الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَكَانَ المرحوم من اعيان عُلَمَاء الرّوم محظوظا بِكَثْرَة الْمَحْفُوظ مَعْرُوفا بسعة الباع وَكَثْرَة الِاطِّلَاع خُصُوصا فِي علم الْفِقْه وبابه فانه من اكبر اربابه وَكَانَ رحمه الله عَظِيم النَّفس شديدالبأس مهيبا فِي اعين النَّاس بعيد الْمطلب صَعب الْمَقْصد وَالْمذهب قَلما بجاريه فِي ميدانه اُحْدُ عَلَيْهِ رَحْمَة الْعَزِيز الصَّمد
وَمِنْهُم الْمولى مُحَمَّد عبد اللَّطِيف المشتهر ببخاري زَاده
كَانَ ابوه الْمَزْبُور قَاعِدا فِي مُسْند الارشاد بزاوية الشَّيْخ مَحْمُود البُخَارِيّ دَاخل قسطنطينية المحمية على مَا مر ذكره فِي هَذِه الجريدة قَرَأَ رحمه الله على عُلَمَاء عصره وَصَارَ ملازما من الْمولى عبد الرحن الْمَار ذكره فِيهَا ثمَّ تزوج ابْنَته ودرس بمدرسة عبد السَّلَام بالموضع الْمَعْرُوف بكوجك جكمجه بِأَرْبَعِينَ ثمَّ صَار قَاضِيا بِبَعْض القصبات فَلَمَّا تولى صهره الْمَزْبُور قَضَاء الْعَسْكَر ثَانِيًا اتى بِهِ الى قسطنطينية وجد واجتهد ببذل عرضه وَمَاله الى ان جعله مدرسا بسلطانية بروسه ثمَّ نقل الى احدى الْمدَارِس الثمان فَعَن قريب ذاق مر كأس الْحمام وَقَرَأَ على الدُّنْيَا السَّلَام فَجعل المرحوم قَاضِيا بطرابلس الشَّام وَهُوَ اول قَاض بهَا من زمرة الموَالِي وَتُوفِّي قَاضِيا بهَا سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَتِسْعمِائَة كَانَ المرحوم مَعَ قلَّة حَظه من الْعُلُوم حَلِيم النَّفس مطرح التَّكَلُّف مَأْمُون الغائلة مبذول النِّعْمَة مائلا الى صُحْبَة الاخوان وملاحظة الخلان عَلَيْهِ رَحْمَة ربه المنان
وَمن افاضل الْعَصْر والاوان ونوادر الدَّهْر وَالزَّمَان الْمولى يُوسُف المشتهر بالمولى سِنَان
ولد رَحمَه اله بقصبة سونسه وجد فِي الطلاب وقلقل الركاب وَتحمل المصاعب وَركب المتاعب وَاجْتمعَ بأفاضل عصره واستفاد حَتَّى دخل فِي سلك ارباب الاستعداد وتحرك على الْوَجْه الْمَعْهُود وَالسّنَن الْمُعْتَاد قرا رحمه الله على الْمولى محيي الدّين الفناري ثمَّ على الْمولى عَلَاء الدّين الجمالي وَصَارَ ملازما من الْمولى خير الدّين معلم السُّلْطَان سُلَيْمَان ثمَّ درس بمدرسة صاروجه باشا بقصبة كليبولي بِخَمْسَة وَعشْرين ثمَّ بِالْمَدْرَسَةِ الحجرية بأدرنه بِثَلَاثِينَ ثمَّ مدرسة دَاوُد باشا
بقسطنطينية بِأَرْبَعِينَ ثمَّ مدرسة مصفى باشا بككيويزه بِخَمْسِينَ ثمَّ نقل الى دَار الحَدِيث بأدرنه ثمَّ الى احدى الْمدَارِس الثمان ثمَّ الى مدرسة السُّلْطَان بايزيدخان بأدرنه بستين ثمَّ قلد قَضَاء حلب وَفِي اثنائه ارسل الى بَغْدَاد لتفتيش حَادِثَة ظَهرت هُنَالك ثمَّ عزل وَقبل الْوُصُول الى قسطنطينية بشر بقصاء دمشق ثمَّ نقل الى قَضَاء ادرنه ثمَّ الى قَضَاء قسطنيطينة وَقبل الْوُصُول اليها بشر بِقَضَاء العساكر المنصورة فِي ولَايَة اناطولي المعمورة وَجلسَ للدرس الْعَام وَحضر عِنْده الفئام من الاجلة الْكِرَام فكم من مُشكل انْقَلب بِصَالح ذكره عِنْده سهلا ومعضل عَاد بصائب فكره مضمحلا ودام فِي هَذَا الْمقَام مُدَّة خَمْسَة اعوام ثمَّ تحرّك عَلَيْهِ بعض ارباب الْغَرَض من الَّذين فِي قُلُوبهم مرض فابتلي بِالْعَزْلِ والهوان والتفتيش فِي جَامع السُّلْطَان مُحَمَّد خَان مَعَ شَرِيكه الْمولى مصلح الدّين الشهير ببستان وَلما ظهر بَرَاءَة ذمَّته وَحسن حَاله شرف بِتَعْيِين وَظِيفَة امثاله ثمَّ قلد التدريس بدار الحَدِيث الَّتِي بناها السُّلْطَان سُلَيْمَان بِقرب الْجَامِع الْمَعْرُوف لَدَى القاصي والدان وَزيد على مرسومه ثَلَاثُونَ ثمَّ زيداربعون فدام فِيهَا على الدَّرْس الإفادة فِي الايام الْمُعْتَادَة فِي الحَدِيث وَالتَّفْسِير بلطف التَّقْرِير وَحسن التَّحْرِير الى ان استولى عَلَيْهِ سُلْطَان الْهَرم بطلائع الضعْف والالم فاستعفى عَن الْمدرسَة المزبورة فَبَقيَ مُدَّة بالوظيفة الْمَذْكُورَة وَقد انْتقل رحمه الله فِي شهر صفر من شهور سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَتِسْعمِائَة وَقد اناف عمره على تسعين سنة كَانَ المرحوم من اجله افاضل الرّوم شهد بفضيلته التَّامَّة الْخَاصَّة والعامة اعْتَرَفُوا برسوخ قلمه فِي الْفُنُون وثبات قدمه فِي علم الْمَفْرُوض والمسنون طالما شيد مَا درس من بُنيان الدُّرُوس وزين برشحات اقلامه وُجُوه عرائس الطروس وَسَار مسير الْبَدْر فِي سَمَاء التَّحْقِيق وَتعلق بطائر همته حَتَّى علا ذرْوَة التدقيق وَكَانَ رحمه الله شَيخا جميل الصُّورَة حسن السّير مبارك النَّفس كريم الاخلاق متواضعا طيب الاعراق مَشْهُورا بالخصال الحميدة مَعْرُوفا بالخلال الاكيدة متدرعا بالديانة متعمما بالصلاح والصيانة وَقد كتب رحمه الله حَوَاشِي على تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ اظهر فِيهَا الْيَد