الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
.. وَفَوق حماها ملْجأ ومثابة
…
وَدون ذراها موقف ومقام
وهيهات ان يثنى الى غير بَابهَا
…
عنان المطايا اَوْ يشد حزَام
هِيَ الْغَايَة القصوى فان فَاتَ نيلها
…
فَكل مني الدُّنْيَا عَليّ حرَام
سلا النَّفس عَنْهَا واطمأنت بنأيها
…
سلو رَضِيع قد عراه فطام
وصب سقَاهُ الدَّهْر سلوان رشده
…
فامسى وَمَا للقلب مِنْهُ هيام
صَحا عَن سلاف الغي بعد انهماكه
…
عَلَيْهِ فَبَان الكأس عَنهُ وجام
محوت نقوش الجاه عَن لوح خاطري
…
فأضحى كَأَن لم يجر فِيهِ ملام
ئسيت اساطير الفخار كَأَنَّهَا
…
حَدِيث لَيَال قد محاه نيام
انست بلأواء الزَّمَان وذله
…
فياعزة الدُّنْيَا عَلَيْك سَلام
الى كم اعاني تيهها ودلالها
…
الم يَأن عَنْهَا سلوة وسآم
على حِين شيب قد ألم بمفرق
…
وَعَاد دهام الشّعْر وَهُوَ ثغام
طلائع ضعف قد اغارت على القوى
…
وثار بميدان المزاج قتام
فَلَا هِيَ فِي برج الْجمال مُقِيمَة
…
وَلَا انا فِي عهد المحول مدام
وعادت قلُوص الْعَزْم عَنْهَا كليلة
…
وَقد جب مِنْهَا غارب وسنام
…
وَله
…
فكم عشرَة مَا اورثت غير عسرة
…
وَرب كَلَام فِي الْقُلُوب كَلَام
لقد تمّ ازمان المسرات وَانْقَضَت
…
لكل زمَان غَايَة وَتَمام
فسرعان مَا مرت وَوَلَّتْ وليتها
…
تدوم وَلَكِن مَا لَهُنَّ دوَام
دهور تقضت بالمسرة سَاعَة
…
وآن تولى بالمساءة عَام
فَللَّه در الْغم حَيْثُ امدني
…
بطول حَيَاة والغموم سمام
ارى عمر نوح كل عَام يمر بِي
…
وَمَا حام حام حول ذَاك وسام
فَمَا عِشْت لَا انسى حُقُوق صَنِيعَة
…
وهيهات ان ينسى لدي ذمام
كَمَا اعْتَادَ ابناء الزَّمَان واجمعت
…
عَلَيْهِ فِئَام اثر فِئَام
تبدلت الاطوار وانحل عقدهَا
…
وبدد من جيد الزَّمَان نظام
خبت نَار اعلام المعارف وَالْهدى
…
وشب لنيران الضلال ضرام
…
.. وَكَانَ سَرِير الْعلم صرحا ممردا
…
يناغي القباب السَّبع وَهِي عِظَام
متينا رفيعا لَا يطار غرابه
…
غزيزا منيعا لَا يكَاد يرام
لَهُ شرف قد جلّ عَن ان يَنَالهُ
…
غوائل ايدي الحادثات قُدَّام
فجرت عَلَيْهِ الرامسات ذيولها
…
فخرت عروش مِنْهُ ثمَّ دعام
محا الذاريات الهوج آيَات حسنه
…
فَلم يبْق مِنْهَا آيَة ووسام
وسيق الى دَار المهانة اهله
…
مساق اسير لَا يزَال يضام
فَمَا كل قيل قيل علم وَحِكْمَة
…
وَمَا كل افراد الْحَدِيد حسام
فللدهر تارات تمر على الورى
…
نعيم وبؤس صِحَة وسقام
تشكل فِيهَا كل شَيْء بشكل مَا
…
يعانده وَالنَّاس عَنهُ نيام
فعز بهون والهوان بعزة
…
تنبه فهاتيك الْحَيَاة مَنَام
