الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بعمل فلانٍ، فهو بنيَّته، فَوِزْرُهما سواء)) (1).
13 - يكتب للعبد المسلم ما نوى
، من فضل الله على عبده المؤمن أنه يكتب له ما نوى من الصدقات وغيرها إذا أخلص في النية؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك:((لقد تركتم بالمدينة أقواماً ما سرتم مسيراً، ولا أنفقتم من نفقة، ولا قطعتم من وادٍ، إلا وهم معكم فيه))، قالوا: يا رسول الله! كيف يكونون معنا وهم بالمدينة؟ فقال: ((حبَسَهُمُ العذر)) (2).
14 - إحسان الله العظيم إلى عباده المؤمنين
؛ فإنه يكتب لهم الحسنات بمجرد العزيمة والهم الصادق حتى ولو لم يعمل المسلم؛ قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: ((إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بيَّن ذلك فمن همَّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة
…
)) (3).
خامساً: آداب الصدقة: للصدقة آداب عظيمة
منها ما يأتي:
1 - الاحتساب
في كل ما ينفقه المسلم؛ لحديث أبي سعيد رضي الله عنه مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا أنفق المسلم نفقة على أهله وهو يحتسبها كانت له صدقة)) (4).
(1) الترمذي، كتاب الزهد، باب ما جاء مثل الدنيا مثل أربعة نفر، برقم 2325، وابن ماجه، كتاب الزهد، باب النية، برقم 4228، وأحمد،4/ 130، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي، 2/ 535.
(2)
البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب من حبسه العذر عن الغزو، برقم 2839، وأبو داود واللفظ له، كتاب الجهاد، باب الرخصة في القعود من العذر، برقم 2508.
(3)
متفق عليه: البخاري، الرقاق، باب من هم بحسنة أو سيئة، برقم 6491، ومسلم، كتاب الإيمان، باب إذا هم العبد بحسنة كتبت له
…
برقم 131.
(4)
متفق عليه: البخاري، برقم 5351، ومسلم، برقم 1002، وتقدم تخريجه في الإخلاص شرط في قبول الصدقات.
قال الإمام النووي رحمه الله: ((فيه بيان أن المراد بالصدقة والنفقة المطلقة في باقي الأحاديث إذا احتسبها، ومعناه إذا أراد بها وجه الله تعالى، فلا يدخل فيه من أنفقها ذاهلاً، ولكن يدخل المحتسب)) (1).
وطريقة الاحتساب: أن ينفق بنية أداء ما أمره الله به من الإحسان إليهم، وبنية القيام بالواجب الذي أمره الله تعالى به، ابتغاء مرضاة الله، يرجو ثوابه عند مولاه الكريم، الذي أمدَّه بالمال، ثم يثيبه إذا أنفقه في طاعته، بنية صالحة.
2 – الإنفاق من المال الحلال الطيب؛ فإن الله طيب لا يقبل إلا طيباً؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال:
{يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (2)} . وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ (3)} . ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث، أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يُستجاب لذلك)) (4).
قال الإمام النووي رحمه الله: ((
…
فيه الحث على الإنفاق من الحلال، والنهي عن الإنفاق من غيره، وفيه: أن المأكول، والمشروب، والملبوس، ينبغي أن يكون حلالاً خالصاً لا شبهة فيه، وأن من أراد الدعاء كان أولى بالاعتناء بذلك من غيره)) (5).
(1) شرح النووي على صحيح مسلم، 7/ 93.
(2)
سورة المؤمنون، الآية:51.
(3)
سورة البقرة، الآية:172.
(4)
مسلم، كتاب الزكاة، باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها، برقم 65 (1014).
(5)
شرح النووي على صحيح مسلم، 7/ 104.