الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بروسه عوضا من اوقافه فَصَارَ مُتَوَلِّيًا الى ان صَار مُتَوَلِّيًا على اوقاف السُّلْطَان مرادخان بِمَدِينَة بروسه وداوم على ذَلِك مُدَّة ثمَّ اختلت رجله واحدى يَدَيْهِ بِسَبَب النقرس فَصَارَ متقاعدا سِنِين كَثِيرَة وَعين لَهُ كل يَوْم خمسين درهما بطرِيق التقاعد وَكَانَ المرحوم يبكي كل وَقت وَيَقُول مَا اصابتني هَذِه البلية الا بترك وَصِيَّة وَالِدي وَكَانَ المرحوم يُوصي اولاده ان لَا يقبلُوا منصب الْقَضَاء وَالتَّوْلِيَة مَاتَ رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة تسع وَتِسْعمِائَة روح الله روحه وَنور ضريحه
وَمِنْهُم الْعَارِف بِاللَّه الشَّيْخ حمد الله ابْن الشَّيْخ آق شمس الدّين وَهُوَ المشتهر بَين النَّاس بحمدي جلبي كَانَ اصغر اولاده
وَكَانَ عَالما صَالحا زاهدا متواضعا مُنْقَطِعًا عَن النَّاس وَكَانَت لَهُ يَد طولى فِي النّظم بالتركية نظم قصَّة ليلى مَعَ الْمَجْنُون ونظم ايضا قصَّة يُوسُف النَّبِي عليه السلام وزليخا ونظم ايضا مولد نَبينَا مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَتَعَالَى وَسلم تَسْلِيمًا كثيرا وكل هَذِه مَقْبُولَة عِنْد اهلها روح الله روحه وَنور ضريحه
وَمِنْهُم الْعَالم الْفَاضِل الْكَامِل الشَّيْخ مصلح الدّين مصطفى بن احْمَد الشهير بِابْن الْوَفَاء
وَقد كتب على ظهر بعض كتبه هَكَذَا كتبه الْفَقِير مصطفى بن احْمَد الصدري القنوي الْمَدْعُو بوفاء اخذ التصوف اولا عَن الشَّيْخ مصلح الدّين الشهير بامام الدباغين وَقد مر ذكره الشريف ثمَّ انْتقل بِأَمْر مِنْهُ الى خدمَة الشَّيْخ عبد اللَّطِيف الْمَقْدِسِي وأكمل عِنْده الطَّرِيقَة وَأَجَازَهُ للارشاد وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى جَامعا للعلوم الظَّاهِرَة والباطنة وَكَانَت لَهُ يَد طولى فِي الْعُلُوم الظَّاهِرَة كلهَا وكل مَا شرع هُوَ فِيهِ كَانَ لَهُ شَأْن عَظِيم من التَّصَرُّفَات الفائقة وَكَانَ عَارِفًا بِعلم الوفق وَظَهَرت لَهُ ببركته تَصَرُّفَات عَظِيمَة وَكَانَت لَهُ معرفَة تَامَّة بِعلم الموسيقى وَكَانَت لَهُ بلاغة عَظِيمَة فِي الشّعْر والانشاء وَكَانَ يخْطب يَوْم الْجُمُعَة وَيقْرَأ خطبا بليغة وَكَانَ مُنْقَطِعًا عَن النَّاس ويختار الْخلْوَة على الصُّحْبَة وَلَا يخرج الا فِي اوقات معينه وَكَانَ يزدحم الاكابر على بَابه وَلَا يخرج اليهم قبل وقته وَكَانَ لَا يلْتَفت الى
