الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يلوح من جَبينه آثَار الْفَوْز والفلاح وَكَانَ رحمه الله جواد الا يلبث فِي ساحة رَاحَته غير جوده وسماحته وَكَانَ رحمه الله مكبا على التاليف وحريصا على التَّحْرِير والتصنيف فَكتب كل مَا خطر بِبَالِهِ من غير تَمْيِيز مستقبمة عَن محاله وَمَعَ ذَلِك لم ينظر الى مَوْضُوع مرَّتَيْنِ وَلم يرجع الْبَصَر كرتين فَلم يَتَيَسَّر لَهُ الاحسان والاجادة وخلت تصانيفه عَن الافادة وَلَا غرو فِيهِ فَمَا كل هاتفة وَرْقَاء وَمَا كل ناظرة زرقاء غير انه ترك من شُرُوح بعض الْكتب الفارسية آثارا جميلَة ومؤلفات لَا يظفر عَلَيْهَا الا باثمان جليلة تواليفه الْعَرَبيَّة مِنْهَا الْحَوَاشِي الْكُبْرَى على تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وأولها الْحَمد لله الَّذِي جعلني كشاف الْقُرْآن وصيرني قَاضِيا بَين الْحق والباطلان والحواشي الصُّغْرَى عَلَيْهِ وَشرح البُخَارِيّ قَرِيبا الى النّصْف وحاشية على التَّلْوِيح وحاشية على اوائل الْهِدَايَة وَشرح لبَعض الْمُتُون المختصرة تَصْدِيقه شرح كتاب المسنوي الْمولى فِي مائَة كراس كَبِيرَة وَكَانَ من عَادَته ان يعْقد الْمجَالِس فِي مَسْجده وينقل ذَلِك الْكتاب باوفى تَقْرِير واوضح بَيَان فيزدحم النَّاس عَلَيْهِ من كل مَكَان وَشرح كتاب كلستان وَكتاب بوستان وَشرح ديوَان حَافظ الشِّيرَازِيّ وَشرح كتاب شبستان خيال وَشرح عدَّة رسائل فِي فن المعمي وقدترجم عدَّة كتب بالتركي كالموجز من الطِّبّ وَروض الرياحين من المحاضرات وَقد بلغ عمره الى اثْنَتَيْنِ وَسبعين سنة كتب الله لَهُ الف حَسَنَة
وَمن عُلَمَاء هَذَا الاوان الْمولى محيي الدّين الشهير بجرجان
نَشأ رحمه الله فِي قَصَبَة اق يازي وَطلب الْعلم وَخرج من هَذِه الْبِلَاد فَاجْتمع بافاضل عصره واستفاد مِنْهُم الْمولى مصلح الدّين المشتهر بطاشكبري زَاده وَالْمولى مُحَمَّد شاه الشهير بداية ثمَّ صَار ملازما للْمولى خير الدّين معلم السُّلْطَان ففاز بحظ الظُّهُور من بَين الاقران ثمَّ درس بِالْمَدْرَسَةِ القزازية فِي بروسه بِخَمْسَة وَعشْرين ثمَّ مدرسة امير سُلْطَان بِثَلَاثِينَ ثمَّ قره كوز باشا بقصبة فلبه باربعين ثمَّ مدرسة عَليّ باشا بقسطنطينية بالوظيفة المسفورة ثمَّ مدرسة كيزة
بِخَمْسِينَ ثمَّ نقل الى مدرسة السُّلْطَان مُحَمَّد بجوار مرقد ابي ايوب الانصاري عَلَيْهِ رَحْمَة الْعَزِيز الْبَارِي ثمَّ الى احدى الْمدَارِس الثمان ثمَّ ولي الافتاء والتدريس باماسيه وَعين لَهُ كل يَوْم سَبْعُونَ درهما ثمَّ زيد عَلَيْهَا عشرَة ثمَّ عزل بكائنة خُرُوج السُّلْطَان بايزيد ابْن السُّلْطَان سُلَيْمَان ثمَّ عين لَهُ كل يَوْم سَبْعُونَ درهما وَتُوفِّي سنة سبع وَسِتِّينَ وَتِسْعمِائَة وَكَانَ رحمه الله رجلا سليما مَأْمُون الصُّحْبَة مطرح التَّكَلُّف كثير التَّوَاضُع لَا يضمر السوء لَاحَدَّ وخلاصة الامر الْمَذْكُور ان بايزيدخان المزبوركان اميرا فِي قَصَبَة كوتاهية فقلده ابوه السُّلْطَان سُلَيْمَان امارة اماسيه وَنصب مَكَانَهُ اخاه الاكبر سلطاننا السُّلْطَان سليم خَان المظفر فاستشعر بايزيدخان الْمَزْبُور من الامير المسفور ميلًا من ابيه الى جَانب اخيه بِسَبَب ان كوتاهية قريبَة الى قسطنطينية من اماسيه فامتلأت من ذَلِك نَفسه حسدا وغيظا تاليا قَوْله تَعَالَى تِلْكَ اذا قسْمَة ضيزى فصمم فِي الْخُرُوج عَن طَاعَة ابيه السُّلْطَان والاغارة على اخيه سليم خَان فَاجْتمع عَلَيْهِ اصحاب الْبَغي وَالْفساد من الَّذين طغوا فِي الْبِلَاد من لصوص الاتراك وأشرار الاكراد وجند الْجنُود وحشد الحشود وعزم على التقال مغترا بِمن عِنْده من أَرْبَاب الْبَغي والضلال وَلم يدر ان حافر الْبِئْر لاخيه سَاقِط لَا محَالة فِيهِ فَلَمَّا وصل هَذَا الْخَبَر الى ابيه السُّلْطَان ارسل اليه ينصحه ويعاتبه على هَذَا الْبَغي والعدوان وَلم يزده النصح الا الْبَغي والنفور والرعونة والغرور وَلم ينحرف عَن جادة خسرانه وَلم يرتدع عَن طَريقَة طغيانه وَأبي عَن قبُول النصح واستكبر وَكَانَ بغاثا فِي ارضه فاستنسر فداس الْبِلَاد بِمن التف عَلَيْهِ من ارباب الْفساد وَقصد الى قتال اخيه مُعْلنا بِالْخرُوجِ عَن طَاعَة ابيه فَلَمَّا استيقنه السُّلْطَان اشار الى من عِنْده من الابطال والفرسان ليلتحقوا الى ابْنه سيلم خَان ويتفقوا على تدمير الفئة الباغية واستئصال الْفرْقَة الطاغية افاجابوه بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَة وتقلدوا بجرائز التباعة فَلَمَّا وصل الفئة الباغية الى ظَاهر قونية كالقضاء المبرم عارضهم السُّلْطَان سليم خَان بِجَيْش جرار عَرَمْرَم فَلَمَّا اجْتمع بِهِ الفتئان وتقابل الْفَرِيقَانِ ودارت رحى الْحَرْب وحمي الْوَطِيس وتصادم الخيمس بالخميس قَامَت معركة كلت