الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل فِي نُسْخَة الْكتاب إِلَى ملك الْمغرب والهدية
العنوان بَلَاغ إِلَى مَحل التَّقْوَى الطَّاهِر ومستقر حزب الله الظاهرمن الْمغرب أَعلَى الله بِهِ كلمة الايمان وَرفع بِهِ منار الْبر والاحسان
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم الْفَقِير إِلَى رَحْمَة ربه يُوسُف بن أَيُّوب أما بعد فَالْحَمْد لله الْمَاضِي المشية الممضي الْقَضِيَّة الْبر بالبرية الحفي بالحنيفية الَّذِي اسْتعْمل عَلَيْهَا من استعمر بِهِ الأَرْض وأغنى من أَهلهَا من سَأَلَهُ الْقَرْض وأجزل أجر من أجْرى على يَده النَّافِلَة وَالْفَرْض وزان سَمَاء الْملَّة بدراري الذَّرَارِي الَّتِي بَعْضهَا من بعض
وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد الَّذِي أنزل عَلَيْهِ كتابا فِيهِ الشِّفَاء والتبيان وَبنى الْإِسْلَام بأمته الَّتِي شبهها صَاحبهَا بالبنيان وعَلى آله وَصَحبه الَّذين اصطفاهم وطهرهم ونصروه وظاهروا رَسُوله صلى الله عليه وسلم فنصرهم وأظهرهم وَيسر بهم السَّبِيل ثمَّ السَّبِيل يسرهم وَإِن الله بهم لذُو فضل على النَّاس وَلَكِن أَكْثَرهم {رَبنَا اغْفِر لنا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذين سبقُونَا بِالْإِيمَان وَلَا تجْعَل فِي قُلُوبنَا غلا للَّذين آمنُوا رَبنَا إِنَّك رؤوف رَحِيم}
وَهَذِه التَّحِيَّة الطّيبَة الْكَرِيمَة الصيبة الْوَاجِبَة الرَّد الْمُوجبَة
للقصد العذبة الْورْد المتنفسة عَن العنبر الْورْد وقادة على دَار الْملك ومدار النّسك وَجل الْجَلالَة وأصل الْأَصَالَة وَرَأس الرياسة وَنَفس النفاسة وَحكم الحكم وَعلم الْعلم وقائم الدّين وقيمه ومقدم الْإِسْلَام ومقدمه ومقتضي دين الدّين ومثبت الْمُتَّقِينَ على الْيَقِين ومعلي الْمُوَحِّدين على الْمُلْحِدِينَ أدام الله لَهُ النُّصْرَة وجهز بِهِ الْعسرَة ورد لَهُ الكرة وَبسط لَهُ بَاعَ الْقُدْرَة وأوثق بِهِ حَبل الألفة ومهد لَهُ دَرَجَات الغرفة وعرفه فِي كل مَا يعتزمه صنعا جزيلا جميلا ولطفا خفِيا جَلِيلًا وَيسر عَلَيْهِ فِي سَبيله كل مَا هُوَ أَشد وطأ وأقوم قيلا
تَحِيَّة استنير مِنْهَا الْكتاب واستثيب عَنْهَا الْجَواب وحفز لَهَا حافزان أَحدهمَا شوق قديم كَانَ مطل غَرِيمه مُمكنا إِلَى أَن تيَسّر الْأَسْبَاب وَالْآخر مرام عَظِيم مَا كره إِذا استفتحت بِهِ الْأَبْوَاب وَكَانَ وَقت المواصلة وموسم الْمُكَاتبَة هناءة بِفَتْح الْبَيْت الْمُقَدّس وَسُكُون الْإِسْلَام مِنْهُ إِلَى المقيل والمعرس وَمَا فتح الله للاسلام من الثغور وَمَا شرح لأَهله من الصُّدُور وَمَا أنزلهُ عَلَيْهِم من النُّور وَلم يخل الْمُسلمُونَ فِيهِ من دعوات أسرار ذَلِك الصَّدْر وملاحظات أنوار ذَلِك الْبَدْر ومطالعات تِلْكَ الْجِهَة الَّتِي هِيَ وَإِن كَانَت غربية فَإِن الغرب مستودع الْأَنْوَار وكنز دِينَار الشَّمْس
ومصب أَنهَار النَّهَار وَمن جَانِبه يَأْتِي سُكُون اللَّيْل ومستروح الْأَسْرَار وَعنهُ {يقلب الله اللَّيْل وَالنَّهَار إِن فِي ذَلِك لعبرة لأولي الْأَبْصَار}
