الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشَّيْخ ان لَا يزجره عَن الْكَلَام ثمَّ قَالَ الامير للمجذوب الْمَذْكُور ادْع لي حَتَّى تنْبت لحيتي فَأخذ المجذوب من فَمه بزاقا كثيرا وَمسح بِيَدِهِ وَجه الامير فطلعت لحيته الى ان يدْخل قسطنطينية فَلَمَّا لَقِي السُّلْطَان قَالَ للوزراء سلوه من ايْنَ حصل هَذِه اللِّحْيَة فَحكى لَهُ مَا جرى فتعجب السُّلْطَان ووقف على ذَلِك الصَّغِير اوقافا كَثِيرَة وَهِي فِي ايدي اولاد الشَّيْخ الى الان وَسمعت عَن بعض اولاد الشَّيْخ ان الشَّيْخ جمع يَوْمًا ابناءه وهم اثْنَا عشر فِي بَيت وَاحِد وَوضع لَهُم الطَّعَام فَلَمَّا جَلَسُوا على التَّرْتِيب نظر اليهم وَاحِدًا وَاحِدًا وَقَالَ الْحَمد لله تَعَالَى فظننا انه يحمد الله تَعَالَى على ان وهبه هَذِه الاولاد فَقَالَ ابْنه المجذوب انا اعرف على مَاذَا حمدت الله تَعَالَى فَقَالَ الشَّيْخ على أَي شَيْء حمدت الله تَعَالَى قَالَ حمدت على ان رزقك الله هَذِه الاولاد وَلم يكن لَك محبَّة لوَاحِد من هَؤُلَاءِ فَقَالَ الشَّيْخ احسنت يَا وَلَدي وصدقت قدس الله تَعَالَى سره الْعَزِيز
وَمِنْهُم الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى عبد الرحيم الشهير بِابْن الْمصْرِيّ
مولده ببلدة قراحصار واتصل بِخِدْمَة الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه آق شمس الدّين وَحصل عِنْده المعارف ونال من الاذواق حظا جزيلا يشْهد بذلك كِتَابه الموسوم بوحدت نامه ثمَّ رَجَعَ الى وَطنه وَمَات وَدفن بِهِ رَحمَه الله تَعَالَى
وَمِنْهُم الْعَارِف بِاللَّه الشَّيْخ ابراهيم بن حُسَيْن الصراف السيواسي مولدا
قَرَأَ الْعُلُوم اولا على الْمولى يَعْقُوب بقونية ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة خوندخاتون بِمَدِينَة قيصرية وَلما اطلع على ان الْمدرسَة مَشْرُوطَة للحنفية وَكَانَ هُوَ شَافِعِيّ الْمَذْهَب تَركهَا وَغلب عَلَيْهِ محبَّة الله تَعَالَى وحصلت لَهُ جذبة الهية وَقصد ان يصل الى مَشَايِخ اردبيل ثمَّ وصل اليه اوصاف الشَّيْخ آق شمس الدّين فَتوجه اليه رَاكِبًا على حمَار وَالشَّيْخ عِنْد ذَلِك مشتغل بالارشاد فِي بَلْدَة بكبازاري وَلما وصل الى الشَّيْخ رأى النَّاس مُجْتَمعين حوله ويسألونه عَن الْأَمْرَاض الْبَدَنِيَّة فَلَمَّا تفَرقُوا قَالَ الشَّيْخ يَا عجبا لَيْسَ اُحْدُ يسألني عَن الامراض الروحانية قَالَ فتقدمت الى الشَّيْخ فَقَالَ لي من انت قلت كنت مدرسا بقيصرية فَحصل فِي قلبِي هم عَظِيم اتيت راجيا لمداواته فَقَالَ الشَّيْخ هَل مَعَك هَدِيَّة لنا قَالَ فَاسْتَحْيَيْت لِأَنِّي
