الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فِيهَا النَّقْل الى الْمدرسَة الَّتِي بنتهَا قبل ذَلِك فِي الْمَدِينَة المزبورة فَنقل المرحوم عَنْهَا الى هَذِه الْمدرسَة بالوظيفة الْمَذْكُورَة ثمَّ نقل الى احدى الْمدَارِس الثمان ثمَّ الى مدرسة ايا صوفيه بستين ثمَّ الى احدى الْمدَارِس السليمانية ثمَّ قلد قَضَاء الْمَدِينَة المنورة ثمَّ نقل الى قَضَاء مَكَّة المشرفة وَلم يتَّفق لَاحَدَّ من عُلَمَاء الرّوم فِي سالف العصور تَوْلِيَة الْقَضَاء فِي الْحَرَمَيْنِ الشريفين غير الْمولى الْمَزْبُور ولاختصاصه بِهَذِهِ الْفَضِيلَة من الْبَين لقبه اهل هَذِه الديار بقاضي الْحَرَمَيْنِ وانتقل رحمه الله بِمَكَّة المشرفة فِي اوائل ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسبعين وَتِسْعمِائَة وَقد وَقع وُصُول مَاء عَرَفَات بِمَكَّة فِي هَذِه السّنة وَكَانَ يعْمل لَهُ فِي سنة سبعين بهمة السيدة مهروماه بنت السُّلْطَان سُلَيْمَان فانها لما وصلت اليها قلَّة الْمِيَاه بِمَكَّة ومضايقة اهل الْحرم الشريف فِيهَا واخبرت بامكان مَجِيء مَاء عَرَفَات الى مَكَّة شرفها الله تَعَالَى قصدت اليه واعتنت بعمارته وافنت فِيهِ اموالا جزيلة الى ان تيسرت لَهَا هَذِه المثوبة الْعُظْمَى فِي السّنة المزبورة فاتفق دُخُولهَا بِمَوْت الْمولى الْمَزْبُور وَكَذَلِكَ مَجِيء الْحَاج فِي السّنة المزبورة فاتفق ان اجْتمع فِي جنَازَته خلق كثير وجم غفير من الْعلمَاء والصلحاء وشهدوا لَهُ بِالْخَيرِ وَحسن الخاتمة ودعوا لَهُ بالمغفرة الدائمة وَكَانَ المرحوم من اعيان افاضل الرّوم معدودا من الرِّجَال مَذْكُورا فِي عداد ارباب الْفضل والكمال نظيفا وجيها عَظِيم التؤدة وَالْوَقار بِحَيْثُ نسبه النَّاس الى الْغرُور والاستكبار غفر لَهُ الْملك الْغفار
وَمن الْعلمَاء الاعلام وفضلاء الاعجام الْمولى مصلح الدّين اللاري
ولد رحمه الله فِي اللار وَهِي بالراء الْمُهْملَة مملكة بَين الْهِنْد والشيراز اشْتغل رحمه الله على مير غياث بن مير صدر الدّين المستغني بشهرته التَّامَّة عَن التوصيف والتبيين وقرا ايضا على ميركمال الدّين حُسَيْن تلميذ الْمولى الْمَعْرُوف لَدَى القاصي والداني جلال الْملَّة وَالدّين مُحَمَّد الدواني ثمَّ ذهب الى بِلَاد الْهِنْد واقتحم شَدَائِد الاسفار واتصل بالامير همايون من اعاظم مُلُوك هَذِه الديار وَحل عِنْده محلا رفيعا ومنزلا منيعا وتلمذ مِنْهُ ولقبه بالاستاذ وعامله باللطف والرأفة الى ان افناه الدَّهْر واباد وَقَامَت الْفِتَن والحوادث من بعده فِي تِلْكَ الْبِلَاد فَخرج المرحوم عَنْهَا