وجانب عَن اللَّذَّات واهجر زلالها
…
وايقن بِأَن الرّيّ مِنْهُ اوام
يرى النَّقْص فِي زِيّ الْكَمَال كَأَنَّهَا
…
على رَأس ربات الحجال عمام
فدعها وَمَا فِيهَا هَنِيئًا لاهلها
…
وَلَا يَك فِيهَا رَغْبَة وسوام
هَب ان مقاليد الامور ملكتها
…
ودانت لَك الدُّنْيَا وانت همام
جبيت خراج الْخَافِقين بسطوة
…
وفزت بِمَا لم تستطعه انام
ومتعت باللذات دهرا بغبطة
…
الْيَسْ بحتم بعد ذَاك حمام
فَبين البرايا وَالْخُلُود تبَاين
…
وَبَين المنايا والنفوس لزام
سل الارض عَن حَال الْمُلُوك الَّتِي خلت
…
لَهُم فَوق فرق الفرقدين مقَام
لديهم الوف من خَمِيس عَرَمْرَم
…
لَهُم شَوْكَة تسبي النهى وعرام
فَهَل هم على مَا هم عَلَيْهِ وحولهم
…
من الْعِزّ جند محضرون لهام
وَمَا بَال ذِي الاوتاد مَا خطب قومه
…
وَمَا صنعت عَاد وَأَيْنَ ارام
وَمَا شَأْن شَدَّاد وَهل هُوَ خَالِد
…
بجنته والعيش مِنْهُ مدام
الم بهم ريب الْمنون فغالهم
…
فهم تَحت اطباق الرغام رغام
وامسوا احاديثا واصبح ملكهم
…
هباء وباد التَّاج ثمَّ وهام
فسبحان رب الْعَرْش لَيْسَ لملكه
…
تناه وحد مبدأ وختام
…
وَهَذِه قصيدة طَوِيلَة تنيف على تسعين بَيْتا وَله مُشِيرا الى تعلق النَّفس الانساني بِالْعلمِ الجسماني
…
طَال الثواء بدارة الهجران
…
مثوى الكروب قرارة الاشجان
معمورة اللأواء معترك الردى
…
مأوى الخطوب غيابة الاحزان
يَا حيرة لغريب القاه النَّوَى
…
فِي مهمه ناء عَن الْعمرَان
شط المزار عَن الأخلة وانقضى
…
زمن اتِّصَال الاهل والاوطان
قد كَانَ من مَلأ علت اقدارهم
…
ومكانهم قد فاق كل مَكَان
مَا ان يحد جهاتهم بمحدد
…
كلا وَلَا اوقاتهم بِزَمَان
تبدو ضمائرهم بِغَيْر مترجم
…
يجْرِي تحاورهم بِغَيْر لِسَان
بَينا يسير على بلهنية من ال
…
عَيْش الرغيد بروضة الرضْوَان
يختال فِي حلل الْكَرَامَة زاهيا
…
مستنزها فِي ساحة السيجان
اذ ناله مَا لم يمر بِبَالِهِ
…
وبد اله مَا لَيْسَ فِي الحسبان
فَجرى عَلَيْهِ يراعة التَّقْدِير بَال
…
أَمر الْمُقدر ايما جَرَيَان
فهوى بمهواة العناصر بَغْتَة
…
فَكَأَنَّمَا يرْمى بِهِ الرجوان
نأت الديار عَن الاهالي والذرا
…
وتجاورت باسافل وأداني
طورا يفارقهم وَلَيْسَ مفارقا
…
حينا يدانيهم وَلَيْسَ بداني
يَوْمًا يعاديهم بِمُوجب طبعه
…
وقتا يؤانسهم بِحكم قرَان
فاعتادهم بعد اللتيا وَالَّتِي
…
وسرى اليه خَلِيقَة الْجِيرَان
قد خولطت انواره بغايهب
…
واسود شعلة ناره بِدُخَان
تبدو شوارقها لَدَيْهِ تلألؤا
…
ايماض برق فاتر اللمعان
يَا حائرا فِي امْرَهْ مَالِي مَتى
…