وَلم تتأخر الْمُكَاتبَة إِلَّا ليتم الله مَا بَدَأَ من فَضله وليفتح بَقِيَّة مَا لم يَنْقَطِع بتقطع يَد الشّرك من حبله والمفتتح بيد الله من الشَّام مدن وأمصار وبلاد كبار وصغار وثغور وقلاع كَانَت للشرك معاقل وللإسلام معاقر ولبني الْكفْر مصانع ولبني الْإِسْلَام مصَارِع وَالْبَاقِي بيد الْكفْر مِنْهَا ثغرا طرابلس وصور ومدينة أنطاكية يسر الله أمرهَا وَفك من يَد الْكفْر أسرها وَإِذا أَمن الْمُؤمن على هَذِه الدعْوَة رُجي ايجابها وَمَا يتَأَخَّر من الله سُبْحَانَهُ جوابها
فالدعاء أحد السلاحين وَمَعَ النِّيَّة يطير إِلَى وَكره من السَّمَاء بجناحين بعد أَن كسر الْعَدو الكسرة الَّتِي لم يجْبر بعْدهَا وألجئ إِلَى حصونه الَّتِي للحصر أعدهَا وَكَانَ يَوْمهَا كَرِيمًا ولطف الله فِيهَا عَظِيما قَضَت كل حَاجَة فِي النَّفس وأغنت الْمُسلمين فَأَما الْعَدو بعد يَوْمهَا فَكَأَن لم يغن بالْأَمْس وَكَانَت على أثر غزوات قبلهَا فَمَا الظَّن بالمجهزة بعد النكس
وَلم يُؤَخر فتح الْبِلَاد بعْدهَا إِلَّا أَن فرع الْكفَّار بِالشَّام استصرخ بِأَصْل الْكفَّار من الغرب فأجابوهم رجَالًا وفرسانا وشيبا وشبانا
وزرافات ووحدانا وَبرا وبحرا ومركبا وظهرا وركبوا إِلَيْهِم سهلا ووعرا وبذلوا ماعونا وذخرا وَمَا احتاجوا ملوكا ترتادهم وَلَا أرسانا تقتادهم بل خرج كل يُلَبِّي دَعْوَة بطركه وَلَا يحْتَاج إِلَى عَزمَة ملكه
وَخرجت لَهُم عدَّة مُلُوك أقفلت العجمة على أسمائها وَأَتَتْ العزمة بِحَمْد الله على أشخاصها عِنْد لقائها وَمِنْهُم ملك الألمان خرج فِي جموع بَريَّة من الله تَعَالَى بَريَّة مَلَأت الفجاج وازدحمت فَمَا نفذها العجاج وَمِنْهُم من ركب ثبج الْبَحْر فَركب الأجاج العجاج وامتطى من الْبَحْر مَتنه الرجاج لينصر دينا مشبه الزّجاج يقبل الْكسر وَلَا يسْرع إِلَيْهِ الْجَبْر وراكب ذَلِك الدّين كراكب الْبَحْر بِلَا سَاحل سَلامَة وَإِلَى قاع كفر
وجلب الْكفَّار إِلَى المحصورين بِالشَّام كل مجلوب وملؤوا عَلَيْهِم ثغرتهم من كل مَطْلُوب مَا بَين أقوات وأطعمة وآلات وأسلحة وشكة وجنة وحديد مَضْرُوب وزبرة ونقدي ذهب وَفِضة إِلَى أَن شحنوا بِلَادهمْ رجَالًا مقاتلة وذخائر للعاجلة من حربهم والآجلة لَا تشرق شارقة إِلَّا طلعت على الْعَدو من الْبَحْر طالعة تعوض من الرِّجَال من قتل وتخلف من الزَّاد مَا أكل فهم كل يَوْم فِي حُصُول زِيَادَة ووفور مَادَّة وَقد هان عَلَيْهِم موقع
الْحصْر وَأَعْطَاهُمْ الْبَحْر مَا مَنعهم الْبر وبطروا لما كَثُرُوا ونظروا فِي أَنهم لَا يَسْتَطِيعُونَ أَن يلْقوا أَو يصحروا ويستطيعون أَن يحصروا على أَن ينحصروا
ونزلوا على عكا بِحَيْثُ يمدهُمْ الْبَحْر بإمداده ويصل إِلَى الْمقَاتل مَا يَحْتَاجهُ من أسلحته وأزواده وبمن تكْثر بِهِ من مقاتلته وأجناده فَانْقَطَعت مَادَّة عكا من الْبَحْر وحصرنا منازليهم من الْعَدو من جِهَة جَانب الْبر فخندقوا على نُفُوسهم وحثوا تُرَاب المصارع على رؤوسهم وعقدت عدتهمْ مئة الف أويزيدون كلما أفناهم الْقَتْل أخلفتهم النجدة فكأنهم بعد الْمَمَات يعودون