قَاصِدا الى زِيَارَة بَيت الله الْحَرَام واقامة شَعَائِر شرائع الاسلام فَلَمَّا تيَسّر لَهُ الْحَج وَحصل لَهُ الرّوم رام الدُّخُول فِي بلادالروم فانتقل من بلد الى بلد وَمن مَدِينَة الى مَدِينَة حَتَّى وصل الى قسطنطينية فَاجْتمع بِمن فِيهَا من الافاضل الفحول وباحث مَعَهم فِي الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول وَلما اجْتمع بالمولى ابي السُّعُود اضمحل عِنْده وَلم يظْهر لَهُ وجود وَعين لَهُ كل يَوْم خَمْسُونَ درهما من بَيت المَال فَلم يجد فِيهَا مَا يرضيه من التَّوَجُّه والاقبال فَلم يخْتَر الاقامة فِي هَذِه الْبَلدة البديعة وَخرج الى ديار بكر وَرَبِيعَة فَلَمَّا وصل الى آمد وشاع لَهُ المحاسن والمحامدا ستدعاه اميره اسكندر باشا وَصَاحبه فَاسْتَحْسَنَهُ واعجبه وَبَالغ فِي ثنائه وعطائه وعينه معلما لنَفسِهِ وابنائه وَزَاد على وظيفته وأبرم عَلَيْهِ الاقامة فِي الْبَلدة المسفورة ثمَّ قلدالمدرسة الَّتِي بناها خسرو باشا فِي الْبَلدة المزبورة وارسل اليه المنشور من جَانب السُّلْطَان بَان يلْتَحق بزمرة الموَالِي فَتعين كل نوبَة ثَلَاثَة من طلبته لملازمة الْبَاب العالى فدام على الدَّرْس والافادة حَتَّى درسه الدَّهْر واباده وَذَلِكَ فِي شهر ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسبعين وَتِسْعمِائَة وَقد اناف عمره على سِتِّينَ سنة
كَانَ رحمه الله عَالما فَاضلا محققا كَامِلا عُزَيْر الْفَهم كثير الاحاطة وَاسع الْمعرفَة مشاركا فِي الْعُلُوم النقلية صَاحب الْيَد الطُّولى فِي الْفُنُون الْعَقْلِيَّة شرح تَهْذِيب الْمنطق والتذكرة من علم الْهَيْئَة ورسالة الْمولى فِي الْفَنّ الْمَزْبُور وَكتب فِيهِ متْنا لطيفا وعلق حَاشِيَة على شرح الْهِدَايَة الْحكمِيَّة للْقَاضِي مير حُسَيْن وحاشية على شرح الطوالع للاصفهاني وحاشية على شرح الْمولى جلال للتهذيب وحاشية على بعض الْمَوَاضِع من شرح المواقف للشريف الْجِرْجَانِيّ وحاشية على تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ الى آخر الزهراوين وَشرح شمائل النَّبِي صلى الله عليه وسلم بالعربي والفارسي وَجمع تَارِيخا كَبِيرا على لِسَان فَارس من بَدْء الْعَالم الى زَمَانه وَكتب على مَوَاضِع من الْهِدَايَة ورسائل عديدة يطول ذكرهَا وَقصد مُعَارضَة الْمُفْتِي ابي السُّعُود فِي قصيدته الميمية وكلف نَفسه مَا لَيْسَ فِي وَسعه فَكَانَ فِي الآخر مصداق مَا قَالَه الشَّاعِر
…
اذا لم تستطع امرا فَدَعْهُ
…
وجاوزه الى مَا تَسْتَطِيع
…
ولنذكر مِنْهَا مَا قدمه حَتَّى نريك ايْنَ يضع قدمه
…
كَفاك ابتئاسا فِي هَوَاك ملام
