الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَمِنْهُم الْعَالم الْعَامِل والفاضل الْكَامِل الْمولى مُحَمَّد بن مصطفى ابْن الْحَاج حسن
قَرَأَ على عُلَمَاء عصره ثمَّ وصل الى خدمَة الْمولى يكان ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة ديمه توقه ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة ميغلغره ثمَّ صَار قَاضِيا بِمَدِينَة كليبولي ثمَّ مدحه الْوَزير مَحْمُود باشا عِنْد السُّلْطَان مُحَمَّد خَان فَأعْطَاهُ مدرسة وَالِده السُّلْطَان مرادخان بِمَدِينَة بروسه ثمَّ جعله قَاضِيا بِالْمَدِينَةِ المزبورة ثمَّ أعطَاهُ احدى الْمدَارِس الثمان ثمَّ جعله قَاضِيا بِمَدِينَة قسطنطينية ثمَّ جعله السُّلْطَان مُحَمَّد خَان فِي السّنة الَّتِي توفّي هُوَ فِيهَا قَاضِيا بالعسكر الْمَنْصُور فِي ولَايَة اناطولي وَهِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة وَلما جلس السُّلْطَان بايزيدخان على سَرِير السلطنة قَرَّرَهُ فِي مَكَانَهُ ثمَّ جعله قَاضِيا بالعسكر الْمَنْصُور فِي ولَايَة روم ايلي وَمَا زَالَ قَاضِيا بالعسكر الى ان مَاتَ فِي سنة احدى عشرَة وَتِسْعمِائَة وسنه قد جَاوز التسعين وَكَانَ رجلا طَويلا عَظِيم اللِّحْيَة طليق الْوَجْه متواضعا محبا للمشايخ والفقراء وَكَانَ بحرا فِي الْعُلُوم وَكَانَ محبا للْعلم وَالْعُلَمَاء وَكَانَ عَارِفًا بالعلوم الْعَقْلِيَّة والشرعية جَامعا لِلْأُصُولِ وَالْفُرُوع كتب حَاشِيَة على تَفْسِير سُورَة الانعام للعلامة الْبَيْضَاوِيّ وَكتب ايضا حَاشِيَة على الْمُقدمَات الاربع فِي التَّوْضِيح وَكتب حَاشِيَة للمحاكمة بَين الْعَلامَة الدواني والفاضل مير صدر الدّين وصنف كتابا فِي الصّرْف وَسَماهُ ميزَان التصريف وَكتب ايضا بِأَمْر السُّلْطَان كتابا عجيبا فِي اللُّغَة جمع فِيهِ غرائب اللُّغَات لَكِن لم يساعده عمره الى الاتمام فَبَقيَ نَاقِصا وَبنى بَيت التَّعْلِيم والمدرسة ومسجدا ببلدة قسطنطينية وجامعا بقرية ازادلو وقبره فِي دَار التَّعْلِيم روح الله تَعَالَى روحه وَنور ضريحه
وَمِنْهُم الْعَالم الْعَامِل والفاضل الْكَامِل عَلَاء الدّين عَليّ بن مُحَمَّد القوشجي روح الله روحه
كَانَ ابوه مُحَمَّد من خدام الامير الغ بك ملك مَا وَرَاء النَّهر وَكَانَ هُوَ حَافظ الْبَازِي وَهُوَ معنى القوشجي فِي لغتهم قَرَأَ الْمولى الْمَذْكُور على عُلَمَاء سَمَرْقَنْد وَقَرَأَ على الْمولى الْفَاضِل قَاضِي زَاده الرُّومِي وقرا عَلَيْهِ الْعُلُوم الرياضية وَقرأَهَا ايضا على الامير الغ بك وَكَانَ الامير الْمَذْكُور مائلا الى الْعُلُوم الرياضية ثمَّ
ذهب الْمولى الْمَذْكُور مختفيا الى بِلَاد كرمان فقرا هُنَاكَ على علمائها وسود هُنَاكَ شَرحه للتجريد وَغَابَ عَن الغ بك سِنِين كَثِيرَة وَلم يدر خَبره ثمَّ انه عَاد الى سَمَرْقَنْد وَوصل الى خدمَة الامير الْمَذْكُور وَاعْتذر عَن غيبته لتَحْصِيل الْعلم فَقبل عذره وَقَالَ بِأَيّ شَيْء اَوْ بِأَيّ هَدِيَّة جِئْت الي قَالَ برسالة حللت فِيهَا إِشْكَال الْقَمَر وَهُوَ اشكال تحير فِي حلّه الاقدمون قَالَ الامير الغ بك هَات بهَا انْظُر فِي أَي مَوضِع اخطات فَأتى بالرسالة فقرأها قَائِما على قَدَمَيْهِ فأعجب بهَا الغ بك ثمَّ ان الامير الغ بك بنى مَوضِع رصد سَمَرْقَنْد وَصرف فِيهِ مَالا عَظِيما وتولاه اولا غياث الدّين جمشيد من مهرَة هَذَا الْعلم فتوفاه الله تَعَالَى فِي اوائل الامر ثمَّ تولاه الْمولى قَاضِي زَاده الرُّومِي فتوفاه الله تَعَالَى قبل اتمامه وأكمله الْمولى عَليّ القوشجي فَكَتَبُوا مَا حصل لَهُم من الرصد وَهُوَ الْمَشْهُور بالزيج الْجَدِيد لالغ بك وَهُوَ احسن الزيجات وأقربها من الصِّحَّة ثمَّ انه لما توفّي الامير الغ بك وتسلطن بعض اولاده وَلم يعرف قدر الْمولى الْمَذْكُور وَنَفر قلبه عَنهُ فاستاذن لِلْحَجِّ وَلما جَاءَ الى تبريز والامير هُنَاكَ فِي ذَلِك الزَّمَان السُّلْطَان حسن الطَّوِيل فَأكْرم الْمولى الْمَذْكُور اكراما عَظِيما وارسله بطرِيق الرسَالَة الى السُّلْطَان مُحَمَّد خَان ليصالح بَينهمَا وَلما اتى الى السُّلْطَان مُحَمَّد خَان اكرمه اكراما عَظِيما فَوق مَا أكْرمه السُّلْطَان حسن وَسَأَلَهُ ان يسكن فِي ظلّ حمايته فَأجَاب فِي ذَلِك وعهد ان يَأْتِي اليه بعد اتمام امْر الرسَالَة فَلَمَّا ادى الرسَالَة ارسل السُّلْطَان مُحَمَّد خَان اليه من خُدَّامه فخدموه فِي الطَّرِيق وصرفوا بامره اليه فِي كل مرحلة الف دِرْهَم فَأتى مَدِينَة قسطنطينية بالحشمة الوافرة وَالنعَم المتكاثرة وَحين قدم اليه اهدى الى السُّلْطَان مُحَمَّد خَان عِنْد ملاقاته رسَالَته فِي علم الْحساب وسماها المحمدية وَهِي رِسَالَة لَطِيفَة لَا يُوجد انفع مِنْهَا فِي ذَلِك الْعلم ثمَّ ان السُّلْطَان مُحَمَّد خَان لما ذهب الى محاربة السُّلْطَان حسن الطَّوِيل اخذ الْمولى الْمَذْكُور مَعَه وصنف فِي أثْنَاء السّفر رِسَالَة لَطِيفَة فِي علم الْهَيْئَة باسم السُّلْطَان مُحَمَّد خَان وسماها الرسَالَة الفتحية لمصادفتها فتح عراق الْعَجم وَلما رَجَعَ السُّلْطَان مُحَمَّد خَان الى مَدِينَة قسطنطينية اعطاه مدرسة ايا صوفيه وَعين لَهُ كل يَوْم مِائَتي دِرْهَم وَعين لكل من