فاهتممنا بعمارة بحريّة لَقينَا عمارتهم بهَا فنفذت عمارتنا إِلَى الثغر وأوصلت إِلَيْهِ الأقوات الَّتِي حمل مِنْهَا الْبَحْر مَا لَا يحملهُ الظّهْر والأسلحة الَّتِي أمضاها الله عز وجل بيد الْإِسْلَام فِي صدورالكفر وَمَا لَقينَا عمَارَة الْعَدو بأوفر مِنْهَا عدَّة فعد مراكبهم كَبِير وَلَكِن بأصدق مِنْهَا عَزمَة والقليل مَعَ الْعَزْم الصَّادِق كثير
وَاسْتمرّ مقَام الْعَدو محاصرا للثغر محصورا منا اشد الحصرلا يَسْتَطِيع قتال الثغر لأَنا من خَلفه وَلَا يَسْتَطِيع الْخُرُوج إِلَيْنَا خوفًا من حتفه وَلَا نستطيع نَحن الدُّخُول إِلَيْهِ لِأَنَّهُ قد سور وَخَنْدَق وحاجز من وَرَاء الحجرات وأغلق
وَلما خرج ملك الألمان بحشده وسمعته الَّتِي هِيَ مِنْهُ أحشد
وَعَاد جَيْشه الملعون على رسم قديم إِلَى الشَّام فَكَانَ الْعود لأمة أَحْمد صلى الله عليه وسلم أَحْمد قويت فِيهِ نُفُوسهم وجمحت بِهِ رؤوسهم وظنوا أَنه يزعجنا من مجثمنا ويخرجنا من مخيمنا فَبَعَثنَا إِلَيْهِ من يلقاه بعساكرنا الشمالية فسلك ذَات الشمَال متوعرا فِيهَا محتجزا عَن لقائها مظْهرا أَنه صريع دَاء وَمَا بِهِ غير دائها
وَكَانَ أَبوهُ الطاغية ملك الألمان شيبَة اللَّعْن اللعين قَائِد جَيْشه إِلَى سجن سِجِّين قد هلك فِي طَرِيقه غرقا وخاض المَاء فخاضه المَاء شرقا وَبَقِي لَهُ ولد هُوَ الْآن الْمُقدم الْمُؤخر وقائد الْجمع المكسر وَرُبمَا وصلهم إِلَى عكا فِي الْبَحْر تهيبا أَن يسْلك الْبر وَلَو سبق أَصْحَابنَا إِلَى عَسَاكِر الألمان قبل دُخُولهَا إِلَى أنطاكية لأخذوه أخذا سَرِيعا وَسبق مَاء بَحر سيوفهم إِلَى أَن يكون الطاغية فِيهِ لَا فِي النَّهر صَرِيعًا وَلَكِن لله الْمَشِيئَة فِي الْبَريَّة والطاغية إِنَّمَا يمشي إِلَى البلية فانه لَوْلَا احتجاز مقيمهم بالخنادق واجتياز واصلهم بالمضائق لَكَانَ لنا وَلَهُم شان وَكَانَ ليومنا فِي النُّصْرَة الْكُبْرَى بحول الله ثَان لَا يثنيه من الْعَدو ثَان
وَلما كَانَت حَضْرَة سُلْطَان الْإِسْلَام وقائد الْمُجَاهدين إِلَى دَار السَّلَام أولى من توجه إِلَيْهِ الْإِسْلَام بشكواه وبثه واستعان بِهِ على حماية نَسْله وحرثه وَكَانَت مساعيه ومساعي سلفه فِي الْجِهَاد الغر المحجلة المؤمرة المؤملة الكاسفة لكل معضلة الكاشفة لكل مشكلة الْأَخْبَار بذلك سائرة والْآثَار ظَاهِرَة والصحف عَنهُ باسمه وَالسير بِهِ معلمة وعالمة وكل بجهاده قد سكن إِلَّا السيوف فِي أغمادها
وَقد أَمن إِلَّا كلمة الْكفْر فِي بلادها لَا يزَال فِي سَبِيل الله غاديا ورائحا ومواجها ومكافحا ومماسيا ومصابحا يجوز لجة الْبَحْر بالمجاهدين ملوكا على الأسرة وغزاة تصافح وجوهها السيوف فَلَا تخمد نور الأسرة يذود الْفرق الْكَافِرَة وَلَو ترك سَبِيلهَا لملأ قراره كل وَاد و {كلما أوقدوا نَارا للحرب أطفأها الله} ولولاه لأخمدوا شرار كل زناد