…
وَقلت لمن شَاءَ السَّلَام سَلام
اسار اسير الْعِشْق صوب سَلامَة
…
اكان مَكَان العاشقين سَلام
وَمَا كنت وحدي بالمحبة هائما
…
فَذَاك كثير فِي الزَّمَان قُدَّام
لكم زمرة تاهت بتيه محبَّة
فكم هام فِي هَذَا الهيام هيام
وَمن قَالَ من ليلاي حرفا اسرني
…
وكل كَلَام غير ذَاك كَلَام
حمامة مني بلغيها تَحِيَّة
…
وان جَاءَنِي بعد البعاد حمام
رماني زماني فِي مقاحم هجره
…
وَمن عين عَيْني الدُّمُوع سجام
وأقرح اجفاني واحرق مهجتي
…
بِمَا صب عَيْني واستفاد غرام
فَلَا عبراتي بالعيون لتنتهي
…
وَلَا زفراتي بالفراق تضام
فياليت شعري ارى روح وَصله
…
ويرتاح قلب قد حواه ضرام
ايبدو لالام الْفِرَاق مفرق
…
ويرجى لأسباب الْوِصَال ضمام
طويت طوامير الْوَفَاء مغاضبا
…
اليست عهود بَيْننَا وذمام
فآها لأزمان الْفِرَاق وطولها
…
فساعة يَوْم من فراقك عَام
فَلَو فِي الفلا اشكو فَلَا شكّ انه
…
ليبكي على حَالي الفلا واكام
وَكَانَ اشتهاري باصطباري لمحنة
…
وَلَكِن صبرا فِي نواك حرَام
لقدك قد قَامَت حُدُود رشاقة
…
وخدك حد الْحسن فِيهِ تَمام
وَصَاحب مِصْبَاح الصباحة مصبحا
…
فانت وشمس سيد وَغُلَام
…
وَقَالَ بعد ابيات
…
وَفَارَقت ابناء الزَّمَان جَمِيعهم
…
وَمَا للبيب باللئام لؤام
وَلَا لطف فِي خل من الْخَيْر قد خلا
…
وَلَا نفع فِي سحب لَهُنَّ جهام
لَهُم فِي اداء المنجيات تكاسل
…
لَهُم فِي لُزُوم المهلكات لزام
وَلَيْسَ لاقبال الزَّمَان ادامة
…
وَلَيْسَ لادبار الدهور مدام
…
.. فَكل نَهَار يحدث اللَّيْل بعده
…
وَلَا ليل الا من قَفاهُ عيام
فَلَا تَكُ مَسْرُورا وَلَا متحزنا
…
اتاك نَهَار اَوْ عرَاك ظلام
كبو قلمون فِي التلون دَهْرنَا
…
وَلَيْسَ لما ابدى الزَّمَان دوَام
تعاقيب حالات الانام كَمَا ترى
…
دَلِيل على هَذَا الْكَلَام تَمام
سرُور واحزان شباب وَشَيْبَة
…
غنى واحتياج صِحَة وسقام
حَيَاة وَمَوْت لَذَّة وتألم
…
وعسر وَيسر محنة وحمام
الا انما الدُّنْيَا كأحلام نَائِم
…
فَعَن ذَاك ايقاظ الانام نيام
وطوفان نوح قد نجا مِنْهُ فرقة
…
وَلَكِن طوفان الْمنية عَام
فَمَا قاومت موتا صلابة رستم
…
وَقد زَالَ حام بالزوال وسام
وَأَيْنَ مُلُوك قد بنوا فِي بِلَادهمْ
…
كَانَ لديهم مَا يكَاد يرام
بِسَاحَتِهِمْ للنَّاس كَانَ تزاحم
…
وفيهَا صُدُور ركع وَقيام
صناجقهم طاحت وبادت جنودهم
…
مناجقهم قد بددت وسهام
وَأَيْنَ بَنو مَرْوَان ايْنَ بِلَادهمْ
…
واين وليد وَأَيْنَ رَاح هِشَام
مضى آل عَبَّاس وَلم يبْق بأسهم
…
وَلم يبْق مِنْهُم عدَّة وعرام
فيا راسخا فِي غمرة الْجَهْل والهوى
…
سيلقاك فِي هَذَا الرسوخ ندام
عَلَيْك بهرب ثمَّ رهب من الْهوى
…
هوى وهوي فِي الْجَحِيم تؤأم
عجبت لمن اضحى من الزادخاليا
…
الْيَسْ لَهُ نَحْو الْمعَاد رغام
فتب خَالِصا من كل اثم فانه
…
يصير مصير الآثمين آثام
…
وَمن الْعلمَاء والفضلاء والمشايخ ابو سعيد ابْن الشَّيْخ صنع الله
كَانَ الشَّيْخ صنع الله الْمَذْكُور من قَرْيَة لوزه كنان من اعمال تبريز وَقد اشْتغل هُوَ وَالْمولى عبد الرَّحْمَن الجامي على الشَّيْخ عبيد الله النقشبندي قدس سره الْعَزِيز فَحصل عِنْده مَا حصل من الشرافة ودام فِي خدمته حَتَّى شرفه بالاذن والخلافة وَلما رَجَعَ من خُرَاسَان الى بِلَاده واشتغل بالارشاد والافادة اجْتمع عَلَيْهِ
الْكثير من ارباب الطّلب والارادة الى ان نبت فِي تِلْكَ النواحي بذور الالحاد وفاش وَظَهَرت الطَّائِفَة الْمَعْرُوفَة بقزلباش فطغوا فِي الْبِلَاد فاكثروا فِيهَا الْفساد فَخرج المرحوم الى ديار الاكراد وَأقَام مُدَّة فِي يدليز ثمَّ اعاده حب الوطن الى تبريز وَلما وقف على رُجُوعه ذَلِك الرجل الرذيل رَئِيس تِلْكَ الطَّائِفَة الطاغية اسمعيل عزم على قَتله وزجره فَطَلَبه من فوره وَلما دخل عَلَيْهِ لم يسْجد لَهُ على مَا هُوَ الْعَادة لمن دخل عَلَيْهِ وَمثل بَين يَدَيْهِ وخاطبه بِغَيْر الْخَوْف والخشية والوحشة فَوَقع على اسمعيل مِنْهُ هَيْبَة عَظِيمَة ودهشة وَبعد ذَلِك تكلم فِي خلاصه صَدره مير جمال الدّين الاصفهاني فَلم يقدم على قَتله ورده سالما الى منزله وَولد فِي تبريز الشَّيْخ ابو سعيد الْمَزْبُور وَقَالَ فِي تَارِيخ وِلَادَته جمال الدّين المسفور (شعر فَارسي)
هشتم دي قعده نهصد وبيست
…
متولد بساعة خير سِتّ
بوسعيدي ماكه داد خدا
…
ثَانِي بو سعيد بو الْخَيْر سِتّ
…
فَلَمَّا شب ودب وَبلغ ابان الطّلب قرا على الْعلمَاء الاعلام وفضلاء الاعجام مِنْهُم الْفَاضِل الْمَشْهُور مير غياث الدّين الْمَنْصُور الى ان بلغ مبلغ الرِّجَال وَشهد لَهُ اساتذته بِالْفَضْلِ والكمال وبالغوا فِي مدحه وثنائه وفرط ذكائه وَلما خرج منلا احْمَد الْقزْوِينِي الى بِلَاد الرّوم فِي صُورَة الْحَاج اراد الشَّيْخ ابو سعيدالخروج مَعَه فِي هَذِه الصُّورَة فحبسه طهماسب شاه وجبهه مَعَ عَم لَهُ وصادرهما بِعشْرَة آلَاف دِينَار ووكل بهما من يقبض مِنْهُمَا الْمبلغ المرقوم فوضعوا ايديهم على املاكه ورباعه وباعوها بارخص الاثمان وَسعوا فِي اتلافها بِقدر الامكان فَلم يبلغُوا الْمبلغ الْمَزْبُور فعرضوا الْقِصَّة على طهماسب فَأمر بتعذيبما بانواع الْعَذَاب وَلم يقصروا حَتَّى قطعُوا لحومهما بالكلاب وأطعموها قدر سنة للكلاب فرحمهما بعض من وكل بهما فسامح فِي الْحِفْظ والمراقبة فهرب الشَّيْخ ابو سعيد وَوصل الى اردبيل وخلص نَفسه من الْعَذَاب الوبيل فانه من دخل بهَا ينجو من اذاهم وان كَانَ من اكبر عداهم وَكَانَ عَمه شَيخا كَبِيرا فَلم يُمكنهُ الْهَرَب فَبَقيَ فِي ايديهم اسيرا وكسيرا وَقَرَأَ المرحوم فِيهَا ملى منلا حُسَيْن واشتغل عِنْده قدر
سنتَيْن وَلما قصد السُّلْطَان الاعظم سُلَيْمَان خَان الْمُعظم الى فتوح ديار الْعَجم وَسَار حَتَّى وطىء بخيله وَرجله هَذِه الْبِلَاد ليستأصل مَا فِيهَا من ارباب الزيغ وَالْفساد وانقض صقور الاروام على عصافير الاعجام فَتَفَرَّقُوا من سطوتهم تفرق الاغنام عِنْدَمَا حمل عَلَيْهَا اسودالاجام ففرح مِنْهُ الشَّيْخ الْمَزْبُور وزاح غمه وتخلص من ايدي الظلمَة عَمه وصمما الْخُرُوج الى ديار الرّوم وعزما على السّفر فالتحقا بالعسكر المظفر فسارا بهم وعادا مَعَهم الى الرّوم فِي ايابهم وَلما وصلوا الى آمد توفّي عَمه فازداد بالوحدة همه وغمه وَذَلِكَ سنة خمس وَخمسين وَتِسْعمِائَة وَلما وصل الى حلب عين لَهُ من جَانب السُّلْطَان كل يَوْم عشره انصاف فاستقلها الشَّيْخ الْمَزْبُور فاستجاز لِلْحَجِّ وَكَانَ فِي قلبه الذّهاب الى الْهِنْد لما بَينه وسلطانه من معارفة قديمَة ومحبة اكيدة فَوقف عَلَيْهِ الْوَزير الْكَبِير رستم باشا فاستماله وَطيب قلبه واستصحبه الى قسطنطينية وَعين لَهُ خَمْسَة عشر درهما ثمَّ زَاد فِي وظيفته فَصَارَت خَمْسَة وَثَلَاثِينَ وَحصل لَهُ الْقبُول التَّام عندالخواص والعوام وترادفت عَلَيْهِ العطيات وتكررت الترقيات حَتَّى بلغت وظيفته فِي وزارة عَليّ باشا الى مائَة وَكَانَ ذَلِك سنة احدى وَسِتِّينَ وَتِسْعمِائَة وَحج رحمه الله سنة سِتّ وَسبعين وَتِسْعمِائَة وَتُوفِّي بقسطنطينية فِي اوائل جمادي الاولى سنة ثَمَانِينَ وَتِسْعمِائَة وَدفن بحظيرة الشَّيْخ وفا وَقَالَ فِيهِ بعض احبائه شعر فَارسي
…
جون شيخ ابو سعيدمرحوم
…
زين دَار فَنًّا بآبروشد
ازبس كه وفانمودبا خلق
…
ميدان وفا ازان اوشد
…
كَانَ رحمه الله عَالما فَاضلا مدققا محققا جَامعا بَين الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول حاويا للفروع والاصول مَعَ كَمَال الْوَرع والديانة والزهد والصيانة وَكَانَ من غَايَة نزاهته وَكَمَال طَهَارَته لَا يلبس لباسا من الثقال والخفاف الا بعدغسله حَتَّى الفرو والخفاف وَكَانَ لَا يجلس احدا على بساطه وان لم يقصر فِي ملاطفته وانبساطه وَلَا يصافحه الا وَيغسل يَده بعده وَكَانَ رحمه الله من الاسخياء الامجاد والكرماء الاجواد يبْذل مَا يقدر عَلَيْهِ وَيفرق على النَّاس مَا يجْتَمع لَدَيْهِ غير متكلف فِي