كنت رجلا فَقِيرا غير قَادر على الْهَدِيَّة قَالَ فَفطن الشَّيْخ لذَلِك وَقَالَ اسألك عَن الْوَاقِعَات وَالْأَحْوَال فَقلت لَيْسَ لي شَيْء سوى سَواد الْقلب وَالْوَجْه فَأمرنِي بالخلوة واحياء تِلْكَ اللَّيْلَة وَرَأَيْت تِلْكَ اللَّيْلَة اربعمائة وَاقعَة فملا اصبحت اخذت قَلما وأشرت الى أَوَائِل الْوَاقِعَات فَوجدت تفاصيلها فِي خاطري مَعَ اني كنت رجلا كثير النسْيَان رُبمَا انسى مَا نَوَيْت قِرَاءَته فِي الصَّلَاة فَعلمت ان هَذَا الْحِفْظ من بَرَكَات الشَّيْخ فداومت على الْخلْوَة والاحياء وَكَانَ اصحاب الشَّيْخ فِي الْخلْوَة مأمورين بالرياضة وَالشَّيْخ يُرْسل لي قَصْعَة من الطَّعَام وخبزة وجرة من المَاء فمضت على ذَلِك مُدَّة وخطر ببالي فِي بعض اللَّيَالِي اني مَا تخلصت من الحيوانية فَرددت الطَّعَام تِلْكَ اللَّيْلَة فَمَا قدرت على تِلْكَ الْوَاقِعَة فَعرف مني الشَّيْخ ذَلِك فعتب على الْخَادِم فَقَالَ لأي شَيْء تتعدى طورك وطبيبك اعرف بحالك مِنْك وَلما كَانَ لَيْلَة السَّابِع وَالثَّلَاثِينَ من ليَالِي الْخلْوَة وَكَانَت لَيْلَة الْبَرَاءَة اشتاقت نَفسِي الى قَصْعَة من طَعَام الارز المفلفل مَعَ السّمن الْكثير فَدَعَا لي الشَّيْخ وَقت الْعشَاء وأحضر الطَّعَام الْمَذْكُور واعطاني وَقَالَ كل من هَذَا قدر مَا اشْتهيت وَلَيْسَ شمس الدّين عنْدك فَأكلت مَا فِي الْقَصعَة بِتَمَامِهِ وَبعد ذَلِك أَمرنِي بِالْخرُوجِ عَن الْخلْوَة ثمَّ انه كَانَ من عَادَة الشَّيْخ إِبْرَاهِيم الْمَزْبُور ان يَأْمر لمريديه بِالْخدمَةِ نَهَارا وبالاحياء لَيْلًا الى ان ينفتح لَهُ شَيْء من الطَّرِيقَة ثمَّ يَأْمر بالخلوة يرْوى انه حصل للشَّيْخ إِبْرَاهِيم الْمَزْبُور قبض عَظِيم عِنْد اشْتِغَاله بالارشاد بقيصرية فِي حَيَاة شَيْخه وَلم يقدر على دَفعه فَتوجه الى شَيْخه فَرَأى فِي الطَّرِيق فِي الْوَاقِعَة ان الشَّيْخ أَمر لَهُ بالقعود على التَّنور للتعرق فَفعل كَمَا أَمر وسال مِنْهُ عرق كثير فتبدل الْقَبْض بالبسط فَحكى مَا وَقع للشَّيْخ فَاسْتَحْسَنَهُ الشَّيْخ وَأمر لَهُ بِالْعَمَلِ بِهِ عِنْد حُصُول الْقَبْض وَكَانَ الشَّيْخ إِبْرَاهِيم الْمَذْكُور يَأْمر مريديه عِنْد الْقَبْض بالقعود على التَّنور وسقيهم جرارا من المَاء فيسيل مِنْهُم عرق كثير ويتبدل قبضهم بالبسط يرْوى ان الشَّيْخ الْمَذْكُور كَانَ يغلب عَلَيْهِ الِاسْتِغْرَاق حَتَّى انه رُبمَا كَانَ لَا يعرف وَلَده وَيَقُول من هَذَا وصنف كتابا فِي اطوار السلوك وَسَماهُ بِكِتَاب كلزار وَكَانَت وَفَاته بقيصرية فِي فصل الخريف لَيْلَة الثُّلَاثَاء فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة