الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مَسْجِد الْقدَم ثمَّ تحول إِلَى الْكسْوَة وودعه بهَا يَوْم السبت رَابِع عشر الشَّهْر
فَلَمَّا عَاد الْعَادِل من وداع الْعَزِيز قرئ بالجامع منشورة العزيزي بالبلاد والأعمال وَالنَّظَر فِي جَمِيع الْأَحْوَال وأشاع أَنه نَائِب الْعَزِيز وَهُوَ سُلْطَانه وَأبقى الْخطْبَة باسم الْعَزِيز خَالِيَة من اسْمه حَالية برسمه وَضرب الدِّينَار وَالدِّرْهَم على سكته وَأظْهر أَنه قوي بشوكته وشكته وَجلسَ يومي الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيس للعدل وَبسط يَده لجمع الْأَمْوَال وخزنها لوقت عُمُوم الْحَاجة إِلَى صرفهَا
فصل
هَذَا آخر مَا انطوت عَلَيْهِ رِسَالَة العتبى من أَخْبَار مَا جرى بعد موت السُّلْطَان رحمه الله
وللعماد أَيْضا كتاب آخر سَمَّاهُ نحلة الرحلة ذكر فِيهِ أَيْضا نَحوا من ذَلِك وَهُوَ أَن الْأَحْوَال اختلت وتغيرت بعد موت السُّلْطَان وَأَرَادَ الْعِمَاد الرحيل إِلَى مصر فأصحبه الْأَفْضَل رِسَالَة إِلَى أَخِيه الْعَزِيز فَمضى إِلَيْهِ وَعِنْده عَمه الْعَادِل فَلم يتَمَكَّن من الرُّجُوع إِلَّا مَعَهُمَا لما خرجا بالعساكر فَذكر الحَدِيث فِي أَخذ الْبَلَد
قَالَ وَخرج الْملك الْأَفْضَل وَاجْتمعَ بالعزيز فِي الميدان ودخلا من بَاب الْفرج متصاحبين إِلَى الضريح الناصري وَصعد الْعَزِيز القلعة يَوْم الْأَرْبَعَاء وَصلى هَذِه الْجُمُعَة عِنْد ضريح وَالِده فِي هَيْئَة الْمُودع وَأظْهر بالبكاء والنحيب عِنْده سر الْقلب الموجع وَدخل دَار الْأَمِير أُسَامَة فِي جوَار تِلْكَ الْقبَّة وَأمر القَاضِي محيي الدّين بن الزكي بِأَن يبنيها مدرسة للتربة
قلت هِيَ الْمدرسَة الْمَعْرُوفَة بالعزيزية ووقفها قَرْيَة عَظِيمَة تعرف بمحجة فَهَذَا قدر مَا فِي كتاب النحلة مِمَّا يتَعَلَّق بهما نَحن فِيهِ وَلم يكن ذكر مثل هَذَا من شَرط كتَابنَا هَذَا لانه مَوْضُوع للدولتين النيرتين إِلَّا أَنه لَا بُد من ذكر مَا يتَعَلَّق يهما مِمَّا وَقع فيهمَا وعقبيهما وتبعنا الْعِمَاد فِيمَا ذكر فِي العتبى لكَونه أَشَارَ إِلَيْهَا فِي كتاب الْبَرْق واستوفينا مَا فِي كتاب الْبَرْق وَالْفَتْح الْقُدسِي والتاريخ الأتابكي وَكتاب القَاضِي أبي المحاسن وأتينا على مَا فِيهَا من المحاسن واتصاف إِلَى ذَلِك قِطْعَة كَبِيرَة من مَوَاضِع مُتَفَرِّقَة كَثِيرَة من عدَّة مصنفات ودواوين ومراسلات