الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
9 -
وقال الله عز وجل: {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآَخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} (1).
10 -
11 -
وقال تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} (3).
12 -
وقال تعالى عن مؤمن آل فرعون: {يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ} (4).
وأما
الأدلة من السنة المطهرة
، فقد زهَّد النبي صلى الله عليه وسلم الناس في الدنيا، ورغَّبهم في الآخرة، بفعله وقوله صلى الله عليه وسلم.
1 -
أما فعله فمنه حديث عائشة رضي الله عنها قالت: ((خرج النبي صلى الله عليه وسلم ولم يشبع من خبز الشعير)) (5).
(1) سورة العنكبوت، الآية:64.
(2)
سورة الحديد، الآية:20.
(3)
سورة الرحمن، الآيتان: 26 - 27.
(4)
سورة غافر، الآية:39.
(5)
البخاري، كتاب الأطعمة، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يأكلون، برقم 5414.
2 -
وقالت: ((ما أكل آل محمد أكلتين في يوم إلا إحداهما تمر)) (1).
3 -
وقالت: ((إنا كنا لننظر إلى الهلال ثلاثة أهلَّة في شهرين وما أوقدت في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار، فقال عروة: ما كان يقيتكم؟ قالت: الأسودان: التمر والماء)) (2).
4 -
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لو كان لي مثل أُحد ذهباً ما يسرني أن لا يمر عليَّ ثلاث وعندي منه شيء إلا شيء أرصُدُهُ لدَيْن)) (3).
5 -
وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه اضطجع على حصير فأثَّر في جنبه، فدخل عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولما استيقظ جعل يمسح جنبه فقال: يا رسول الله لو أخذت فراشاً أوثر من هذا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ((ما لي وللدنيا، ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح وتركها)) (4).
6 -
وقال أبو هريرة رضي الله عنه: ((ما شبع آل محمد من طعام ثلاثة أيام حتى قبض)) (5). والمقصود أنهم لم يشبعوا ثلاثة أيام متوالية، والظاهر أن سبب عدم شبعهم غالباً كان بسبب قلة الشيء عندهم، على أنهم قد
(1) البخاري، كتاب الرقاق، باب كيف كان يعيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتخليهم عن الدنيا، برقم 6455.
(2)
البخاري، كتاب الرقاق، باب كيف كان يعيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وتخليهم عن الدنيا، برقم 6459.
(3)
متفق عليه: البخاري، كتاب الاستقراض وأداء الديون، والحجر والتفليس، باب أداء الديون، برقم 2389، ومسلم، كتاب الزكاة، باب تغليظ عقوبة من لا يؤدي الزكاة، برقم 991.
(4)
أحمد في المسند، 1/ 301 بلفظه، والترمذي بنحوه، في كتاب الزهد، باب 44، برقم 1377، وقال حديث حسن صحيح، وابن ماجه، كتاب الزهد، باب مثل الدنيا، برقم 4109، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، 2/ 280، وصحيح ابن ماجه، 2/ 394.
(5)
البخاري، كتاب الأطعمة، باب قول الله تعالى:{كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} الآية، برقم 5374.
يجدون، ولكن يؤثرون على أنفسهم (1).
7 -
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ((كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدَم وحشوُهُ ليف)) (2).
8 -
ومع هذا كله يقول صلى الله عليه وسلم: ((اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً)) (3).
9 -
وقال صلى الله عليه وسلم: ((قد أفلح من أسلم، ورُزِق كفافاً، وقنَّعَه الله بما آتاه)) (4).
وأما قوله في التزْهِيد في الدنيا والتحْذِير من الاغترار بها، فكثير، ومنه:
10 -
دخل النبي صلى الله عليه وسلم السوق يوماً فمرَّ بجدي صغير الأذنين ميت، فأخذه بأذنه ثم قال:((أيّكم يُحِبُّ أن هذا له بدرهم؟)) قالوا: ما نحب أنه لنا بشيء، وما نصنع به؟ قال:((أتحبون أنه لكم؟)) قالوا: والله لو كان حيًّا كان عيباً فيه؛ لأنه أسكٌّ (5) فكيف وهو ميت؟ فقال: ((فوالله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم)) (6).
11 -
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه؛ جعل الله فقره بين عينيه، وفرَّق عليه
(1) انظر: فتح الباري لابن حجر، 9/ 517، 549.
(2)
البخاري، كتاب الرقاق، باب كيف كان يعيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتخليهم عن الدنيا، برقم 6456.
(3)
متفق عليه: البخاري، كتاب الرقاق، باب كيف كان يعيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتخليهم عن الدنيا، برقم 6460، ومسلم، كتاب الزكاة، باب الكفاف والقناعة، واللفظ له، برقم 1055.
(4)
مسلم، كتاب الزكاة، باب الكفاف والقناعة، برقم 1054.
(5)
الأسك: مصطلم الأذنين مقطوعهما.
(6)
مسلم، كتاب الزهد والرقائق، برقم 2957.