الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مُسْتَقْبل الْقبْلَة وَقَالَ اخبروا من فِي الْبَلَد من الَّذين قرأوا عَليّ الْقُرْآن فَأَخْبرُوهُمْ فَحَضَرَ الْكل فَقَالَ الْمولى لي عَلَيْكُم حق وَالْيَوْم يَوْم قَضَائِهِ فاقراوا عَليّ الْقُرْآن الْعَظِيم الى وَقت الْعَصْر فاخبر الوزراء بذلك فجاؤوا اليه لعيادته فَبكى الْوَزير دَاوُد باشا لما بَينهمَا من الْمحبَّة الزَّائِدَة فَقَالَ الْمولى لماذا تبْكي يَا دَاوُد قَالَ فهمت فِيكُم ضعفا فَقَالَ ابك على نَفسك يَا دَاوُد فَإِنِّي عِشْت فِي الدُّنْيَا بسلامة وَاخْتِمْ ان شَاءَ الله تَعَالَى بسلامة ثمَّ قَالَ للوزراء سلمُوا منا على بايزيد يُرِيد السُّلْطَان بايزيدخان اوصيه ان يحضر صَلَاتي بِنَفسِهِ وان يقْضِي ديوني من بَيت المَال قبل دفني ثمَّ قَالَ اوصيكم إِذا وضعتموني عندالقبر ان تَأْخُذُوا برجلي وتسحبوني الى شَفير الْقَبْر ثمَّ تضعوني فِيهِ ثمَّ ان الْمولى صلى صَلَاة الظّهْر مومئا ثمَّ اخذ يسْأَل عَن أَذَان الْعَصْر فَلَمَّا قرب وقته اخذ يستمع صَوت الْمُؤَذّن فَلَمَّا قَالَ الْمُؤَذّن الله أكبر قَالَ الْمولى لَا اله الا الله فَخرج روحه فِي تِلْكَ السَّاعَة روح الله تَعَالَى روحه وَنور ضريحه ثمَّ ان السُّلْطَان بايزيد خَان حضر صلَاته وَقضى دُيُونه بِلَا شُهُود فَكَانَت ثَمَانِينَ الْفَا وَمِائَة الف دِرْهَم ثمَّ انهم لما وضعوه عِنْد قَبره لم يتجاسر اُحْدُ على ان يَأْخُذ بِرجلِهِ فوضعوه على حَصِير وجذبوا الْحَصِير الى شَفير الْقَبْر ثمَّ انزلوه فِيهِ وسلموه الى رَحْمَة الله تَعَالَى ورضوانه وامتلأت الْمَدِينَة ذَلِك الْيَوْم من الضجيج والبكاء من الصغار والكبار حَتَّى النِّسَاء وَالصبيان وَكَانَت جنَازَته مَشْهُورَة وانثلمت بِمَوْتِهِ ثلمة من الاسلام
وَمِنْهُم الْعَالم الْعَامِل الْمولى مجد الدّين كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى عَالما فَاضلا صَاحب سيرة محمودة وَطَرِيقَة مرضية نَصبه السُّلْطَان مُحَمَّد خَان قَاضِيا بالعسكر الْمَنْصُور بعدالمولى الكوراني رَحِمهم الله تَعَالَى
وَمِنْهُم الْعَالم الْعَامِل والفاضل الْكَامِل الْمولى حضر بيك ابْن جلال الدّين
نَشأ ببلدة سوريحصار من بلادالروم وَكَانَ ابوه قَاضِيا بهَا وقرا مباني الْعُلُوم على وَالِده ثمَّ وصل إِلَى خدمَة الْمولى الْفَاضِل الشير يكان وقرا عِنْده الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة والنقلية وَسَائِر الْعُلُوم المتداولة وَتخرج عِنْده وَتزَوج بنته وَحصل لَهُ مِنْهَا اولاد وَسَيَجِيءُ ترجمتهم ثمَّ صَار مدرسا
بالبلدة المزبورة وَكَانَ محبا للْعلم شديدالطلب
لَهُ وَحصل من الْفُنُون مَالا يُحْصى حَتَّى انه كَانَ يُقَال لم يكن بعدالمولى الفناري من اطلع على الْعُلُوم الغريبة مثله لما رُوِيَ انه جَاءَ من بلادالعرب فِي اوائل سلطنة السُّلْطَان محمدخان رجل كثير الِاطِّلَاع على الْعُلُوم الغريبة وَاجْتمعَ مَعَ عُلَمَاء الرّوم عندالسلطان الْمَذْكُور فَسَأَلَهُمْ عَن مسَائِل من الْعُلُوم الغريبة الَّتِي لم يكن لَهُم اطلَاع عَلَيْهَا فَانْقَطع الْكل وعجزوا عَن الْجَواب فاضطرب السُّلْطَان محمدخان اضطرابا