِير من عظمائهم وأكابرهم إِلَّا جارى جَاره فِي مضمار الانجاد وبارى نَظِيره فِي الْجد وَالِاجْتِهَاد واستقلوا فِي صون ملتهم بذل المهج والأرواح وأمدوا أجناسهم الأنجاس بأنواع السِّلَاح مَعَ أكفاء الكفاح وَمَا فعلوا مَا فعلوا وَلَا بذلوا مَا بذلوا إِلَّا لمُجَرّد مُتَّصِلَة مَعَ بَعْضهَا الحمية لمتعبدهم والنخوة لمعتقدهم
وَلَيْسَ أحد من الفرنجية يستشعر أَن السَّاحِل إِذا ملك وَرفع فِيهِ حجاب عزهم وهتك يخرج بلد عَن يَده وتمتد يَد إِلَى بَلَده
والمسلمون بِخِلَاف ذَلِك قد وهنوا وفشلوا وغفلوا وكسلوا ولزموا الْحيرَة وعدموا الْغيرَة وَلَو انثنى - وَالْعِيَاذ بِاللَّه - للاسلام عنان أَو خبا سنا ونبا سِنَان لما وجد فِي شَرق الْبِلَاد وغربها وَبعد الْآفَاق وقربها من لدين الله يغار وَمن لنصرة الْحق على الْبَاطِل يخْتَار
وَهَذَا أَوَان رفض التواني واستدناء أولي الحمية من الأقاصي والأداني على أَنا بِحَمْد الله لنصره راجون وَله باخلاص السِّرّ وسر الاخلاص مناجون وَالْمُشْرِكُونَ - بِإِذن الله - هالكون والمؤمنون آمنون ناجون