الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَابُ الْكِتَابَةِ
وَهِيَ بَيعُ الْعَبْدِ نَفْسَهُ بِمَالٍ في ذِمَّتِهِ.
ــ
بابُ الكِتابَةِ
الكِتابَةُ: إعْتاقُ السيدِ عَبدَه على مالٍ (في ذِمَّتِه) يُؤَدَّى مُؤجَّلًا (1) في نُجُومٍ. سُمِّيَتْ كِتابةً؛ لأنَّ السيدَ يَكْتُبُ بينَه وبينَه كِتابًا بما اتَّفقا عليه. وقيل: سُمِّيَتْ كِتابةً مِن الكَتْبِ، وهو الضَّمُّ؛ لأنَّ المُكاتَبَ يَضُمُّ بعضَ النُّجُومِ إلى بعضٍ، ومنه سُمِّيَ الخَرْزُ كِتابًا؛ لأنَّه يُضَمُّ أحَدُ طَرَفَيه إلى الآخَرِ بخَرْزِه. قال الحَرِيريُّ (2):
وكاتِبينَ وما خَطَّتْ أنامِلُهم
…
حَرْفًا ولا قَرءُوا ما خُطَّ في الكُتبِ
وقال ذو الرُمَّةِ (3):
وَفْراءَ غَرْفِيَّةٍ أثْأى خَوارِزُها
…
مُشَلْشِلٌ ضَيَّعَتْه بينَها الكُتَبُ (4)
(1) سقط من: م.
(2)
القاسم بن علي بن محمد البصري، صاحب المقامات، ولد سنة ست وأربعين وأربعمائة، وتوفي سنة ست عشرة وخمسمائة بالبصرة. وفيات الأعيان 4/ 63 - 68.
(3)
في ديوانه: 1/ 11.
(4)
في م: «وفراء عرفتة أنأى خوارزها مشلشل صنعته بينها الكتب» .
وفراء: واسعة. غرفية: دبغت بالغرْفِ وهو شجر. أثأى خوارزها: الثأي أن تلتقي الخرزتان فتصيرا واحدة، والخوارز: جمع خارزة وهي التي تخيط المزادة. المشلشل: الَّذي يكاد يتصل قَطْره. الكتب: الخرز.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
يَصِفُ قِرْبَةً يَسيلُ الماءُ مِن بينِ خُرَزِها. وسُمِّيتِ الكَتِيبةُ كَتِيبةً؛ لانْضِمامِ بعضِها إلى بعض. والمُكاتَبُ يَضُمُّ [بعض نُجُومِه](1) إلى بَعْضٍ. والنُّجُومُ ههُنا الأوْقاتُ المُخْتَلِفةُ؛ لأنَّ العربَ كانت لا تَعْرِفُ الحِسابَ. وإنَّما تَعْرِفُ الأوْقاتَ بطُلُوعِ النُّجُومِ، كما قال بعضُهم (2):
إذا سُهَيلٌ أوَّلَ اللَّيلِ طلَعْ
…
فابنُ اللَّبُونِ الحِقُّ والحِقُّ جَذَعْ (3)
فسُمِّيَتِ الأوْقاتُ نُجُومًا. والأصْلُ في الكِتابةِ الكِتابُ والسُّنَّةُ والإِجْماعُ. أمَّا الكِتابُ، فقولُ اللهِ تعالى {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَبَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيمَنُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيرًا} (4). وأمَّا السُّنَّةُ، فروَى سعيدٌ، عن سُفيانَ، عن الزُّهْرِيِّ، عن نَبْهانَ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عن أُمِّ سَلمَةَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:«إِذا كان لإِحْدَاكُنَّ مُكَاتَبٌ، [وكان عِنْدَه] (5) ما يُؤَدِّي، فَلْتَحْتَجِبْ مِنْهُ» .
(1) في م: «نجومه بعضها» .
(2)
الرجز غير مَعْزُوٍّ في: جمهرة اللغة 1/ 62، تهذيب اللغة 6/ 126، المخصص 9/ 16، اللسان والتاج (ح ق ق).
(3)
في الأصل: «الجذع» .
الحق من أولاد الإبل: الَّذي بلغ أن يركب ويحمل عليه ويَضْرِب الناقة. والبعير يجذع لاستكماله أربعة أعوام ودخوله في السنة الخامسة، وهو قبل ذلك حق.
(4)
سورة النور 33.
(5)
في الأصل: «فملك» .