الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَمن نظمه رَحمَه الله تَعَالَى ايضا عِنْد شَيْبه
…
ارعشني الدَّهْر أَي رعش
…
والدهر ذُو قُوَّة وبطش
قد كنت امشي وَلست اعيا
…
فاليوم اعيا وَلست امشي
…
وَبِالْجُمْلَةِ كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى صَاحب خلق عَظِيم وَصَاحب بشاشة وَوجه بسام بَين الْجمال والجلال قسام وَكَانَ لطيف المحاورة حُلْو المحاضرة عَجِيب النادرة متواضعا متخشعا اديبا لبيبا يبجل الصَّغِير كَمَا يوقر الْكَبِير وَكَانَ كريم الطَّبْع سخي النَّفس مُبَارَكًا مَقْبُولًا وَجُمْلَة القَوْل فِيهِ انه كَانَ بركَة من بَرَكَات الله تَعَالَى فِي الارض وَله من القصائد الْعَرَبيَّة والمنشآت مَالا يُحْصى وَله شرح للْبُخَارِيّ مُخْتَصر مُفِيد وَله شرح شَوَاهِد التخليص سَمَّاهُ بمعاهد التَّنْصِيص فِي شرح شَوَاهِد التَّلْخِيص وَقد استدرك فِي كثير من الْمَوَاضِع على الشُّرَّاح روح الله روحه وَزَاد فِي اعلى غرف الْجنان فتوحه
وَمِنْهُم الْعَالم الْفَاضِل الْكَامِل الْمولى بخشى خَليفَة الاماسي رحمه الله
ولد بقرية قريبَة من اماسيه وقرا على عُلَمَاء عصره ثمَّ ارتحل الى بِلَاد الْعَرَب وَقَرَأَ على علمائها ايضا ثمَّ اخْتَار طَرِيق التصوف ونال مِنْهَا الْمَرَاتِب الجليلة وَكَانَ خاضعا خَاشِعًا متورعا متشرعا رَاضِيا من الْعَيْش بِالْقَلِيلِ وَكَانَ يلبس الثِّيَاب الخشنة وَكَانَ يدرس وَكَثِيرًا مَا يجلس للوعظ والتذكير وَكَانَت لَهُ يَد طولي فِي التَّفْسِير وَكَانَ أَكثر التفاسير فِي حفظه وقرا عَلَيْهِ الكثيرون وانتفعوا بِهِ وَكَانَت لَهُ يَد طولى فِي الْفِقْه ايضا وَفِي سَائِر الْعُلُوم وَرُبمَا يَقُول رَأَيْت فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ مسطورا هَكَذَا وَلَا يخطيء كَلَامه اصلا وَيكون كَمَا نقل وَرَأَيْت لَهُ رِسَالَة جمع فِيهَا رُؤْيَته للنَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي الْمَنَام وصحبته مَعَه وَهِي كَثِيرَة جدا
توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي جوَار الثَّلَاثِينَ وَتِسْعمِائَة نور الله تَعَالَى مرقده وَفِي اعلى غرف الْجنان ارقده
وَمِنْهُم الْمولى الْعَالم الْكَامِل الْفَاضِل محيي الدّين مُحَمَّد بن عمر بن حَمْزَة
كَانَ جده من بِلَاد مَا وَرَاء النَّهر من تلامذة الْعَلامَة سعدالدين التَّفْتَازَانِيّ ثمَّ ارتحل فاستوطن انطاكية وَبهَا ولد مُحَمَّد هَذَا فحفظ الْقُرْآن الْعَظِيم فِي صغره
ثمَّ الْكَنْز والشاطبي وَغَيرهمَا ثمَّ تفقه على عميه الشَّيْخ حُسَيْن وَالشَّيْخ احْمَد وَكَانَا فاضلين وقرا عَلَيْهِمَا الاصول والقراآت والعربية ثمَّ سَار الى حصن كيفا وآمد ثمَّ الى تبريز وَأخذ عَن علمائها واشتغل هُنَاكَ سنتَيْن وقرا فِي تبريز على الْعَالم الْفَاضِل الْمولى مزِيد ثمَّ رَجَعَ الى انطاكية وحلب وَأقَام ثمَّة وَوعظ ودرس وَأفْتى واشتهرت فضائله ثمَّ خرج الى الْقُدس الشريف وجاور هُنَاكَ ثمَّ الى مَكَّة المشرفة فحج ثمَّ ذهب الى مصر فَسمع هُنَاكَ من السُّيُوطِيّ والشمني وأجازا لَهُ وَوعظ ودرس وَأفْتى فَحصل لَهُ ثمَّة قبُول عَظِيم حَتَّى طلبه السُّلْطَان قايتباي فلاقاه ووعظه وَألف لَهُ كتابا فِي الْفِقْه مُسَمّى بالنهاية فاحبه واكرمه غَايَة الاكرام وَأحسن جوائزه وَلم يَأْذَن لَهُ فِي الرحيل فَبَقيَ عِنْده الى ان توفّي الْملك قايتباي فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعمِائَة ثمَّ سَافر الى الرّوم من الْبَحْر فجَاء الى بروسه وأحبه اهلها جدا فاقام هُنَاكَ واشتغل بالوعظ وَالنَّهْي عَن الْمُنْكَرَات ثمَّ ذهب الى مَدِينَة قسطنطينية فاحبه اهلها ايضا وَسمع السُّلْطَان بايزيدخان وعظه فَمَال اليه كل الْميل وَكَانَ يُرْسل اليه الجوائز دَائِما وَألف لَهُ كتابا مُسَمّى بتهذيب الشَّمَائِل فِي سيرة نَبينَا صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم وكتابا آخر فِي التصوف ولاقاه ودعا لَهُ ثمَّ خرج السُّلْطَان الى الْغَزْو وَهُوَ مَعَه فَفتح مَعَه قلعة مشون وَكَانَ ثَانِي الداخلين اليها اَوْ ثالثهم ثمَّ رَجَعَ الى قسطنطينية وَبَقِي هُنَاكَ يامر بِالْمَعْرُوفِ وَينْهى عَن الْمُنكر بِحَيْثُ لَا يخَاف فِي الله لومة لائم ويتعرض للملاحدة والصوفية فِي رقصهم ثمَّ رَجَعَ مَعَ اهله الى حلب المحروسة فاكرمه ملك الامراء خير بك جدا وَقَرَأَ عَلَيْهِ وَالْتزم جَمِيع حَوَائِجه وَهُوَ مَعَ ذَلِك لم يَأْكُل مِنْهُ شيا فَمَكثَ ثَمَان سِنِين مشتغلا بالتفسير والْحَدِيث وَالرَّدّ على الْمَلَاحِدَة وَالرَّوَافِض سِيمَا على طاغية اردبيك وَكَانَت تِلْكَ الطَّائِفَة يبغضونه بِحَيْثُ يلعنونه مَعَ الصَّحَابَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم فِي المجامع ثمَّ عَاد الى الرّوم ثمَّ زمن السُّلْطَان سليم خَان وحرضه على الْجِهَاد الى قرلباش وَألف لَهُ كتابا فِي أَحْوَال الْغَزْو وفضائله وَهُوَ كتاب نَفِيس جدا فَذهب مَعَه الى حَرْب تِلْكَ الطَّائِفَة وَكَانَ يعظ كل يَوْم فِي الطَّرِيق للجند وَيذكر لَهُم ثَوَاب الْجِهَاد خُصُوصا بِتِلْكَ الطَّائِفَة وَالسُّلْطَان يُكرمهُ وَيحسن اليه كثيرا وَلما التقى الْجَمْعَانِ وحمي