كَانَ المتوقع من تِلْكَ الدولة الْعَالِيَة والعزمة الغادية مَعَ الْقُدْرَة الوافية والهمة المهدية الهادية أَن يمد غرب الْإِسْلَام الْمُسلمين بِأَكْثَرَ مِمَّا أمد بِهِ غرب الْكفَّار الْكَافرين فيملأها عَلَيْهِم جواري كالأعلام ومدنا فِي اللجج سوائر كَأَنَّهَا اللَّيَالِي مقلعة بِالْأَيَّامِ تطلع علينا معشر الْإِسْلَام آمالا وتطلع على الْكفَّار آجالا وتردنا إِمَّا جملَة وَإِمَّا أَرْسَالًا مسومة تمدها مَلَائِكَة مسومة ومعلمة تقدم حيازيمها إقدام حيزوم تحث أَصْحَابه الحزمة وَإِنَّمَا هِيَ مِنْهُ عَزمَة كَانَت تعين أَصْحَاب الميمنة على أَصْحَاب المشأمة وَكلمَة كَانَت تنفخ الرّوح فِي الْكَلِمَة وَلما استبطئت ظن أَنَّهَا توقفت على الاستدعاء فصرخنا بِهِ فِي هَذِه التَّحِيَّة فقد تحفل السَّحَاب
وَلَا تمطر إِلَى أَن تحركها أَيدي الرِّيَاح وَقد ينزل الله النُّصْرَة فَلَا تظهر إِلَى أَن تضرع إِلَيْهَا أَلْسِنَة الصفاح
وسير لحضور مَجْلِسه الأطهر وَمحله الْأَنْوَار الْأَمِير الْأَجَل الْمُجَاهِد الْأمين الْأَصِيل شمس الدّين ثِقَة الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمين سفير الْمُلُوك والسلاطين أَبُو الحزم عبد الرَّحْمَن ابْن منقذ كتب الله سَلَامَته وَأحسن صحابته وَمَا اختير للوفادة إِلَّا من هُوَ أَهلهَا وَلَا حمل الْوَدِيعَة إِلَّا من هُوَ محلهَا وَلَا بعث لنهج الصِّلَة إِلَّا من هُوَ مفتاحها ولأداء الْأَمَانَة إِلَّا من هُوَ قفلها
وَمهما استوضح مِنْهُ وَسُئِلَ عَنهُ فَإِنَّهُ على نَفسه بَصِيرَة وَمن الْبَيَان ذُو ذخيرة وَفِي الْعَرَبيَّة ذُو بَيت وعشيرة والمشاهدة لَهُ أوصف على أَن تِلْكَ الْجَلالَة رُبمَا ذعرت الْبَيَان فأخلف وَمَا أجدره بِأَن يُصَادف بسطة على بساطه ونظرا يَأْذَن لَهُ فِي القَوْل على اختصاره وتوسطه وإفراطه فَكل هُوَ بِهِ واف وكل هُوَ للفهم الْكَرِيم كَاف وَالله تَعَالَى يَجْعَل هَذِه العزمة منا فِي استنهاض العزمة مِنْهُ بَالِغَة مبلغا يسر أهل دينه ويوزعهم بهَا اقْتِضَاء دُيُونه من الَّذين اتَّخذُوا إِلَهًا من دونه
وَالسَّلَام الصَّادِر عَن الْقلب السَّلِيم والود الصميم والعهد الْكَرِيم على حَضْرَة الْكَرم الْعلية وسدة السِّيَادَة الجلية سَلام مَوَدَّة
مَا وَفد الْعَرَب قبلهَا ورسالة مَا خطرت إِلَى أَن بعثت وَرَاءَهَا الْمحبَّة رسلها وَليصل السَّلَام رحمه الله وَبَرَكَاته ورضوانه وتحياته إِن شَاءَ الله تَعَالَى
وَكتب فِي شعْبَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخمْس مئة وَالْحَمْد لله وَحده وصلواته على سيدنَا مُحَمَّد نبيه وَآله وَسَلَامه
الْهَدِيَّة ختمة كَرِيمَة فِي ربعه مخيشة مسك ثَلَاث مئة مِثْقَال عنبر عشر قلائد عَددهَا سِتّ مئة حَبَّة عود فِي سفط عشرَة أُمَنَاء دهان بِلِسَان مئة دِرْهَم وَاحِدَة قسي بأوتارها مئة وقوسان سروج عشرُون نصول سيوف هندية عشرُون نشاب ياسج خَاص مريش كَبِير ومتوسط ضمن صندوقي خشب مجلدة محددة سبع مئة سهم
وَكَانَ إقلاعه من الاسكندرية فِي شيني عِمَارَته مئة وَعِشْرُونَ فِي ثَالِث عشر رَمَضَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخمْس مئة وَوصل إِلَى اطرابلس أول الْبِلَاد فِي الْخَامِس وَالْعِشْرين من شَوَّال وَأقَام بهَا إِلَى ثامن ذِي الْقعدَة وَتوجه إِلَى الْبِلَاد وَكَانَ الِاجْتِمَاع بالوزير أبي يحيى أبي بكر أبي مُحَمَّد ابْن الشَّيْخ أبي حَفْص وَدفع كتاب