الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5 - عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أبي مات
وترك مالاً ولم يُوصِ فهل يُكفِّر عنه أن أتصدق عنه؟ قال: ((نعم)) (1)(2).
التاسع عشر: القناعة والعفة:
1 - مفهوم القناعة:
هي الرضا بما قسم الله تعالى وراحة القلب بذلك (3).
2 - مدح القناعة
والعفة جاء في ذلك أحاديث منها ما يأتي:
الحديث الأول: حديث عبد الله بن محصن الخطمي عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أصبح منكم آمناً في سربه (4) معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما أحيزت (5) له الدنيا)) [بحذافيرها (6)](7).
(1) أخرجه مسلم، كتاب الوصية، باب وصول ثواب الصدقات إلى الميت، برقم 1630، والنسائي كتاب الوصايا، باب فضل الصدقة على الميت، برقم 3650، والبيهقي، 6/ 278، وأحمد، 2/ 371.
(2)
وقد ذكرت في وصول الثواب والقرب المهداة إلى أموات المسلمين أكثر من خمسة وعشرين دليلاً في آخر صلاة الجنائز من كتاب صلاة المؤمن وقد أفردتها في رسالة مستقلة بعنوان: ثواب القرب المهداة إلى أموات المسلمين.
(3)
انظر: النهاية في غريب الحديث، لابن الأثير، 4/ 115، والتعريفات للجرجاني، ص 228، الحديث، 10/ 136.
(4)
آمناً في سربه: أي في نفسه، وقيل: في أهله وعياله، وقيل: في مسلكه وطريقه، وقيل: في بيته. واختار ابن الأثير الأول ((في نفسه)) جامع الأصول لابن الأثير، 10/ 136، وتحفة الأحوذي للمبارك فوري، 7/ 11.
(5)
حيزت: جمعت. الترمذي، برقم 2346.
(6)
((حذافيرها)) لم أجد هذه الجملة في الأصول التي رجعت إليها، ولكن زادها ابن الأثير في جامع الأصول، وذكر المباركفوري في التحفة، 7/ 11، أنها في المشكاة، ومعنى حذافير: عالي الشيء ونواحيه، يقال: أعطاه الدنيا بحذافيرها: أي بأسرها، الواحد حذفار جامع الأصول،10/ 136.
(7)
الترمذي، كتاب الزهد، باب: حدثنا عمرو بن مالك، برقم 2346، وابن ماجه، كتاب الزهد، باب القناعة، برقم 4141، وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي، 2/ 543، وفي صحيح الأدب المفرد، برقم 300.
الحديث الثاني: حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قد أفلح من أسلم، ورزق كفافاً، وقنعه الله بما آتاه)) (1).
الحديث الثالث: حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن ناساً من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى إذا نفد ما عنده قال:((ما يكن عندي من خير فلن أدخره عنكم، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغنِ يغنه الله، ومن يتصبَّر يصبره الله، وما أُعطيَ أحدٌ عطاءً خيراً وأوسع من الصبر)) (2).
الحديث الرابع: حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لو أنكم كنتم توكلون على الله حقَّ توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً (3)، وتروح بطاناً (4)) (5).
الحديث الخامس: حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رجل يا رسول الله! أعقلها وأتوكل، أو أطلقها وأتوكل؟ قال:((اعقلها وتوكل)) (6).
(1) مسلم، كتاب الزكاة، باب الكفاف والقناعة، برقم 1054.
(2)
متفق عليه: البخاري، كتاب الزكاة، باب الاستعفاف عن المسألة، برقم 1469، ومسلم، كتاب الزكاة، باب فضل التعفف، برقم 1053.
(3)
الخماص: الجياع الخاليات البطون من الغذاء. جامع الأصول، 10/ 140.
(4)
البطان: الشباع الممتلئات البطون، جامع الأصول، 10/ 140.
(5)
الترمذي: كتاب الزهد، باب في التوكل على الله، برقم 2344، وابن ماجه، كتاب الزهد، باب التوكل واليقين، برقم 4164، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، 2/ 274.
(6)
الترمذي، كتاب القيامة، بابٌ: حدثنا عمرو بن علي، برقم 257، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي، 2/ 610.