الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَمِنْهُم الْعَالم الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى الشَّيْخ عَليّ الكازرواني
اتَّصل بِخِدْمَة الشَّيْخ الْعَارِف الله تَعَالَى السَّيِّد عَليّ بن مَيْمُون المغربي الْمَذْكُور سَابِقًا وسافر مَعَه اياما فِي نواحي حما وَكَانَت الاسد كَثِيرَة فِي تِلْكَ النواحي وَتعرض لَهُم اسد فشكوا مِنْهُ الى الشَّيْخ فَقَالَ اذنوا فأذنوا لَهُ فَلم يبرح قَالُوا للشَّيْخ ان الاسد لم يذهب فَقَالَ اذنوا ثَانِيًا فأذنوا لَهُ فَلم يرجع فَتقدم الشَّيْخ الكازرواني اليه فَغَاب الاسد عَن اعينهم وَلم يدر انه خسف بِهِ الارض اَوْ ذاب فِي مَكَانَهُ فَذكر ذَلِك للشَّيْخ فَغَضب على الكازرواني غَضبا شَدِيدا وَقَالَ ياكازرواني يَا خائب يَا خاسر افسدت طريقتنا فشرع الكازرواني بالانفصال عَن خدمَة الشَّيْخ فَقَالَ الشَّيْخ تندم يَا كازرواني تندم قَالَ الكازرواني بل انت تندم يَا شيخ فَعِنْدَ ذَلِك غضب الشَّيْخ غَضبا شَدِيدا فَقَالَ رح فِي لعنة الله فَرده وَلم يقبله ابدا حَتَّى مَاتَ ثمَّ انه اراد ان يرجع الى خلفاء الشَّيْخ الْمَزْبُور فَلم يقبلوه حَتَّى ذهب الى بِلَاد الْعَرَب وأتى بِكِتَاب من الشَّيْخ المغربي وَقَالَ فِيهِ ان احدا لَا يرد من بَاب الله تَعَالَى وَإِنَّمَا رده شيخ لتأديبه واصلاحه فَقبله الشَّيْخ علوان ورباه وَحصل عِنْده الطَّرِيقَة ونال الْمَرَاتِب السّنيَّة ثمَّ اتى بِلَاد الرّوم ثمَّ ذهب الى الْحَج وجاور بِمَكَّة المشرفة حَتَّى مَاتَ دفن بهَا كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى صَاحب جذبة وَكَانَ لَهُ اطلَاع على الخواطر واحوال الْقُلُوب وَكَانَت لَهُ معرفَة اسْتَفَادَ مِنْهُ كثير من النَّاس قدس الله تَعَالَى سره الْعَزِيز
تَرْجَمَة مؤلف هَذَا الْكتاب
(هَذَا آخر) مَا تيَسّر لي بعون الله الْملك العلام من تَفْصِيل أَحْوَال الْعلمَاء الاعلام والفضلاء الْكِرَام وَذكر مَنَاقِب الْمَشَايِخ الْعِظَام وَحين آن اوان الاختام خطر ببال هَذَا العَبْد المستهام ان اتلي ذكري ذكر هَؤُلَاءِ الْكِرَام الا ان قُصُور شأني مَنَعَنِي ثَانِيًا من انجاح هَذَا المرام فصرت مترددا بَين اقدام واحجام وَهَكَذَا الى ان انْبَعَثَ من ذَات نَفسِي دَاعِيَة الاقدام بِنَاء على مَا قيل لَا بُد فِي حَضْرَة السادات من الخدام فشرعت فِيهِ متوكلا على الله عز وجل والقلم ينزلق فِي مزالق
الوجل وَالْوَرق يبلع ريق الْحيَاء والخجل (فَأَقُول) وَأَنا العَبْد الضَّعِيف العليل الْمُحْتَاج الى رَحْمَة ربه الْجَلِيل احْمَد بن مصطفى بن خَلِيل عَفا الله عَنْهُم بكرمه الْجَمِيل ولطفه الجزيل المشتهر بَين النَّاس بطاشكبري زَاده جعل الله الْهدى وَالتَّقوى زَاده وأوفر كل يَوْم علمه وزاده حكى وَالِدي رحمه الله انه لما اراد ان يُسَافر من مَدِينَة بروسه الى بَلْدَة انقره قبيل ولادتي بِشَهْر رأى فِي الْمَنَام فِي اللَّيْلَة الَّتِي سَافر فِي صبيحتها شَيخا جميل الصُّورَة وَقَالَ لَهُ اُبْشُرْ فَإِنَّهُ سيولد لَك ولد فسمه باسم احْمَد فَلَمَّا سَافر رحمه الله قصّ هَذِه الْوَاقِعَة على والدتي ثمَّ اني ولدت فِي اللَّيْلَة الرَّابِع عشرَة من شهر ربيع الاول سنة احدى وَتِسْعمِائَة وَلما بلغت سنّ التَّمْيِيز انتقلنا الى بَلْدَة انقره فشرعنا هُنَاكَ فِي قِرَاءَة الْقُرْآن الْعَظِيم وَعند ذَلِك لقبني وَالِدي بعصام الدّين وَكَنَّانِي بِأبي الْخَيْر وَكَانَ لي أَخ أكبر مني بِسنتَيْنِ اسْمه مُحَمَّد ولقبه وَالِدي بنظام الدّين وكناه بِأبي سعيد ثمَّ انه لما ختمنا الْقُرْآن انتقلنا الى مَدِينَة بروسه فَعلمنَا وَالِدي شَيْئا من اللُّغَات الْعَرَبيَّة ثمَّ انه رحمه الله سَافر الى مَدِينَة قسطنطينية وسلمني الى الْعَالم الْعَامِل عَلَاء الدّين الملقب باليتيم وَقد اسلفنا ذكره فقرات عَلَيْهِ من الصّرْف مُخْتَصرا مُسَمّى بِالْمَقْصُودِ ومختصر عز الدّين الزنجاني ومختصر مراح الارواح وقرات عَلَيْهِ ايضا من النَّحْو مُخْتَصر الْمِائَة للشَّيْخ الامام عبد القاهر الْجِرْجَانِيّ وَكتاب الْمِصْبَاح للامام المطرزي وَكتاب الكافية للشَّيْخ الْعَلامَة ابْن الْحَاجِب وحفظت كل ذَلِك بمشاركة أخي الْمَزْبُور ثمَّ شرعنا فِي قِرَاءَة كتاب الوافية فِي شرح الكافية وَلما بلغنَا مبَاحث المرفوعات جَاءَ عمي قوام الدّين قَاسم الى مَدِينَة بروسه وَصَارَ مدرسا بمدرسة مَوْلَانَا خسرو وَهُنَاكَ قَرَأنَا عَلَيْهِ من مبَاحث المرفوعات الى مبَاحث المجرورات وَعند ذَلِك مرض اخي مَرضا مزمنا وَالْتمس مني ان اتوقف الى ان يبرأ فتوقفت لأَجله فَقَرَأت فِي تِلْكَ الْمدَّة على عمي كتاب الهارونية من الصّرْف وألفية ابْن مَالك من النَّحْو وَلما اتممت حفظهَا توفّي أخي فِي سنة ارْبَعْ عشرَة وَتِسْعمِائَة رَحمَه الله تَعَالَى فشرعت فِي قِرَاءَة ضوء الْمِصْبَاح عَليّ عمي فقرأنه من أَوله الى آخِره وكتبت ذَلِك الْكتاب وصححته غَايَة التَّصْحِيح والاتقان ثمَّ قَرَأت عَلَيْهِ من الْمنطق مُخْتَصر ايساغوجي مَعَ شَرحه
لحسام الدّين الكاتي وقرأت عَلَيْهِ ايضا بَعْضًا من شرح الشمسية للعلامة الرَّازِيّ وَعند ذَلِك أَتَى وَالِدي من مَدِينَة قسطنطينية الى مَدِينَة بروسه وَصَارَ مدرسا بحسينية اماسيه وَلما وصلنا اليها قَرَأت عَلَيْهِ شرح الشمسية من اول الْكتاب الى آخِره مَعَ حَوَاشِي السَّيِّد الشريف عَلَيْهِ ثمَّ قَرَأت عَلَيْهِ شرح العقائد للعلامة التَّفْتَازَانِيّ مَعَ حَوَاشِي الْمولى الخيالي عَلَيْهِ ثمَّ قَرَأت عَلَيْهِ شرح هِدَايَة الْحِكْمَة لمولانا زَاده مَعَ حَوَاشِي الْمولى خواجه زَاده عَلَيْهِ ثمَّ قَرَأت عَلَيْهِ شرح آدَاب الْبَحْث لمولانا مَسْعُود الرُّومِي ثمَّ قَرَأت عَلَيْهِ شرح الطوالع للعلامة الاصفهاني من اوله الى آخِره مَعَ حَوَاشِي السَّيِّد الشريف عَلَيْهِ ثمَّ قَرَأت عَلَيْهِ بعض المباحث من حَاشِيَة شرح الْمطَالع للسَّيِّد الشريف قِرَاءَة تَحْقِيق واتقان ثمَّ قَالَ لي رحمه الله اني قضيت مَا عَليّ من حق الابوة فَالْأَمْر بعد ذَلِك اليك وَمَا أَقْرَأَنِي بعد ذَلِك