الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ايضا وَلم يقبل الْمولى جوابي وَبعد قِرَاءَة سطرين من الْحَاشِيَة المزبورة استعاد الْمولى الْمَذْكُور جوابي الثَّالِث فاعدته فَحكم بِصِحَّتِهِ وَقَالَ هَذَا الْكَلَام من الشريف يُؤَيّد مَا ذكرته من الْجَواب فقمنا من الْمجْلس وَسمعت من ولد الْمولى ان الْمولى قَالَ فِي حَقي وَافق مطالعته مطالعتي وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى يفتخر بِهَذَا الْكَلَام مِنْهُ وَكَانَ يَقُول يَكْفِينِي هَذَا فخرا مُدَّة عمري وَسمعت من مُحَمَّد بن افلاطون كَاتب المحكمة الشَّرِيفَة ببروسه ونائبها إِنَّه جَاءَ أَمر من جناب السُّلْطَان بايزيد الى الْمولى خواجه زَاده وَهُوَ مفت بِمَدِينَة بروسه بَان يسمع دَعْوَى لوَاحِد من اهالي بروسه فَسَمعَهَا فَحكم لوَاحِد من المتخاصمين فَطلب ان يكْتب لَهُ حجَّة فدعاني وَقَالَ اكْتُبْ فِي هَذِه الْقَضِيَّة حجَّة فتحيرت لَان الْمولى كَانَ مَشْهُورا بِالْفَضْلِ فِي الافاق وانا دخيل فِي صناعَة الْكِتَابَة وقتئذ لَكِن امتثلت امْرَهْ واستفرغت مجهودي فِي كِتَابَة الْحجَّة وَأَنا رَاض بَان يضْرب بعض موَاضعهَا وَلَا يرد كلهَا فَذَهَبت اليه فَنظر فِي الْحجَّة وَقرأَهَا من اولها الى آخرهَا وَسكت ثمَّ قَرَأَهَا ثَانِيًا فَطلب الدواة والقلم فَقلت الان يضْرب على مَحل الْغَلَط فَأخذ الْقَلَم وتفكر سَاعَة ثمَّ قَالَ اتدري فِي أَي شَيْء اتفكر قَالَ قلت لَا قَالَ انك احسنت فِي إنْشَاء هَذِه الْحجَّة وَأَنِّي اتفكر عنوانا يُنَاسِبهَا قَالَ ابْن أفلاطون مَا فرحت بِشَيْء بعدالاسلام مثل فرحي بِهَذَا الْكَلَام مِنْهُ ثمَّ كتب الْمولى عنوان الْحجَّة نظما وَهُوَ هَذَا
…
مَا هُوَ المسطور فِي طي الْكتاب
…
صَحَّ عِنْدِي خَالِيا عَن ارتياب
مصطفى بن يُوسُف قد حرر
…
راجيا من ربه حسن الثَّوَاب
الْمولى فِيهِ مِمَّن امْرَهْ
…
نَافِذ وَالله أعلم بِالصَّوَابِ
…
قَالَ الْمولى الْوَالِد رَحمَه الله تَعَالَى لما شاع حَوَاشِي حَاشِيَة التَّجْرِيد للْمولى خطيب زَاده طلبَهَا فاحضرناها لَهُ فطالعها وَلم تعجبه ثمَّ لما شاع حَوَاشِي الشَّرْح الْجَدِيد للتجريد للْمولى جلال الدّين الدواني طلبَهَا واحضرناها لَهُ فطالعها واعجبته وَسمعت عَن ثِقَة ان الْمولى ابْن الْمُؤَيد
لما وصل الى خدمَة الْمولى الدواني قَالَ لَهُ بِأَيّ هَدِيَّة جِئْت الينا قَالَ كتاب التهافت لخواجه زَاده قَالَ ذَاك هُوَ الرجل المبروص
قَالَ قلت لَيْسَ هُوَ بمبروص قَالَ انه هُوَ مَشْهُور فِي بِلَادنَا بذلك قَالَ فَدفعت اليه الْكتاب الْمَذْكُور فطالعه مُدَّة ثمَّ قَالَ رَضِي الله تَعَالَى عَنْك وَعَن مُؤَلفه قد كَانَ فِي نيتي ان اكْتُبْ فِي هَذَا الْبَاب كتابا وَلَو كتبت قبل أَن ارى هَذَا الْكتاب لافتضحت ثمَّ ان الْمولى خواجه زَاده حِين كَانَ مفتيا واختلال رجلَيْهِ وَيَده الْيُمْنَى امْرَهْ السُّلْطَان بايزيد خَان ان يكْتب حَاشِيَة على شرح المواقف فَاعْتَذر عَن ذَلِك وَقَالَ ان كلماتي على شرح المواقف أَخذهَا الْمولى حسن جلبي وَضمّهَا الى حَاشِيَته وان لي مسودة على التَّلْوِيح ان اراد السُّلْطَان ابيضها فَأمره السُّلْطَان ثَانِيًا بِأَن يكْتب حَاشِيَة على شرح المواقف فامتثل امْرَهْ فَكَانُوا يضعون شرح المواقف أَمَامه فَوق الوسائد وَينظر فِيهِ وَلَا يقدر ان ينظر فِي كتاب آخر لضعف يَده حَتَّى إِنَّه إِذا احْتَاجَ الى تقليب ورقة يتَوَقَّف الى ان يَجِيء اُحْدُ فيقلبها وَكتب الْحَاشِيَة الْمَذْكُورَة بِيَدِهِ الْيُسْرَى الى اثناء مبَاحث الْوُجُود وَعند ذَلِك توفاه الله تَعَالَى وَوصل الى رَحمته وَبقيت الْحَاشِيَة مسودة ثمَّ اخرجها الى الْبيَاض الْمولى بهاء الدّين من تلامذته فَلَمَّا اتم تبييضها مَاتَ هُوَ ايضا وَمن غرائب الِاتِّفَاق انه وَقع آخر كلمة من تِلْكَ الْحَاشِيَة كلمة لَا يتم الْمَطْلُوب توفّي رَحمَه الله تَعَالَى بِمَدِينَة بروسه وَهُوَ مفت بهَا فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة وَدفن فِي جوَار السَّيِّد البُخَارِيّ قدس سره الْعَزِيز وَله من المصنفات كتاب التهافت وحواشي شرح المواقف وحواش على شرح هِدَايَة الْحِكْمَة لمولانا زَاده يَحْكِي وَالِدي عَنهُ اني مَا قصدت تأليف هَذِه الْحَاشِيَة وانما قَرَأَ عَليّ الشَّرْح الْمَذْكُور ابو بكر جلبي وَهُوَ أَخُو احْمَد باشا ابْن ولي الدّين وَكنت اكْتُبْ مَا ظهر لي فِي مطالعتي على ورقة وادفعها اليه وَهُوَ نظم تِلْكَ الاوراق كنظم السبحة قَالَ الْمولى الْوَالِد هَذِه عِبَارَته وَله شرح للطوالع لكنه بَقِي فِي المسودة وحواش على التَّلْوِيح بقيت ايضا فِي المسودة وَله غير ذَلِك من