ارباب الدُّنْيَا ويؤثر صُحْبَة الْفُقَرَاء وَقصد السُّلْطَان مُحَمَّد خَان ان يجْتَمع مَعَه فَلم يرض بذلك وَقصد السُّلْطَان بايزيد خَان ايضا الِاجْتِمَاع مَعَه فَلم يرض بذلك ايضا فَلَمَّا مَاتَ الشَّيْخ حضر السُّلْطَان بايزيد خَان جنَازَته فَأمر بكشف وَجهه لينْظر وَجهه الْمُبَارك اشتياقا لرُؤْيَته فَقَالُوا لَهُ انه غير مَشْرُوع فأصر على ذَلِك وكشف عَن وَجهه فَنظر اليه فَكَانَ يغلب على ظَاهره الْجلَال وَمَعَ ذَلِك كَانَ عِنْد صحبته مَعَ اللطف وَالْجمال وَكَانَ تشْتَمل كَلِمَاته على الحكم من جُمْلَتهَا أَنه سُئِلَ يَوْمًا عَن قَول ابْن الْعَرَبِيّ فِي حق فِرْعَوْن انه مَاتَ طَاهِرا ومطهرا فَأجَاب بِأَنَّهُ ليته كَانَ يشْهد لي بِمثل هَذَا رجلَانِ من الْمُؤمنِينَ وَسُئِلَ يَوْمًا عَن قَول الْمَنْصُور انا الْحق فَقَالَ كَيفَ يعْمل وَلم يسوغ لنَفسِهِ ان يَقُول انا الْبَاطِل وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى حَنَفِيّ الْمَذْهَب الا انه كَانَ يجْهر بالبسملة فِي الصَّلَاة الجهرية وَيجْلس فِيهَا للاستراحة فانكر عَلَيْهِ الْعلمَاء لذَلِك بناءعلى انه لَا يَصح خلط الْمذَاهب واجاب عَنهُ الْمولى سِنَان باشا وَقَالَ لَعَلَّه ادى اجْتِهَاده الى ذَلِك فِي السمئلتين المذكورتين وَقَالُوا هَل يُمكن مِنْهُ الِاجْتِهَاد فَقَالَ نعم انا اشْهَدْ بِأَن شَرَائِط الِاجْتِهَاد مَوْجُودَة فِيهِ فقبلوا شَهَادَته وَلم يتَعَرَّضُوا لَهُ ثمَّ ان السُّلْطَان بايزيدخان لما اراد ان يُزَوّج بنته لوَاحِد من امرائه التمس ان يكون عقد النِّكَاح عِنْد حَضْرَة الشَّيْخ الْمَذْكُور تبركا بِهِ وَأرْسل اليه اربعين الف دِرْهَم فَلم يقبل الشَّيْخ وَقَالَ ان الشَّيْخ محيي الدّين القوجوي فَقير وَنَفسه مبارك احملوه اليه فَحَمَلُوهُ اليه وعقدوا النِّكَاح بَين يَدَيْهِ وَقَالُوا لَهُ فِي بعض ايام الرّبيع ان الزَّمَان قد طَابَ بآثار الرّبيع ونلتمس مِنْكُم ان تخْرجُوا الى صحن الْجَامِع لتنظروا الى آثَار رَحْمَة الله تَعَالَى فَقَالَ اصْبِرُوا الْيَوْم آكل اللَّيْلَة لقْمَة وَاحِدَة زَائِدَة على الْمُعْتَاد كي استطيع ان اخْرُج الى صحن الْجَامِع وَمن جملَة مناقبه ان الشَّيْخ مصلح الدّين القوجوي لما قدم قسطنطينية ارسل اليه الشَّيْخ ابْن الْوَفَاء من عِنْده من المريدين ليتبركوا بزيارته فَذَهَبُوا اليه وقبلوا يَده وَكَانَ من عَادَة الشَّيْخ الْمَذْكُور انه اذا قبل اُحْدُ يَدَيْهِ كَانَ يغسل يَده وَكَانَ من جملَة المريدين الشَّيْخ ولي الدّين فَلَمَّا قبل هُوَ يَد الشَّيْخ الْمَذْكُور لم يغسل يَده وَحكى الشَّيْخ ولي الدّين الْمَذْكُور وَقَالَ حصل لي من هَذِه الْجِهَة غرور عَظِيم قَالَ فَلَمَّا اتينا الى الشَّيْخ ابْن الْوَفَاء حكينا الْقِصَّة عَلَيْهِ قَالَ فَقلت وَلَكِنِّي قبلت يَده