شَيْئا ثمَّ قَرَأت على خَالِي حَوَاشِي شرح التَّجْرِيد للسَّيِّد الشريف من اول الْكتاب الى مبَاحث الْوُجُوب والامكان قِرَاءَة تَحْقِيق واتقان ثمَّ قَرَأت على الْعَالم الْفَاضِل الْمولى محيي الدّين الفناري شرح الْمِفْتَاح للسَّيِّد الشريف من أول مبَاحث الْمسند الى آخر مبَاحث الْفَصْل والوصل ثمَّ قَرَأت على الْعَالم الْعَامِل والفاضل الْكَامِل الْمولى محيي الدّين سَيِّدي مُحَمَّد القوجوي شرح المواقف للسَّيِّد الشريف من أول الالهيات الى مبَاحث النبوات قِرَاءَة تَحْقِيق واتقان وقرأت عَلَيْهِ ايضا تَفْسِير سُورَة النبأ من الْكَشَّاف ثمَّ قَرَأت على الْعَالم الْفَاضِل الْكَامِل الْمولى بدر الدّين مَحْمُود بن قَاضِي زَاد الرُّومِي الشهير بميرم جلبي كتاب الفتحية للْمولى عَليّ القوشجي من الْهَيْئَة وَكنت أَقرَأ عَلَيْهِ وَهُوَ يكْتب لَهُ شرحا واتحف ذَلِك الشَّرْح للسُّلْطَان سليم خَان فنصبه قَاضِيا بالعسكر المصنور فِي ولَايَة اناطولي ثمَّ قَرَأت على الْمولى الْعَالم الْعَامِل الشَّيْخ مُحَمَّد التّونسِيّ مولدا المغوشي شهرة بَعْضًا من صَحِيح البُخَارِيّ ونبذا من كتاب الشِّفَاء للْقَاضِي عِيَاض وقرأت عَلَيْهِ ايضا علم الجدل وَعلم الْخلاف وباحثت مَعَه فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة والعربية حَتَّى أجازني اجازة ملفوظة مَكْتُوبَة ان اروي عَنهُ التَّفْسِير والْحَدِيث وَسَائِر الْعُلُوم وَجَمِيع مَا يجوز لَهُ وَيصِح عَنهُ رِوَايَة وَهُوَ يروي عَن شَيْخه ولي الله شهَاب الدّين احْمَد البكي المغربي وَهُوَ يروي عَن
شَيْخه حَافظ المشرقين امير الْمُؤمنِينَ فِي الحَدِيث شهَاب الدّين احْمَد ابْن حجر الْعَسْقَلَانِي ثمَّ الْمصْرِيّ وَأَيْضًا اجاز لي بالتفسير والْحَدِيث وَالِدي وَهُوَ يروي عَن وَالِده وَهُوَ يروي عَن مَوْلَانَا يكان وَهُوَ يروي عَن الْمولى النكساري وَهُوَ يروي عَن جمال الدّين الاقسرائي وَعَن الشَّيْخ اكمل الدّين وَأَيْضًا يرويهما وَالِدي عَن الْمولى خواجه زَاده عَن الْمولى فَخر الدّين العجمي الْمُفْتِي وَهُوَ يرويهما عَن مَوْلَانَا حيدر وَهُوَ يرويهما عَن الْمولى سعد الدّين التَّفْتَازَانِيّ وايضا اجاز لي بالتفسير والْحَدِيث الْمولى الْفَاضِل سَيِّدي محيي الدّين القوجوي الْمَذْكُور وَهُوَ يرويهما عَن شَيْخه الْعَالم الْعَامِل الْفَاضِل الْكَامِل الْمولى حسن جلبي الفناري وَهُوَ يرويهما عَن تلامذة الشَّيْخ شهَاب الدّين احْمَد بن حجر
ثمَّ ان هَذَا العَبْد الْفَقِير صَار مدرسا اولا بمدرسة ديمهتوقه فِي أَوَاخِر شهر رَجَب المرجب لسنة احدى وَثَلَاثِينَ وَتِسْعمِائَة ودرست هُنَاكَ الشَّرْح المطول للتخليص من اول قسم الْبَيَان الى مبَاحث الِاسْتِعَارَة وحواشي شرح التَّجْرِيد من اول الْكتاب الى آخر مبَاحث امور الْعَامَّة ودرست هُنَاكَ ايضا شرح الْفَرَائِض للسَّيِّد الشريف ثمَّ صرت مدرسا بمدرسة الْمولى الْحَاج حسن بِمَدِينَة قسطنطينية فِي أَوَائِل شهر رَجَب المرجب لسنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَتِسْعمِائَة ودرست هُنَاكَ شرح الْوِقَايَة لصدر الشَّرِيعَة من أول الْكتاب الى كتابا البيع ودرست هُنَاكَ ايضا شرح الْمِفْتَاح للسَّيِّد الشريف من اول الْكتاب الى مبَاحث الايجاز والاطناب ودرست هُنَاكَ ايضا حَوَاشِي شرح التَّجْرِيد من مبَاحث امور الْعَامَّة الى مبَاحث الْوُجُوب والامكان ونقلت هُنَاكَ كتاب المصابيح من الحَدِيث من أول الْكتاب الى آخِره مرَّتَيْنِ وَبعد اتمامه توفّي الْمولى الْوَالِد رَحمَه الله تَعَالَى بِمَدِينَة قسطنطينية وَقت الضحوة من الْيَوْم الثَّانِي عشر من شهر شَوَّال لسنة خمس وَثَلَاثِينَ وَتِسْعمِائَة ثمَّ صرت مردسا باسحاقية اسكوب فِي أَوَائِل شهر ذِي الْحجَّة لسنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَتِسْعمِائَة وَارْتَحَلت اليها ونقلت هُنَاكَ ايضا كتاب المصابيح من اوله الى آخِره وَكتاب الْمَشَارِق من اوله الى آخِره فِي شهر رَمَضَان ودرست هُنَاكَ
ايضا كتاب التَّوْضِيح من أَوله الى آخِره ودرست هُنَاكَ ايضا شرح الْوِقَايَة لصدر الشَّرِيعَة من أول كتاب البيع ألى آخِره ودرست هُنَاكَ ايضا شرح الْفَرَائِض للسَّيِّد الشريف ودرست هُنَاكَ ايضا شرح الْمِفْتَاح من أول فن الْبَيَان الى آخر الْكتاب ثمَّ ارتحلت الى مَدِينَة قسطنطينية وصرت مدرسا بهَا بمدرسة قلندرخانه فِي الْيَوْم السَّابِع عشر من شهر شَوَّال المكرم لسنة اثْنَتَيْنِ واربعين وَتِسْعمِائَة ونقلت هُنَاكَ كتاب المصابيح من اوله الى كتاب الْبيُوع ودرست هُنَاكَ ايضا شرح المواقف من اول مبَاحث الْوُجُوب والامكان الى مبَاحث الاعراض ودرست هُنَاكَ ايضا بَعْضًا من شرح الْوِقَايَة لصدر الشَّرِيعَة ونبذا من شرح الْمِفْتَاح للسيدالشريف ثمَّ انْتَقَلت الى مدرسة الْوَزير مصطفى باشا بِالْمَدِينَةِ المزبورة فِي الْيَوْم الْحَادِي وَالْعِشْرين من شهر ربيع الاول سنة ارْبَعْ واربعين وَتِسْعمِائَة ونقلت هُنَاكَ كتاب المصابيح من كتاب الْبيُوع الى آخر الْكتاب وابتدأت بدراسة كتاب الْهِدَايَة حَتَّى وصلت الى كتاب الزَّكَاة ودرست هُنَاكَ ايضا بعض المباحث من اول الالهيات من شرح المواقف ثمَّ انْتَقَلت الى احدى المدرستين المتجاورتين بأدرنه فِي الْيَوْم الرَّابِع من شهر ذِي الْقعدَة لسنة خمس وَأَرْبَعين وَتِسْعمِائَة وابتدأت هُنَاكَ بِرِوَايَة صَحِيح البُخَارِيّ ونقلت مِنْهُ مجلدة وَاحِدَة من المجلدات التسع ودرست هُنَاكَ كتاب الْهِدَايَة من اول كتاب الزَّكَاة الى آخر كتاب الْحَج ودرست هنك ايضا كتاب التَّلْوِيح من اول الْكتاب الى التَّقْسِيم الاول ثمَّ انْتَقَلت الى احدى الْمدَارِس الثمان فِي الْيَوْم الثَّالِث وَالْعِشْرين من شهر ربيع الاول لسنة سِتّ وَأَرْبَعين وَتِسْعمِائَة ونقلت هُنَاكَ صَحِيح البُخَارِيّ وأتممته مرَّتَيْنِ ونقلت تَفْسِير سُورَة الْبَقَرَة من تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ ودرست هُنَاكَ كتاب الْهِدَايَة من أول كتاب النِّكَاح الى كتاب الْبيُوع ودرست كتاب التَّلْوِيح من التَّقْسِيم الاول الى مبَاحث الاحكام ثمَّ انْتَقَلت الى مدرسة السُّلْطَان بايزيدخان بِمَدِينَة أدرنه فِي الْيَوْم الْحَادِي عشر من شهر شَوَّال لسنة احدى وَخمسين وَتِسْعمِائَة ونقلت هُنَاكَ من صَحِيح البُخَارِيّ مِقْدَار ثلثه ودرست هُنَاكَ كتاب الْهِدَايَة من كتاب الْبيُوع الى كتاب الشّفة وَكتاب التَّلْوِيح من قسم الاحكام الى آخر الْكتاب ودرست هُنَاكَ ايضا شرح المواقف ودرست