تجثو بدار مذلة وهوان
حتام ترتع فِي مراتع غَفلَة
…
والام تسلك مَسْلَك الخسران
فَكَأَن قَلْبك فِي جناحي طَائِر
…
بَادِي التقلب دَائِم الخفقان
مَا زلت تبغي مطلبا عَن مطلب
…
وَتحل فِي مغنى عقيب مغاني
اَوْ مَا كفى مَا قد بلغت من المنى
…
قدكان مَا فِي كَانَ
القى الزَّمَان اليك حَبل قياده
…
مَعَ مَا بِهِ من شدَّة وحران
ورقيت فِي صهوات عز شامخ
…
وَالنَّاس بَين معزز ومهان
وَبَلغت من زلفاه اقصى مبلغ
…
هَل بعد ذَلِك من منى وأماني
لَو انت تملك كل مَا قد رمته
…
فَاعْلَم بَان جَمِيع ذَلِك فَانِي
قوض خيامك وارتحل من سوحهم
…
ودع التواني لات حِين تواني
سر فِي فضاء الْعَالم الْعلوِي كم
…
هَذَا الجثوم بعالم الجثمان
انسيت اياما مضين بِأَهْلِهَا
…
ونقضت عهد اولئك الاعيان
والدهر قد جربت من اطواره
…
مَا لايحيط بِهِ نطاق بَيَان
حَرْب غَدا وَعدا على ابنائه
…
قد سل سيف الْبَغي والعدوان
مَاض عَلَيْهِم حكمه واذا جنى
…
ذهبت جِنَايَته بِغَيْر ضَمَان
من ذَا الَّذِي لم تلقه ايدي الردى
…
من ذَا الَّذِي ينجو من الْحدثَان
قد آن من شمس الْحَيَاة طُلُوعهَا
…
من حَضْرَة الاشباح والابدان
فتنح من دَار الْغرُور وفر من
…
سامي الرواق وشامخ الاركان
صلى الاله على مشرفه مدى ال
…
ايام والاحقاب والازمان
…
وَله رَحمَه الله تَعَالَى
…
مقَالَة غر اعز قَائِلهَا
…
مَذْكُورَة فِي النهى دلائلها
قويمة لَا ترى بهَا عوجا
…
لَا قدس الله من يجادلها
آياتها سطرت على صحف ال
…
عَالم ممتازة فواصلها
كانما ذَاك عندمعتبر
…
رِسَالَة صدرت مسائلها
لَيْسَ بِهِ ذرة وان صغرت
…
الا وَفِي ضمنهَا مخايلها
كانها علم على حدب
…
اوقد فِي رَأسهَا مشاعلها
تخبر عَن كل نُكْتَة سُئِلت
…
بِغَيْر خلف فاين سائلها
ان رمت تَحْقِيق مَا سَمِعت فسر
…
فِي الارض بارزة مراحلها
طف بالبلاد الَّتِي تبوأها
…
صدر الْمُلُوك وقف تسائلها
ايْنَ الَّذِي اختطها ومصرها
…
واين معمورها وعاطلها
…
.. من شقّ انهارها وعمرها
…
وَمن لَهُ حفرت جداولها
قل للمصانع ايْنَ صانعها
…
وللافاعيل ايْنَ فاعلها
وسل قصورا عفت مراسمها
…
وظلت ايدي البلى تزاولها
وقدتصدى لنسخ آيتها
…
حكم الزبُور وَمَا يقابلها
تجبك فِيمَا سَأَلت معربة
…
عَن الشؤون الَّتِي تحاولها
تروي احاديث أمة سلفت
…
رِوَايَة لَا يرد قَائِلهَا
عبارَة عبقرية عريت
…
عَن الْحُرُوف وَمَا يشاكلها
على طراز يكَاد تفهمه ال
…
امة مجنونها وعاقلها
قائلة وَهِي فِي مقالتها
…
محقة لَا يظنّ باطلها
كم من مُلُوك علت ارائكها
…
بعزة لَا يذل نائلها
ودولة لَا ترام شامخة
…