اولاده وتوابعه منصبا يرْوى انه لما نزل الى قسطنطينية كَانَ مَعَه من توابعه مِائَتَا نفس وَلما قدم الى قسطنطينية اول قدومه استقبله عُلَمَاء الْمَدِينَة وَكَانَ الْمولى خواجه زَاده اذ ذَاك قَاضِيا بهَا فَلَمَّا ركبُوا فِي السَّفِينَة ذكر الْمولى عَليّ القوشجي مَا شَاهده فِي بَحر هُرْمُز من الجزر وَالْمدّ فَبين الْمولى خواجه زَاده سَبَب الجزر وَالْمدّ ثمَّ ان الْمولى عَليّ القوشجي ذكر مباحثة السَّيِّد الشريف مَعَ الْعَلامَة التَّفْتَازَانِيّ عِنْد الامير تيمورخان وَرجح جَانب الْعَلامَة التَّفْتَازَانِيّ قَالَ الْمولى خواجه زَاده وَإِنِّي كنت اظن الامر كَذَلِك الا اني حققت الْبَحْث الْمَذْكُور فَظهر ان الْحق فِي جَانب السَّيِّد الشريف فَكتبت عِنْد ذَلِك فِي حَاشِيَة كتابي فَأمر لبَعض خُدَّامه باحضار ذَلِك الْكتاب عِنْد خُرُوجه من السَّفِينَة فطالع الْمولى عَليّ القوشجي تِلْكَ الْحَاشِيَة فاستحسنها فَلَمَّا لَقِي الْمولى الْمَذْكُور السُّلْطَان مُحَمَّد خَان قَالَ لَهُ السُّلْطَان كَيفَ شاهدت خواجه زَاده قَالَ لَا نَظِير لَهُ فِي الْعَجم وَالروم قَالَ السُّلْطَان مُحَمَّد خَان لَا نَظِير لَهُ فِي الْعَرَب ايضا يُقَال ان الْمولى عَليّ الطوسي لما ذهب الى بِلَاد الْعَجم لَقِي هُنَاكَ الْمولى عَليّ القوشجي وَقَالَ لَهُ الى ايْنَ تذْهب قَالَ الى بلادالروم قَالَ عَلَيْك بالمداراة مَعَ الكوسج يُقَال لَهُ خواجه زَاده فان مَعْلُوم الرجل عِنْده كالمجهول فَعمل الْمولى عَليّ القوشجي بوصيته وَزوج بنته من ابْن الْمولى خواجه زَاده وَزوج ايضا الْمولى خواجه زَاده بنته من ابْن بنت الْمولى عَليّ القوشجي وَهُوَ الْمولى قطب الدّين وَله من التصانيف شَرحه للتجريد وَهُوَ شرح عَظِيم لطيف فِي غَايَة اللطافة لخص فِيهِ فَوَائِد الاقدمين احسن تَلْخِيص وأضاف اليها زَوَائِد وَهِي نتائج فكره مَعَ تَحْرِير سهل وَاضح وَله الرسالتان المذكورتان المحمدية والفتحية وَله حَاشِيَة على اوائل شرح الْكَشَّاف للعلامة التَّفْتَازَانِيّ وَكتاب عنقود الزواه فِي الصّرْف سَمِعت انه من تصانيفه وَله رِسَالَة فِي مبَاحث الْحَمد حقق فِيهَا كَلِمَات السَّيِّد الشريف فِي المباحث الْمَذْكُورَة فِي حَوَاشِيه على شرح الْمطَالع وَقد جمع عشْرين متْنا فِي مجلدة وَاحِدَة كل متن من علم وَسَماهُ مَحْبُوب الحمائل وَكَانَ بعض غلمانه يحملهُ وَلَا يُفَارِقهُ ابدا وَكَانَ ينظر فِيهِ كل وَقت يُقَال انه حفظ كل مَا فِيهِ من الْعُلُوم توفّي بِمَدِينَة قسطنطينية وَدفن بجوار ابي ايوب