شَدِيدا وَحصل لَهُ عَار عَظِيم من ذَلِك فَطلب رجلا من اهل الْعلم لَهُ اطلَاع على الْعُلُوم الغريبة فَذكر عِنْده الْمولى الْمَذْكُور وَهُوَ يدرس بالبلدة الْمَذْكُورَة وَكَانَ شَابًّا سنه فِي عشر الثَّلَاثِينَ وَكَانَ زيه على زِيّ عَسْكَر السُّلْطَان فاحضروه عندالسلطان مَعَ الرجل الْمَزْبُور فَضَحِك الرجل مستحقرا للْمولى الْمَذْكُور لشبابه وزيه فَقَالَ الْمولى هَات مَا عنْدك فأورد الرجل عَلَيْهِ اسئلة من عُلُوم شَتَّى وَكَانَ الْمولى الْمَذْكُور عَارِفًا بجميعها فَأجَاب عَن اسئلته بِأَحْسَن الاجوبة ثمَّ سَأَلَ الْمولى الْمَذْكُور الرجل عَن مسَائِل سِتَّة عشر فَنًّا لم يطلع عَلَيْهَا ذَلِك الرجل حَتَّى انْقَطع الرجل وافحم فطرب السُّلْطَان مُحَمَّد خَان لذَلِك حَتَّى قَامَ وَقعد لشدَّة طربه واثنى على الْمولى الْمَذْكُور ثَنَاء جميلا واعطاه مدرسة جده السُّلْطَان مُحَمَّد خَان بِمَدِينَة بروسا فَصَارَ مدرسا بهَا وَاجْتمعَ عِنْده الْفُضَلَاء من الطّلبَة مثل الْمولى مصلح الدّين الْعَسْقَلَانِي وَالْمولى عَليّ الْعَرَبِيّ وامثالهما وَكَانَ لَهُ معيدان احدهما الْمولى مصلح الدّين الشهير بخواجه زَاده والاخر الْمولى شمس الدّين الشهير بالخيالي ثمَّ ضم اليها كل يَوْم خَمْسَة عشر درهما على وَجه الضميمة من محصول الْخراج فِي شهر ربيع الاول فِي السّنة الْمَذْكُورَة ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة يلدرم خَان ببروسا ثمَّ ضم اليها كل يَوْم عشرَة دَرَاهِم من محصول المملحة ثمَّ اعطاه قَضَاء اينه كول على وَجه الضميمة ثمَّ ضم اليها كل يَوْم عشرَة دَرَاهِم من جِهَة توصية عمَارَة السُّلْطَان الْمَذْكُور على وَجه الضميمة ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة جَدِيدَة احدى المدرستين المتجاورتين بادرنه ثمَّ اعطاه قَضَاء ينولي وَصرف الْمولى الْمَذْكُور أوقاته بالاشتغال بِالْعلمِ وَالْعِبَادَة وَكَانَ مُسْتَقِيم الطَّبْع سريع الْفَهم كثير الْحِفْظ وَكَانَ يهتم بتربية القارئين عَلَيْهِ وَكَانَ قصير الْقَامَة وَكَانَ يلقب بجراب الْعلم وَلما فتح السُّلْطَان مُحَمَّد خَان مَدِينَة قسطنطينية جعله قَاضِيا بهَا
وَهُوَ اول قَاض وَتُوفِّي وَهُوَ قَاض بهَا فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وَدفن فِي جوَار ابي ايوب الانصاري عَلَيْهِ رَحْمَة الْبَارِي وَكَانَ ماهرا فِي النّظم بِالْعَرَبِيَّةِ والفارسية والتركية نظم فِي العقائد قصيدة نونية ابدع فِي نظمها واتقن فِي مسائلها وَقد شرحها الْمولى الخيالي شرحا لطيفا حسنا وَله نظم آخر من نوع المستزاد وَلَا بَأْس بِذكرِهِ هَهُنَا
…
يَا من ملك الانس بلطف الملكات
فِي حسن صِفَات
حركت جنوني بفنون الحركات
يَا جنَّة ذاتي
الْعَارِض وَالْخَال واصداغك حفت
اطراف محياك
وَالْجنَّة كَيفَ احْتَجَبت بالشهوات
من كل جِهَات
ان ضَاقَ على الوسع عِبَارَات لِسَان
لَا عِبْرَة فِيهَا
فِي الْقلب نكات كتبت بالعبرات
تحكي نكاتي
قد سَالَ على بابك انهار دموعي
لَيْلًا وَنَهَارًا
فالرحم على السَّائِل اولى الْحَسَنَات
يَوْم العرصات
كرر عدَّة الْوَصْل وَصلهَا بِخِلَاف
فالوعد كفاني
والصب يرى لذته فِي الفلوات
من ذكر فرات
…