وحشمة لَا يضام واصلها
دَانَتْ لَهُم كل امة وغدت
…
ترهب من بأسها قبائلها
يخَاف بطشتها مرازبها
…
يهاب سطوتها اماثلها
لم يبْق فِي الْملك من يعارضها
…
وَلَا على الارض من يعادلها
تشرفت باسمهم منابرها
…
وازينت مِنْهُم محافلها
امْتَلَأَ الارض من كتائبهم
…
فَلم يسع بحرها وساحلها
الى خزائنهم وسدتهم
…
تجبى عوائدها وحاصلها
فَبَيْنَمَا هم على بلهينة
…
ونعمة لَا يخيب آملها
اصابهم مَا أَصَابَهُم فَغَدوْا
…
فِي هوة لَا يريم نازلها
نابتهم النائبات فانقلبوا
…
الى ديار خلت منازلها
مفازة لَا يفوز سالكها
…
طَريقَة لَا يؤوب سابلها
لم ادر هَل صدهم صوارفها
…
عَن ذَاك ام غالهم غوائلها
بلَى اناخت بهم نوائبها
…
ثمَّ احلت بهم كلاكلها
فَمَا لَهُم نَاصِر يخلصهم
…
وَلَا لَهُم عَسْكَر يقابلها
لَا تحسب الارض بعد بَاقِيَة
…
يَد العجاريف لَا تداخلها
…
.. وَلَا قباب السَّمَاء سامية
…
متينة كَامِلا هياكلها
سَوف تكون النُّجُوم كاسفة
…
حيران طالعها وآفلها
فيا لَهَا من ملمة نزلت
…
ان الدنا جمة نوازلها
والدهر صَعب الخطوب منكرها
…
ومشكل النائبات هائلها
ان كل مَا فِي الْوُجُود من نعم
…
الا تزولك اَوْ تزايلها
فَلَا يَغُرنكُمْ زخارفها
…
فَلَا يصدنكم شواغلها
سلطنة الدَّهْر هَكَذَا دوَل
…
تعز سُلْطَان من يداولها
وَهَذِه قصيدة تنيف على سِتِّينَ بَيْتا (وَقَالَ رحمه الله
لمن الديار تضعضعت اركانها
…
وانقض فَوق عروشها جدرانها
اضحت مثابة كل يَوْم صادح
…
وَتَفَرَّقَتْ ايدي سبا سكانها
وَلَقَد علاها وَحْشَة وَكَأَنَّهَا
…
صحف الْكتاب قد انمحى عنوانها
اَوْ بقْعَة الدُّنْيَا تناهى امرها
…
قَامَت قيامتها وآن اوانها
اذ لَيست الدُّنْيَا تدوم بِحَالَة
…
سيان عِنْدِي عزها وهوانها
اَوْ غادة خلقت ثِيَاب جمَالهَا
…
وتمزقت بيدالردى اردانها
…
ومحا محاسنها الصروف كانها
…
مثل الْقُلُوب تراكمت احزانها
لحقت بحزب الغابرين لداتها
…
وغدت الى دَار البلى اقرانها
وتنكرت فِي ذَاتهَا وصفاتها ارأيت مَا صنعت بهَا ازمانها
اَوْ محفل بِجَمَاعَة السمار قد
…
نفرت فصد الزافيات ارانها
اَوْ بَيت شعر ظلّ مَنْسُوخا كَمَا
…
نسخت ظلال فَاسْتَنَارَ مَكَانهَا
اذ قَامَ فِي ناديالبراعة منشد
…
ركن البلاغة قسها سحبانها
ينشي بَدَائِع يَسْتَحِيل منالها
…
يروي قصائد عبقريا شانها
غرر تعاطى نظمها نقادها
…
حكم تولى درسها لقمانها
يُبْدِي لالي صانهن نحورها
…
يَحْكِي جَوَاهِر زانها اوزانها
الفاظها اصداف اشْتَمَلت على
…
دُرَر فرائد قد غلت اثمانها
لقد اضمحل بنظمها نظم الورى
…
كحبال سحر اذ بدا ثعبانها
…