الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثالث: فوائد الزكاة وحِكَمها
للزكاة فوائد عظيمة، وحِكمٌ كثيرة، منها ما يأتي:
1 - إتمام إسلام العبد
؛ لأنها أحد أركان الإسلام، فإذا أدى العبد الزكاة المفروضة تم إسلامه وكمل، وهذا غاية عظيمة لكل مسلم، فكل مسلم مؤمن يسعى لإكمال دينه (1).
2 - حصول طاعة الله بتنفيذ أمره: رجاء ثوابه
وخشية عذابه، وابتغاء رضوانه.
3 - تثبيت أواصر المحبة بين الغني والفقير
؛ لأن النفوس مجبولة على حب من أحسن إليها.
4 - تطهير النفس وتزكيتها
، والبعد بها عن خُلُق الشح والبخل، كما أشار القرآن الكريم إلى هذا المعنى في قول الله تعالى:{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} (2).
5 - تعويد المسلم على صفة الجود، والكرم
، والعطف على ذوي الحاجات؛ والرحمة للفقراء.
6 - حفظ النفس عن الشح
، قال الله تعالى:{وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (3).
7 - استجلاب البركة والزيادة والخلف من الله تعالى
، كما قال عز وجل:
(1) الشرح الممتع، لابن عثيمين، 6/ 10.
(2)
سورة التوبة، الآية:103.
(3)
سورة الحشر، الآية:9.
{وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} (1)؛ ولقول الله تعالى في الحديث القدسي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((قال الله: أنفق يا ابن آدم أنفق عليك)) (2).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزًّا، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله)) (3).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً)) (4)(5).
وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((انفحي أو انضحي، أو أنفقي (6) ولا تحصي فيحصي الله عليك (7)، ولا توعي فيوعي الله عليك)) (8)، وفي لفظ البخاري: ((لا توكي فيوكي الله
(1) سورة سبأ، الآية:39.
(2)
متفق عليه: البخاري، كتاب النفقات، باب فضل النفقة على الأهل، برقم 5352، ومسلم، كتاب الزكاة، باب الحث على النفقة وتبشير المنفق بالخلف، برقم 993.
(3)
مسلم، كتاب البر والصلة، باب العفو، برقم 2588.
(4)
مسلم، كتاب الزكاة، باب في المنفق والممسك، برقم 1010.
(5)
مجموع فتاوى ابن باز، 14/ 230.
(6)
انفحي، أو انضحي، أي: أعطي، والنفح والنضح: العطاء، وفي رواية للبخاري برقم 1434 ((وارضخي ما استطعت)) والرضخ: العطاء أيضاً. انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين للحميدي ص 569.
(7)
لا تحصي: أي لا تبخلي فتجازين على بخلك. انظر: المفهم للقرطبي، 3/ 74.
(8)
لا توعي: أي لا تجمعي وتشحي بالنفقة فيشح عليك. النهاية، 5/ 208.