الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رِجَاله هابوا فغابوا وَلَو أَنه دعاهم لما أجابوا واتسع القَوْل وَوَقع الهول حَتَّى نظم بَعضهم والفرنج على تبنين
(سلم الْحصن مَا عَلَيْك ملامة
…
مَا يلام الَّذِي يروم السَّلامَة)
(فعطاء الْحُصُون من غير حَرْب
…
سنة سنّهَا ببيروت سامة)
وتصرفت الفرنج فِي بيروت وأعمالها الساحلية وَبَقِي لسامة جَمِيع الْولَايَة الجبلية ثمَّ توجه إِلَى مصر
وَدخلت سنة أَربع وَتِسْعين وَخمْس مئة
فَنزل الفرنج سادس عشر الْمحرم على تبنين وَأرْسل الْعَادِل القَاضِي محيي الدّين مُحَمَّد بن عَليّ الْقرشِي إِلَى الْملك الْعَزِيز بِمصْر فَخرج بجيوشه وَوصل فِي الثَّالِث وَالْعِشْرين من ربيع الأول فجفلت الفرنج بعد أَن كَانُوا ضايقوا الْحصن ورحلوا
وجاءهم الْخَبَر بِهَلَاك ملك الألمان ثمَّ انْتقل عَسْكَر الْمُسلمين إِلَى جَانب الطّور وَمَعَ الْعَزِيز إخْوَته الظافر والمعز والمؤيد
وَكَانَ الْأَفْضَل قد جَاءَ إِلَى عَمه قبلهم وَكَانَ مَعَهم على تبنين الْمُجَاهِد صَاحب حمص والأمجد صَاحب بعلبك وَعز الدّين بن الْمُقدم وَبدر الدّين دلدرم وَغَيرهم من الْأَعْيَان ثمَّ تراجعوا إِلَى بِلَادهمْ بعد عقد الْهُدْنَة وَرجع الْعَزِيز إِلَى مصر بعد أَن خلع على
ابْن عَمه الْملك الْمُعظم عِيسَى بن الْعَادِل وَخَصه بالسنجق واللواء المنشور لطي اللأواء
وَعَاد الْمُعظم إِلَى دمشق وَقد قرت بِهِ الْعُيُون وَحسنت فِيهِ الظنون وَكَانَ أعز أَوْلَاد الْعَادِل عِنْده وأعلقهم بِقَلْبِه وأخصهم بحبه قد ولاه سلطنة دمشق وأطاب فِيهَا بنشر كرمه النشق وَأقَام الْعَادِل حَتَّى اسْتَقَرَّتْ الْهُدْنَة وَظَهَرت فِي عمَارَة تبنين المكنة ثمَّ عَاد إِلَى دمشق وَأقَام قَلِيلا ثمَّ شَرق ورقع بهَا من الْأَمر مَا تخرق ورتق مَا تفتق
ورد بِلَاد أَوْلَاد عماد الدّين زنكي إِلَيْهِم لانه توفّي فِي هَذِه السّنة وَاسْتولى عَلَيْهَا ابْن عمهم صَاحب الْموصل فأنجدهم عَلَيْهِ السُّلْطَان الْملك الْعَادِل
وَتُوفِّي جمَاعَة من أُمَرَاء الْموصل مِنْهُم الْأَمِير الْكَبِير عز الدّين جرديك وَكَانَ فَارس الْإِسْلَام ومقدامه وشجاعه وهمامه وَمَا برح من أَيَّام نور الدّين إِلَى آخر أَيَّام صَلَاح الدّين رحمهمَا الله لَيْث العرين أَشمّ الْعرنِين وَهُوَ الَّذِي أعَان صَلَاح الدّين على الْقَبْض على شاور وولاه صَلَاح الدّين الْقُدس فِي آخر عَهده فَقَامَ بمصالحه من بعده ثمَّ تسلمه مِنْهُ الْملك الْأَفْضَل وَسلمهُ إِلَى أبي الهيجاء السمين فَلَمَّا خرج الْأَفْضَل من دمشق وصل إِلَى الْموصل وانتقل من حَوْض الْكَوْثَر إِلَى أعذب منهل