هُنَاكَ ايضا شرح الْفَرَائِض للسَّيِّد الشريف الى ان وصلت مبَاحث التَّصْحِيح ثمَّ صرت قَاضِيا بِمَدِينَة بروسه فِي الْيَوْم السَّادِس وَالْعِشْرين من شهر رَمَضَان الْمُبَارك لسنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَتِسْعمِائَة فيا ضَيْعَة الاعمار ثمَّ صرت مدرسا باحدى الْمدَارِس الثمان ثَانِيًا فِي الْيَوْم الثَّامِن عشر من شهر رَجَب المرجب لسنة ارْبَعْ وَخمسين وَتِسْعمِائَة ونقلت هُنَاكَ صَحِيح البُخَارِيّ واتممته ودرست هنك كتاب الْهِدَايَة من كتبا الشُّفْعَة الى آخر الْكتاب ودرست هُنَاكَ ايضا كتاب التَّلْوِيح من اوله الى التَّقْسِيم الرَّابِع ودرست هُنَاكَ ايضا حَوَاشِي الْكَشَّاف للسَّيِّد الشريف الى ان وصلت الى أثْنَاء سُورَة الْفَاتِحَة ثمَّ صرت قَاضِيا بِمَدِينَة قسطنطينية فِي الْيَوْم السَّابِع عشر من شهر شَوَّال المكرم لسنة ثَمَان وَخمسين وَتِسْعمِائَة واخترمت اشغال الْقَضَاء مَا كنت عَلَيْهِ من الِاشْتِغَال بِالْعلمِ الشريف كَانَ ذَلِك فِي الْكتاب مسطورا وَكَانَ أَمر الله قدرا مَقْدُورًا ثمَّ وَقعت لي فِي الْيَوْم السَّابِع عشر من شهر ربيع الاول لسنة احدى وَسِتِّينَ وَتِسْعمِائَة عارضة الرمد ودام ذَلِك شهورا وأضرت بذلك عَيْنَايَ وَأَرْجُو من الله تَعَالَى سُبْحَانَهُ ان يعوضني مِنْهُمَا الْجنَّة على مُقْتَضى وعد نبيه صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ ان الله تَعَالَى قد وفْق هَذَا العَبْد الضَّعِيف فِي أثْنَاء اشْتِغَاله بِالْعلمِ الشريف لبَعض التصانيف من التَّفْسِير وأصول الدّين واصول الْفِقْه والعربية وايضا من الله سُبْحَانَهُ عَليّ بِحل بعض المباحث الغامضة وَتَحْقِيق المطالب الْعَالِيَة وكتبت لكل مِنْهَا رِسَالَة ومجموعها ينيف على ثَلَاثِينَ الا ان صوارف الايام بِتَقْدِير الْملك العلام قد اخترمتها وَلم يَتَيَسَّر لي تبييضها هَذَا مَا منحني الله تَعَالَى من الْعُلُوم والمعارف وَمَا قسمه الله لي بِحَسب استعدادي الفطري وَفَوق كل ذِي علم عليم وَلَيْسَ هَذَا وَالْعِيَاذ بِاللَّه تَعَالَى ادِّعَاء للْعلم والفضيلة بل ائتمار لقَوْله تَعَالَى واما بِنِعْمَة رَبك فَحدث فَلْيَكُن هَذَا آخر الْكتاب وَقد أمليته على بعض من الاصحاب مَعَ كلال الْبَصَر وَكَمَال الْحصْر وَقلة الفطن وضيق العطن ووقوعي فِي زَاوِيَة الخمول وَالنِّسْيَان والانقطاع عَن الاخوان والخلان وَالْحَمْد لله على كل حَال وَله الشُّكْر على الانعام والافضال وَقد فرغت من املائه يَوْم السبت آخر شهر رَمَضَان الْمُبَارك فِي تَارِيخ سنة خمس وَسِتِّينَ وَتِسْعمِائَة