الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(لما ملكت حصون أنطاكية
…
يئس الصَّلِيب وَحزبه من مظهر)
(أرديت كل مثلث متكبر
…
بموحد متواضع فمكبر)
(برزت إِلَى برزيه عزمتك الَّتِي
…
مدت يدا عَن مطلب لم يقصر)
(فتناولته بأيدها من باذخ
…
فِي الْأُفق ذِي مثل يروع مسير)
(فأنهد لصور فَهِيَ أحسن صُورَة
…
فِي هيكل الدُّنْيَا بَدَت لمصور)
(مَا سور صور عَاصِم مِنْهُ وَهل
…
سور المعاصم عَاصِم لمسور)
فصل فِي فتح حصن دربساك
قَالَ القَاضِي ابْن شَدَّاد ثمَّ سَار السُّلْطَان حَتَّى أَتَى جسر الْحَدِيد وَأقَام عَلَيْهِ أَيَّامًا وَسَار حَتَّى نزل على دربساك يَوْم الْجُمُعَة ثامن شهر رَجَب وَهِي قلعة منيعة قَرِيبه من أنطاكية يسر الله فتحهَا فَنزل عَلَيْهَا وقاتلها قتالا شَدِيدا بالمنجنيقات وضايقها مضايقة عَظِيمَة وَأخذ النقب تَحت برج مِنْهَا وَتمكن النقب مِنْهُ حَتَّى وَقع وحموه بِالرِّجَالِ والمقاتلة ووقف فِي الثغرة رجال يحمونها عَمَّن يصعد فِيهَا
قَالَ وَلَقَد شاهدتهم وَكلما قتل رجل مِنْهُم قَامَ غَيره مقَامه وهم قيام عوض الْجِدَار مكشوفين وَاشْتَدَّ الْأَمر حَتَّى طلبُوا الْأمان واشترطوا مُرَاجعَة أنطاكية وَكَانَت الْقَاعِدَة أَن ينزلُوا بِأَنْفسِهِم وَثيَاب أبدانهم لَا غير ورقي عَلَيْهَا الْعلم الإسلامي يَوْم الْجُمُعَة أَيْضا ثَانِي عشري رَجَب وَأَعْطَاهَا علم الدّين سُلَيْمَان بن جندر وَسَار عَنْهَا
من الْغَد بكرَة السبت
وَقَالَ الْعِمَاد ثمَّ عبر نهر العَاصِي إِلَى شرقيه عِنْد شقيف دركوش وَهُوَ ثغر على الْفُرَات لِلْإِسْلَامِ منيع فجزناه وخيمنا على جسر الْحَدِيد أَيَّامًا حَتَّى اسْتكْمل الْعَسْكَر راحاته وتكامل وَنحن بِقرب أنطاكية وَقد صوبنا إِلَيْهَا عزائمنا الناكية ثمَّ قُلْنَا قدامها حصون وحماها بحمايتها مصون فَإِذا ذهبت معاقلها جاءتها غوائلها فنزلنا على دربساك وَهُوَ حصن للداوية وَقد اعتصموا بعصمته وامتنعوا بمنعته فنصبنا عَلَيْهِ المنجنيقات فَمَا زَالُوا يجالدون ويجتلدون إِلَى أَن ضَاقَ بهم الخناق وتسلق النقابون إِلَى الباشورة وهدوا بالنقب برجا ووسعوا للزحف نهجا فطلبوا الْأمان وفدوا أنفسهم بألوف فَأمنُوا على أَنهم يخرجُون بهوانهم وَثيَاب أبدانهم وَيدعونَ كل مَا فِي الْحصن من خيل وعدة وذخيرة وغلة وأثاث وقماش وَذهب وَفِضة وأمهلوا ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ اخْرُجُوا من دِيَارهمْ وتسلم السُّلْطَان الْحصن يَوْم الْجُمُعَة الثَّانِي وَالْعِشْرين من رَجَب
وَفِي بعض الْكتب الْعمادِيَّة الْمُكَاتبَة مبشرة بِالْفَتْح الأهنى والنصر الْأَسْنَى وَهُوَ فتح دربساك الَّذِي لم يكن لأنطاكية إِلَّا بِهِ الامتساك وَقد حص الْآن جناحها وفل سلاحها وَحقّ قرحها وَبَطل اقتراحها وَخرجت بِإِخْرَاج حصونها من ولايتها