الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العشر إلى أربع عشرة، إلى نِهاية أوقاص الإبل، وكذلك أوقاص البقر، والغنم لا زكاة فيها عفواً وترغيباً للملاك، وشكراً لهم على أداء الحق (1).
4 - إرضاء المصدِّق الساعي الآخذ للزكاة وإن ظَلَمَ
؛ لحديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: جاء ناس - يعني من الأعراب - إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: إن ناساً من المصدِّقين يأتوننا، فيظلموننا؟ قال: فقال:
((أرضوا مصدِّقيكم)) قالوا: يا رسول الله! وإن ظلمونا؟ قال: ((أرضوا مصدقيكم)) وفي زيادة: ((وإن ظُلِمْتُم)) قال جرير: ما صدر عني مُصدِّقٌ - بعدما سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهو عني راضٍ وفي لفظ للترمذي: ((إذا أتاكم المصدق فلا يفارقنكم إلا عن رضا)) (2).
5 - عمال الصدقة السعاة الذين يرسلهم الإمام
المسلم، عن عطاء مولى عمران: أن عمران بن الحصين استعمل على الصدقة فلما رجع قيل له: أين المال؟ قال: وللمال أرسلتني؟ أخذناه من حيث كنا نأخذه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووضعناه حيث كنا نضعه (3).
وعن أحمد بن حميد الساعدي رضي الله عنه قال: استعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً من الأزد يقال له: ابن اللتبية، فلما جاء حاسبه قال: هذا مالكم وهذا أُهدي إليّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فهلا جلست في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك
(1) إرشاد أولي البصائر والألباب إلى نيل الفقه بأقرب الطرق وأيسر الأسباب، ص130.
(2)
مسلم، كتاب الزكاة، باب إرضاء السعاة، برقم 989، وأبو داود، كتاب الزكاة، باب رضا المصدِّق، برقم 1589، والترمذي، كتاب الزكاة، باب ما جاء في رضا المصدق، برقم 647، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، 1/ 441، وفي صحيح الترمذي، 1/ 354.
(3)
أبو داود، كتاب الزكاة، باب رضا المصدِّق، برقم 1589، وابن ماجه، كتاب الزكاة، باب ما جاء في عُمَّال الصدقة، برقم 1479 - 1838، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، 2/ 106.
هديتك إن كنت صادقاً؟)) ثم خطَبَنَا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ((أما بعد فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله فيأتي فيقول: هذا مالكم وهذه هدية أُهديت لي، أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته؟ إن كان صادقاً، والله لا يأخذ أحد منكم منها شيئاً بغير حقه إلا لقي الله تعالى يحمله على عنقه يوم القيامة، فلأعرفنَّ أحداً منكم لقي الله يحمل بعيراً له رغاء (1) أو بقرة لها خوار (2) أو شاة تَيْعَر)) (3) ثم رفع يديه حتى رُئِيَ بياض إبطيه يقول: ((اللهم هل بلغت)) بَصُرَ عيني وسمع أذني (4).
وعن عبد الله بن أُنيس رضي الله عنه: أنه تذاكر هو وعمر بن الخطاب رضي الله عنه يوماً الصدقة فقال عمر: ألم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يذكر غلول الصدقة: ((أنه من غلَّ منها بعيراً أو شاةً أُتي به يوم القيامة يحمله))؟ قال: فقال عبد الله بنُ أُنيس: بلى (5).
وعن رافع بن خَدِيجٍ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((العامل على الصدقة بالحق: كالغازي في سبيل الله، حتى يرجع إلى بيته)) (6) وعن أنس
(1) بعير له رُغاء: الرغاء: صوت البعير.
(2)
خوار: الخوار: صوت البقرة. جامع الأصول لابن الأثير، 4/ 647.
(3)
تيعر: اليعار: صوت الشاة. المرجع السابق، 4/ 647.
(4)
متفق عليه: البخاري، كتاب الحيل، باب احتيال العامل يُهدى إليه، برقم 6979، ومسلم، كتاب الإمارة، باب تحريم هدايا العمال، برقم 1832.
(5)
ابن ماجه، كتاب الزكاة، باب ما جاء في عمال الصدقة، برقم 478 - 1837، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه، 2/ 106، وهو في البخاري ومسلم أتم من هذا.
(6)
الترمذي، كتاب الزكاة، باب ما جاء في العامل على الصدقة بالحق، برقم 645، وابن ماجه، كتاب الزكاة، باب ما جاء في عمَّال الصدقة، برقم 477 - 1836، وقال الألباني في صحيح سنن ابن ماجه 2/ 106:((حسن صحيح)).